
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمود علي
ثم يقال لك: قبول الأجسام للاتصال والانفصال والتحيز في جهة أمر ذاتي فيها، والذاتي لا يزول عن الذات ما دامت الذات، ويؤيد هذا أن الجسم الواحد أينما كان سواء فرضه المكابر في جهة من غيره أو لا في جهة من غيره فإنه إذا انقسم صار بمجرد انقسامه في جهة من جزئه المنشق عنه، وهذا مدرك بديهة، فقبول الجهة ذاتي لا يتخلف، وشرط حصول الجهة وجود جسم آخر فحسب ولا يشترط قربه ولا بعده؛ لأن كل واحد منهما قابل للاتصال بغيره والانفصال عنه وغيره موجود متحيز، فلا يمنع من ذلك مانع وجودي ولا عدمي، لأن الأجسام مهما فرضت في خلاء أو ملاء أو عدم صرف كانت إما متصلة وإما منفصلة.
وأنت قد اعترفت سابقا بأن الجواب الصحيح أن يقال قبول الأجسام للاتصال والانفصال صفة نفسية فيها، ولو عقلت ما تتفوه به لعلمت أن الصفة النفسية إذا زالت لم تعقل بدونها الذات، ولذلك فعلماء التوحيد يقولون: أن صفة الوجود بالنسبة إلى الله تعالى هي صفة نفسية، لأن واجب الوجود لا يعقل مسلوبا عنه الوجود، فكذلك قبول الأجسام للاتصال والانفصال صفة نفسية بنص كلامك فلا يمكن أن تعقل غير قابلة للاتصال والانفصال، ولا يمكن التأثير عليها بمؤثر وجودي أو عدمي يرفع عنها صفتها النفسية وتظل باقية بدونها.
وها هو اعترافك بالنص في المشاركة رقم # 15، وليس أمامك سوى الاعتراف بالتناقض أو إعادة تشكيل منظومتك السوفسطائية:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علوي باعقيل
والجواب الصحيح أن نقول يمكن وجود جسمين لا في جهة من الآخر لا يوصف بالاتصال ولا يوصف بالانفصال مع امثاله من الأجسام.
لكن قبول الأجسام الاتصال أو الانفصال الحسيين صفة نفسية فيها. وأما الله تعالى فلا يقبل الاتصال ولا الانفصال.
وانتهى الموضوع بكل بساطة.