وعلى تخريجهم قول الأئمة على هذا النحو , فالحقيقة أجهل سبب منع الأئمة من الخوض والسؤال بكيف مادام أن الكيف مثبت له !! فالأصل أن مااثبتم لله هو كمال , فكيف يمنع السؤال في ماهو مبين
لكماله سبحانه ؟!! فإن قلتم أنه مؤدي إلى الإحاطة بالذات فهو ممنوع أو أنه بعيد عن عقول البشر , أو لكون العقل لاينفك في إدراك المعاني الإلهية بمقارنتها مع المحسوسات ! قلنا أليس في إثبات المعنى الحقيقي للصفة نوع من هذه الإحاطة , والمقارنة مع المحسوسات ؟! من كون ماهو للمخلوق مشترك فيه مع الخالق من حيث هو هو , إشتراكاً حقيقياً لالفظياً , والإختلاف هو بالكيفيات , والكيفيات مثبتة للمخلوق والخالق , وهي من مجرد إثباتها نوع إحاطة بالذات الإلهية , من كون نفسها بنفسها مبينة لحقيقتها من دون الحاجة إلى تفسير أكثر يباين الماهية أو يغيرها ! ومجرد الجهل بها عباطة لاأقل ولا أكثر , كمن يثبت أن لله لون معين , من الألوان , ومن ثم يمنع السؤال عن لونه ؟! لإن فيه إحاطة بذاته !! واللون من حيث ماهو لون فهو معلوم بعقل الإنسان , ولكن الغير معلوم درجاته فالإنسان محدود بمجرد مايراه من درجات وإن تغير اللون من زيادة درجته فالتغير هنا ليس في حقيقته بل في كميته فالمغايرة هنا ليست حقيقية جوهرية يثبت فيه عجز الإحاطة !
فالإنسان هنا سيكون محيطاً باللون , من حيث معرفته بحقيقته , وتثبت الإحاطة وإن لم يكن يعرف مثلاً بأن الله لونه أصفر مثلاً والعياذ بالله !! ولكن الإنسان محيط بلون الله مجملاً ولكن من دون تعيينه فماهو حقيقي لله تبارك وتعالى هو موجود في ذهنه ومحيط به ! ومنع السؤال عن تعيينه عبط زائد , لتحقق الإدراك به من مجرد إثباته ووصف الله به . وتعالى الله عما يقول المبطلون علواً كبيرا ..