لقد أخبرني بعض الإخوة أنه شاهد الشيخ القرضاوي على التلفزيون في مقابلة معه على الجزيرة وقد قال إنه يميل أو يقول بأن النار تفنى وأنها غير باقية.
لا أعلم إن كان قد صرح بأنه يعتقد بهذه العقيدة الفاسدة، أعني فناء النار على العموم، أو كان يقصد مجرد ذكر الخلاف.
ولكن الذي أعلمه أنه ما كان ليقول هذا القول على أي وجه صدر منه إلا لكونه يعرف أن ابن تيمية قال به أو أنه منسوب إليه، فهو مقلد فيه لا مجتهد. وأنا أجزم أن هذا القول لو صدر من غير ابن تيمية لبادر القرضاوي إلى مصادمته والرد عليه وبيان تهافته، ولكن الاحترام هنا كبير جدا لابن تيمية ومن يحبونه!!
ولكنه على كل الأحوال تصدر منه أقوال فيها اضطراب، ففي بعض الأحيان يمدح الأشاعرة وفي بعض الأحيان يقول إنهم كانوا سبب تراجع الأمة، وفي بعض الأحيان يمدح علم الكلام وفي بعضها الآخر يحمد الله تعالى أنه لم يتقن فهم شرح العقائد النسفية.
وهو تراه يدعو إلى التقريب بين أهل السنة والشيعة، ولا تستطيع أن تأخذ منه تصورا واضحا عمن هم أهل السنة وما الفرق بينهم وبين المجسمة وبين المعتزلة وبين الشيعة.
ولا أعرف ما اعتراضه الواضح على الشيعة أيضا، وما هي جهة اختلافه معهم، ولا مع غيرهم!!
ثم عندما يقول بالديمقراطية وأنها عين الشورى ترى هل الديمقراطية التي هي وليدة التيار الرأسمالي والفلسفة البراغماتية النفعية، هل هي مطابقة للشورى التي هي عبارة عن طريقة أقرها الإسلام؟ فإن كان ثمة فروق بينهما فأنا لم أسمع منه ولم أعرف عنه ما هي هذه الفروق، وكان ينبغي أن لا يطلق كلامه في نحو هذه المواضيع هكذا حال احتياجها إلى تقييد.
إلى غير ذلك من أقوال.
واجتهاداته بحاجة في رأيي إلى تعقب.
أقول هذا مع احترامي للشيخ القرضاوي على اهتمامه بالمسلمين بحسب نظرته واجتهاده في الوقوف أمام ما يراه مخالفا للدين بحسب اجتهاده، وتحسره الواضح على أحوال المسلمين.
ولا نريد ان ننفي أعماله الجادة في ذلك الطريق، يكفي أنه يخرج على الناس في كل مناسبة ليقرر رأيه الذي يراه مطابقا للدين، وهذا في نظري جهة فضل في الشيخ القرضاوي.
ولكن أعتقد أن إخراج المسلمين من هذه الأحوال لا يتم بنحو هذه الآراء المضطربة.
أنا أعرف أن كثيرا من الناس يحبون طريقة القرضاوي، ولكن هذا لا يمنعنا من إبداء هذه الملاحظات مع كامل الاحترام له.
والله الموفق