رسالة المزني
كما اخبر هو ومِن الرسالة يفهم ان قصة هذه الرسالة : و من سند طويل لها ....... حَدثنِي عَليّ بن عبد الله الْحلْوانِي قَالَ كنت بطرابلس الْمغرب فَذكرت أَنا وَأَصْحَاب لنا السّنة إِلَى أَن ذكرنَا أَبَا فَقَالَ بعض أَصْحَابنَا بَلغنِي أَنه كَانَ يتَكَلَّم فِي الْقُرْآن وَيقف عِنْده وَذكر آخر أَنه يَقُوله إِلَى ان اجْتمع مَعنا قوم آخَرُونَ فغم النَّاس ذَلِك غما شَدِيدا فكتبنا إِلَيْهِ كتابا نُرِيد أَن نستعلم مِنْهُ يكْتب إِلَيْنَا شرح السّنة فِي الْقدر والإرجاء وَالْقُرْآن والبعث والنشور والموازين وَفِي النّظر ،
فهذا هو سبب الرسالة وصاحب السند : الْفَقِيه الإِمَام شمس الدّين أَبُو الْعِزّ يُوسُف بن عمر بن أبي نصر الهكاري .........
من رد هذه الرسالة او شكك فيها بسبب الهكاري او سند الرسالة فابحث عن ما قيل فيه فليس هذا مجال كلامنا هنا ، انما كلامنا عن بعض العقائد التي نجدها في الرسالة ، مع اني لا اعلم هل يوجد من حقق في متنها او بحث في صحة هذه العقائد المنسوبة كما اتوقع زورا للمزني.
بداية المزني فقيه شافعي من اهل النظر في الفقه روى كتب الشافعي وله كتاب المختصر وهذا الكتاب قال الذهبي عنه "وامتلأَتِ البِلاَدُ بـ (مختصَرِهِ) فِي الفِقْهِ، وَشرحَهُ عِدَّةٌ مِنَ الكِبَارِ، بِحَيْثُ يُقَالُ: كَانَتِ البِكْرُ يَكُوْنُ فِي جهَازِهَا نُسْخَةٌ بـ (مُخْتَصرِ) المُزَنِيِّ."
و مما ينقل عنه : قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ لِبَعْضِ مُخَالِفِيهِ فِي الْفِقْهِ: مِنْ أَيْنَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، وَلِمَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: قَدْ عَلِمْتَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ أَنَّا لَسْنَا لِمِّيَّةً، فَقَالَ الْمُزَنِيُّ: إِنْ لَمْ تَكُونُوا لِمِّيَّةً فَأَنْتُمْ أَذِنْ فِي عِمِّيَّةٍ "
الكتاب: جامع بيان العلم وفضله
المؤلف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)
فكما ترى هو من اهل الجدل والنظر في الفقه ولا يعقل من مثله ان يناظر في مسائل نهاه الشافعي عنها مع ان الشافعي قال له : "سيكون لك بعدي سوق" وايضا قال عنه هذا لو ناظر الشيطان لقطعه!​ وهذا القول من الشافعي هو اقل من حق المزني .
ووما يروى عن فراسة الشافعي قبل موته هذه الرواية: قال الربيع: دخلنا على الشافعي عند وفاته أنا والبويطي والمزني ومحمد ابن عبد الله بن عبد الحكم.
فنظر إلينا الشافعي ساعةً فأطال ثم التفت إلينا..
- قال: "أمَّا أنت يا أبا يعقوب فتموت في حديدك".
- "وأما أنت يا مزني فستكون لك بمصر هَنَاتٌ وهَنَات، ولتدركن زمانًا تكون أقيس أهل ذلك الزمان".
- "وأمَّا أنت يا محمد فسترجع إلى مذهب أبيك (يقصد مذهب الإمام مالك رحمه الله).
- "وأمَّا أنت يا ربيع فأنت أنفعهم لي في نشر الكتب".
قم يا أبا يعقوب فتسلم الحلقة. قال الربيع: فكان كما قال.
والبويطي مات في السجن رحم الله الشافعية شيوخ الاسلام الاموات منهم والاحياء ، و لكن هل الشافعي كان يتوقع هذه النهاية للبويطي او توقع فتنة خلق القران ، لن نهتم بهذه الاحداث...................
لكن مضمون الرسالة يختلف تماما عن بقية مؤلفات المزني الفقهية ، والتي اشكك فيها و نطرح السؤال المناسب للشك : هل فعلا هذه الرسالة له؟ او نسبت اليه؟.
اولا : نهي الشافعي له عن علم الكلام او التوحيد
من اقوال المزني نرى انه كان في بداية امره يخوض في الكلام ثم نهاه عنه الشافعي كما نقل عنه : قال أبو إبراهيم المزني: كنت يوما عند الشافعي أسائله عن مسائل بلسان أهل الكلام، قال: فجعل يسمع مني وينظر إلي، ثم يجيبني عنها بأخصر جواب، فلما اكتفيت، قال لي: يا بني، أأدلك على ما هو خير لك من هذا؟ قلت: نعم، فقال: يا بني، هذا علم إن أنت أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه كفرت، فهل لك في علم إن أصبت فيه أجرت، وإن أخطأت لم تأثم، قلت: وما هو؟ قال: الفقه، فلزمته، وتعلمت منه الفقه، ودرست عليه. طبقات الشافعية ظ،/ ظ¢ظ¤ظ،.
ومختصر هذا القول انه ترك علم الكلام ويمكن ان تقول انه لم يتقنه تماما واتجه لتعلم الفقه ، و مع انه حضر مجالس المناظرات مع الشافعي او حصلت مناظرات مع الشافعي ولم يشارك فيها ولو بالسماع مثل مناظرة الشافعي لحفص الفرد :يقول المزني: وَكنت يَوْمًا عِنْده إِذْ دخل عَلَيْهِ حَفْص الْفَرد فَسَأَلَهُ عَن سُؤَالَات كَثِيرَة فَبَيْنَمَا الْكَلَام يجرى بَينهمَا وَقد دق حَتَّى لَا أفهمهُ إِذْ الْتفت إِلَى الشافعى مسرعا فَقَالَ يَا مزنى قلت لبيْك قَالَ تدرى مَا قَالَ حَفْص قلت لَا قَالَ خير لَك أَن لَا تدرى
وهذا القول من الشافعي او هذا هو مذهب الشافعي في علم الكلام الذي ستعرف ما هو في الاسطر القادمة وعبر عنه المزني ايضا : ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي بَكْرٍ الصَّوَّافِ بِمِصْرَ، وَعِصَامُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّازِيُّ، قَالا: سَمِعْنَا إِسْمَاعِيلَ بْنَ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ، قَالَ: كَانَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ الْكَرَاهِيَةَ فِي الْخَوْضِ فِي الْكَلامِ
وَقَالَ عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَنْهَانَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الْكَلامِ
فهل يعقل ان يروي شخص هذا القول وينقل هذا المذهب ثم يضع رسالة في علم الكلام ، مع انه يقال ان اول من قال ان الله على عرشه بذاته هو المزني فقد قال بعد الحمدلة : الْعُلُوّ : عَال على عَرْشه فِي مجده بِذَاتِهِ وَهُوَ دَان بِعِلْمِهِ من خلقه أحَاط علمه بالأمور وأنفذ فِي خلقه سَابق الْمَقْدُور وَهُوَ الْجواد الغفور {يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور}، ولن نلتفت للبحث في الاولية هنا مع ان اول القصيدة كفر ، بل نهتم بما هو مهم.
وهذا اول شك لكوننا نراه يقول عن نفسه وينقل عن الشافعي النهي عن علم الكلام ، ثم نجد رسالة له ، لكن ما هو علم الكلام هذا الذي نهاه عنه الشافعي
علم الكلام هو علم التوحيد:
و هو العلم الذي قال فيه الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
و نجد شرح المزني لما هو علم الكلام ومن رواية اوردها الذهبي عن المزني قال:« قلت : إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي , فصرت إليه وهو في مسجد مصر , فلما جثوتُ بين يديه قلت : هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك ؟ فغضب ثم قال : أتدري أين أنت ؟ قلت نعم . قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون, أَبَلغَك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك ؟ قلت: لا قال: هل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت: لا, قال: تدري كم نجماً في السماء ؟ قلت: لا, قال: فكوكب منها تعرف جنسه, طلوعه, أفوله, ممَ خُلق ؟ قلت: لا, قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقَه ؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال : شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذ هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى: ?وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ? (البقرة: الآيتان 163، 164)، فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك»20. سير أعلام النبلاء (10/31)
وهناك رواية اخرى ايضا بين المزني والشافعي بنفس المعنى مع اختلاف الكلمات ننقلها باختصار السند : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني نصر بن محمد الصوفي قال: سمعت عبد الرحمن (1) بن حفص الصوفي يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: سمعت ابن بحر يقول: سمعت المزني يقول: دار بيني وبين رجل مناظرة فسألني عن كلام كاد أن يشكِّكَني في ديني؛ فجئت إلى الشافعي، فقلت له: كان من الأمر كيت وكيت. قال: فقال لي: أين أنت؟ فقلت: أنا في المسجد، فقال لي: أنت في مثل «تاران (2)» تلطمك أمواجه. هذه مسألة الملحدين والجواب فيها كيت وكيت، ولَأَن يبتلي العبد بكل ما خلق الله من مضارّه (3) خير له من أن يبتلى بالكلام.
قلت: «تاران» في بحر القلزم يقال: فيها غرق فرعون وقومه، فشبه الشافعي المزني فيما أورد عليه بعضُ أهل الإلحاد ولم يكن عنده جواب، بمن ركب البحر في الموضع الذي أغرق الله فيه فرعونَ وقومه وأشرف على الهلاك، ثم علّمه جواب ما أُورد عليه حتى زالت عنه تلك الشبهة، وفي تلك دلالة على حسن معرفته بذلك، وأنه يجب الكشف عن تمويهات أهل الإلحاد عند الحاجة إليه، وأراد بالكلام: ما وقع فيه أهل الإلحاد من الإلحاد، وأهل البدع من البدع. والله أعلم.
من الجمع بين الروايتين يكون علم الكلام الذي نهى عنه الشافعي هو التوحيد، وهذا المعنى لا يمكن انكاره فهو اضح تماما.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يخالف شيخه الشافعي هنا مع ان المزني في اول طلبه كان يطلب علم الكلام ثم تركه
ثانيا : قصة الرسالة ايضا سمجة
في الرسالة ذكر سبب كتابة هذه الرسالة وهو حسب ما ورد فيها: فَقَالَ بعض أَصْحَابنَا بَلغنِي أَنه كَانَ يتَكَلَّم فِي الْقُرْآن وَيقف عِنْده وَذكر آخر أَنه يَقُوله إِلَى ان اجْتمع مَعنا قوم آخَرُونَ فغم النَّاس.
يعني هنا شك فيه هل هو يتكلم في القران او يقف او ماذا ؟
ماذا هذه ايضا محل الشك لكوننا نجد عنه رواية قبل ان يموت يقول فيها ان القران غير مخلوق و يبرر عدم كلامه بنهي الشافعي له وغيره من التلاميذ وهذه قصة ننقلها لك ايضا وابحث انت عن المرجع:
الْحَافِظ أَبُو عوَانَة صَاحب الصَّحِيح // كَانَ من كبار الْحفاظ حمل عَن أَصْحَاب سُفْيَان بن عُيَيْنَة ووكيع //
535 - قَالَ الْحَاكِم فِي تَرْجَمته سَمِعت يحيى بن مَنْصُور القَاضِي يَقُول سَمِعت أَبَا عوَانَة رَحمَه الله يَقُول دخلت على أبي إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقلت لَهُ مَا قَوْلك فِي الْقُرْآن فَقَالَ كَلَام الله غير مَخْلُوق
فَقلت هلا قلت قبل هَذَا قَالَ لم يزل هَذَا قولي وكرهت الْكَلَام فِيهِ لِأَن الشَّافِعِي كَانَ ينْهَى عَن الْكَلَام فِيهِ يَعْنِي الْبَحْث والجدال فِي ذَلِك // مَاتَ أَبُو عوَانَة سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة //
وهناك رواية ثالثة يفهم منها انه كان لا يتكلم في القران وغيره خوفا من الطلب او قل السلطة منقولة من كتاب مناقب الشافعي للبيهقي : جالست «المزني» عشر سنين فلما كان بأخرة اجتمعنا في جنازة بعض أصحابه فقلت (1): إن الناس يتحدثون بمذهب المزني فينسبونه إلى أنه يتكلم في القرآن ويقول بالمخلوق، فلو سألناه؟ قال: فتقدمنا إليه فقلنا: يا أبا إبراهيم، إنما (2) نسمع منك هذا العلم، ونحب أن يؤخذ عنا ما نسمع منك، والناس يذكرون (3) أنك سألت عن القول بما يقول أهل الحديث في القرآن، ونحن نعلم أنك تقول بالسنة وعلى مذهب أهل الحديث، فلو أظهرت لنا ما نعتقده؟ فأجابنا فقال: أنا لم أعتقد قطّ إلا أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولكني كرهت الخوض في هذا مخافة أن يكثر عليّ، وأطالب بالنظر في هذا، وأشتغل عن الفقه. فلما كان من الغد بعث إليه رئيس من رؤساء الجهمية بمصر يقال له ابن الأصبغ رسولا فقال: يا أبا إبراهيم، بعثني إليك فلان وهو يقول: لم تزل تُمْسِكُ عن الخوض في القرآن والكلام فيه، فما الذي بدا لك الآن؟ وقد بلغني أنك أجبت بكذا وكذا فما حجتك فيما أجبت: أن القرآن غير مخلوق؟ فنظر إلينا فقال: ألم أقل لكم: إني كنت أمتنع من أجل أني أطالب بمثل هذا؟!
قال أبو القاسم: فقلت أنا أتولّى عنك جوابه. قال: شأنك. فمضيت إليه فقلت له: إن رسولك جاء إلى أبي إبراهيم بكذا وكذا، فجئت لأتولى عنه الجواب وأنا أحد من يحمل عنه العلم. فقال: ما حجتك؟
الرواية الثانية تفيد انه كلامه عن القران انه غير مخلوق كان قبل وفاته والثالثة كانت في جنازة وكل رواية يفهم منها انه يسئل هذا السؤال لأول مرة
يعني هذا السؤال سمعه المزني هذه المرة او هذه اللحظة او هذه الساعة ولو كان هذا السؤال قد سمعه من قبل لقال نعم انا سألني بعض الاشخاص ورددت عليهم برسالة وهذا لا تجده في الرواية الثانية او الثالثة ولا يعقل ان يقول قائل انه كتب هذه الرسالة لاهل طرابلس وهو ينازع ولما كتب اخر حرف وضع نقطة ومات اي انتقل لجوار ربه
بمعنى ان الجنون هنا مصاحب لمن احتج بهذه الرسالة على انها للمزني مع تضارب الاقوال منه وفيه.
وقصة الرسالة ايضا لا تصدق فهو كما ترى لا يتكلم في القران او غيره من علم الكلام خوفا من الطلب والنظر فهل يعقل ان يكتب لهم رسالة لكي يتم توصيلها للحاكم يقر فيها على نفسه ان يقول ان القران غير مخلوق مع بقية عقائد ربما تخالف مذهب السلطة وما يدريه ان من ارسلت له هذه الرسالة لن يوصلها للخليفة او احد زبانيته، وهل مثل المزني بهذا الغباء.
ثالثا : شملت الرسالة على مسائل لم يطلب من المزني ان يوضح مذهبه فيها ونحن نعلم ان هذه الرسالة التي هي جواب على سؤال ورده يطلب فيه السائل ان يجيبهم على مسائل ذكرها السائل منها القرآن اي هل هو كلام الله او مخلوق فنجد في الرسالة اجوبة لمسائل لم ترد منها قوله العلو بذاته فهل يعقل ان يكون السؤال عن اشياء ثم نجد اشياء اخرى غير التي طلب منه ان يجيب عليها ولا تنس ان هذا الرجل في الاصل فقيه يعني كلامه يكون محددا وعلى قدر السؤال والحقيقة ان العامي لا يفعلها فلو ذهبت لبياع الخضار وسألته عن كيلوا الخيار فهو سيرد عليك ويسكت ولكن لن يقول لك والقوطة بكذا والبطاطا بكذا والكوسا بكذا فهذا ان فعله الخضري سيكون سفيها وانت الحكم عليه، فما هو حكمك في شيخ يقال له اجب عن كذا وكذا ثم نجده يدخل مسائل لم تطلب منه مما يعني ان مسألة العلو هذه ان كانت الرسالة للمزني صحيحة الاسناد فالقول عن العلو محشور في الرسالة ثم ان اول ما طلب منه ان يجيب عليه هو القدر والارجاء فكان من الواجب ان تكون البداية به لا بالعلو اي ان الرد يكون مرتبا حسب السؤال اضافة الى هذا ان مذهبه كمذهب الشافعي ولهذا شواهده عنه فينقل قول الشافعي قائلا قال الشافعي في القدر قال في الارجاء.
رابعا : اول القصيدة كفر في النص الوارد في رسالة المزني : عَال على عَرْشه فِي مجده بِذَاتِهِ وَهُوَ دَان بِعِلْمِهِ من خلقه وهناك نص اخر ذكره الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » عنه أنه قال : الحمد لله الواحد الصمد , ليس له صاحبة ولا ولد , عالٍ على عرشه , دان بعلمه من خلقه , وقال أيضاً : عالٍ على عرشه , بائن عن خلقه , وروى الذهبي بإسناد إلى محمد بن إسماعيل الترمذي قال : سمعت المزني يقول : لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على العرش بصفاته . قلت : مثل أي شيء ؟ قال : سميع بصير عليم قدير .
فهناك فرق واضح بين : عال على عرشه في مجده بذاته وبين : عال على عرشه ، وعلى العرش بصفاته وهذه كلها الفاظ نقلت عنه فيها ما يمكن قبوله ومنها ما هو مردود عقلا فجملة عال عرشه يمكن قبولها باعتبار وجود الحشوية اشباه اليهود بيننا لكونهم يقولون ان الله على عرشه، بينما جملة عَال على عَرْشه فِي مجده بِذَاتِه بالزيادة هذه لا يمكن ان تقبل بل ولا يمكن ان تصح نسبتها للمزني لكون هذه الجملة من عقائد النصارى قديما وحديثا وهي في نصوص اصيلة لديهم (يعني كتاب متوارث لديهم) ويمكن ان نتحفك بنصوص لينشرح صدرك
كُورِنْثُوسَ ظ±لثَّانِيةُ ظ£:ظ،ظ¨
وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ ظ±لرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ ظ±لصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ ظ±لرَّبِّ ظ±لرُّوحِ.
يوحنا ظ،: ظ،4
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.
الرؤيا 6:1
وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الأبدين. آمين .
يوحنا (17 :24)
أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
ونكتفي بهذا ليعلم ان جملة عال في مجده ليست من الجمل المستعملة لدى المسلمين العرب قديما او حديثا الا لدى الحشوية او مسلمة نصارى مصر والمزني من قبيلة مزينة وليس نصراني
ولترتاح اكثر اقول ان العلو ايضا مقتبس
فنجده مثلا في
مزامير 138:6
لان الرب عال ويرى المتواضع.اما المتكبر فيعرفه من بعيد
اشعياء 57:15
15
لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه.في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين.
يمكن ان تشتري الكتاب المقدس من هنا
https://bsoj.org/
وهذا ما تيسر لي والمعذرة في ما تراه فلست عالم او من اهل التاليف