نعم أنا أعرف السيد كمال الحيدري من خلال بعض الكتب والدروس التي سمعتها...ولكن أن يقال إنني أتابع دروسه للاستفادة هكذا مطلقا، لا يليق أن يقال، لأن هذا الإطلاق يفيد أنني لا أسمعها إلا للاستفادة، والحققة أنني سمعت بعضها لأعرف مستواه ومآخذه وطريقته في الكلام والتحليل، لأعرف مستواه ، وقد عرفته، بهذه الصورة منذ أكثر من خمس عشرة سنة، ولم أعد بحاجة لمعرفة زيادة عنه...فقد صار واضحا في نظري.... وكنت أتوقعه أعلى فهما وأدق نظرا وتحريرا مما تبين لي وانكشف من حاله....وأنا أعرف أن كلامي هذا لن يعجبك....!
نعم نحن لا ننكر الاستفادة من كثير من الناس وليس ذلك بعيب، فنحن نستفيد ممن هو أدنى مرتبة منا، وهذا يزيدنا كمالا كما لا يخفى، لا نقصاً، ونحن مأمورون بذلك في شريعتنا، ولكن مع ذلك كله لا يليق أن يطلق القول أنني أسمع دروس كمال الحيدري للاستفادة لأن ذلك يتضمن أنني أسلم أنه أعلى مكانة وعلما بحيث أستمع له استماع التلميذ أو المستفيد، وليس الأمر كذلك، لا بالنسبة له فقط، بل بالنسبة لمن هو أعلى مقاما منه من الشيعة، وها أنا أتابع كلامك وأرد عليه ولو كان لك بعض التسجيلات الصوتية لاستمعت إلى ما تقول، فهل يقال عندئذ إنني أستمع لكلامك للاستفادة....
والهدف الأول من سماعي لدروسه ودروس غيره من الشيعة وغيرهم، كما أستمع لتسجيلات بعض الزنادقة والملحدين من الغربيين والشرقيين، وأقرأ كتبهم ، ليس مطلق الاستفادة، وإن كانت قد تحصل ضمنا ببعض الأمور، ولكن المراد عندي تعقبهم ومعرفة مستواهم الفكري لأتمكن من نقد أقوالهم ومعرفة ما أصابوا فيه مما ضلوا وأخطأوا السبيل...
ولم أستمع من دروسه المنطقية إلا لعدد محدود جدا ، واهتمامي كان بسماع ما يقرره من مذاهب الشيعة على طريقة الملا صدرا الفلسفية لنعرف كلامهم منهم، لا لمجرد الاستفادة كما تقول! فأرجو أن تحرص على عباراتك وطريقة تقريرها هنا....
وقد قرأنا أيضا -وما نزال- كلام الملاحدة والزنادقة والمبتدعة من المتقدمين والمتأخرين، لا لنستفيد منهم استفادة التلميذ من المعلم، بالطريقة التي توحي بها،فما عرفناه من تحقيقات أهل السنة تكفينا بحمد الله تعالى، وما نتمكن من تحقيقه بأنفسنا يغنينا عن كثير من تقريرات الآخرين وتكلفاتهم، وإنما نقرأه لنتمكن من مذاهبهم وأقوالهم ولنعرف المعاني التي يريدونها من خلال كلامهم نفسهم، وهذا لا يضيرنا بل يميزنا عن غيرنا ممن لا يستمع لغيره ولا يقدر على معرفة آراء المخالفين ولا فهمها كما يريدون هم...ولذلك ترانا إذا تكلمنا مع المخالفين نكشف عن حقيقة عقائدهم بأقرب طريق وأوضحه....
وليس لنا إلى غير الله تعالى حاجة ولا مذهب