صفحة 23 من 23 الأولىالأولى ... 131920212223
النتائج 331 إلى 343 من 343

الموضوع: هل سمعت هذه الاحاديث من قبل؟

  1. #331
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    3912- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَاءَهُ، اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُ كَاشِفًا عَنْ رُكْبَتِهِ فَمَدَّ رُكْبَتَهُ، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ‏:‏ اسْتَأْخِرِي عَنِّي، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجُوا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَلَمْ تُصْلِحْ ثَوْبَكَ عَلَى رُكْبَتِكَ، وَلَمْ تُؤَخِّرْنِي عَنْكَ حَتَّى دَخَلَ عُثْمَانُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يَا عَائِشَةُ، أَلاَ أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ‏؟‏ وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتِ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يَخْرُجَ‏.‏

    3923- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي‏.‏

    3931- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْمَسْجِدَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اللَّهُمَّ، نَعَمْ‏.‏

    3935- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَلٌ مَشْوِيٌّ بِخُبْزَةٍ وَظَبَابَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّعَامِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي، وَقَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ‏:‏ فَسَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَلِكَ، فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرْ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ وَالِي، اللَّهُمَّ وَالِي

    3943- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَبُّكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ بَلَى قَالَ‏:‏ فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلاَهُ، فَإِنَّ هَذَا مَوْلاَهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا‏:‏ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، سَبَبُهُ بِيَدِهِ، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي‏.‏

    هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَحَدِيثُ غَدِيرِ خُمٍّ قَدْ أَخْرَجَهُ النِّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَعَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا‏.‏

    3945- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيَّبُونَ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ قَالَ‏:‏ وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا‏.‏

    3949- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ مَلَكٌ عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، ويبَشِّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَبَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ‏.‏

    3951- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَنِيمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تُقَطَّعُ الأَسْبَابُ وَالأَنْسَابُ وَالأَصْهَارُ إِلاَّ صِهْرِي، فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا‏.‏

    3952- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ أَتَرَوْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ‏؟‏ فَقَالَ نَاسٌ‏:‏ وَمَا ذَلِكَ‏؟‏ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ نَاسٌ‏:‏ لَيَجِدَنَّ مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لاَ أَجِدُ لِفَاطِمَةَ، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي‏؟‏ إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ‏

    3955- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرٍو هُوَ ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ‏:‏ إِنَّهُ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ زائدَةً، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ، وَإِنِّي مَيِّتٌ فَبَكَتْ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي‏.‏

    3961- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، فَبَاعَ عَلِيٌّ دِرْعًا لَهُ وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ، فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ، وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ، وَمَجَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا بِهِ، وَأَمَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَلاَ تَسْبِقَهُ بِرَضَاعِ وَلَدِهَا، قَالْ‏:‏ فَسَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِرَضَاعِ الْحُسَيْنِ، قَالَ‏:‏ وَأَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَضَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، كَانَ أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ‏.‏

    3971- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتَكَ يَقْتُلُونَهُ‏.‏

    3973- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ آخِذٌ بِحَلَقَةِ الْبَابِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أَنْكَرَ أَنْكَرَ، أنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ‏.‏

    3976- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عُقبة رضي الله عنها، وكانت من المهاجرات الأول قالت‏:‏ غُشِي على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه غَشْيَة حتى ظنوا أنه فاضت نفسه، فخرجت أم كلثوم رضي الله عنها إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة، فلما أفاق قال‏:‏ أغشي علي‏.‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ صدقتم، إنه جاءني ملكان فقالا‏:‏ انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين‏.‏ فقال ملك آخر‏:‏ أَرْجِعناه فإن هذا ممن كتب له السعادة، وهم في بطون أمهاتهم، وسيُمتَّع به بنوه تعالى، فعاش بعد ذلك شهرًا، ثم مات رضي الله عنه‏.‏

    وقال أبو أسامة‏:‏ قال‏:‏ رجلان ملكان كانوا يأتون في صورة الرجال، قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 9‏]‏ أي‏:‏ في صورة رجل‏.‏

    3983- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي الْفِنَاءِ، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ‏.‏

    3991- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج، فقال الأوس‏:‏ منّا غسيل الملائكة حنظلة الراهب، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنّا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت رضي الله عنهم‏.‏

    وقال الخزرج‏:‏ منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم‏.‏

    3999- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الْإِسْلاَمِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْضَلهُمْ عَلِيُّ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ‏.‏

    4000- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَكَتَبْتُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِرَاءٍ فَتَزَلْزَلَ الْجَبَلُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ اثْبُتْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدٌ رضي الله عنهم‏.‏

    4001- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، قِيلَ‏:‏ وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَزَلْنَا مَنْزِلاً فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ مَرْسٌ فَقَالَ‏:‏ إِنَّكَ لاَ تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فَأَخَذَنِي وَأَخَذْتُهُ فَصَرَعْتُهُ‏؟‏ ثمّ أَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ رَجُلٌ أَسْوَدُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ ذَاكَ الشَّيْطَانُ‏.‏

    هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

    4002- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَمَرَّ بِعَمَّارٍ وَبِأُمّ عَمَّارٍ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ‏:‏ صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ‏.‏

    4005- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، فَرَّقَهُمَا قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى يَقْرَأُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ‏.‏

    4007- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ‏.‏

    4012- حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ‏:‏ اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا فَحَلَقَ شَعْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَمَا وُجِّهْتُ فِي وَجْهٍ إِلاَّ فُتِحَ لِي‏.‏

    4015- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ‏.‏

    4018- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ، عَنْ صَاحِبٍ زَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ‏:‏ كَانَ يُسَمَّى سَفِينَةَ‏:‏ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَرَاحِلَتُهُ بِهَا زَادُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي قَدْ جُعْتُ قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِمُعْطِيكَ حَتَّى يَأْمُرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَيَنْزِلُ النَّاسُ فَتَأْكُلَ قَالَ‏:‏ فَقَالَ هَكَذَا بِالسَّيْفِ وَكَشَفَ عُرْقُوبَ الرَّاحِلَةَ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ إِذَا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ قَالُوا‏:‏ احْبِسْ أَوَّلَ احْبِسْ أَوَّلَ فَسَمِعُوا فَوَقَفُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ بِالرَّاحِلَةِ، قَالَ لَهُ‏:‏ اخْرُجْ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا فَجَعَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتْبَعُهُمْ حَتَّى نَزَلُوا، فَجَعَلَ يَأْتِيَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَيَقُولُ‏:‏ إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا زَالَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتَجَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ، وَيَقُولُ‏:‏ إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ خَبِيثُ اللِّسَانِ، طَيِّبُ الْقَلْبِ‏.‏

    4019- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ، فَجَحَدَهُ، فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا‏؟‏ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لاَ تَقُولُ إِلاَّ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‏.

    4023- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى وَسُئِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ‏:‏ أَبْصَرْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ‏.‏

    إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدٌ وَفِيهِ ضِعْفٌ‏.‏

    4025- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ‏.‏

  2. #332
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4030- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو سَلمَةَ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ‏:‏ أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ‏؟‏ والله لاَ يَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي تُخَلُّونَ سَبِيلِي‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ نَعَمْ، فَقَالَ‏:‏ أُشْهِدُكُمْ أَنْ قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ

    4031- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَلٍ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِصُهَيْبٍ‏:‏ يَا صُهَيْبُ، إِنَّ فِيكَ خِصَالاً ثَلاَثًا أَكْرَهُهَا لَكَ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلاَ مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَةٌ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ أَفْضَلُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَايْمُ اللَّهِ، لاَ أَتْرُكُ إِطْعَامَ الطَّعَامِ أَبَدًا، وَذَكَرَ الْكُنْيَةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي‏:‏ يَا صُهَيْبُ قُلْتُ‏:‏ لَبَّيْكَ قَالَ‏:‏ أَلَكَ وَلَدٌ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ قَالَ‏:‏ اكْتَنِ بِأَبِي يَحْيَى قَالَ‏:‏ فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ وَذَكَرَ الاِدِّعَاءِ، قَالَ‏:‏ فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فَرَقَّتْنِي فَعَلَّمَتْنِي لُغَتَهَا، فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لَكْنَتِي*

    4041- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِي، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَأَنَا طَاوٍ، وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ، فَقَالُوا‏:‏ هَلُمَّ، فَقُلْتُ‏:‏ جِئْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا، فَنِمْتُ وَأَنَا مَغْلُوبٌ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ، فَقَالَ‏:‏ خُذْ، فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ، فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ‏:‏ أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سُرَاةِ قَوْمِكُمْ فَلَمْ تُتْحِفُوهُ بِمُذَيِّقَةٍ قَالَ‏:‏ فَأْتُونِي بِمُذَيِّقَتِهِمْ فَقُلْتُ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لِي فِيهَا قَالُوا‏:‏ إِنَّا رَأَيْنَاكَ بجْهَدُ، فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي، فَأَسْلَمُوا عَنْ آخِرِهِمْ رضي الله عنهم‏.‏

    4043- وَقَالَ عَبْدُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلاَّ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ بَكَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، لِمَ تَبْكِي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مِنْ كَلِمَتِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَبْشِرْ، فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ‏.‏

    4057- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثتَنِي جَدِّتي، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا رَافِعُ إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ، وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنَّكَ شَهِيدٌ، قَالَ‏:‏ فَفَعَلَ‏.‏

    4066- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ تَكَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا، وَبِالْإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ‏.‏

    4067- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالسِّوَاكِ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجِبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدِ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ‏.‏

    4074- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْقُرَظِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ، فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي، وَكَفِّنُونِي، ثم ضعوني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم، فقولوا هذا أبو ذر، صاحب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا، فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَقَامَ إِلَيْهِ غُلاَمٌ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ، الْقُرَظِي مَا عَرَفْتُهُ، فَإِنْ كَانَ هُوَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، فَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ‏.‏

    وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ يعْنَى هَذَا‏.‏

    4084- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَنْظَلَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ جَدِّيَ حَنْظَلَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ أَبِي حَنِيفَةُ بْنُ حِذْيَمٍ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ ذُو بَنِينَ، وَهَذَا أَخْصَ بَنِيِّ فَسَمَتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يَا غُلاَمُ وَأَخَذَ بِيَدِي، وَمَسَحَ رَأْسِي بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ قَالَ‏:‏ فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ، يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ، فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ‏:‏ بِاسْمِ اللَّهِ، فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ‏.‏

    4090- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هُودُ الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ قَالَ‏:‏ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَكْبٌ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَتَوَجَّهَ نَحْوَ ذَلِكَ الْوَجْهِ، فَلَقِيَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا، فَرَحَّبَ بِهِمْ وَقَرَّبَ، وَقَالَ‏:‏ مَنِ الْقَوْمُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ قَوْمٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ‏:‏ فَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلاَدَ، التِّجَارَةُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَتَبِيعُونَ سُيُوفَكَمْ هَذِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ أَجَلْ، فَمَشَى مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ، حَتَّى نَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ، فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ سَعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ هَرْوَلَ هَرْوَلَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَشَى حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذُوا يَدَهُ يُقَبِّلُونَهَا، وَقَعَدُوا إِلَيْهِ وَبَقِيَ الأَشَجُّ وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَأَنَاخَ الْإِبِلَ وَعَقَلَهَا، وَجَمَعَ مَتَاعَ الْقَوْمِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ‏:‏ وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ الأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ قَالَ‏:‏ أَجِبِلًّا جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَوْ تَخَلُّقًا مِنِّي‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ بَلْ جِبِلٌّ فَقَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ قِبَلَ تَمَرَاتٍ لَهُمْ يَأْكُلُونَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّمْرِ الْبَرْنِيِّ‏.‏

    4096- حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَدِيجَةَ، لِأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَبْصَرْتُهَا فِي نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارٍ الْجَنَّةِ، فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ‏.

    4099- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ‏:‏ مَا يُبْكِيكِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ سَبَّتْنِي فَاطِمَةُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يَا فَاطِمَةُ، سَبَبْتِ عَائِشَةَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ، وَتُبْغِضِينَ مَنْ أُبْغِضُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ فَإِنِّي أُحِبُّ عَائِشَةَ، فَأَحِبِّيهَا، قَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لاَ نَقُولُ لِعَائِشَةَ شَيْئًا يُؤْذِيهَا أَبَدًا‏.‏

    4100- وَقَالَ الْحَارِثِ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ دَعُوا عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ‏.‏

    4106- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَآخَرُ مَعَهُ، أَنَّهُمَا أَتَيَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ يَا فُلاَنُ، سَمِعْتَ حَدِيثَ حَفْصَةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ فِيَّ تِسْعٌ، لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ، إِلاَّ مَا آتَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صُوَيْحِبَاتِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ‏:‏ وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَزَلَ الْمَلَكُ بِصُورَتِي، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِتِسْعٍ، وَتَزَوَّجَنِي بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْوَحْيُ وَأَنَا وَإِيَّاهُ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ونَزَلَ فِيَّ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَادَتِ الْأُمَّةُ أَنْ تَهْلِكَ فِيهِنَّ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَقُبِضَ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ غَيْرَ الْمَلَكِ وَأَنَا

    4108- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا، وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ، فَقَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلاَمُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلاَهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا، فَأُتِيَ بِهِمَا، فَصُلِبَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ‏:‏ انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ‏.‏

    4112- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ‏:‏ ثَقُلَتْ مَيْمُونَةُ بِمَكَّةَ، وَلَيْسَ عِنْدَهَا مِنْ بَنِي أُخْتِهَا أَحَدٌ، فَقَالَتْ‏:‏ أَخْرِجُونِي مِنْ مَكَّةَ، فَإِنِّي لاَ أَمُوتُ بِهَا، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لاَ أَمُوتُ بِهَا، حَتَّى أَتَوْا بِهَا سَرِفَ إِلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي بَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَهَا فِي مَوْضِعِ الْقُبَّةِ فَمَاتَتْ، فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا فِي لَحْدِهَا، أَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ خَدِّهَا فِي اللَّحْدِ، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَمَى بِهِ‏.‏

    4113- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ، خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ، وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ‏:‏ دُونَكَ الرَّجُلَ، فَجَبُنَ حَسَّانُ، وَأَبِي عَلَيْهَا، فَتَنَاوَلَتْ صَفِيَّةُ السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ، حَتَّى قَتَلَتْهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ لِصَفِيَّةَ بِسَهْمٍ كَمَا يُضْرَبُ لِلرِّجَالِ‏.‏

    4114- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاَقِهَا، فَقَالَتْ‏:‏ أَمِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ طَلَّقَنِي‏؟‏ فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ‏:‏ أَنْشُدُكَ بالَّذِي أنَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَطَلَّقْتَنِي مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا عَلَيَّ‏؟‏ وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، لَمَا رَاجَعْتَنِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرْتُ، وَمَا بِي حَاجَةٌ إِلَى الرِّجَلِ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبْعَثَ وَأَنَا مِنْ نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا فَقَالَتْ‏:‏ فَإِنِّي أَهَبُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي بِقُرَّةِ عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ رضي الله عنها‏

    4115- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَجْلاَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ‏:‏ إِلَى مَنْ تَكِلُنِي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَبْدِلْ أُمَّ سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ إِنِّي كَبِيرَةُ السِّنِّ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا، وَالْعِيَالُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَسَأَدْعُو اللَّهَ يُذْهِبُهَا فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِرَحَاءَيْنِ، وَجَرَّةِ الْمَاءِ‏.‏

    4119- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ، فَجَاءَ خَالاَهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ، فَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَجَلْبَبَتْ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي‏:‏ رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ‏.‏

    4129- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ، عَنِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَسُبُّوا قُرَيْشًا، فَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِهَا يَمْلَأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نَكَالاً عِقَابًا، أَوْ وَبَالاً، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالاً‏.‏

    4133- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ، وَلاَ تُعَلِّمُوهَا، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا، وَلاَ تُؤَخِّرُوهَا، فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ‏.‏

    4137- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَذَرَارِيِّ ذَرَارِيهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَجِيرَانِهِمْ‏.‏

  3. #333
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    نستكمل رحلتنا مع المطالب العالية لامام الحفاظ ابن حجر


    4146- َقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، قَالَ‏:‏ فَشُغِلَ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ، أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ ثَلاَثِ قَبَائِلَ، سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ‏:‏ جَمَلٌ أَزْهَرُ، يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ، وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ‏:‏ زَهْرَةٌ تَنبَعُ بِمَاءٍ، وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ‏:‏ هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ عَادَاهُمْ وَقَالَ النَّاسُ فِيهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَبَى اللَّهُ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلاَّ خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِّ، رُجْحُ الأَحْلاَمِ، ثَبْتُ الأَقْدَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالاً لِلدَّجَّالِ، وَأَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ‏.‏


    4153- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، فَالْحَقُّ فِي مُضَرَ، وَإِذَا عَزَّتْ رَبِيعَةُ، فَذَلِكَ ذُلُّ الْإِسْلاَمِ‏.‏

    4165- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَيَطْلُبُونَهُ فَلاَ يَجِدُونَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَيَطْلُبُونَهُ فَلاَ يَجِدُونَهُ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي وَرَاءَ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الْجَيْشُ مِنْ جُيُوشِهِمْ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَتَسْتَنْصِرُونَ بِهِ فَتُنْصَرُوا‏؟‏ فَيُقَالُ‏:‏ لاَ فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ‏؟‏ وَيُقَالُ‏:‏ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ‏؟‏ فَلَوْ سَمِعُوا بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ لَأَتَوْهُ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ فَذَكَرَهُ، بِلَفْظِ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَحِبَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَيُقَالُ‏:‏ نَعَمْ فَيُلْتَمَسُ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُسْتَفْتَحُ بِالرَّجُلِ، ثُمَّ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَيُلْتَمَسُ، فَلاَ يُوجَدُ، حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَيْتُمُوهُ، ثُمَّ يَبْقَى قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ بِهِ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، لَكِنْ قَصُرَ بِهِ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ من طريق عمرو بن دينار، ومسلم من طريق أبي الزبير، كلاهما، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ الصَّوَابُ‏.‏

    4171- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ وَأَصْحَابَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، وَلَكِنْ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي إِيمَانَكُمْ، وَيُصَدِّقُونِي تَصْدِيقَكُمْ، وَيَنْصُرُونِي نَصْرَكُمْ، فَيَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي‏.‏

    4174- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي زَمَنِ الأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَالأَعْرَابُ يَأْتُونَ بِالزِّقَاقِ يَسْتَقُونَ بِهَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طَامِحِ الْبَصَرِ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، وَقَالَ لِي‏:‏ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ مِمَّنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنْ بَنِي هِلاَلٍ، وَاسْمِي كَهْمَسٌ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا شَهِدْتُهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، فَقَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا مِنْهُ، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، يَشْهَدُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، لَهُمْ لَغَطٌ فِي أَسْوَاقِهِمْ قَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ قَالَ كَهْمَسٌ‏:‏ أَتَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلاَءِ مِنْ أُولَئِكِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

    4182- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ أَنْفَعُ أَوْ آخِرُهُ‏.

    4185- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ‏.‏

    4188- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ، الْإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ‏.‏

    4195- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِي الْخَوْلاَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَغَيْرَهُمَا، يَقُولُونَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ، جَعْدَةٌ رُؤُوسُهُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلاَغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى يَعْنِي‏:‏ قِبْطَ مِصْرَ‏.‏

    رَوَاهُ ابْنُ حَبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَابِعِيٌّ بِلاَ رَيْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ لَيْسَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ، بَلْ هُوَ آخَرٌ مُخْتَلِفٌ فِي صُحْبَتِهِ‏.‏

  4. #334
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4197- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لاَ يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ‏.‏

    4199- قَالَ سَعِيدُ‏:‏ وَحَدَّثَنَا ابْنُ حَلْبَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلاَ وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ‏.‏

    4206- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ‏:‏ فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي نَاصِرَةَ، قَدْ أَدْمَتْ أَتَانُنَا، وَمَعِي بِالرُّكَبِ شَارِفٌ، وَاللَّهِ مَا تَبِضُّ بِقِطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ، فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَنَا، وَمَا أَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ شَيْئًا أُعَلِّلُهُ بِهِ، إِلاَّ أَنَّا نَرْجُو الْغَيْثَ، وَكَانَتْ لَنَا غَنْمٌ، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَرِهَتْهُ، فَقُلْنَا‏:‏ إِنَّهُ يَتِيمٌ، وَإِنَّمَا يُكْرَمُ الظِّئْرُ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا‏:‏ مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ بِنَا أُمُّهُ، أَوْ عَمُّهُ، أَوْ جَدُّهُ‏؟‏ فَكُلُّ صَوَاحِبِي أَخَذَ رَضِيعًا وَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا، فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي‏:‏ وَاللَّهِ لَآخُذَنَّ هَذَا الْيَتِيمَ، مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، وَلاَ أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلاَ آخُذُ شَيْئًا، فَقَالَ‏:‏ قَدْ أَصَبْتِ، قَالَتْ‏:‏ فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَأَمْسَيْتُ افْتِلُ ثَدْيَايَ بِاللَّبِنِ، حَتَّى أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ، وَقَامَ أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْمَسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ فَحَلَبَهَا، فَأَرْوَانِي، وَرَوِيَ، فَقَالَ‏:‏ يَا حَلِيمَةُ تَعْلَمِينَ، وَاللَّهِ، لَقَدْ أَصَبْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً، وَلَقَدْ أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا مَا لَمْ نَتَمَنَّ، قَالَتْ‏:‏ فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شِبَاعًا، وَكُنَّا لاَ نَنَامُ لَيْلَنَا مَعَ صَبِيِّنَا، ثُمَّ اغْتَدَيْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلاَدِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِي الْقَمْرَاءَ، فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةٍ بِيَدِهِ، لَقَطَعْتُ بِالرَّكَبِ، حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ‏:‏ أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّهَا كَانَتْ أَدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا، فَمَا شَأْنُهَا‏؟‏ قَالَتْ، فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلاَمًا مُبَارَكًا قَالَتْ‏:‏ فَخَرَجْنَا فَمَا زَالَ يَزِيدُنَا اللَّهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قَدِمْنَا، وَالْبِلاَدُ سَنَةً، فَلَقَدْ كَانَتْ رُعَاتُنَا يَسْرَحُونَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا، بِطَانًا حُفَّلاً فَتَحْلِبُ وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفَّلاً، وَتَرُوحُ غَنَمُكُمْ جِيَاعًا، وَيْلَكُمُ اسْرَحُوا حِينَ تَسْرَحَ رُعَاؤُكُمْ، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إِلاَّ جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ، قَالَتْ‏:‏ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَشِبُّ شَبَابًا مَا يَشِبُّهُ أَحَدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ، يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الْغُلاَمِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ السَّنَةِ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ أَقْدَمْنَاهُ مَكَّةَ، أَنَا وَأَبُوهُ، فَقُلْنَا‏:‏ وَاللَّهِ لاَ نُفَارِقُهُ أَبَدًا، وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ، قُلْنَا لَهَا‏:‏ أَيُّ ظِئْرٍ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا صَبِيًّا قَطُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وَأَنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا، فَدَعِيهِ، نَرْجِعُ بِهِ حَتَّى تَبْرُئِي مِنْ دَائِكِ، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فَأَقَمْنَا أَشْهُرًا ثَلاَثَةً أَوْ أَرْبَعَةً، فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ فِي غَنَمٍ لَهُمْ، إِذْ أَتَى أَخُوهُ يَشْتَدُّ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أَخِي الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلاَنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، فَأَخَذَاهُ، فَأَضْجَعَاهُ فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا، قَدِ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَيْنَا، وَبَكَى، قَالَتْ‏:‏ فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ إِلَيْنَا، فَقُلْنَا‏:‏ مَا لَكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَتَانِي رَجُلاَنِ فَأَضْجَعَانِي، فَشَقَّا بَطْنِي فَصَنَعَ بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ، فَقَالَ أَبُوهُ‏:‏ وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إِلاَّ وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ، فَرُدِّيهِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا يُتَخَوَّفُ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ فَاحْتَمَلْنَاهُ، فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ، فَلَّمَا رَأْتَنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا، وَقَالَتْ‏:‏ مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَاهُ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ‏؟‏ فَقُلْنَا‏:‏ لاَ شَيْءَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَضَى الرَّضَاعَةَ، وَسَرَّنَا مَا تَرَيْنَ، وَقُلْنَا نُؤَدِّيَهُ كَمَا تُحِبُّونَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، قَالَ‏:‏ فَقَلَتْ‏:‏ إِنَّ لَكُمَا لَشَأَنًا فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ، فَلَمْ تَدَعَنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا، فَقَالَتْ‏:‏ كَلاَّ وَاللَّهِ لاَ يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، إِنَّ لاِبْنِي شَأْنًا، أَفَلاَ أُخْبِرُكَمَا خَبَرَهُ‏؟‏ إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ، فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حَمْلاً قَطُّ، كَانَ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ، وَلاَ أَيْسَرَ مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ حِينَ حَمَلْتُهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ مِنْهُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى، أَوْ قَالَتْ‏:‏ قُصُورَ بُصْرَى، ثُمَّ وَضَعْتُهُ حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ، مَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، لَقَدْ وَقَعَ مُعْتَمِدًا بِيَدِهِ عَلَى الأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا، فَقَبَضَتْهُ وَانْطَلَقْنَا‏.‏

    4212- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ، إِلاَّ مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ، كِلْتَيْهِمَا يَعْصِمُنِي اللَّهُ مِنْهُمَا، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي أَغْنَامٍ لِأَهْلِهَا يَرْعَاهَا‏:‏ أَبْصِرْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَخَرَجْتُ، فَجِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ غَنَاءً، وَضَرْبَ دُفُوفٍ، وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ فُلاَنٌ تَزَوَّجَ فُلاَنَةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، قَالَ‏:‏ مَا فَعَلْتَ‏؟‏ فَأَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَقَالَ‏:‏ مَا فَعَلْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ مَا فَعَلْتُ شَيْئًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ قُلْتُ‏:‏ هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ، وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ الْكِبَارِ إِلاَّ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ هُذا، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

    باب البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مس الصنم إنما مسه موبخًا لعابديه

    4215- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَطَفِقَ يَتَقَلَّبُ، فَبَصُرَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَامَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ‏:‏ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَجِدُ مِنْ يَدِهِ رِيحَ النُّحَاسِ، فَكَأَنَّ جِبْرِيلَ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَفَعَلْتَ ذَلِكَ‏؟‏ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَسِيَ، ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ أَخِي، مَرَرْتُ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ عَلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أَحَدِهِمَا، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ قَوْمًا رَضُوا بِكُمَا إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ‏

    4219- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ، يَعْنِي‏:‏ قُرَيْشًا اخْتَصَمُوا فِيهِ، فَقَالُوا‏:‏ نَحْنُ نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، قَالَ‏:‏ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوهُ فِي مِرْطٍ، ثُمَّ رَفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ يوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌّ، يَعْنِي‏:‏ قَبْلَ الْبَعْثَةِ‏.‏

    4222- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ إِنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ هُوَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ‏:‏ وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فَجْأَةُ الْجِنِّ، فَقَالَ‏:‏ أَبْشِرْ، فَإِنَّ السَّلاَمَ خَيْرٌ، ثُمَّ أُرِيَ، صلى الله عليه وسلم يَوْمًا آخَرَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ فَهِبْتُ مِنْهُ، قَالَتِ‏:‏ انْطَلَقَ، يُرِيدُ أَهْلَهُ، فَإِذَا هُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَابِ، فَقَالَ‏:‏ فَكَلَّمَنِي، حَتَّى آنَسْتُ بِهِ ثُمَّ وَعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتُبِسَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ إِذَا أَنَا بِهِ، وَمِيكَائِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ إِلَى الأَرْضِ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَصَلَقَنِي لِحَلاَوَةِ الْقَفَا، وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ غَسَلَهِ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهِ، ثُمَّ كَفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي، حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَنِي بِحَلْقِي، حَتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ مَا لَمْ يَعْلَمْ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ تَبِعْتُهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ حَتَّى جِئْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَمَا تَلَقَّانِي حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ، إِلاَّ قَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَتِ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏

    4227- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا‏:‏ يَا أَبَا طَالِبٍ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ‏:‏ يَا عَقِيلُ ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ‏:‏ أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ، مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ‏:‏ مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي، فَارْجِعُوا‏.‏

    هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

    4233- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا‏:‏ انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ، وَالْكَهَانَةِ، وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ، وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا‏:‏ مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالُوا‏:‏ أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ‏؟‏ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ، أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا، وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللَّهِ، مَا نَنْتَظِرُ إِلاَّ مِثْلَ صَيْحَةِ الْحُبْلَى أَنْ يَقْدِمَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلاً وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، فَنُزَوِّجُكَ عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَفَرَغْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حَتَّى بَلَغَ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ‏:‏ حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا‏:‏ مَا وَرَاءَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلاَّ قَدْ كَلَّمْتُهُ بِهِ، قَالُوا‏:‏ فَهَلْ أَجَابَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنْيَةً، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ، قَالُوا‏:‏ وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لاَ تَدْرِي مَا قَالَ قَالَ‏:‏ لاَ وَاللَّهِ، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ‏.‏

    رَوَاهُ عَبْدٌ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، من طريق جعفر بن عون، عَنِ الأَجْلَحِ‏.‏

  5. #335
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4253- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ أَمْتَحُ، أَوْ أَمِيحُ مِنْهُ، فَجَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ رِيحًا أَشَدَّ مِنْهَا إِلاَّ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَكَانَتِ الْأُولَى‏:‏ مِيكَائِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالثَّانِيَةُ‏:‏ إِسْرَافِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالثَّالِثَةُ‏:‏ جِبْرِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا هَزَمَ اللَّهُ تَعَالَى الْكُفَّارَ حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا، حَمَلَنِي، فَصِرْتُ عَلَى عُنُقِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ، فَثَبَّتَنِي عَلَيْهِ، فَطُعِنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى بَلَغَ الدَّمُ إِبْطِي‏.‏

    4262- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ‏:‏ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي‏:‏ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏مَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ‏}‏ الآيَةَ‏.‏

    رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ‏.‏

    4263- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى إِذَا خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، نَظَرَ وَرَاءَهُ، فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ فِي مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ‏:‏ أَوَقَدْ أَسْلَمُوا‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، قَالَ‏:‏ قُلْ لَهُمْ‏:‏ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لاَ نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ‏.‏

    4271- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ‏:‏ ذَلِكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلاً يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دُونَهُ، قَالَ‏:‏ أُرَاهُ يَحْمِيهِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلْتُ‏:‏ يَكُونُ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي أَحَبَّ إِلَيَّ، وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْمَشْرِقِ رَجُلٌ لاَ أَعْرِفُهُ، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لاَ أَخْطَفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ دَخَلَ فِي وَجْنَتَيْهِ صلى الله عليه وسلم حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا، يُرِيدُ طَلْحَةَ، وَقَدْ نَزَفَ، فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَهَبْتُ، لَأَنْزِعَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ‏:‏ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَتَرَكَهُ فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ، فَيُؤْذِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَزَمَ عَلَيْهِ بِفِيهِ، فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لَأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ‏:‏ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْجِفَارِ، فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ طَعْنَةٍ، وَضَرْبَةٍ، وَرَمْيَةٍ، وَإِذَا قَدْ قُطِعَ أُصْبُعُهُ، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ‏.‏

    أَخْرَجَهُ بْنُ حَبَّانَ مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، بِهِ‏.‏

    4276- وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الأَنْعُمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُبُوهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَلَمْ أَسْمَعْ ضَرْبَةً مِنْ رَجُلٍ كَانَتْ أَكْبَرَ صَوْتًا مِنْهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتْ فَارِسُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ فُتِحَتِ الرُّومُ ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا‏.‏

    4278- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَئِذٍ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمُوسَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ‏.‏

    4295- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، بِرَايَتِهِ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، فَقَاتَلَ وَرَجَعَ، وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ، وَقَدْ جُهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنَ الْغَدِ فَقَاتَلَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ، وَقَدْ جُهِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا صلى الله عليه وسلم بِعَلِيٍّ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ، فَامْضِ بِهَا حَتَّى يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ‏:‏ يَقُولُ سَلَمَةُ‏:‏ فَخَرَجَ بِهَا وَاللَّهِ يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً، وَنَحْنُ خَلْفَهُ، نَتَّبَّعُ أَثَرَهُ، حَتَّى رَكَزَ رَايَتَهُ فِي رَضْمٍ مِنْ حِجَارَةٍ تَحْتَ الْحِصْنِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ يَهُودِيٌّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ الْيَهُودِيُّ، لِأَصْحَابِهِ، غَلَبْتُمْ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، أَوْ كَمَا قَالَ، فَمَا رَجَعَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ‏.‏

    وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلاَئِلِ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، إِلاَّ أَرْبَعَةً مِنَ النَّاسِ‏:‏ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صَبَايَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَارَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، فَإِنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ آخِذٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ‏:‏ وَنَذَرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، أَنْ يَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ إِذَا رَآهُ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَشْفَعَ لَهُ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الأَنْصَارِيُّ، اشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ آتَاهُ، فَوَجَدَهُ فِي حَلَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ الأَنْصَارِيُّ يَتَرَدَّدُ وَيَكْرَهُ، أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ فِي حَلَقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَسَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِيِّ‏:‏ قَدِ انْتَظَرْتُكَ أَنْ تُوُفِّيَ بِنَذْرِكَ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِبْتُكَ، أَفَلاَ أَوْمَأْتَ إِلَيَّ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ لَيْسَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَكُونَ يُومِئُ قَالَ‏:‏ وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُتِلَ خَطَأً، فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنْ بَنِي فِهْرٍ، لِيَأْخُذَ عَقْلَهُ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْعَقْلَ وَرَجَعَ، نَامَ الْفِهْرِيُّ، فَوَثَبَ مَقِيسٌ فَأَخَذَ حَجَرًا فَجَلَدَ بِهِ رَأْسَهُ فَقَتَلَهُ، وَأَقْبَلَ يَقُولُ‏:‏ شَفَى النَّفْسَ مَنْ قَدْ بَاتَ بِالْقَاعِ مُسْنَدًا يُضَرِّجُ ثَوْبَيْهِ دِمَاءُ الأَخَادِعِ وَكَانَتْ هُمُومُ النَّفْسِ مِنْ قَبْلِ قَتْلِهِ تُلِمُّ وَتُنْسِينِي وِطَاءَ الْمَضَاجِعِ قَتَلْتُ بِهِ فِهْرًا، وَغَرِمْتُ عَقْلَهُ سَرَاةُ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابُ فَارِعِ حَلَلْتُ بِهِ نَذْرِي، وَأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِي وَكُنْتُ إِلَى الأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعِ وَأَمَّا أُمُّ سَارَةَ‏:‏ فَإِنَّهَا كَانَتْ مَوْلاَةَ قُرَيْشٍ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَأَعْطَاهَا شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهَا رَجُلٌ، فَبَعَثَ مَعَهَا بِكِتَابٍ إِلَى مَكَّةَ فَذَكَرَ قِصَّةَ حَاطِبٍ كَذَا فِي الأَصْلِ‏.‏

    4301- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ، وَصَامَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، فَنَزَلَ صلى الله عليه وسلم مَرَّ ظَهْرَانَ فِي عَشَرَةِ آلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَلْفٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَسَبْعُمِئَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ عَمِيَتِ الأَخْبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلُهُ، وَقَدْ خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، يَتَحَسَّسُونَ الأَخْبَارَ، قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ نَزَلَ، قُلْتُ‏:‏ وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنْوَةً، لَيَكُونَنَّ هَلاَكُهُمْ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَرَكِبْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءَ، حَتَّى جِئْتُ الأَرَاكَ، رَجَاءَ أَنْ أَلْتَمِسَ بَعْضَ الْحَطَّابَةِ، أَوْ صَاحِبَ لَبَنٍ، أَوْ ذَا حَاجَةٍ، يَأْتِي مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُوا إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسِيرُ أَلْتَمِسُ مَا جِئْتُ لَهُ، إِذْ سَمِعْتُ كَلاَمَ أَبِي سُفْيَانَ، وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ‏:‏ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ نِيرَانًا، وَلاَ عَسْكَرًا، فَقَالَ بُدَيْلٌ‏:‏ هَذِهِ وَاللَّهِ خُزَاعَةُ، قَدْ خَمَشَهَا الْحَرْبُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ‏:‏ خُزَاعَةُ وَاللَّهِ أَقَلُّ وَأَذَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ نِيرَانُهَا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا حَنْظَلَةَ فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ‏:‏ أَبُو الْفَضْلِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مَا لَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، وَإِصْبَاحُ قُرَيْشٍ، قَالَ‏:‏ فَمَا الْحِيلَةُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفِرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَارْكَبْ عَجُزَ هَذِهِ الْبَغْلَةَ، فَرَكِبَ وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ، فَخَرَجْتُ بِهِ، فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينِ، فَقَالُوا‏:‏ مَا هَذِهِ‏؟‏ فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا عَمُّهُ، قَالُوا‏:‏ هَذِهِ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا عَمُّهُ، حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ وَقَامَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ عَرَفَهُ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَفَعْتُ الْبَغْلَةَ، فَسَبَقْتُهُ، بِقَدْرِ مَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيئَةُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ، فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ، فِي غَيْرِ عَقدٍ وَلاَ عَهدٍ، فَدَعْنِي أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ قَدْ أَجَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ يُنَاجِيهُ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ دُونِي، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ، قُلْتُ‏:‏ مَهْلاً يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ رَجُلاً مِنْ بَنِي عَدِيٍّ مَا قُلْتَ هَذَا، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فَقَالَ‏:‏ مَهْلاً يَا عَبَّاسُ، لاَ تَقُلْ هَذَا، فَوَاللَّهِ لَإِسَلاَمُكَ حِينَ أَسْلَمْتَ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِ أبي الْخَطَّابِ أَبِي لَوْ أَسْلَمَ، وَذَلِكَ أَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلاَمَكَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِسْلاَمِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَبَّاسُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى رَحْلِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنَا بِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا سُفْيَانَ أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَحْلَمَكَ، وَمَا أَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، لَقَدْ كَادَ أَنْ يَقَعَ فِي نَفْسِي، أَنْ لَوْ كَانَ إِلَهٌ غَيْرَهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ، وَأَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، أَمَّا هَذِهِ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ شَيْءٌ قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَيْلَكَ، أَسْلِمْ، وَاشْهَدْ، أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقُكَ، فَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ احْبِسْهُ بِمَضِيقٍ مِنَ الْوَادِي، عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ، حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ اللَّهِ، فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ حَيْثُ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّتِ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا، فَكُلَّمَا مَرَّتْ رَايَةٌ، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذِهِ‏؟‏ فَأَقُولُ‏:‏ بَنُو سُلَيْمٍ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا لِي وَلِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ أُخْرَى، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ هَؤُلاَءِ‏؟‏ فَأَقُولُ‏:‏ مُزَيْنَةُ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا لِي وَلِمُزَيْنَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ كَتِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَضْرَاءُ، فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، لاَ يُرَى مِنْهُمْ إِلاَّ الْحَدَقُ، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ‏:‏ مَا لِأَحَدٍ بِهَؤُلاَءِ قِبَلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْيَوْمَ لَعَظِيمٌ، فَقُلْتُ‏:‏ وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ إِنَّهَا النُّبُوَّةُ، قَالَ‏:‏ فَنَعَمْ إِذًا قُلْتُ‏:‏ النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُمْ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‏:‏ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَذَا مُحَمَّدٌ، قَدْ أَتَاكُمْ بِمَا لاَ قِبَلَ لَكُمْ بِهِ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ، فَقَالَتِ‏:‏ اقْتُلُوا الْحَمِيتَ الدَّسِمَ حَمِسَ الْبَعِيرُ مِنْ طَلِيعَةِ قَوْمٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ‏:‏ لاَ تَغُرَّنَّكُمُ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَالُوا‏:‏ قَاتَلَكَ اللَّهُ، وَمَا يُغْنِي عَنَّا دَارُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرَوَى مَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، طَرَفًا مِنْهُ فِي قِصَّةِ الصَّوْمِ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا، وَرَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ مُخْتَصَرًا جِدًّا، وَلَمْ يَسُقْهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ السِّتَّةِ، وَأَحْمَدُ بِتَمَامِهِ وَرَوَاهُ الذُّهْلِيُّ بِتَمَامِهِ فِي الزُّهْرِيَّاتِ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحُ ابْنِ إِسْحَاقَ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ‏.‏

    وَالسِّيَاقُ الَّذِي هُنَا حَسَنٌ جِدًّا‏.‏

    4303- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَفِي الْبَيْتِ أَوْ حَوْلَ الْبَيْتِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا، تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَبَّتْ لِوَجْهِهَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، فَرَأَى فِيهِ تِمْثَالَ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ، وَقَدْ جَعَلُوا فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ الأَزْلاَمَ يَسْتَقْسِمُ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلاَمِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَعْفَرَانَ، فَلَطَّخَهُ بِتِلْكَ التَّمَاثِيلِ‏.‏

    إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

    4323- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَيُعَزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي لِلتَّعْزِيَةِ بِي فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

    هَذَا اسناد حسن

  6. #336
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4329- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ طَلِيقٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعُرَنِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ، وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا، صلى الله عليه وسلم، فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، آوَاكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ، وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ‏:‏ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ الْآيَةَ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ قُلْنَا‏:‏ فَمَتَى الأَجَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ دَنَا الأَجَلُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى الْكَأْسِ الأَوْفَى، وَالرَّفِيقِ الأَعْلَى، وَالْعَيْشِ الأَهْنَا قُلْنَا‏:‏ فَمَنْ يُغَسِّلُكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، الأَدْنَى فَالأَدْنَى قُلْنَا‏:‏ فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فِي ثِيَابِي هَذِهِ، أَوْ فِي ثِيَابِ مِصْرَ، أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَةٍ قُلْنَا‏:‏ فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَبَكَى صلى الله عليه وسلم وَبَكَيْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَهْلاً، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي، وَكَفَّنْتُمُونِي، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِأَجْمَعِهَا، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا، فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، وَلاَ تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ، وَلاَ بِصَيْحَةٍ، وَلاَ رَنَّةٍ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاَةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتَّبِعُنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْنَا‏:‏ فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَهْلِي مَعَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرٍ، يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ قُلْتُ‏:‏ فِي هَذَا تُعُقِّبَ عَلَى الْبَيْهَقِيِّ، حَيْثُ قَالَ‏:‏ إِنَّ سَلامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏.‏

    4330- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلاَلٍ، يُحَدِّثُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّاسُ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ، إِلاَّ يُدْفَنُ حِينَ يُقْبَضُ فَخُطُّوا حَوْلَ فِرَاشِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ادْفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ ضَعِيفٍ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا بِسَنَدٍ مُعْضَلٍ، وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ الْمُرْسَلَةُ أَصَحُّ مَخْرَجًا، وَهِيَ تُعَضِّدُ ذَلِكَ الْمُتَّصِلَ، وَتُشْعِرُ أَنَّ لَهُ أَصْلاً‏.‏

    4335- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، أنا شَرِيكٌ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَتَدُورُ رَحَى الْإِسْلاَمِ بَعْدَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، فَإِنِ اصْطَلَحُوا بَيْنَهُمْ عَلَى غَيْرِ قِتَالٍ، أَكَلُوا الدُّنْيَا سَبْعِينَ عَامًا قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِلَفْظِ فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ، يَقُمْ لَهُنَّ سَبْعِينَ عَامًا وَلَمْ يَذْكُرْ‏:‏ فَإِنِ اصْطَلَحُوا بَيْنَهُمْ عَلَى غَيْرِ قِتَالٍ‏.‏‏.‏‏.‏‏

    4339- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَجِدُكَ قَائِمًا عِنْدَ رَبِّكَ، وَمُحْمَارَّةً وَجْنَتَاكَ، مُسْتَحِيًّا مِنْ رَبِّكِ مِمَّا أَحْدَثَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ‏.‏

    هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

    4341- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، قَالَ حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، تَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِبَاهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ، وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ، قَالَ‏:‏ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ، وَلاَ يَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي قُبَّةِ الْإِسْلاَمِ، فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ، وَيَسْفِكُ دَمَهُ، وَيَعْصَى رَبَّهُ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ‏.‏

    إِسْنَادُهُ حَسَنٌ‏.‏

    4344- قَالَ إِسْحَاقُ، أنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً عَلَى الدِّينِ، فَلاَ تَأْخُذُوا وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ، يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَخَافَةُ وَالْفَقْرُ، أَلاَ وَإِنَّ رَحَى الْإِيمَانِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ، أَلاَ وَإِنَّ السُّلْطَانَ وَالْكِتَابَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلاَ تُفَارِقُوا الْكِتَابَ أَلاَ إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ قَالُوا‏:‏ فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ حُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، وَنُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَتِهِ‏.‏

    4349- قَالَ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِلَى مِئَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ‏.‏

    إِسْنَادُهُ حَسَنٌ‏.‏

    وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ‏.‏

    4354- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ، يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، أَنْ يَكُونَ هَكَذَا، فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، فَيَكُونُ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ، فَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِذَا بِقَاتِلِهِ فِي النَّارِ‏.‏

    4355- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَأَ لاِبْنِ صَيَّادٍ دُخَانًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَأَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ دُخٌّ، فَقَالَ‏:‏ اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا قَالَ‏؟‏ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ دُخٌّ، دُخٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ دُيْخٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَدِ اخْتَلَفْتُمْ، وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدُّ اخْتِلاَفًا‏.‏

    4356- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ الْبَجَلِيُّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ بَهْجَتَهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رِدْءًا لِلْإِسْلاَمِ انْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الرَّامِي، أَوِ الْمَرْمِيِّ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بَلِ الرَّامِي

    4357- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السِّقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ اللَّقِيطِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ السِّلاَحِ فِي الْفِتْنَةِ‏.‏

  7. #337
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4404- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ رَجُلٍ مِنْ حَيَّةَ، قَالَ‏:‏ خَلاَ عَلِيٌّ بِالزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَأَنْتَ لاَوِ يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلاَنٍ‏:‏ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ سَمِعْتُ، لاَ جَرَمَ، لاَ أُقَاتِلُكَ‏.‏

    4412- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

    4422- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ، قَالَ عَمَّارٌ‏:‏ ائْتُونِي بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ، ثُمّ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا، شَرْبَةُ لَبَنٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقُتِلَ‏.‏

    4435- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي‏:‏ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَانَ النَّاسُ قَدْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِي‏:‏ أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، أَلاَ وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ، قَالَ‏:‏ وَأَحْسِبُ، قَالَ‏:‏ حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ، فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لاَ أُرَاهُ إِلاَّ مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمُتَقَلِّدًا قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، يَطْعُنُ بِهَا فِي مَخْرَجِهِ، قَالَ‏:‏ فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ‏.‏

    4439- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ‏:‏ أَلاَ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَ فَارَقُوهُ، وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ، وَحِينَ فَارَقُوهُ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ‏:‏ فَرَجَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى‏:‏ ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ‏؟‏ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ قَالُوا‏:‏ نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَعْجَلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعُوا، فَقَالُوا‏:‏ يَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ، وافْتَرَقَ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ‏:‏ مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ صَنِيعُهُمْ قَامَ، فَقَالَ‏:‏ أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، لاَ يرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ، فَسَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَقُومُ لَهُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ، فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُخْبِرُكُمْ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى، فَلاَ يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ، قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ، فَقَالَ‏:‏ ابْتَغُوهُ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ، فَرَكِبَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَابَّتِهِ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَإِذَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لاَ أَغْزُو الْعَامَ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ، لاَبُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا‏:‏ دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ، فَرَجَعَ النَّاسُ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلاَّ الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلاَثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ، قُلْتُ‏:‏ هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ‏.‏

    4441- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هُودُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ، قَالَ‏:‏ فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ، فَقُلْنَا لرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُوَ هَذَا، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي لَأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ وَلَّى، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ‏؟‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ‏:‏ أَقْتُلُ رَجُلاً يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَزَادَ‏:‏ لَأَرْجِعَنَّ، فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَهْ يَا عُمَرُ، فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ‏؟‏ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلَهُ، لَكَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ، وَمَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ‏.‏

    4493- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ شُفَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا‏.‏

  8. #338
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4497- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ دَارِهِ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ، فَرَكَعْنَا، ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اتَّصَلْنَا بِالصَّفِّ، فَمَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاَةَ، قُلْنَا‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّهُ رَاعَكَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ، قَالَ‏:‏ أَجَلْ، كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَأَنْ تَتَّجِرَ الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ جَمِيعًا، وَأَنْ تَغْلُو النِّسَاءُ وَالْخَيْلُ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْخُصُ، فَلاَ تَغْلُو أَبَدًا‏.‏

    4504- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ، قُلْتُ‏:‏ إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، لَيَكُونَنَّ‏.‏

    4507- وقال معاذ بن المثنى راوي مسند مسدد فيما زاد فيه‏:‏ حدَّثنا الحسن بن أبي شعيب، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، ثنا منتصر بن دينار، عن عبد الله بن أبي الهُذيل قال‏:‏ وجه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نضلة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، فأغاروا على حلوان فافتتحها، فأصاب غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا، فجاؤوا يسوقون ما معهم وهم بين جبلين، حتى أرهقتهم العصر، فقال لهم نضلة رضي الله عنه‏:‏ اصرفوا إلى سفح الجبل، ففعلوا، ثم قام نضلة رضي الله عنه فنادي بالآذان فقال‏:‏ الله أكبر، الله أكبر‏.‏ فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة، كبرت كبيرًا يا نضلة، قال‏:‏ أشهد إن لا إله إلا الله‏.‏ قال‏:‏ أخلصت يا نضلة إخلاصًا‏.‏ قال‏:‏ أشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ نبي بعث لا نبي بعده‏.‏ قال‏:‏ حي على الصلاة‏.‏ قال‏:‏ فريضة فرضت، قال‏:‏ حي على الفلاح‏.‏ قال‏:‏ أفلح من أتاها وواظب عليها‏.‏ قال‏:‏ قد قامت الصلاة‏.‏ قال‏:‏ البقاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رؤوسها تقوم الساعة، فلما صلوا قام نضلة رضي الله عنه، فقال‏:‏ أيها الكلام الحسن الطيب الجميل قد سمعنا كلامًا حسنًا، أفمن ملائكة الله أنت، أم طائف، أم ساكن‏؟‏ أبرز لنا فكلمنا، فإنا وفد الله عز وجل، ووفد نبيه صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فبرز له شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنها رحى، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض، فقال‏:‏ السلام عليكم ورحمة الله، فردّوا عليه السلام، فقال له نضلة‏:‏ من أنت يرحمك الله‏؟‏ قال‏:‏ أَخْبَرَنَا زرنب بن ثرملا وصيّ العبد الصالح عيسى بن مريم، دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء، فقراري في هذا الجبل‏.‏

    فأقرأ على عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه السلام، وقل له‏:‏ أثبت وسدد وقارب، فإن الأمر قد اقترب وإياك يا عمر، إن ظهرت خصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت فيهم، فالهرب الهرب‏.‏

    فقال نضلة رضي الله عنه‏:‏ يا زرنب ‏!‏ رحمك الله أخبرنا بهذه الخصال، نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا، قال‏:‏ إذا استغنى رجالكم برجالكم، ونساؤكم بنسائكم، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلا غلاء، وكانت خلافتكم في صبيانكم، وكان خطباء منابركم عبيدكم، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن ألحانًا، ومزامير بأصواتهم، وزوقتم مساجدكم وأطلتم منابركم، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة، وركبت نساؤكم السروج، وكان مستشار أميريكم خصيانكم، وقتل البريء لتوعظ به العامة، وبقي المطر قيظًا، والولد غيظًا، وحرمتم العطاء، وأخذه العبيد والسقاط، وقلّت الصدقة حتى يطوف المسكين من حول إلى حول لا يعطى عشرة دراهم، فإذا كان كذلك نزل بكم الخزي والبلاء‏.‏

    ثم ذهبت الصورة فلم تر، فنادوا فلم يجابوا‏.‏

    فلما قدم نضلة على سعد رضي الله عنه أخبره بما أفاء الله عليه، وبما كان من شأن زرنب، فكتب سعد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبره،‏.‏

    فكتب عمر رضي الله عنه‏:‏ لله أبوك سعد ‏!‏ اركب بنفسك حتى تأتي الجبل‏.‏ فركب سعد رضي الله عنه حتى أتى الجبل، فنادى أربعين صباحًا فلم يجابوا، فكتب إلى عمر رضي الله عنه، وانصرفوا‏.‏

    هذا موقوف غريب من هذا الوجه، ما رأيت بطوله إلا بهذا الإسناد‏.‏

    وقد رواه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، فذكره، وليس بطوله، وسمى الأمير نضلة بن معاوية أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريقه‏.‏

    ووقع لنا بإسناد آخر فسمي جعونة بن نضلة، والله أعلم‏.‏

    وقد شرحت أمره في ترجمة جعونة في حرف الجيم من كتاب في الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

    ملحوظة

    حديث زرنب بن ثرملا وان كان ضعيف لكن قال الشيخ الاكبر صح كشفا في فتوحاته فالله اعلم بالحقيقة

    4509- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ السَّاعَةِ‏.‏

    4515- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنِ صَيَّادٍ، قَامَ إِلَيْهِ فِي بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ‏:‏ هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَتْ‏:‏ وَلَدْتُهُ أَعْوَرَ، مَخْتُونًا، فَدَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، قَالَ‏:‏ قَدْ خَبَأْتُ لَكَ شيئا فَمَا هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ دُخٌّ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اخْسَأْ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرْ مَا تَرَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَرَى إِعْصَارًا وِعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ‏:‏ لُبِسَ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَلاَ أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، إِنْ يَكُنْ هُوَ الدَّجَّالُ لاَ تُسَلَّطُ عَلَى قَتْلِهِ، وَإِنْ لا يَكُنِ الدَّجَّالُ فَلاَ يَحِلُّ قَتْلُهُ‏.‏

    4516- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ أَلاَ تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءٌ وَنَارٌ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، قُلْتُ‏:‏ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ عِنْدَهُمْ‏.‏

    4517- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعَ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَتنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ‏.‏

    رَوَاهُ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، بِهِ، وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ‏:‏ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ‏؟‏ قَالَ الْمَرْءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ‏.‏

    4523- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، أَلاَ وَإِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، أَلاَ إِنِّي عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاَنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا دَخَلاَ قَرْيَةً أَنْذَرَ أَهْلَهَا، فَإِذَا خَرَجَا مِنْهُ دَخَلَ أَوَّلُ أَصْحَابِ الدَّجَّالِ، فَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الأَرْضِ، فَيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ‏:‏ وَاللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ‏:‏ إِنَّا لاَ نَدَعُكَ تَأْتِيهِ، وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا سَبِيلَكَ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتَّبِعَهُ، فَيَأْبَى إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ أَخَذُوهُ، فَسَأَلُوهُ‏:‏ مَا شَأْنُهُ‏؟‏ وَأَيْنَ يُرِيدُ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ، فَيَقُولُونَ‏:‏ أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ‏؟‏ فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ‏:‏ إِنَّا أَخَذْنَا رَجُلاً يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَنَقْتُلُهُ، أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ‏:‏ أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ‏؟‏ لَتُطِيعَنِّي فِيمَا آمُرُكَ بِهِ، أَوْ لَأَشُقَّنَّكَ شَقَّتَيْنِ، فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيَأْمُرُ بِهِ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِحَدِيدَةٍ، فَوُضِعَتْ عَلَى عَجَبِ ذَنَبِهِ، فَشَقَّهُ شَقَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ هَذَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَأْخُذُ عَصًا فَيَضْرِبُ بِهَا إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدِ، فَاسْتَوَى قَائِمًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ، وَأَحَبُّوهُ وَأَيْقَنُوا بِذَلِكَ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَاتَّبَعُوهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ‏:‏ أَلاَ تُؤْمِنُ بِي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَنَا الْآنَ أَشَدُّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، مَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ الدَّجَّالُ‏:‏ لَتُطِيعَنِّي أَوْ لَأَذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ أُطِيعُكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَأَنْتَ الْكَذَّابُ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُضْجِعَ وَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، لاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَهِيَ غَيْرُ ذَاتِ دُخَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي، وَأَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قُلْتُ‏:‏ فَكَيْفَ يَهْلِكُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ، قُلْتُ‏:‏ إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُوَ يُهْلِكُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُهْلِكُهُ وَمَنْ مَعَهُ، قُلْتُ‏:‏ فَمَاذَا يَكُونُ بَعْدَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ، قُلْتُ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ أَبْعَدَ الدَّجَّالِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَمْكُثُونَ فِي الأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا، ثُمَّ يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَهْلِكُونَ مَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّمَا بَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ، فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ مُتَغَيِّرَةً دَمًا، فَقَالُوا‏:‏ قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ، وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصَرُ وَالْبَلاَءُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ، فَمَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مَوْتَى، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ قَتَلَهُمُ رَبُّ الْكَعْبَةِ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا مُخَادَعَةً، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، فَيُهْلِكُونَا، كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا، فَقَالَ‏:‏ افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ‏:‏ لاَ نَفْتَحُ، فَقَالَ‏:‏ دَلُّونِي بِحَبْلٍ، فَلَمَّا نَزَلَ وَجَدَهُمْ مَوْتَى، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ، فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مَوَاشِيَهُمْ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حَيَاةً يَقْتَضِمُونَهَا، مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا، قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ الأَمْوَالَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فسُبْحَانَ اللَّهِ أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي تِجَارَاتِهِمْ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ‏:‏ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَفَزِعَ أَهْلُ الأَرْضِ حِينَ سَمِعُوا الدَّعْوَةَ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى تِجَارَتِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَصِنَاعَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا مَرَّةً أُخْرَى‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وَسِلْعِهِ قِبَلَ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ، وَذُهِلُوا فِي مَوَاشِيهِمْ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ تَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ تَجِيءُ جَهَنَّمُ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، ثُمَّ يُنَادَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْهُ قِصَّةَ الشَّفَاعَةِ، وَقِصَّةَ بَعْثِ النَّارِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَفِي سِيَاقِ هَذَا بَعْضُ مُخَالَفَةٍ وَمَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ‏.‏

  9. #339
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4529- حَدَّثَنَا غَسَّانُ وهُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى مُؤْمِنٍ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رِيحًا، فَتَهُبُّ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ مَاتَ‏.‏

    4530- قال أبو يعلى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أُرَاهُ عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حَمْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ فِيهَا، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ، مَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ، وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلاَ يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَيَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ، فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلَيْهِ، فَيَقُولُ‏:‏ فِي هَذِهِ كَانَ يُقْتَلُ مَنْ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا‏.‏

    4531- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا عُمَرُ، كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مِتَّ، فَقَاسُوا لَكَ ثَلاَثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا، فِي ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ، ثُمَّ هِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ‏:‏ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَبْصَارُهُمَا مِثْلُ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ، فَتَلْتَلاَكَ وَثَرْثَرَاكَ، وَهَوَّلاَكَ، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعِيَ عَقْلِي‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِذًا أَكْفِيكَهُمَا‏.‏

    رِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَعَ إِرْسَالِهِ‏.‏

    4532- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى صَبِيٍّ، أَوْ صَبِيَّةٍ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ‏.‏

    إِسْنَادُ صَحِيحٌ‏.‏

    4537- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ وَلَيْسَ بِالزَّهْرَانِيِّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ‏:‏ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي‏؟‏ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ‏؟‏ مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُ بِي فَدَّادًا، فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ الْقَبْرُ‏:‏ إِذًا أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا، وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ‏:‏ يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، وَمَا الْفَدَّادُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلاً وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى، كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا، قَالَ‏:‏ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ‏.‏

    4538- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ، وَيُرْحَبُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعِونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُونَ فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ‏:‏ ‏{‏فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏}‏، قَالُوا‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ، يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ، وَيَلْسَعُونَهُ، وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏

    4539- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ‏:‏ إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَامُوا أَرْبَعِينَ، عَلَى رُؤُوسِهِمُ الشَّمْسُ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ، لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ أَلَيْسَ عَدْلاً مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ، وَرَزَقَكُمْ، ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ بَلَى، فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَمْثُلُ كُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا، حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، فَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا، وَتُدْمَجُ أَصْلاَبُ الْمُنَافِقِينَ، فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا، كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ‏:‏ ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ، فَيَمْضُونَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَكَالرِّيحِ، وَكَحُضْرِ الْفَرَسِ، وَكَاشْتِدَادِ الرَّجِلِ، حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ السِّرَاجِ، فَأَحْيَانًا يُضِيءَ لَهُ، وَأَحْيَانًا يَخْفَى عَلَيْهِ فَتَشْعَبُ مِنْهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا يَدْرِي مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي، وَلاَ أَصَابَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أَصَبْتُ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا، قَالَ‏:‏ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ في الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي هَذَا الْبَابَ، فَيَقُولُ‏:‏ عَبْدِي لَعَلِّي إِنْ أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، قَالَ‏:‏ فَيُدْخِلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ، إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَرُ، فَيُسْتَحْقَرُ فِي عَيْنِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي هَذَا، فَيَقُولُ‏:‏ أَوَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ لاَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ، لَئِنْ أَدْخَلْتَنِيهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، قَالَ‏:‏ فَيُدْخِلُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّهَا يَسْأَلُهَا، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ، فَإِذَا رَآهُ هَوَى، فَسَجَدَ لَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَلَسْتَ بِرَبِّي‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ، عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ، بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا، فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَزْوَاجٌ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ، فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ، فَتَقُولُ‏:‏ لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً، أَلْوَانُهَا شَتَّى، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا، وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ‏.‏

    هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

  10. #340
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4542- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرَّهَاوِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى الْكُلاَعِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ الصِّرَاطَ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلاَمِ حِينَ يُقَرِّبُهُ أَبُوهُ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً فَتُصِيبُهَا النَّارُ، وَتَزِلُّ رِجْلُهُ مَرَّةً، فَتُصِيبُهَا النَّارُ، قَالَ‏:‏ فَيقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثَكَ اللَّهُ مِنْ مَقَامِكَ هَذَا فَمَشَيْتَ سَوِيًّا، أَتُخْبِرُنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِي وَعِزَّتِهِ لاَ أَكْتُمُ مِنْ عَمَلِي شَيْئًا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ قُمْ فَامْشِ سَوِيًّا، فَيَقُومُ، فَيَمْشِي حَتَّى يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ، فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ، فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ‏:‏ إِنْ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا عَمِلْتُ رُدُّونِي إِلَى مَكَانِي، فَيَقُولُ‏:‏ لاَ وَعِزَّتِهِ، مَا أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ، قَالَ‏:‏ فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالاً، هَلْ يَرَى مِنَ الْآدَمِيِّينَ مِمَّنْ كَانَ شَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَحَدًا، فَلاَ يَرَى أَحَدًا، فَيَقُولُ‏:‏ هَاتُوا بَيِّنَتَكُمْ، فَيَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى فِيهِ، وَتَنْطِقُ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ وَفَخِذَاهُ بِعَمَلِهِ، فَيَقُولُ‏:‏ إِي وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا، فَإِنَّ عِنْدِي الْعَظَائِمُ الْمُوبِقَاتُ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ‏:‏ اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ‏.‏

    4543- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ، رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُدْنَى مِنْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ ادْنِنِي مِنْهَا، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ جلا وعلا‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْهُ عَيْنَاكَ، قَالَ‏:‏ فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ يَعْنِي أَعْيَا، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ هَذَا لِي وَهَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لَكَ مِثْلَهُ وَأَضْعَافَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ قَدْ رَضِيَ عَنِّي رَبِّيْ، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وِطْعَامِهِمْ لَأَوْسَعْتُهُمْ‏.‏

    4544- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ‏:‏ جَلَسْنَا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ، قَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ‏:‏ إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ هَكَذَا، وَوَصَفَ أَبُو عَاصِمٍ، فَأَمَرَّ إِصْبِعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ، هَذَا وَذَاكَ سَوَى رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ، وَقَالَ فِيهِ‏:‏ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِإِصْبِعِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ‏:‏ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ‏.‏

    4545- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ، دَحْضٌ، مَزِلَّةٌ، ذَا حَسَكٍ وَكَلاَلِيبَ‏.‏

    4546- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُذَكِّرُهُ آلاَءَهُ وَنِعَمَهُ، حَتَّى يَقُولَ فِيمَا يَقُولُ‏:‏ سَأَلْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، أَنْ أُزَوِّجَكَ فُلاَنَةَ، يسَمَّيْهَا فَتَزَوَّجْتَهَا‏.‏

    4548- حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ‏:‏ أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ‏.‏

    4554- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرَلاً، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ وَالنِّسَاءُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَقَالَتْ‏:‏ وَاسَوْأتَاهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ عَجِبْتِ يَا ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ‏:‏ فَضَرَبَ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبِهَا، وَقَالَ‏:‏ يَا بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ، قَدْ شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ إِلَى فَوْقِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَأْكُلُونَ، وَلاَ يَشْرَبُونَ، شَاخِصِينَ بِأَبْصَارِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ، فَيَأْمُرُ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ، فَيَحْمِلُونَ عَرْشَهُ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَى أرْضِ بَيْضَاءَ، لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ، كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلاَئِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا، فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الثَّقَلاَنُ‏:‏ الْجِنُّ، وَالْإِنْسُ‏:‏ أَيْنَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ‏؟‏ فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْمَوْقِفِ، فَيُعَرِّفُهُ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ، ثُمَّ يُقَالُ‏:‏ تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، قِيلَ‏:‏ أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ‏؟‏ فَيَجِيئُونَ رَجُلاً رَجُلاً، فَيُقَالُ‏:‏ أَظَلَمْتَ فُلاَنًا بِكَذَا وَكَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ، فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ يَوْمَ لاَ دِرْهَمٌ وَلاَ دِينَارٌ، إِلاَّ أَخْذٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وَرَدٌّ مِنَ السَّيِّئَاتِ، فَلاَ يَزَالُ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا، فَيَقُولُونَ‏:‏ مَا بَالُ غَيْرِنَا، اسْتَوْفَى وَبَقِينَا‏؟‏ فَيُقَالُ لَهُمْ‏:‏ لاَ تَعْجَلُوا، فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَيْهِ، حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، قِيلَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ، لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ وَلاَ نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلاَ صِدِّيقٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَلاَ بَشَرٌ، إِلاَّ ظَنَّ بِمَا رَأَى مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ أَنَّهُ لاَ يَنْجُو إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

  11. #341
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4555-- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا أبو معاوية‏.‏

    حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، جَاءَ مُنَادٍ يُنَادِي بِصَوْتٍ يُسْمِعُ جَمِيعَ الْخَلاَئِقِ‏:‏ سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي‏:‏ لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ‏:‏ ‏{‏تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ‏}‏، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي‏:‏ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا‏:‏ ‏{‏لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‏}‏، فَيَقُومُونَ، وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي‏:‏ لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسَبُ سَائِرُ النَّاسِ‏.‏

    هذا لفظ علي بن مسهر، وقدم أبو معاوية الثالث، ثم الثاني، ثم الأول‏.‏

    4556- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تَأْكُلُ الأَرْضُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنَبِهِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِثْلُ حَبَّةِ الْخَرْدَلِ، مِنْهُ يَنْبُتُونَ‏.‏

    أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ بِهِ، وَسَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي الْبَعْثِ لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ‏.‏

    4557- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجَمِيعُ الْخَلاَئِقِ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنِّهِمْ وِإِنْسِهِمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ قُيضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا، فَيُنْثَرُونَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، وِجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَقَالُوا‏:‏ فِيكُمْ رَبُّنَا‏؟‏ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، يَقُولُونَ‏:‏ سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ هُوَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ يُقْبَضُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى أَهْلِ وَجْهِ الأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَقَالُوا‏:‏ فِيكُمْ رَبُّنَا‏؟‏ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ‏:‏ سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ تُفَاضُ السَّمَوَاتِ كُلُّهَا، فَتُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَحْتَهَا وَجَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ تَقَاضَّ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّابِعَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلاً مِنَ السَّمَاوَاتِ السِّتِّ، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَيَجِيءُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِمْ، وَالْأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ رَبَّهُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً‏:‏ سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ‏:‏ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً‏:‏ لِيَقُمِ الَّذِينَ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ، خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلاَئِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ، إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً، فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ‏:‏ فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً، أَحْسِبُهُ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةً، وَمِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفُ وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلاَئِقُ لِلْحِسَابِ‏.‏

    هَذَا مَوْقُوفٌ، إِسْنَادُهُ حَسَنٌ‏.‏

    4558- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ الْحَبَطِيُّ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ حَرَمٍ وَسَالِمٍ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ‏:‏ انْطَلِقْ إِلَى وَلِيِّي، فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِبُّ، ائْتِنِي بِهِ فَلَأُرِيحَنَّهُ، قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَعَهُمْ ضَبَائِرُ الرَّيْحَانِ، أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ، وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا، لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ، مَعَهُمُ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الأَذْفَرُ، قَالَ‏:‏ فَيَجْلِسُ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ، وَيَضَعُ كُلُّ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْو مِنْ أَعْضَائِهِ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الأَذْفَرُ، مِنْ تَحْتِ ذَقْنِهِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فإِنَّ نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الْجَنَّةِ، مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا، وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا، وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا، كَمَا يُعَلِّلُ الصَّبِيَّ أَهْلُهُ إِذَا بَكَى، وَإِنَّ أَزْوَاجَهُ لَيَنْهَسْنَهُ عِنْدَ ذَلِكَ انْتِهَاسًا، وَقَالَ‏:‏ وَتَبْرُزُ الرُّوحُ، قَالَ الْبُرْسَانِيُّ‏:‏ يُرِيدُ الْخُرُوجَ سُرْعَةً، لِمَا يَرَى مِمَّا يُحِبُّ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ‏:‏ اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ‏:‏ وَمَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا، يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ الرُّوحَ حَبِيبٌ إِلَى رَبِّهِ، فَهُوَ يَلْتَمِسُ لُطْفَهُ تَحَبُّبًا لِرَبِّهِ، وَرِضَا لِلرَّبِّ عَنْهُ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ‏}‏، وَقَالَ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ‏}‏، قَالَ‏:‏ رَوْحٌ مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ، وَرَيْحَانٌ يُتَلَقَّى بِهِ، وَجَنَّةُ نَعِيمٍ تُقَابِلُهُ قَالَ‏:‏ فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ‏:‏ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، بَطِيئًا بِي عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ نَجَيْتَ فأَنْجَيْتَ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُطِيعُ اللَّهُ فِيهَا، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، ويَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ‏:‏ فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِائَةِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ، فَلاَ يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إِلاَّ قَلَّبَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ قَبْلَهُمْ، وَعَلَتْهُ بِأَكْفَانٍ قَبْلَ أَكْفَانِ بَنِي آدَمَ، وَحَنُوطٍ قَبْلَ حَنُوطِ بَنِي آدَمَ، وَيَقُومُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالاِسْتِغْفَارِ، قَالَ‏:‏ فَيَصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إِبْلِيسُ صَيْحَةً يَتَصَدَّعُ مِنْهَا عِظَامُ بَعْضِ جَسَدِهِ، وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ‏:‏ الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلَصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ هَذَا الْعَبْدُ كَانَ مَعْصُومًا، قَالَ‏:‏ فَإِذَا صَعِدَ الْمَلاَئِكَةُ بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ اسْتَقْبَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، كُلٌّ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ، خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ‏:‏ انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا، فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلاَةُ، فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَهُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ، فَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَانَ عِنْدَ رِجْلِهِ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ، قَالَ‏:‏ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ تَعَالَى عَذَابًا مِنَ الْعَذَابِ، فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاَةُ‏:‏ وَرَاءَكَ، وَاللَّهِ مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الْآنَ، حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، قَالَ‏:‏ فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رِجْلَهِ، فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ مَسَاغًا إِلاَّ وَجَدَ وَلِيَّ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ أَحَدَّ حِسَّهُ، قَالَ‏:‏ فَيَنْدَفِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَخْرُجُ، وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الأَعْمَالِ‏:‏ أَمَّا أَنَا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إِلاَّ أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُهُ، فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ، فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ، قَالَ‏:‏ وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ، أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا‏:‏ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ اجْلِسْ، قَالَ‏:‏ فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ مَنْ رَبُّكَ‏؟‏ وَمَا دِينُكَ‏؟‏ وَمَا نَبِيُّكَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ‏}‏، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ اللَّهُ رَبِّي وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلاَمُ الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ صَدَقْتَ، قَالَ‏:‏ فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، قَالَ‏:‏ فَيُوَسِّعَانِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعٍ، قَالَ الْبُرْسَانِيُّ‏:‏ وَأَحْسِبُهُ قَالَ‏:‏ وَأَرْبَعِينَ تُحَاطُ بِهِ، ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ انْظُرْ فَوْقَكَ، قَالَ‏:‏ فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أَطَعْتَ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ يَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ‏:‏ انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ عَصَيْتَ اللَّهِ، فَنَجَوْتَ آخِرَهَا عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، يَأْتِيهِ رِيحُهَا، وَبَرْدُهَا، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏.‏

    - وَهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ‏:‏ انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بَسَطْتُ لَهُ فِي رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إِلاَّ مَعْصِيَتِي، فَأْتِنِي بِهِ لِأَنْتَقِمَ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، لَهُ اثْنَا عَشَرَ عَيْنًا، وَمَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ، لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ، قَالَ‏:‏ فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِذَلِكَ السَّفُّودِ ضَرْبَةً تَغِيبُ أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَّفُّودِ فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ، ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا، فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَوِّحُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، ثُمَّ تنْثُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ نَثْرَةً، فَتُنْزَعُ رُوحُهُ مِنْ عَقِبَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ سَكْرَةً عِنْدَ ذَلِكَ، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، فَيَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً، فَتُنْتَزَعُ رُوحُهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، قَالَ‏:‏ فَكَذَلِكَ إِلَى صَدْرِهِ إِلَى حَلْقِهِ، فَتَبْسُطُ الْمَلاَئِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ‏:‏ اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ اللَّعِينَةُ الْمَلْعُونَةُ إِلَى سَمُومٍ جَهَنَّمَ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ، لاَ بَارِدٍ، وَلاَ كَرِيمٍ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ‏:‏ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي شَرًّا، قَدْ كُنْتَ بَطِيئًا بِي عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، سَرِيعًا بِي إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ هَلَكْتَ وَأُهْلَكْتَ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَلْعَنُهُ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا، قَالَ‏:‏ وَيَنْطَلِقُ جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ، وَتَدْخُلُ الْيُمْنَى فِي الْيُسْرَى، وَتَدْخُلُ الْيُسْرَى فِي الْيُمْنَى، فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الْإِبِلِ، يَأْخُذُونَهُ بِأَرْنَبَتِهِ، وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ، فَتَقْرِضُهُ حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي شُعُورِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا‏:‏ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرٌ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ اجْلِسْ، قَالَ‏:‏ فَيَجْلِسُ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ مَنْ رَبُّكَ‏؟‏ وَمَا دِينُكَ‏؟‏ وَمَنْ نَبِيُّكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، قَالَ‏:‏ فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَطِيرُ شَرَارُهَا فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ يَعُودَانِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولاَنِ‏:‏ يَا عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أَطَعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ يَزِيدُ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولاَنِ‏:‏ عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَزِيدُ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ، يَأْتِيهِ حَرُّهَا وَسَمُومُهَا، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا، هَذَا حَدِيثٌ عَجِيبُ السِّيَاقِ، وَهُوَ شَاهِدٌ لِكَثِيرٍ مِمَّا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطَّوِيلِ الْمَشْهُورِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ سَيِّئُ الْحِفْظِ جِدًّا، كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ، كَانَ لاَ يَضْبُطُ الْإِسْنَادَ، فَيُلْزِقُ بِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ شَيْءٍ يَسْمَعُهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَدُونَهُ أَيْضًا مَنْ هُوَ مِثْلَهُ، أَوْ أَشَدَّ ضَعْفًا‏.‏

    وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الأَشْرَاطِ‏.‏

  12. #342
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4559- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا لِأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ‏:‏ وَعِزَّةُ رَبِّي لَتخَلِّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَنْ أَزْوَاجُكِ‏؟‏ فَتَقُولُ‏:‏ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، فَتُخْرِجُ لِسَانَهَا، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِهَا مِنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِيهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ثُمَّ تُقْبِلُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ‏:‏ وَعِزَّةِ رَبِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَنْ أَزْوَاجُكِ‏؟‏ فَتَقُولُ‏:‏ كُلُّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِلِسَانِهَا فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، وَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الْعِبَادِ‏.‏

    4560- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُخْرِجُ اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا فِيهَا، وَصَارُوا فَحْمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، يُسَمَّى نَهْرُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَوْ كَمَا تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُقَالَ‏:‏ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّارِ، وقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَرَى بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ هَارُونَ أَبُو مُوسَى، أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هَارُونَ‏:‏ مَا هَذَا الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ أَبُو عَاصِمٍ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ، صَحِيحٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

    4561- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيَخْرُجَنَّ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ مُنْتِنُونَ، قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، يُسَمَّوْنَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيُّونَ‏.‏

    حَسَنٌ صَحِيحٌ‏.‏

    4564- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يُعَرِّفُنِي اللَّهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مِدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي بِالْكَلاَمِ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ، وَهُوَ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ وَالسَّهْمِ، ثُمَّ أَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الْخَيْلِ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْهَا حَبْوًا، وَهِيَ الأَعْمَالُ، وَجَهَنَّمُ تَسْأَلُ الْمَزِيدَ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ‏:‏ قَطْ، قَطْ، وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا الْحَوْضُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، لاَ يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأَ أَبَدًا، وَلاَ يُصْرَفُ فَيُرْوَى أَبَدًا‏.‏

    4566- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَدْ رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَأَخَّرْتُ شَفَاعَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

    4571- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تُرْجُمَانٌ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُفْلِسْ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِهِ بِهِ‏.‏

    4574- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ‏:‏ انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا وَفِي النَّاسِ مِنْ رَجُلٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ تَدْخُلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ‏؟‏ فَضَحِكَ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا، فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ، إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَانِي دَعْوَةً، فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً عِنْدَ رَبِّي لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

    4575- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، جِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا، وَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَا صَاحِبُكُمْ، فَيَخْرُجُ فَيَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَيُقَالُ‏:‏ مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهُ، فَيُنَادَى‏:‏ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، قَالَ‏:‏ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ، مَا لَمْ يُفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلاَئِقِ، فَيُنَادَى‏:‏ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ رَبِّ أُمَّتِي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَذَلِكَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ‏.‏

    صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ‏.‏

    4576- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعٌ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ أَزَالُ أَشْفَعُ لِأُمَّتِي، حَتَّى يُقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ، إِلَى أَنْ قَالَ‏:‏ فَيُقَالُ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِقْدَارُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ‏.‏

    4579- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ ابْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ‏.‏

    4581- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الظُّلْمُ ثَلاَثَةٌ‏:‏ فَظُلْمٌ لاَ يَتْرُكُهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ، وَظُلْمٌ لاَ يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لاَ يُغْفَرُ، فَالشِّرْكُ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الَّذِي يُتْرَكُ، فَيَقُصُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ‏.‏

    4582- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا معتمر، عن خالد، عن أبي عثمان قال‏:‏ يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجبال الرواسي، فما يزال الرجل يطلبه بمظلمة، ويأخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة، وحتى يرجع إليه من سيئاته‏.‏

    4583- وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو ظِلاَلِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ سَلَكَ رَجُلاَنِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ، فَجَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِيَ مَاءٌ لاَ أُصِبْتُ مِنَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِي لَأَمُوتَنَّ، فَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَعَزَمَ وَرَشَّ عَلَيْهِ مِنْ مَائِهِ وَسَقَاهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَقَامَ حَتَّى قَطَعَ الْمَفَازَةَ، قَالَ‏:‏ فَيُوقَفُ الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَتَسُوقُهُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَرَى الْعَابِدَ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا فُلاَنٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ بَلَى أَعْرِفُكَ، فَيقُولُ للْمَلاَئِكَةُ‏:‏ قِفُوا، فَيُوقَفُ وَيَجِيءُ حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُوَ رَبَّهُ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي، وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ، يَا رَبِّ، هَبْهُ لِي، فَيَقُولُ جلا وعلا‏:‏ هُوَ لَكَ، قَالَ‏:‏ فَيَجِيءُ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، قَالَ جَعْفَرٌ‏:‏ قُلْتُ لَهُ‏:‏ حَدَّثَكَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

    4590- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رَجُلاَنِ جَثَيَا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ، قَالَ‏:‏ رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي، قَالَ‏:‏ وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ، يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ‏:‏ ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا‏؟‏ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا‏؟‏ لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ‏:‏ أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ‏:‏ بِمَاذَا يَا رَبِّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ‏:‏ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

    ضَعِيفٌ جِدًّا‏.‏

    4592- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا الْتَقَى الْخَلاَئِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ‏.‏

  13. #343
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصر.القاهرة
    المشاركات
    10,999
    4593- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ عَلَى النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلاَثَةً يُعَذَّبُونَ‏:‏ امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرِ طُوَالَةَ، رَبَطَتْ هِرَّةً لَهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ، فَهِيَ تَنْهَشُ قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

    هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

    4594- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حُدِّثْتُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ أَنَّ حَجَرًا قُذِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي قَعْرِهَا‏.‏

    4595- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي، وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِئَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ، فَأَصَابَ نَفَسُهُ، لاَحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ بِمَنْ فِيهِ‏.‏

    رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

    4600- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَتْ‏:‏ رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفْسَيْنِ‏:‏ نَفْسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفْسٌ فِي الصَّيْفِ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَهُ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَهُ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا‏.‏

    4601- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي خُدُودِهِمْ، كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، فَيَسِيلُ، يَعْنِي‏:‏ الدَّمَ، فَيقْرَحُ الْعَيْنُ‏.‏

    4602- وَقَالَ عَبْدٌ، وَالْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ، قَالُوا‏:‏ فَيَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، وَأَضْعَافُ ذَلِكَ، قَالُوا‏:‏ فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ يَعْرَقُونَ ثُمَّ يَرْشَحُونَ، فَيُذْهِبُ اللَّهُ تَعَالَى مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى‏.‏

    4603- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ أَبِي رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ‏:‏ هَلْ يَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَزْوَاجَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، بِذَكَرٍ لاَ يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لاَ يُحْفَى، وَشَهْوَةٍ لاَ تَنْقَطِعُ‏.‏

    4605- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، دَحْمًا دَحْمًا، وَلَكِنْ لاَ مَنِيَّ وَلاَ مَنِيَّةَ‏.‏

    4606- حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي الْغَدَاةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى مِئَةِ عَذْرَاءَ‏.‏

    4607- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ ثِيَابُنَا فِي الْجَنَّةِ نَنْسُجُهَا بِأَيْدِينَا‏؟‏ فَضَحِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ لِمَ تَضْحَكُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَدَقْتَ يَا أَعْرَابِيُّ، وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ‏.‏

    4609- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ فُلاَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْحُورَ الْعَيْنَ لَيَتَغَنَّيْنَ فِي الْجَنَّةِ، يَقُلْنَ‏:‏ نَحْنُ خَيِّرَاتٌ حِسَانٌ خُبِّئْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ‏.‏

    4611- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَنَّةِ كَيْفَ هِيَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَحْيَا لاَ يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ حَتَّى لاَ يَبْأَسُ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ، قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، مِلاَطُهَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ‏

    4622- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ‏:‏ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُكَّاشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ‏:‏ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ سَاعَةً، وَتَحَدَّثُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لوْ قُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ، فَقَالَ‏:‏ سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ‏.‏

    4626- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْكُلاَعِيُّ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، فَقَالَ لِعَمِّي‏:‏ أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ أَبَاهُ‏؟‏ فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ، جُرْدًا مُكَحَّلِينَ، قُلْتُ‏:‏ فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ كُلُّ نَابٍ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ‏.‏

    4627- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً فِيهَا‏:‏ رَجُلاً كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ أَدْنِنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُدْنِي مِنْهَا، فَينْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْ عَيْنَاكَ، قَالَ‏:‏ فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ، يَعْنِي أَعْيَا، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ هَذَا لِي وَهَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لَكَ مِثْلُهُ وَأَضْعَافُهُ، فَيَقُولُ‏:‏ قَدْ رَضِيَ عَنِّي رَبِّي، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِطْعَامِهِمْ لأَوْسَعْتُهُمْ‏.‏

    تم كتاب المطالب العالية وارجو من الله ان يحشرني في زمرة اهل السنة بفضله ومنه وكرمه

صفحة 23 من 23 الأولىالأولى ... 131920212223

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •