سبحان الله.. عش رجبا ترى وتسمع عجبا!!
قبل أيام سمعت هذا الكلام من امرأة ظننتها تهذي ولم ألقي لكلامها بالا، وإذا بي اليوم أقرأه هنا!!
فالعجب كل العجب كيف قاله الشيخ عدنان الإبراهيم، والأعجب أن يقره عليه الشيخ البوطي -حفظه الله-، فهل أنت متأكد من هذا؟!
هي فعلا قنبلة فجرها نسفت معها كثيرا من العقول، وفتحت باب الجرأة على التاريخ، والأحاديث الصحيحة، بل والمشهورة بين الناس، التي أقرها العلماء على مدى أربعة عشر قرنا، فقد صدق في وصفه لها بالقنبلة!!
أو كلما رموا ديننا بشبهة، حرفنا تاريخنا، وديننا للدفاع عنها!!
قال في الختام: أنا على أن أشكك بمرويات في أحاديث، في أشخاص، في أشياء كثيرة، لكن لا أشكك في نبيي، لا أشكك في سبب نجاته عليه أفضل الصلاة والسلام..
فهذا كلام فيه ما فيه من الخطورة، غفر الله لقائله..
وأي شك في أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج سيدتنا عائشة -رضي الله عنها- وهي في التاسعة من عمرها، المشكك في هذا إنسان لا يعرف البيئة العربية، ولا سمع بها..
كيف وقد أمر النبي صلى الله عليه بالمسارعة بتزويج البنت إذا بلغت، وغالب البنات في جزيرة العرب يبلغن ما بين سن التاسعة والحادية عشر، بخلاف الأصول الفارسية، وبلاد الشام، وبلاد الغرب، فما المانع شرعا وطبا من أن تتزوج البنت بهذا السن، لا سيما إذا كانت بالغة؟!
وأنا عشت في الخليج العربي، وعشت في أوربا، ورأيت البنات في أوربا لا تكاد تبلغ الواحدة منهن عشر سنوات أو إحدى عشر سنة، إلا وتكون لها علاقة مع الرجال، وكثيرا ما يكون ذلك قبل بلوغها سن الرشد..
وأما في بلاد الشام فمع تأخر بلوغ الفتيات هناك، إلا أن الزواج المبكر منتشر جدا، فكم وكم رأيت نساء تزوجن في ما بين سن العاشرة والثالثة عشر، وهن سعيدات بذلك، ويسعين لتزوج بناتهن بنفس السن، والآن صار الشائع في الزواج المبكر هناك أن تكون البنت في السادسة عشر..
وأما في الخليج العربي فما يزال البنات في القبائل غير المتمدنة يتزوجن صغيرات في سن العاشرة والحادية عشر، وهذا أمر تتحكم فيه البيآت..
فالزواج المبكر أمر شائع في جزيرة العرب، نراه ونسمع به دائما، وكفى بزواج النبي صلى الله عليه وسلم لها في هذا السن حكمة أن يبين الحكم فيه..
وإذا كان بعض الآباء يظلمون بناتهن، ويزوجونهن لغير كفء، فلا يعني هذا أن يمنع الأمر، ويتهم كل من فعل هذا بالظلم، ثم ننزه النبي صلى الله عليه وسلم عن الظلم الذي ادعيناه من منظورنا، بل الأمر يختلف من حال لحال، ومن رجل لآخر..
ثم إنه لم يكن في جزيرة العرب فتاة خصوصا في ذاك الزمن تبقى إلى سن الثامنة عشر، أو التاسعة عشر، دون أن تتزوج إلا نادرا، بل كن يترملن في هذا السن، فكيف بقيت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى هذا السن غير متزوجة، وهي ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ذو النسب والمكانة في قومه!!
والأعجب كيف نظر إلى سبب من أسباب المنع أن تكون في هذا السن، هو أخذها في الحروب على صغر سنها، ورده للرجال، ولم ينظر إلى الفرق بين مهمتها ومهمتهم فيها..!
وهناك الكثير من الأمور التي ترد كلامه.. فغفر الله له، ففي الباب الذي فتحه خطورة لا يجب أن تهمل..
ما مصائب الدنيا إلا جرح سرعان ما يلتئم، فإما أن يلتئم على أجر من الصبر، وإما على وزر..
فكل مصيبة في غير الدين هينة، أما المصيبة فيه فذاك الجرح الذي لا يلتئم..
فكيف بمن أوتي علما ودينا فنبذه وراء ظهره واختار جرح نفسه بيديه؟!