هذا شأنك ولكنه لا يلزمنا ..فكلامك يلزمه كثير من الدقةأما قولى فى أن الله تعالى خلق الخير فقط ، فهذا مما أجمع عليه أهل السنة ، أن الله تعالى لا يفعل الشر ، لكنه تعالى (يأذن بوقوعه) من المخلوق !
الشر بصفة عامة ، هو ترك أوامر الله تعالى
و أوامر الله تعالى قد جمعت الخير كله
و الترك فى حد ذاته هو (عدم فعل) ما هو مطلوب منك !
كالرجل يصحوا على موعد صلاة الجمعة ، فيعود للنوم ، فماذا فعل ؟
فعله أنه نام ، و هل النوم حرام ؟؟؟
إنما إثمه أنه ترك صلاة الجمعه ، و ليس مجرد نومه بإثم !
فما أقول فيمن (قتل) ، فإقول القتل هو (إعدام) لنفس أوجدها الله
و السرقة ، هى إعدام زيد لمال عمر الذى تعب فيه و كسبه من حلال ، فأضاع جهد عمر ، و نال مال يضره فى الدنيا و فى الآخرة !
فكذلك هى جميع الشرور
عدم فعل ، و إعدام لما فعله غيرك ، و لذا أسماه الله تعالى فى القرآن (فساد)
لا تشغل بالك بهذا الكلام !!اما عن زعمك أنك رددت عن مسألة اصل النشأة ، فلم يغنى و لم يسمن من جوع ، فعن أى سؤال أجاب ردك هذا ؟
بل إن طرحها من الاصل ، يوهم لإبليس الرجيم حقا مسلوبا ، فرغم انه كان من الجن ، إلا أنه لشدة عبادته كان ملحقا بالملائكة ،
حتى ان الله تعالى حين أمر الملائكة بالسجود ، أنكر عليه عدم سجوده ، رغم أن الله تعالى لم يأمر الجن بالسجود ، بل أمر الملائكة فقط !!!
أتشهد أن في كلامى ما يوهم القارئ بذلك ؟ إلا عند من يريد العناد!!فمسألة الأصل تلك ، تجعل ابليس مصيبا فى عدم السجود ، فحجته أنه مخلوق من نار و آدم خلق من طين !!!!
مرة أخرى لا تشغل بالك..
فيها جرأة وفيها خطأ أيضا!! والجرأة هنا كما قلت لك من قبل هي على الله فما هو مكتوب في اللوح هو من علم الله ، ولا ينبغي الخوض في علم الله تحت أي غرض مهما كانو أما طريقة كلامى عما هو مكتوب فى اللوح المحفوظ ، ففيها جرأة ، أنا أعترف ،
لكن سيدى احمد الرفاعى يقول (لا تبلغ الولاية إلا بحظ من مصارعة القدر) و انما يعنى الدعاء المستجاب ،
فهذا يفعل المستحيل ، و أكثر من المستحيل أيضا !
وهل ترى أن الله تعالى سيمنحك الولاية بجرأتك عليه ؟ هذا وهم أخى
وإذا كنت تريد التوصل إلى طلبك عند الله بالدعاء فادع ،فلا يملك أحد أن يمنعك ،ولكن ليس بالخوض فيما لا ينبغي ..
واقرأ قول ابن عباس عن قوله تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شيء" عن ابن عباس تفسير الكتاب هنا بأم الكتاب ، وفسروا أم الكتاب بأنه أصله وجملته ، وقالوا : إنه اللوح المحفوظ ،
وهو خلق من عالم الغيب أثبت الله تعالى فيه مقادير الخلق ما كان منها وما يكون بحسب النظام المعبر عنه بالسنن الإلهية ، ومنهم من يفسر الكتاب هنا - وكذا أم الكتاب في آيتي الرعد والزخرف - بالعلم الإلهي المحيط بكل شيء ،
شبه بالكتاب بكونه ثابتا لا يسنى ، وقال بعضهم : إن المراد بالكتاب هنا القرآن ، ولا يصح أن يكون القرآن أم الكتاب ؛ لأن أم الكتاب شامل له ولغيره من كتب الله تعالى ومن مقادير خلقه . قال تعالى بعد ذكر القرآن في أول الزخرف : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) ( 43 : 4 ) .
وقديما قالوا :
الرجال أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك نائم فأيقظوه،
ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه، ورجل لا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه.”
فأين أنت بين هؤلاء ؟!