هل يجوز اطلاق اللا متناهية على المخلوق, لو نعم فبأيّ اعتبار,
وهل أوصاف النبي غير متناهية( بمعنى أنها تجدد إلى أبد الآباد كنعمة الله) كما دل عليه الأية: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى[ الضحى: 93/ 4].
هل يجوز اطلاق اللا متناهية على المخلوق, لو نعم فبأيّ اعتبار,
وهل أوصاف النبي غير متناهية( بمعنى أنها تجدد إلى أبد الآباد كنعمة الله) كما دل عليه الأية: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى[ الضحى: 93/ 4].
أخانا الأُوَيْسِـيّ سلّمهُ اللهُ تعالى .
سلامُ عليكم طِبتُم ..
أوّلاً أخي الكريم ، هذه الآية الكريمة { وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } لها معنىً آخَرُ غير هذا المعنى الشائع بين أكثر الناس ... إِنْ أحبَبْتُم نأتِي إِلى تفسيرِهِ بَعْدُ ، إِنْ شـاءَ الله .
أمّا ما سألتُم عنهُ ، فَيقُولُ مولانا البارِي الكريم عزَّ وَ جلَّ { هُوَ الأَوَّلُ و الآخِرُ و الظاهِرُ و الباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَـيْءٍ عليم } هُوَ وحدَهُ الذي كان وَ لَمْ يكُنْ شَيْءٌ غيرُهُ ، لمْ يَزَلْ موجوداً بِلا ابتداء ، لا موجودَ بِذاتِهِ إِلاّ هُو ... كُلُّ ما سِـواهُ لَهُ بِدايةٌ .. هُوَ الذي ابتدعَهُ و بدأَهُ .. { وَ خلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فقَدَّرَهُ تقدِيراً } {... أعطى كُلَّ شَيْءٍ خلْقَهُ ثُمَّ هَدى} { وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقدار } ...
فكما أنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُحتاجٌ إِليهِ تعالى في حُدوثِهِ و بُرُوزِهِ من عدَمِهِ إِلى وُجُودِهِ بعدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، فكذلك من أجْلِ اسـتمرارِ وُجودِهِ ما يزالُ مُحتاجاً لإِمْدادِ الله تعالى لهُ بالوُجودِ و الحِفْظِ لا يَستَغنِي عن الله تعالى طرْفَةَ عين ، فلَوْ قَطَعَ اللهُ عنهُ الحِفظَ و الإِمداد لَفَنِيَ وَ باد .. اللهُ وَحدَهُ لآ شَـرِيكَ لهُ هو المُتَقَدِسُ بِذاتِهِ الأزلِيِّ الأبَدِيِّ عن الحُدُودِ و الغايات و المقادِيرِ و النِهايات ...
فكُلُّ ما سِوى الله تعالى قابِلٌ لِلفناءِ مِنْ حيثُ ذاتُهُ ، قابِلٌ لِلزوالِ إِلاّ أَنْ يَشـاءَ اللهُ تعالى لهُ استمراراً وَ بَقاءاً ...
خلقَ الجَنَّةَ و جعلَ لها أهلاً بِفَضْلِهِ وَ أرادَ أنْ يُخَلِّدَهُم مُكَرَّمينَ فيها أبداً ، و خلق جهنَّمَ وَ جعلَ لها أهلاً بِعَدلِهِ وَ شـاءَ أَنْ يَذَرَهُم فيها أبداً ...
وَ أعظَمُ الخَلِقِ عِنْدَ اللهِ قَدْراً وَ أحَـبُّهُم إِلَيْهِ وَ أكرَمُهُم عليه هو سَـيِّدُنا مُحَمَّدٌ رَسُـولُ الله صلّى اللهُ عليه و سلّم ، سَـيِّدُ المُرسلِينَ وَ خاتَمُ النبِيّين وَ إِمامُ المُتَّقِين وَ قائِدُ الغُرِّ المُحجَّلِين ، قال اللهُ تعالى لهُ { ... وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تعلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللهِ عليكَ عظِيماً } ... ...
.. نُتابِعُ قريباً جِدّاً إِنْ شـاء الله فإِنِّي الآن مُضطرّة أنْ أترُك .. ارتجَلْتُها على عجَل ، فَمَعذِرة ...
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
یا بنت محمد الشامي هدانا الله تعالى"
أولاً: أنا أعلم لآيته معان أخر ولكنني أخذت ذلك المعنى؛ فلا أخذ على الاستدلال.
وثانياً: أنا انتظر جوابك.
وثالثاً: لم يتعلق تحريركِ عن موضعي؛ لأني لا أنكر ما حررتِ, ولكنني أريد على موقفي الدلائل والتنبيهات والنقائض بالدلائل.
اللاتناهي يطلق على أمرين :
* الأول: دخول ما لا يتناهي من الموجودات في الخارج -ذوات كانت أو صفات-, وهذا مُحال لجريان برهان التطبيق عليه , ولاستحالة قيام غير المتناهي بالمتناهي , ومن هنا قال الإمام الرازي في تفسيره (29/207) : [أنه تعالى لم يقل إن جميع الحوادث مكتوبة في الكتاب؛ لأن حركات أهل الجنة والنار غير متناهية , فإثباتها في الكتاب محال] , وذلك لأنّ الكتاب متناهٍ فلا يحيط بغير المتناهي.
- ولذا قال الإمام الرازي أيضًا (1/99): [والمتناهي يمتنع وصوله إلى غير المتناهي].
- وقال (3/29): [وما لا يتناهى لا يحصل العلم به في حق العبد]
- وقال (4/187) : [والإطلاع على غير المتناهي على سبيل التفصيل محال].
- وقال (13/35) : [وحصول المعلومات التي لا نهاية لها دفعة واحدة في عقول الخلق محال, فإذن لا طريق إلى تحصيل تلك المعارف إلا بأن يحصل بعضها عقيب البعض لا إلى نهاية ولا إلى آخر في المستقبل].
- وقال (1/137) : [ولو أن العاقل أخذ في اكتساب العلم بالمعقولات وسرى فيها سريان البرق الخاطف والريح العاصف , وبقي في ذلك السير أبد الآبدين ودهر الداهرين , لكان الحاصل له من المعارف والعلوم قدرًا متناهيًا , ولكانت المعلومات التي ما عرفها ولم يصل إليها أيضًا غير متناهية].
- وقال (21/124) : [ونسبة معلومات جميع المخلوقات إلى معلومات الله تعالى نسبة متناه إلى غير متناه].
* الثاني: الزيادة لا إلى نهاية أي لا إلى حدّ معيّن , مع تناهي كل ما خرج إلى ساحة الوجود , واللاتناهي هنا إنما هو بانضمام كل ما سيوجد إلى ما وجد فعلاً, ومهما كثر الانضمام و توالى فلا بد من بقاء ما لم ينضم بعد , أي أنّ عدم التناهي بهذا المعنى يفيد أنّ سلسلة الاستمرار لا تقف عند حد وتقبل الزيادة أبدًا , وما يقبل الزيادة أبدًا فهو متناهٍ بالفعل أبدًا , فلو تزايدأنْ يتزايد فإن مجموع ما يدخل منه في الوجود يكون متناهيًا.
واللاتناهي بهذا المعنى ثابت لسيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لترقّيه في مدارج الكمالات الإلهية إلى الأبد , وكذلك ثابت لأهل الجنّة -اللهم اجعلنا منهم- , حيث يزدادون كمالات لم تكن كلما رأوا ربّهم تبارك وتعالى , كما ورد في الحديث: [فيحدث لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه فيما خلا] , وفي الحديث: [ قد أحدث لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه فيما خلا].
فكُن من الإيمان في مَزِيد = وفي صفاءِ القلبِ ذا تَجديد
بكَثْرة الصلاةِ والطاعاتِ = وتَرْكِ ما للنَّفس من شَهْوَات
اللاتناهي يطلق على أمرين :
* الأول: دخول ما لا يتناهي من الموجودات في الخارج -ذوات كانت أو صفات-, وهذا مُحال لجريان برهان التطبيق عليه , ولاستحالة قيام غير المتناهي بالمتناهي , ومن هنا قال الإمام الرازي في تفسيره (29/207) : [أنه تعالى لم يقل إن جميع الحوادث مكتوبة في الكتاب؛ لأن حركات أهل الجنة والنار غير متناهية , فإثباتها في الكتاب محال] , وذلك لأنّ الكتاب متناهٍ فلا يحيط بغير المتناهي.
- ولذا قال الإمام الرازي أيضًا (1/99): [والمتناهي يمتنع وصوله إلى غير المتناهي].
- وقال (3/29): [وما لا يتناهى لا يحصل العلم به في حق العبد]
- وقال (4/187) : [والإطلاع على غير المتناهي على سبيل التفصيل محال].
- وقال (13/35) : [وحصول المعلومات التي لا نهاية لها دفعة واحدة في عقول الخلق محال, فإذن لا طريق إلى تحصيل تلك المعارف إلا بأن يحصل بعضها عقيب البعض لا إلى نهاية ولا إلى آخر في المستقبل].
- وقال (1/137) : [ولو أن العاقل أخذ في اكتساب العلم بالمعقولات وسرى فيها سريان البرق الخاطف والريح العاصف , وبقي في ذلك السير أبد الآبدين ودهر الداهرين , لكان الحاصل له من المعارف والعلوم قدرًا متناهيًا , ولكانت المعلومات التي ما عرفها ولم يصل إليها أيضًا غير متناهية].
- وقال (21/124) : [ونسبة معلومات جميع المخلوقات إلى معلومات الله تعالى نسبة متناه إلى غير متناه].
* الثاني: الزيادة لا إلى نهاية أي لا إلى حدّ معيّن , مع تناهي كل ما خرج إلى ساحة الوجود , واللاتناهي هنا إنما هو بانضمام كل ما سيوجد إلى ما وجد فعلاً, ومهما كثر الانضمام و توالى فلا بد من بقاء ما لم ينضم بعد , أي أنّ عدم التناهي بهذا المعنى يفيد أنّ سلسلة الاستمرار لا تقف عند حد وتقبل الزيادة أبدًا , وما يقبل الزيادة أبدًا فهو متناهٍ بالفعل أبدًا , فلو تزايدأنْ يتزايد فإن مجموع ما يدخل منه في الوجود يكون متناهيًا.
واللاتناهي بهذا المعنى ثابت لسيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لترقّيه في مدارج معرفة الكمالات الإلهية إلى الأبد , وكذلك ثابت لأهل الجنّة -اللهم اجعلنا منهم- , حيث يزدادون كمالات لم تكن كلما رأوا ربّهم تبارك وتعالى , كما ورد في الحديث: [فيحدث لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه فيما خلا] , وفي الحديث: [ قد أحدث لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه فيما خلا].
]
فكُن من الإيمان في مَزِيد = وفي صفاءِ القلبِ ذا تَجديد
بكَثْرة الصلاةِ والطاعاتِ = وتَرْكِ ما للنَّفس من شَهْوَات
شكراً جزيلاً أخي العزيز عثمان محمد النابلسي على الجواب, وعلى تعلم الأدب تنبيهاً.
فمعذرة عن أختي العزيزة إنصاف, وأرجو أن تسامحتني.