وامن فرعون عند غرقه ولم يقبل منه إيمانه :
وقال تعالى "وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " يونس آية90
ولكن الله تعالى لم يقبل منه إيمانه هذا .. قال بعضهم : لأنه إيمان معاينة ..
ولكن إيمان المعاينة لا يكون إلا عند الغرغرة وفرعون لم يكن قد غرغر فعلا بعد..فالذى يغرغر عند موته لا يستطيع الكلام، وفرعون كان يتكلم وكان على وجه الماء
وكان جبريل عليه السلام يعمل جاهدا على ألا ينطق بالشهادة بوضع وحل البحر في يه ..
وقال آخرون أن المعاينة هى إيقانه بالهلاك غرقا، فيكون فى منزلة المعاين ..
ولكن فرعون في حياته كان كلما حل به وبقومه عذاب عاهد موسى وقومه أن يسمح لهم بالرحيل من مصر، إذا دعا موسى ربه أن يكشف عنهم العذاب فكان موسى يدعو ويكشف الله عنه وعن قومه العذاب، ولكنه كان ينكث بعهوده في كل مرة
فكان إعلانه الإيمان عند غرقه غير مقبول فقد ثبت عليه النكث بالعهد
كما أنه طغى طغيانا عظيما على بنى إسرائيل المقيمين في بلاده
قال تعالى " إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرًا، لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا "النساء آية137
وعن ابن عباس في قوله تعالى " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.. " النساء من الآية 18فأنـزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.." [سورة
النساء:من الآيتين 48 ، 116]، فحرّم الله تعالى المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته، فلم يؤيسهم من المغفرة. ( ت الطبرى)
والله تعالى أعلم