[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
ابن تيمية ينصر التجسيم بالأقيسة العقلية (عجبي) !![/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد
فإن عمدة أهل السنة في المباحث العقلية والأدلة البرهانية هي القياس المنطقي لأنه يفيد اليقين.
وأما التمثيل إذا كانت العلة فيه قطعية، وكذا الاستقراء إذا كان تامًا مستجمعًا للشروط، فيفيدان اليقين حينئذ لرجوعهما إلى القياس.
لكن ابن تيمية يخالف أهل السنة والجماعة ويرى أن القياس المنطقي الشمولي وكذا قياس التمثيل لا يصلحان مستندًا في العلم الإلهي، لأنهما لا يؤديان إلى اليقين ولا ينتجانه من حيث هما، وإنما يؤديان إليه إذا كانت المادة قطعية، فهو لا يفرق بينهما بل يضعهما في مرتبة واحدة هي عدم إفادتهما اليقين في العلم الإلهي إلا إذا كانت مادة القياس قطعية فيفيدان اليقين لا لذاتيهما بل لقطعية المقدمة.
ويمضي ابن تيمية في محاولته الخروج عن منهج أهل السنة وقواعدهم وأصولهم وكثير من فروعهم، داعيًا إلى منهج جديد وطريقة استدلال جديدة، ناسبًا إياها في الوقت نفسه إلى السلف الصالح.
وهذا المنهج التيمي يعتمد في الاستدلال على ما سماه » قياس الأولى « سواء كان تمثيلاً أو شمولاً كما قال تعالى: ولله المثل الأعلى مثل أن يعلم أن كل كمال ثبت لله للممكن أو المحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه وهو ما كان كمالاً للموجود غير مستلزم للعدم فالواجب القديم أولى به، وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق المربوب المعلول المدبر فإنما استفاده من خالقه وربه ومدبره فهو أحق به منه، وأن كل نقص وعيب في نفسه وهو ما تضمن سلب هذا الكمال إذا وجب نفيه عن شيء ما من أنواع المخلوقات والممكنات والمحدثات فإنه يجب نفيه عن الرب تبارك وتعالى بطريق الأولى، وأنه أحق بالأمور الوجودية من كل موجود، وأما الأمور العدمية فالممكن المحدث بها أحق، ونحو ذلك «(1)… اهـ.
وقد بنى ابن تيمية على هذا اتصاف الله بالجهة لأنه أحق بالأمور الوجودية وأكمل من أن لا يكون في جهة الذي يساوي عنده العدم !! فلا شك أن الوجود أشرف وأكمل من العدم – كلمة حق أريد بها باطل-
وبنى على هذا أيضًا أن الصفات السلبية التي تنزه الله عن النقائص والنقائض لتثبت له كل كمال لائق به – حقاً- هذه الصفات لا تفيد كمالاً عنده…
أقول : سبحان الله يالله العجب من عقل هذا الرجل..
وبنى على هذا أيضًا أن من يفعل في ذاته أفعالاً فيفرح ويضحك ويغضب ويحب ويكره ويتحرك وينزل ويطوف في الأرض.. إلخ أكمل من الجماد الذي لا حركة له ولا انفعال..
وبنى أشياء كثيرة على هذا .. بل إني استطيع القول بأنه قد بني مذهبه في الله وصفاته وأفعاله على دليل الكمال الذي سماه » قياس الأولى « محاولة منه للبرهنة العقلية على مذهبه في التجسيم الذي توهمه من ظواهر آيات وأحاديث..
ولذا فإنني أسأل الله تعالى أن يعينني على كشف حقيقة مذهبه والرد عليه وإبراز صفاء ورجاحة مذهب أهل السنة الذين عدوا دليل الكمال من الأدلة الضعيفة التي لا يجوز الاستدلال بها في إثبات صفة لله تعالى..
وانظر إن شئت كتاب شرح المواقف جـ2 ص48 المرصد (6) المقصد (6) وكذا في جـ8 ص99 ط دار الكتب العلمية عند حديثه عن صفة السمع والبصر.
وإليك شذرة مما أشاروا إليه وهو: منع أن » كل كمال ثبت للمخلوق فالخالق أولى به« بالنسبة للخالق..
أما تمام الرد عليه فلم أقصده من هذه المشاركة، وإنما كان قصدي إيضاح مذهبه وبيان معتمده في نصرة التجسيم وطريقة تفكيره لنعرف من أين تؤكل الكتف.
والله الموفق وهو المستعان ولا حول لا قوة إلا بالله اللهم نجنا من فتن وجهل هذا الزمان …[/ALIGN]
---------------------
(1) انظر [ALIGN=JUSTIFY]درء تعارض العقل والنقل ص 14-15 على هامش منهاج السنة.
وكذا » الرد على المنطقين « ص 125-136 بل له رسالة خاصة بهذا سميت الرسالة الأكملية[/ALIGN].