بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
منذ سنوات وانا أهتم بالبحث عن أثر اللام والباء فى علم التفسير وقد جمعت قدرا لابأس به من اثر كليهما علي المعنى فى كتاب الله
وسوف تكون البداية مع اسرار اللام ثم الباء
واعلم ان الخلاف فى نوع اللام له اثر علي الاختلاف العقدى بين الفرق الاسلامية كاهل السنة والمعتزلة فى تفسير كتاب الله وستجد هذا اثناء البحث اخى الحبيب وربما يغيب هذا عن الكثير حتى من المهتمين بعلم التوحيد
أرجو ان يكون معينا للباحثين علي التأمل فى اسرار اللام والباء فى كتاب الله
أسرار اللام فى كتاب الله
الجوهرة الأولي
{ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ }
قال ابن كثير
قال محمد بن إسحاق وغيره اللام هنا لام العاقبة، لا لام التعليل، لأنهم لم يريدوا بالتقاطه ذلك، ولا شك أن ظاهر اللفظ يقتضي ما قالوه، ولكن إذا نظر إلى معنى السياق، فإنه تبقى اللام للتعليل، لأن معناه أن الله تعالى قيضهم لالتقاطه، ليجعله عدواً لهم وحزناً، فيكون أبلغ في إبطال حذرهم منه، ولهذا قال تعالى { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَـامَـانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَـاطِئِينَ } وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه كتب كتاباً إلى قوم من القدرية في تكذيبهم بكتاب الله، وبأقداره النافذة في علمه السابق وموسى في علم الله السابق لفرعون عدو وحزن، قال الله تعالى { وَنُرِىَ فِرْعَوْنَ وَهَـامَـانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ } القصص 6 وقلتم أنتم لو شاء فرعون أن يكون لموسى ولياً وناصراً، والله تعالى يقول { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } الآية
وقال الالوسي
واستشكل أصل تعليل الالتقاط بأن الالتقاط الوجدان من غير قصد والتعليل يقتضي حقيقة القصد وهو توهم لأن الوجدان من غير قصد لا ينافي قصد أخذ ما وجد لغرض وقد علمت أن المعنى هنا فأخذه أخذ اللقطة أي أخذ اعتناء به آل فرعون ليكون الخ، والتعليل فيه إنما هو للأخذ ولا إشكال فيه. وقال بعضهم: يحتمل تعلق اللام بمقدار أي قدرنا الالتقاط ليكون الخ، وعليه لا تجوز في الكلام إلا عند من يقول: إن أفعال الله تعالى لا تعلل وهو أمر غير ما نحن فيه، ولا يخفى أن كلام الله سبحانه أجل وأعلى من أن يعتبر فيه مثل هذا الاحتمال
وقال الرازى
أما قوله: { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } فالمشهور أن هذه اللام يراد بها العاقبة قالوا وإلا نقض قوله: { وَقَالَتِ ظ±مْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لّى وَلَكَ } ونقض قوله:{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مّنّى } [طه: 39] ونظير هذه اللام قوله تعالى:{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ } [الأعراف: 179] وقوله الشاعر:
لدوا للموت وابنوا للخراب
واعلم أن التحقيق ما ذكره صاحب «الكشاف» وهو أن هذه اللام هي لام التعليل على سبيل المجاز، وذلك لأن مقصود الشيء وغرضه يؤول إليه أمره فاستعملوا هذه اللام فيما يؤول إليه الشيء على سبيل التشبيه، كإطلاق لفظ الأسد على الشجاع والبليد على الحمار،