النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بيان المراد بـ ( طور وراء طور العقل ) لحجة الإسلام الغزالي

  1. بيان المراد بـ ( طور وراء طور العقل ) لحجة الإسلام الغزالي

    بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد

    فهذا كلام في بيان مراد أئمة أهل السنة من قولهم "طور وراء العقل " ، وأنه معنى لا يأتي على أصل الأحكام العقلية بالإبطال ، بل هي علوم ومعارف داخلة تحت الأحكام العقلية ، لكنها مما لا يستقل العقل بإدراكها ، ولا سبيل للعقل في تحصيلها ، وإنما تحصل مما يقذفه الله تعالى في قلوب العباد ، أو ينزله بملك وحيا – على الأنبياء - أو إلهاما – على الأولياء ..
    أو هي مما يستبعد العقل حصوله ، لا أنه يقطع بذلك ثم يأتي الأمر المستحيل فينقبل جائزا !


    وأنقل أولا بعض النقولات التي ورد فيها استعمال هذه العبارة



    قال حجة الإسلام رحمه الله :
    وكما أنه يعسر على ابن المهد فهم حقيقة التمييز قبل حصول التمييز ويعسر على المميز فهم حقيقة العقل وما ينكشف في طوره من العجائب قبل حصول العقل ، فكذلك يعسر فهم طور الولاية والنبوة في طور العقل فإن الولاية طور كمال وراء نشأة العقل كما أن العقل طور كمال وراء نشأة التمييز والتمييز طور كمال وراء نشأة الحواس وكما أن من طباع الناس إنكار ما لم يبلغوه ولم ينالوه حتى إن كل واحد ينكر ما لم يشاهده ولم يحصل له ولا يؤمن بما غاب عنه فمن طباعهم إنكار الولاية وعجائبها والنبوة وغرائبها بل من طباعهم إنكار النشأة الثانية والحياة الآخرة ؛ لأنهم لم يبلغوها بعد.

    ولو عرض طور العقل وعالمه وما يظهر فيه من العجائب على المميز لأنكره وجحده وأحال وجوده ، فمن آمن بشيء مما لم يبلغه فقد آمن بالغيب وذلك هو مفتاح السعادات
    . اهـ الإحياء



    وقال حجة الإسلام :
    ولا تستبعد أيها المعتكف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور قد يظهر فيه ما لا يظهر في العقل. اهـ مشكاة الأنوار



    وقال حجة الإسلام
    والأمور الربانية لا تحتمل العقول وصفها ، بل تتحير فيها عقول أكثر الخلق
    وأما الأوهام والخبالات فقاصرة عنها بالضرورة قصور البصر عن إدراك الأصوات وتتزلزل في ذكر مبادىء وصفها معاقد العقول المقيدة بالجوهر والعرض المحبوسة في مضيقها فلا يدرك بالعقل شيء من وصفه ، بل بنور آخر أعلى وأشرف من العقل يشرق ذلك النور في عالم النبوة والولاية نسبته إلى العقل نسبة العقل إلى الوهم والخيال ، وقد خلق الله تعالى الخلق أطوارا فكما يدرك الصبي المحسوسات ولا يدرك المعقولات لأن ذلك طور لم يبلغه بعد فكذلك يدرك البالغ المعقولات ولا يدرك ما وراءها لأن ذلك طور لم يبلغه بعد ، وإنه لمقام شريف ومشرب عذب ورتبة عالية فيها يلحظ جنات الحق بنور الإيمان واليقين ، وذلك المشرب أعز من أن يكون شريعة لكل وارد ، بل لا يطلع عليه إلا واحد بعد واحد

    ولجناب الحق صدر ، وفي مقدمة الصدر مجال وميدان رحب ، وعلى أول الميدان عتبة هي مستقر ذلك الأمر الرباني.
    فمن لم يكن له على هذه العتبة جواز ولا لحافظ العتبة مشاهدة واستحال أن يصل الميدان فكيف بالانتهاء إلى ما وراءه من المشاهدات العالية.
    ولذلك قيل " من لم يعرف نفسه لم يعرف ربه "
    وأنى يصادف هذا خزانة الأطباء ومن أين للطبيب أن يلاحظه بل المعنى المسمى روحا عند الطبيب بالإضافة إلى هذا الأمر الرباني كالكرة التي يحركها صولجان الملك بالإضافة إلى الملك.
    فمن عرف الروح الطبي فظن أنه أدرك الأمر الرباني كان كمن رأى الكرة التي يحركها صولجان الملك فظن أنه رأى الملك ولا يشك في أن خطأه فاحش وهذا الخطأ أفحش منه جدا ، ولما كانت العقول التي بها يحصل التكليف وبها تدرك مصالح الدنيا عقولا قاصرة عن ملاحظة كنه هذا الأمر لم يأذن الله تعالى لرسول صلى الله عليه وسلم أن يتحدث عنه ، بل أمره أن يكلم الناس على قدر عقولهم ، ولم يذكر الله تعالى في كتابه من حقيقة هذا الأمر شيئا ، ولكن ذكر نسبته وفعله ولم يذكر ذاته أما نسبته ففي قوله تعالى {من أمر ربي} وأما فعله فقد ذكر في قوله تعالى ياأيها النفس
    اهـ الاحياء



    وقال حجة الإسلام :
    وكذلك إلى أن يجاوز عالم المحسوسات، فيخلق فيه التمييز، وهو قريب من سبع سنين، وهو طور آخر من أطور وجوده. فيدرك فيه أموراً زائدة على عالم المحسوسات، ولا يوجد منها شيء في عالم الحس.
    ثم يترقى إلى طول آخر، فيخلق له العقل، فيدرك الواجبات والجائزات والمستحيلات، وأموراً لا توجد في الأطوار التي قبله. ووراء العقل طور آخر تفتح فيه عين أخرى يبصر بها الغيب وما سيكون في المستقبل، وأموراً أخر، العقل معزول عنها كعزل قوة التمييز من إدراك المعقولات، وكعزل قوة الحس عن مدركات التمييز.
    وكما أن المميز لو عرضت عليه مدركات العقل لأباها واستبعدها، فكذلك بعض العقلاء أبوا مدركات النبوة واستبعدوها، وذلك عين الجهل: إذ لا مستند لهم إلا أنه طور لم يبلغه ولم يوجد في حقه، فيظن أنه غير موجود في نفسه.
    والأكمه لو لم يعلم بالتواتر والتسامع الألوان والأشكال، وحكي له ذلك ابتداء، لم يفهمها ولم يقربها.
    وقد قرب الله تعالى على خلقه بأن أعطاهم نموذجاً من خاصية النبوة، وهو النوم، إذ النائم يدرك ما سيكون من الغيب،
    إما صريحاً وإما في كسوة مثال يكشف عنه التعبير.
    وهذا لو لم يجربه الإنسان من نفسه - وقيل له: إن من الناس من يسقط مغشياً عليه كالميت، ويزول عنه إحساسه وسمعه وبصره فيدرك الغيب - لأنكره، وأقام البرهان على استحالته
    وقال: القوى الحساسة أسباب الإدراك فمن لا يدرك الأشياء مع وجودها وحضورها، فبأن لا يدرك مع ركودها أولى وأحق. وهذا نوع قياسي يكذبه الوجود والمشاهدة فكما أن العقل طور من أطوار الآدمي، يحصل فيه عين يبصر بها أنواعاً من المعقولات، والحواس معزولة عنها، فالنبوة أيضاً عبارة عن طور يحصل فيه عين لها نور يظهر في نورها الغيب، وأمور لا يدركها العقل.
    والشك في النبوة، وإما أن يقع في مكانها، وأو في وجودها ووقوعها، وأو في حصولها لشخص معين.
    ودليل إمكانها ووجودها. ودليل وجودها وجود معارف في العالم لا يتصور أن تنال
    اهـ المنقذ



    وقال حجة الإسلام :
    بل الإيمان بالنبوة أن يقر بإثبات طور وراء العقل، تنفتح فيه عين يدرك بها مدركات خاصة، والعقل معزول عنها، كعزل السمع عن إدراك الألوان، والبصر عن إدراك الأصوات، وجميع الحواس عن إدراك المعقولات، فإن لم يجوّز هذا، فقد أقمنا البرهان على إمكانه، بل على وجوده.

    وإن جوز هذا، فقد أثبت أن هنا أموراً تسمى خواص، لا يدور تصرف العقل حواليها أصلاً، بل يكاد العقل يكذبها ويقضي باستحالتها. فإن وزن دانق من الأفيون سم قاتل لأنه يجمد الدم في العروق لفرط برودته والذي يدعي علم الطبيعة، يزعم أنه ما يبرد من المركبات، إنما يبرد بعنصري الماء والتراب فهما العنصران الباردان.
    ومعلوم أن أرطالاً من الماء والتراب لا يبلغ تبريدها في الباطن إلى هذا الحد.

    فلو أخبر طبيعي بهذا ولم يجربه، لقال: هذا محال، والدليل على استحالته أن فيه نارية وهوائية والهوائية والنارية لا تزيدها برودة، فنقدر الكل ماء وتراباً، فلا يوجب هذا الإفراط في التبريد، فإن انضم إليه حاران فبأن لا يوجب ذلك أولى ويقدر هذا برهاناً!

    وأكثر براهين الفلاسفة في الطبيعيات والإلهيات، ومبني على هذا الجنس! فإنهم تصوروا الأمور على قدر ما وجدوه وعقلوه، وربما لم يألفوه قدروا استحالته، ولو لم تكن الرؤيا الصادقة مألوفة، وادعى مدعٍ، أنه عند ركود الحواس، يعلم الغيب، لأنكره المتصفون بمثل هذه العقول.

    ولو قيل لوا حد: هل يجوز أن يكون في الدنيا شيء، هو بمقدار حبة يوضع في بلدة، فيأكل تلك البلدة بجملتها ثم يأكل نفسه فلا يبقى شيئاً من البلدة وما فيها، ولا يبقى هو نفسه؟
    لقال: هذا محال وهو من الخرافات!
    وهذه حالة النار، ينكرها من لم ير النار إذا سمعها. وأكثر إنكار عجائب الآخرة هو من هذا القبيل.
    اهـ المنقذ



    وقال حجة الإسلام:
    ومن نظر في أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ورد من الأخبار في اهتمامه بإرشاد الخلق، وتلطفه في جر الناس بأنواع الرفق واللين واللطف، إلى تحسين الأخلاق وإصلاح ذات البين، وبالجملة إلى ما يصلح به دينهم ودنياهم حصل له علم ضروري، بأن شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته أعظم من شفقة الوالد على ولده.
    وإذا نظر إلى عجائب ما ظهر عليه من الأفعال، وإلى عجائب الغيب الذي أخبر عنه القرآن على لسانه، وفي الأخبار وإلى ما ذكره في آخر الزمان، فظهر ذلك كما ذكره، علم علماً ضرورياً أنه بلغ الطور الذي وراء العقل، وانفتحت له العين التي ينكشف منها الغيب الذي لا يدركه إلا الخواص، والأمور التي لا يدركها العقل فهذا هو منهاج تحصيل العلم الضروري بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم.
    اهـ المنفذ



    ومن ذلك أيضا ما قاله شيخ الإسلام زكريا :
    " لا يجوز لمن لا يعرف مصطلح القوم أن يتكلم في حقهم بشر، لأن دائرة الولاية تبدأ من وراء طور العقل ؛ لبنائها على الكشف.. " - الطبقات الصغرى للإمام عبد الوهاب الشعراني
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  2. فبالنظر في هذه العبارات نجد أن الكلام على معنى عُبِّر عنه بأنه : " طور وراء طور العقل "

    فما حقيقة ذلك الطور ؟
    والذي يظهر من العبارات السابقة أن ذلك الطور كأنه علوم ومعارف يكتسبها العبد ، لا من خلال النظر العقلي ، أي فلا يستقل العقل بإدراكها ، بل لا سبيل إلى إدراكها من خلال النظر العقلي ، لا بالنظره بالتفكير في الأشياء ، ولا بالتفكير المحض ، فهي بهذا الاعتبار وراء العقل ، إذ ليس للعقل استقلالا طريق إليها ، بل لا سبيل له إليها ، أو أنه مما يستبعده البعض لقصور في أفهامهم ، فإنها مما يفيض الله تعالى به على أنبيائه أوليائه ، سواء أكان ذلك بعد مجاهدات وتعبدات أم بدون ذلك ..


    ولكن السؤال :
    هل المراد بذلك أنه أمور وعلوم قد خرقت قانون العقل ، فقلبت أحكامه وانقلبت فيه الحقائق ، حتى صار الواجب مستحيلا ، والجائز واجبا أو مستحيلا ، والمستحيل جائزا أو واجبا ؟!

    أم أن ذلك الطور لا يأتي إلا على قانون العقل ، فلا يلزم عليه محال عقلي ، أي فلا يأتي إلهام أو كشف أو خبر نبي بما يخرق قانون العقل ؟

    هذا وإنه لأمر خطير جدا ، فإن انقلاب الحقائق ، وبطلان الأحكام العقلية يلزمه الكثير من اللواز الباطلة التي قد تصل إلى هدم أركان الشرع والدين !

    فهل ذلك هو مراد هؤلاء الأئمة وغيرهم من قولهم " طور وراء طور العقل " أم لا ؟!


    ولخطورة المسألة وأهميتها ، قد تصدى حجة الإسلام رحمه الله – وهو قد قال هذه العبارة مرات وكررها كما سبق نقل بعض ذلك – لبيان المعنى الصحيح لهذه العبارة المراد ممن قالها من الأئمة المحققين ، وغيرهم من أصحاب الاستقامة ، ثم بيان المعنى الباطل الذي قد يريده بعض المنحرفين الجهلة ، فجزاه الله عنا خيرا



    قال حجة الإسلام رحمه الله:
    فإن قلت فما معنى قوله "إن العبد مع الاتصاف بجميع ذلك سالك لا واصل "
    فما معنى السلوك وما معنى الوصول على رأي هذا القائل.
    فاعلم أن السلوك هو تهذيب الأخلاق والأعمال والمعارف وذلك اشتغال بعمارة الظاهر والباطن والعبد في جميع ذلك مشغول بنفسه عن ربه سبحانه وتعالى ، إلا أنه مشتغل بتصفية باطنه ليستعد للوصول.
    وإنما الوصول هو أن ينكشف له جلية الحق ويصير مستغرقا به فإن نظر إلى معرفته فلا يعرف إلا الله وإن نظر إلى همته فلا همة له سواه فيكون كله مشغولا بكله مشاهدة وهما لا يلتفت في ذلك إلى نفسه ليعمر ظاهره بالعبادة أو باطنه بتهذيب الأخلاق ، وكل ذلك طهارة وهي البداية.
    وإنما النهاية أن ينسلخ من نفسه بالكلية ويتجرد له فيكون كأنه هو وذلك هو الوصول عنده.

    فإن قلت :
    " كلمات الصوفية بناء على مشاهدات انفتحت لهم في طور الولاية والعقل يقصر عن درك ذلك ، وما ذكرتموه تصرف ببضاعة العقل ".

    فاعلم:
    أنه لا يجوز أن يظهر في طور الولاية ما يقضي العقل باستحالته.
    نعم يجوز أن يظهر ما يقصر العقل عنه بمعنى أنه لا يدركه بمجرد العقل.


    مثاله:
    أنه يجوز أن يكاشف الولي بأن فلانا سيموت غدا ، ولا يدرك ذلك ببضاعة العقل ، بل يقصر العقل عنه.
    ولا يجوز أن يكاشف بأن الله سبحانه وتعالى غدا سيخلق مثل نفسه ، فإن ذلك يحيله العقل لا أنه يقصر عنه.
    وأبعد من ذلك أن يقول " إن الله تبارك وتعالى سيجعلني مثل نفسه "
    وأبعد منه أن يقول " إن الله عز وجل سيصيرني نفسه " أي أصير أنا هو ؛ لأن معناه أني حادث والله تعالى وتقدس يجعلني قديما ، ولست خالق السموات والأرضين ، والله يجعلني خالق السموات والأرضين.
    وهذا معنى قوله نظرت فإذا أنا هو إذا لم يؤول.
    ومن صدق بمثل هذا فقد انخلع عن غريزة العقل ولم يتميز عنده ما يعلم عما لا يعلم ، فليصدق بأنه يجوز أن يكاشف ولي بأن الشريعة باطلة وأنها إن كانت حقا فقد قلبها الله باطلا وأنه جعل جميع أقاويل الأنبياء كذبا ، وإن من قال يستحيل أن ينقلب الصدق كذبا فإنما يقوله ببضاعة العقل ، فإن انقلاب الصدق كذبا ليس بأبعد من انقلاب الحادث قديما ، والعبد ربا ، ومن لم يفرق بين ما أحاله العقل وبين ما لا يناله العقل فهو أخس من أن يخاطب فليترك وجهله
    اهـ المقصد الأسنى


    وهذا جواب كاف وبيان شاف للوجه الصحيح الذي تُحمل عليه العبارة ، وفي ظلها تُفهم - من نفس من قالها مرات وعُرف بها ، وهو حجة الإسلام – وهو أبلغ جواب على من يستعمل كلام القوم ، محرفا لمعانيه ، لتمرير بعض العقائد والأفكار الفاسدة ، زاعما أنها مرادة لهم ، تلبيسا وخداعا.

    ولو حصل وورد إلينا شيء من ذلك عن بعض العلماء الثقات الذين قد ثبتت استقامتهم ، أو حصل في نفس أحد شيء فسره بأنه قد خرق العقل بالمعنى السابق بيان بطلانه ، فذلك الخرف المزعوم باطل مردود ، وخبر الوارد إما أنه غير صحيح ، أو أنه مؤولٌ - متى أمكن - غير مراد به ظاهره ..
    ولا يسعنا إلا ابيان فساد المعنى الباطل بدون تردد أو شك ..

    وأما لو ورد على لسان غير من ثبت علمه واستقامته فذلك يدينه هو ..



    ومن ثم كان على من يتصدر إلى مثل هذه المباحث أن يكون عالما بالمسائل الشرعية والمباحث العقلية ، حتى لا يقبل باطلا شرعا وعقلا ، ولا ينكر ما عجز عقله عن إدراكه فيقع في الإنكار على من ثبت علمه واستقامته ..


    وفي ذلك يقول الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله :
    وثالثها الاختلاف الواقع ببن المتصوفة وأصحاب العلوم الظاهرة

    فقد وقع بينهم تنافر أوجب كلام بعضهم في بعض وهذه غمرة لا يخلص منها إلا العالم الوافي بشواهد الشريعة


    ولا أحصر ذلك في العلم بالفروع المذهبية فإن كثيرا من أحوال المحققين من الصوفية لا يفي بتمييز حقه من باطله علم الفروع بل لا بد مع ذلك من معرفة القواعد الأصولية والتمييز بين الواجب والجائز والمستحيل العقلي والمستحيل العادي

    فقد يكون المتميز في الفقه جاهلا بذلك حتى يعد المستحيل عادة مستحيلا عقلا


    وهذا المقام خطير شديد فإن القادح في المحق من الصوفية معاد لأولياء الله تعالى وفيما قال فيما أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم : " من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة "

    والتارك لإنكار الباطل مما يسمعه عن بعضهم تارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاص لله تعالى بذلك ، فإن لم ينكر بقلبه فقد دخل تحت قوله عليه السلام ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
    اهـ الاقتراح في بيان الاصطلاح


    والله الموفق للصواب ، العاصم من الزلل .
    اللهمَّ أخرِجْنَا مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْمِ ، وأكْرِمْنَا بِنُورِ الفَهْمِ ، وافْتَحْ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَةِ العِلْمِ ، وحَسِّنْ أخْلَاقَنَا بالحِلْمِ ، وسَهِّلْ لنَا أبْوَابَ فَضْلِكَ ، وانشُرْ عَلَيْنَا مِنْ خَزَائنِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين

  3. #3
    جزاكم الله خيرا

    سيدي أشرف برأيكم،
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  4. #4
    جزاكم الله خيرا سيدي أشرف.

    وأعتذر عن الخطأ في المشاركة السابقة.

    برأيكم، هل يصح القول بأن طور ما وراï؛€ العقل لا يمكن إلا أن يكون مبنياً على طور العقل ؟
    قال حافظ الشام ابن عساكر:
    فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
    أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
    أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!




  5. بارك الله فيك .. ورضي الله عن الإمام الحجة
    {واتقوا الله ويعلمكم الله}

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •