كان مع على من أجلاء الصحابة ابن عباس وعمار بن ياسر وابناه الحسن والحسين والنعمان بن بشير رضى الله عنهم جميعا..
وكان مع معاوية بن أبى سفيان الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهم
فيكون المؤيدون للحق الذى هو فى جانب على من أجلاء الصحابة أكثر عددا من مؤيدى الحق فى جانب معاوية رضى عنه ..فهل هذا الحكم صحيح ؟
ليس صحيحا وهو حكم سطحى، فإن الصحابيين اللذين مع معاوية الرجل منهما يساوى عددا من غيره من الصحابة من غير المبشرين بالجنة وكذلك عائشة رضى الله عنها وعنهما
ولكن بقاءهما لم يدم طويلا مع معاوية وفارقاه بغير رجوع وكذلك فارقته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فقد كانت عناية الله معهما فأخذت بأيديهم إلى جانب الحق
فترجح بذلك جانب على فى وقوف الصالحين إلى جانبه وجلهم صالحون
ومغزى ذلك هام جدا : الفرقة التى على الحق فى أى أمر من الأمور يكون الصالحون فيها أكثر عددا ممن هم على غير الحق
ويؤيد ذلك الحديث النبوى الشريف : عن ابن عمر رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إن الله لا يجمع أمتى على ضلالة ويد الله مع الجماعة " رواه الترمذى وحسنه الألبانى
قال الملا علي القاري : " الحديث يدل على أن اجتماع المسلمين حق ، والمراد إجماع العلماء ، ولا عبرة بإجماع العوام ؛ لأنه لا يكون عن علم ". انتهى "مرقاة المفاتيح"
وهو يؤيد ما ذهبنا إليه أن العبرة بالوزن فى العلم والصلاح لا بالعدد
ولذلك تجد فى عصرنا أن أهل الباطل كثيرون بالغوغاء والدهماء من الناس بينما أهل العلم والصلاح قليلون أو منعدمون..
ولكن ما هو المرجح لاختيار الله تعالى للمؤيدين والواقفين إلى جانب الحق الذى يحبه الله تعالى ؟