السلام عليكم
لا يخفى على من هو مثلك في الأدب والهمة أن الدليل على الحدَثِ ليس مقصورا على الجوهر الفرد والجسم من حيث هما جوهر وجسم، بل من حيث هما متغيران او يطرأ عليهما التغير، فالتغير هو الدليل على حدث المتغير، ولا شكَّ أن من أثبت تجرد الأرواح أثبت تغيرها، وإن لم تكن جسما ولا جوهرا فردا. فيثبت بهذا الطريق حدوثها بالضرورة.
أما ذكرهم الجوهر والجسم، وما يطرأ عليهما من أعراض تدل على التغير الدال على الحدَثِ، فإنما هو لأن المقطوع به من الموجودات الحادثة إنما هو ما ذكروه من متحيزات سواء كانت أجساما أو جواهر فردة، وكل منهما يتغير فهو حادث. فدليل الحدوث هو التغير، وهو ثابت للأرواح المجردة عن المادة فهي متغيرة.
ولا تلتفت إلى من ظنَّ أن القول بالجوهر الفرد أصلٌ أصيل في الدلالة على وجود الله تعالى وعلى حدث العالم، بل الأمر كما قلناه، ولكن إذا ثبت الجوهر الفرد، وهو ما يرجحه الجمهور فإن الأمر عندئذ يكون أقوى وأقرب في إثبات الحدوث للعالم كله، ولا يخفى أن هناك تفاصيل أشار إليها الأعلام في المطولات. والله أعلم.
وليس لنا إلى غير الله تعالى حاجة ولا مذهب