الجوهرة الرابعة والخمسون بعد المائتين
قال السمين:
والجملةُ مِنْ قولِه { عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ } خبرٌ لقولِه " الرحمنُ " على القول بأنه مبتدأٌ، أو خبرُ مبتدأ مضمرٍ إنْ قيل: إنه مرفوعٌ على خبر مبتدأ مضمر، وكذلك في قراءةِ مَنْ جَرَّه.
وفاعلُ " استوىٰ " ضميرٌ يعودُ على الرحمنِ، وقيل: بل فاعلُه " ما " الموصولةُ " بعده أي: استوى الذي له في السماوات، قال أبو البقاء: " ويقال بعضُ الغلاةِ: " ما " فاعلُ " استوىٰ ". وهذا بعيدٌ، ثم هو غيرُ نافعٍ له في التأويل، إذ يبقى قولُه { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ } كلاماً تاماً ومنه هرب ". قلت: هذا يُروى عن ابنِ عباس، وأنه كان يقف على لفظ " العرش " ، ثم يبتدِىءُ " استوىٰ له ما في السماوات " وهذا لا يَصِحُّ عنه