قد انتهينا بحمد الله من توضيح بعض ما هو منشور على صفحات هذا الموقع المبارك تحت عنوان " متنوعات "
وسنبدأ الآن بعرض بعض مواضيع من الموجودة على ملف الـ pdf وسنقوم بتوضيح ما يحتاج منها لذلك :
قد انتهينا بحمد الله من توضيح بعض ما هو منشور على صفحات هذا الموقع المبارك تحت عنوان " متنوعات "
وسنبدأ الآن بعرض بعض مواضيع من الموجودة على ملف الـ pdf وسنقوم بتوضيح ما يحتاج منها لذلك :
قل إنى :عبـــــد اللـــــــــــــــــــــــــــــــه
كثيرا ما نسمع أو نقرأ لإخوة لنا بعض أسماء كـ العبد الله السالم الجابر (واعتذر إن كان الإسم حقيقيا لأحدهم)
وكذلك العبد الرحمن..
فهل هذه الأسماء صحيحة ؟
لا ليست صحيحة بل هى خاطئة ولولا حسن النية لقلت أنها كفر ولكن ذلك أمر بعيد تماما لسلامة النية كما قلنا ..
ولكن ما الذى جعل اسم العبد الله إسما ليس صحيحا؟
الحق أن العبد الله كأنها العبد هو الله هى جملة اسمية من مبتدأ وخبر
فـ العبد مبتدأ والله اسم الجلالة خبر وهى جملة خبرية تعنى أن الله تعالى عبد ٌ جل الله
فالتعريف بأل غير الإسم من مضاف ومضاف إليه وهو الصحيح ،إلى مبتدأ وخبر وهو خطأ لا ينبغى الوقوع فيه وفيه اعتداء غير مقصود على الذات الإلهية..
أما اسم العبد الرحمن (وهو اقٌل انتشارا من سابقه) فهو يختلف فى إعرابه فهو صفة وموصوف
فالعبد موصوف
الرحمن صفة وهو لا يحل ايضا فالإسمان الجليلان الله والرحمن لا يتسمى بهما أحد غير الله تعالى..
والله تعالى أعلم
وهذا النصف الأخير من المشاركة ( 36 ) وجدنا أنه يحتاج لإضافة يسيرة
وعندما جاء على ذكر لوط قال تعالى : وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ(133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) (135) إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (136) ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ(137)
وعندما جاء ذكر يونس قال تعالى : وإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ(140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ(142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ(143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ(145)
فأما لوط فقد قال :"لو أن لى بكم قوة أو أوى إلى ركن شديد" هود آية 80 ولهذا ورد في الحديث ، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "رحمة الله على لوط ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد - يعني : الله عز وجل - فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه" ت بن كثير . ومراد لوط بالركن العشيرة ، والمنعة بالكثرة . وبلغ بهم قبيح فعلهم إلى قوله هذا مع علمه بما عند الله تعالى ; فيروى أن الملائكة وجدت عليه حين قال هذه الكلمات ، وقالوا : إن ركنك لشديد " ت الطبرى لقد نسى لوط فى غمرة الشدة التى لا يثبت لها أشداء
الرجال أن ركنه شديد بالله تعالى وليس بالعشيرة والرجال .. وكما جاء بتفسير الطبرى أن الملائكة وجدت عليه أى غضبت من قوله ذاك وردت عليه بقولها : إن ركنك لشديد أى بالله" ت بن كثير
أما يونس عليه السلام فقد ذهب مغاضبا : وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَـيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّآ إِلَهَ إِلَّآ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَï´¾ [الأنبياء: 87]. وفى تفسير هذه الآية باختصار: قال عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وجماعة فى تفسير هذه الآية: ذهب عن قومه مغاضبا لربه إذ كشف عن قومه العذاب بعدما أوعدهم وكره أن يكون بين قوم قد جربوا عليه الخلف فيما أوعدهم واستحيا منهم ولم يعلم السبب الذي به رفع العذاب وكان غضبه أنفة من ظهور خلف وعده وأنه يسمى كذابا لا كراهية لحكم الله تعالى (.ت البغوى)
وبعد فكلا النبيين(لوطا ويونس عليهما السلام) قد ارتكب مخالفة يسيرة لا تقدح فى نبوتهما ولا رسالتهما ولكن مع ذلك لم يحظيا بثناء الله تعالى مثلما حصل عليه من ذكرنا من الأنبياء وهذا دليل على دقة الحساب عنده تعالى وأنه لا محاباة ولا مجاملة حتى بين أنبيائه
ونضيف
وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ..الأنبياء آية 75 لوط :
وأثنى عليهما معا :وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ
الأنعام آية 86
وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين آية 86 الصافات
وأحد النبيين وهو يونس عليه السلام قد أنزل الله تعالى سورة من طوال السور بإسمه وفى هذا تكريم له وتشريف
والله تعالى أعلم
وللمزيد من موضوع اليد في عقيدة الأشاعرة عليك بمطالعة نسخة الـ pdf والموجود بالمشاركة رقم 125 على صفحات 8 ، 9 ، 10 من النسخة
(هذا الموضوع منقول من نسخة ( pdf) اموجودة في التعليق رقم 125 وهو موجود في هذه النسخة على صفحات 32 ، 33 ، 34وقد اضفنا زيادة في النصف الأخير من الصفحة باللون الأحمر[/color]
فى سورة الواقعة هدد الله سبحانه وتعالى العصاة من خلقه بتأجيج الماء الذى يشربون وتقوم عليه حياتهم )وتأجيج الماء أى جعله ملحا أُجاجا لا يصلح لشرب كائن حى ولا للزراعة
وهدد باجتياح مزروعاتهم وجعلها حطاما قال تعالى
أفرأيتم ما تحرثون(63)
أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون(64)
لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون (65)
إنا لمغرمون(66)
بل نحن محرومون(67)
أفرأيتم الماء الذى تشربون (68)
أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون (69)
لو نشاء لجعلناه أجاجا فلولا تشكرون(70)
ولو حدث ذلك فعلا لانتهت حياة البشر من على ظهر الأرض ولم يعد لهم وجود
ثم جاء على ذكر النار فقال جل شأنه :
أفرأيتم النار التى تورون(71)أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون (72)نحن جعلناها تذكرة ومتاعا إلى حين(73) الواقعة
قال مجاهد وعكرمة للمقوين يعنى للمستمتعين بها من الناس أجمعين
وفى هذه الآيات نجد أن الله تعالى لم يهدد بإفناء النار فلماذا ؟ وما فائدة النار فى الحياة؟
نقول وبالله التوفيق أن الله خلق النار من أجل حكمة عظيمة ، فقد جعلها الله عنصرا عظيما من عناصر بسط القهر والخضوع والإذعان والهيمنة على العبادمن إنس وجن أما الملائكة فبالرغم من أنهم يخافون من النار إلا أن خضوعهم الأعظم هو لجلال الله وعظمته وهيبته وهذه هى نار الآخرة التى أعظم من نار الدنيا كثيرا
أما فائدة النار فى الحياة فهى فائدة عظيمة فهى ذات منافع وفوائد قصوى لحياة الناس فلولاها ما قامت هذه الحضارات العظيمة لبنى آدم على وجه الأرض وذلك لأن هذه النار ضرورية جدا للإنتفاع بالمعادن الموجودة فى باطن الأرض ،فبغير النار ما تمكن الإنسان من صهر وسبك وتشكيل هذه المعادن والإنتفاع بها فى كافة أوجه الحياة
وعلى رأس هذه المعادن الحديد والنحاس واللذان يشكلان العنصران الأعظم فى حياة البشر ،فالغالبية العظمى من السلع والمنتجات والآلات والمعدات والمصانع والسيارات والقطارات والبواخر لا تخلو أن إما أن تكون من الحديد والنحاس أو يدخل فى بعض أجرائها وشاركهما أخيرا معدن الألمونيوم
وهناك أيضا الأسلحة بكافة أنواعها يتم تصنيعها من الحديد بصفة أساسية ،فالدبابات والمدافع وأسلحة الرماية الخفيفة والثقيلة والبوارج الحربية والقنابل وغير ذلك من أسلحة تفوق الحصر كلها تصنع من هذا المعدن والنار فى الأسلحة هى هى المادة الفعالة والمؤثرة وبغيرها لا يكون لهذه الأسلحة تأثير أو ضرر
أما قديما فكان الإنسان يصنع من الحديد أسلحة كالسيف والحربة والسلاسل وغير ذلك
( ولو كان الإنسان فيما مضى يحارب بسيف من نحاس مثلا !!فإنه سينكسر أو ينثنى بعد بضع ضربات!)
هذا غير الأوانى والأدوات ذات النفع العام والتى ظلت على مر العصور وحتى الآن مع تطورها
فهذه المعادن وغيرها كثير كان الإنسان سيحرم منها لو لم يخلق الله هذه النار التى تمكن بها من الاستفادة والانتفاع مما فى باطن الأرض من ثروات معدنية متعددة ومتنوعة
ومع هذا النفع العظيم للنار فى حياة البشر إلا أنها مصدر شر عظيم أيضا ،فهى علاوة على كونها سببا فى الإحراق والهلاك والدمار للإنسان والحيوان وكل ما خلق الله من شئ ـ فهى أيضا سبب فى تصنيع الأسلحة التى هى سبب فى القتل والتدمير للإنسان وحضاراته
فهذه الأسلحة التى يصنعها الإنسان بتطور هائل سبب فى قتل الملايين من البشر فى الحروب الكثيرة ومنذ أن اخترع الإنسان البنقية والمدفع ..
ومرة أخرى نتساءل : لماذا لم يهدد الله تعالى بإفناء النار كما ذكر ذلك فى الماء مثلا ؟
نقول والله أعلم أن إفناء النار لن يترتب عليه الأثر الذى يترتب على جعل الماء غير صالح للشرب والانتفاع به ذلك لأن الإنسان ، وبالرغم من كل هذه المنافع العظيمة التى ذكرناها للنار ،فإنه إذا فنيت النار فإن الإنسان يمكنه بالرغم من ذلك من الاستمرار فى الحياة بغير أن يفنى جنسه
ولكنه كان سيعيش حياة خالية من الحروب والدمار ولن يتمكن من إقامة مثل هذه الحضارات العظيمة التى أقامها على مر العصور والأزمان ..
وكان سيعيش على التغذى على النباتات والثمار ،وسيحرم من تناول لحوم الحيوانات حيث لا نار إنضاجها ولكنه سينتفع بألبانها وأشعارها
وإذا ذكرنا النار فلابد لنا أن نذكر الدفء فى الأيام والليالى الباردة وهو شئ هام عند الكثيرين وخصوصا فى البلاد الباردة
ولكن هذه المزية للنار يمكن للإنسان أن يستغنى عنها بالتدثر بالثياب الثقيلة وكذلك القفازات والجوارب فهى تغنيه عن النار إلى حد بعيد
أما المنازل فلن تكون شاهقة الإرتفاع كما نرى الآن ،فإن الذى يساعد على التمادى فى الإرتفاع بها هو هذا الحديد والذى لن يكون موجودا فى غياب النار كما نفترض
وهناك شئ هام جدا سيكون ناقصا فى الحياة وفى عمارة الدنيا فجميع الآلات التى تستعمل محركات تعتمد فى تشغيلها على البنزين والسولار والديزل لن ترى النور ،ففى عدم وجود الحديد ،وحتى لو وجدت جميع المعادن الأخرى فلن يتمكن الإنسان من تصنيع هذه المعدات والتى تشكل نسبة كبيرة من الالات والمعدات ومنها على سبيل المثال لا الحصر السيارات بجميع أنواعها والقطارات ومعدات الحفر والبناء كالحفارات والبولدوزرات والأوناش بأنواعها جميع انواع السفن كبيرها وصغيرها عدا البدائية منها والتى تعتمد على الشراع وكذلك كثير من معدات الحرب الثقيلة كالدبابات والمدرعات والطائرات بجميع انواعها الحربية والمدنية
فهذه الالات جميعها لايمكن للإنسان إختراعها فى ظل عدم وجود الحديد وذلك لأنها تعتمد بشكل أساسى على محركات قوية تُسمى المحركات الاحتراقية أو انفجارية وهى تحتاج فى صناعتها إلى معدن على درجة عاية من المتانة والصلابة وهو ما يتوفر فى الحديد خاصة دون غيره من المعادن كما يتميز الحديد بدرجة عالية من الإنصهار ،وهاتان الميزتان هما أساسيتان فى صناعة أى محركات احتراق داخلى أو حتى خارجى
ولتحسين هذه الخواص يتم سبكه (أى خلطه)مع معادن أخرى كالمنجنيز والتيتانيوم وغيرهما
ومن هذا العرض لفوائد ومنافع الحديد يتبين لنا أن قوله تعالى " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس .."سورة الحديد هو قول حق وصادق تماما وكل كلام ربنا حق وصدق
ولو لم يوجد الحديد على ظهر الأرض لما وجـدت هذه المعدات والآلات التى هى فى غاية النفع والفائدة لبنى آدم جميعا والتى هى سمة من سمات هذه الحضارة
ولكن ذلك لم يكن يمنع من ظهور المخترعات الدقيقة كالكمبيوتر والحاسبات بأنواعها والأجهزة الطبية والهندسية المختلفة وغيرها من مخترعات دقيقة لا تحتاج إلى الحديد إلا فى أضيق الحدود ويمكن الإستغناء عنه بغيره من معادن
وهذا الحديد الذى أظهرنا أهميته القصوى فى حياة الناس ما كان ليوجد لو لم يخلق الله هذه النار ..هذه النار التى يكرهها بنو آدم كثيرا ويرون أنها ضرر وشر مستطير ولكنها مع ذلك لها منافع تجل عن الوصف وهو ما يؤكد مقولة الأشاعرة أن الحكمة فى أفعال الله مترتبة فى هذه الأفعال ، وحاصلة عقيبها أى ليست مقصودة لذاتها ومطلوبة بالفعل ،كما يرى المعتزلة وغيرهم
ولابد من إيضاح ما نقصده بالنار التى تساعد على استخلاص الحديد والإنتفاع به ..
فباستعمال الفحم فى الأفران التى تُسمى بالأفران العالية يتم صهر الحديد ثم تشكيله
وهناك صهر للحديد بواسطة التيار الكهربى العالى الجهد وهذه الكهرباء يتم توليدها غالبا بمولدات حرارية تعمل بالغاز الطبيعى فمرد هذا أيضا إلى النار
والنار التى خلقها الله تعالى والتى هى ضرر وشر مستطيرفيما قد يبدو للمتأمل ولكنها مع ذلك لها منافع تجل عن الوصف ،يؤكد مقولة الأشاعرة أن الحكمة فى أفعال الله مترتبة على هذه الأفعال،وحاصلة عقيبها أى ليست هذه الحكمة مقصودة ومطلوبة بالفعل،كما يرى المعتزلة وغيرهم اهـ
ولعل هذه النقل من أقوالهم يزيد المسألة إيضاحا :
" بعدما أقر الأشاعرة بالحكمة الإلهية كباقي المتكلمين، وبأن أفعاله تعالى لا تخلو من الحِكم، قالوا إن هذه الحكمة لا تكون مفسَّرة بالأغراض أو معتبرة بها، لأنها صفة تقتضي مطلق المشيئة، والقول بتعليلها ينافي كمالها ، فلم يثبتوا وراء هذه الحكمة الإلهية، إلا العلم والإرادة والقدرة . ولعل الذي قاد الأشاعرة إلى هذا الاعتقاد، ملاحظتهم جريان بعض أفعاله تعالى على خلاف المصالح، كالابتداء بالضرر المحض، الذي لا يتعقبه نفع، ولا تتعلق به عبرة، ومع ذلك يكون تعالى بفعله هذا حكيما ، فلا يكون فعله لغرض، بل يكون لعينه حكمة لا لمعنى زائد على ذلك . فإذا كانت الحكمة على هذا المعنى، فإن فعله تعالى يكون وفق الإرادة والمشيئة، وعلى أيِّ وجه وقع يكون فعله مُحكما، فلا يكون بخلو أفعاله من الأغراض جائرا ولا عابثا، كيف وهو لا يصادف لغيره ملكا، حتى يكون تصرفه فيه جورا" (منقول عن باحث عربى)
وهذا الكلام كله ينطبق على خلق النار
والله تعالى أعلى وأعلم..
االخيــــــــــر والشـــــــر
الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل"الزمر آية 62
خلق الله كل شئ ..
فقد خلق تعالى الخير وأمر به وأثاب عليه واتصف به *
وخلق الله الشر ونهى عنه وعاقب عليه ولم يتصف به **وهو تعالى لا يفعله بنفسه ولكن يجريه على يد بعض العباد ،فإذا أراد بعبد شرا عدلا منه فإنه يخذله ويتركه لنفسه فيقع فى الشر حتما..
والخير منذ بدء الخليقة
والشر لم يُخلق ابتداءا وإنما بدأ ببدء الشيطان بمعصيته ربه ومن هنا بدء الشر فى الكون إلى يومنا هذا إلى يوم القيامة..
والله تعالى يأمر بالخير ويُعين عليه ،وينهى عن الشر ولا يعين عليه..
والله تعالى خلق الخلق على أحسن ما يكون قال تعالى "الذى أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين"السجدة آية 7
ولكن الفساد بدأ ببداية الشر
فقد كان آدم وزوجه حواء عليهما السلام لا يخرج منهما فضلات حتى وقعا فى المعصية
بل كانا لا يجوعان ولا يعطشان حتى أخرجتهما المعصية من الجنة
ولم تكن هناك أمراض وعلل حتى تسببت المعاصى فيها
ألا ترى أخى أن أجساد الأنبياء والأولياء والشهداء تظل كما هى لا يتطرق إليها الفساد إلى يوم القيامة
فهؤلاء عاشوا فى رضوان الله وماتوا عليه
أما غيرهم من العامة من شاب أعمالهم قليلا او كثيرا من التقصير فلا يتمتعون بهذه المزية
فإن ما كانوا فيه من الشر قليلا أو كثيرا يحول بينهم وبين بقاء أجسادهم لا يتطرق إليها فساد
وخلاصة القول أن الشر والمعاصى سبب ظهور الفساد بأنواعه فى الكون
__________________________________________________ _________
* وهناك من صفات الخير مما يتنزه عنها الله تعالى ومنها الشجاعة والتواضع والشهامة والمروء وغيرها من صفات مما لايليق به تعالى
** وهناك بعض الصفات لا ينبغى أن يتخلق بها المخلوق ولكنها تليق به تعالى كصفة الجبار والقهار والضار
ونزيد الكلام توضيحا فنقول:
قلت فى هذه المقالة : " والشر لم يُخلق ابتداءا وإنما بدأ ببدء الشيطان بمعصيته ربه ومن هنا بدء الشر فى الكون إلى يومنا هذا إلى يوم القيامة.."
وهذا حق ، والخلق المباشر هو ما خلقه الله تعالى مستقلا بذاته كخلق آدم أو خلق السموات وهذا ما لم يكن ..والله تعالى أعلى و أعلم
(وهذا آخر المواضيع في نسخة الـ pdf
عجائب وغرائب الدنيا والآخرة
بينما الإنسان في الدنيا يجوع ويحتاج للطعام والشراب ومن أجله يكدح في جنبات الأرض من أجل التحصل عليه
بينما هو في الآخرة لا يجوع ولا يظمأ ولكنه إذا اشتهى الطعام والشراب جاءه سريعا وبكميات هائلة
وهو في الدنيا يحتاج إلى إصلاحه وتهيئته ويستغرق ذلك منه وقتا يشتد فيه جوعه ولكن في الآخرة يأتيه طعامه في الحال ناضجا مُهيئا ليس امامه إلا أن يأكله
وبينما الانسان في الدنيا يحتاج الصحة ليؤدي ما افترضه الله عليه من العبادات والطاعات وليكدح في سبيل تحصيل الرزق ومع ذلك تنتابه العلل و الامراض والبلايا والرزايا
بينما هو افي الاخرة سليما معافي لا ينتابه شيء مما كام ينتابه في الدنيا وليست علية تكاليف عيادة ولا كدح من اجل معاش
وبينما اهل الجاه والسلطان يهيمنون علي كافة وجوه الحياة في الدنيا بينما هم في الاخرة قد غشيهم الذل والصغار وسحبتهم الملائكة علي وجوههم لتقذف بهم في النار – الا من هدي الله منهم
وبينما الفقراء والمساكين وذوو الذل والمسكنة وكافة المستضعفين في الأرض لا يؤبه لهم ولا يقام لهم وزناً في الدنيا، بينما هم في الاخرة قد رفع الله لهم درجاتهم في جنات النعيم ويتوسل إليهم من الأغنياء من قدموا اليهم احسانا في الدنيا ليشفعوا لهم لينجو من النار
وهؤلاء الاوربيون الذين يتيهون علي اهل الأرض بتقدمهم العلمي واختراعاتهم وابتكاراتهم التي بلغت مبلغا عظيما لم يُسبق الية وتقدموا بذلك علي العالم اجمع بينما هم كذلك في الدنيا، بينما هم في الاخرة من اهل الخسران والبوار لم ينتفعوا بعلم ولا تكنولوجيا
وهؤلاء المسلمون من الافارقة الذين اصابهم الجهل والمرض والجوع حتي صاروا اشباحا تتحرك علي اقدام في هذه الدنيا، بينما هم في الاخرة علي رؤوس الخلائق تفتح لهم أبواب جنات النعيم و يتبوؤون منها حيث شاؤا وقد ذهب عنهم كل بؤس و شقاء
وهؤلاء المسلمون الفقراء الذين لم يؤتوا حظا من العلم ولا يستطيع الواحد منهم ان يحسن كتابة اسمه ولكنه مؤمن وصالح يدخله الله تعالى الجنة، بينما هؤلاء العلماء الجهابذة من اهل أوروبا والذين وصلوا الي مرتبة عظيمة من العلم بأمور الدنيا وغيروا من وجه الأرض تماما وجعلوها كأنها جنة كأينشتاين و نيوتن و ليوناردو دافنشي
ودالتون و جاليليو وفيثاغورث وتوماس اديسون هؤلاء النوابغ من علماء أوروبا و غيرهم كثير قد اُقحموا النار و لم ينفعهم علم مهما تعاظم ولم تنفعهم تجارب وابحاث واكتشافات قد ملأت الدنيا من أقصاها لأقصاها وتحقق لأهل الأرض بها اعظم حضارة دنيوية منذ أوجد الله الأرض ومن عليها
أما ما جنوه من شهرة ورفعة ومجد وغني وثروة فهو ثوابهم علي ما قدموه في حياتهم الدنيا لأهل الأرض من منافع وفوائد عظيمة أما في الاخرة فلا..
فأهل أوروبا ومن علي شاكلتهم مثال واضح تماما علي ان الإيمان الصحيح لا يمكن أن يتوصل اليه الإنسان بالفعل مهما بلغت درجة ذكاؤه وعبقريته ولا يكون إلا بتبليغ الأنبياء والرسل
وبينما اهل الدنيا رجالا ونساء قد ستروا أجسادهم بالثياب فلا يظهر منهم الا الوجه و الكفين، علي بعض الاقوال) وهو ما أمر به الدين الحنيف وأوجبه علي النساء (، وهم اقل جمالا وبهاء من نساء الاخرة، بينما اهل الاخرة الذين هم اعظم جمالا و بهاء و نورا يرتدون من ثياب الحرير ما لا يخفي شيئا من جمال البدن والأعضاء في حين انه كان من المفروض ان الذي يتوجب عليه الستر من هم أعظم جمالا و بهاء ونورا وهم اهل الاخرة ولكن أمور الاخرة لا تقاس علي أمور الدنيا)
وهذا القرآن الكريم كتاب واحد من ستمائة صفحة قد انصلح به حال الدنيا و الآخرة ،بينما هناك ملايين من الكتب بل مليارات ،أصلحت بعضا من أمور الدنيا وافسدت الآخرة ما عدا كتب الفقه وعلوم الدين عموما
وما أصلحته من أمور الدنيا الكثير منه ليس علي الوجه الذي يوافق شرع الله
وهذه الجنة اكثر أهلها الفقراء والضعفاء وذوى العاهات والعلل بينما النار أكثر أهلها الأغنياء و ذوى المناصب والجاه في الدنيا فالجنة ذات الجمال والبهاء والانوار يدخلها من كانوا من اهل التعاسة والشقاء في الدنيا أما النار البغيضة الي الخلائق مؤمنهم وكافرهم يدخلها أصحاب الدرجات العلا واليسار في الحياة الدنيا (الا من رحم ربي )
وبينما المال والصحة والسلطان سببا في سعادة ابن آدم في الدنيا بينما هي سبب في تعاسته في اخرته الا من رحم الله تعالى
وبينما المرض والفقر والمعاناة سبب في تعاسة ابن آدم في حياته، بينما هي سبب في سعادته في آخرته
وهذا الأكل والشرب والطعام الشهى سبب لسعادة ابن آدم في حياته، بينما هو سبب في ما يصيبه من علل وأمراض تشقيه في حياته وقد تقضي عليه
الدنيا التي هي قليلة النعم بالنسبة للآخرة فإن الانسان يتمني الأمنية فيتعسر علية تحقيقها ويتعذر وربما لم تتحقق وإذا تحققت فقد يشقي بها ويندم عليها ،أما في الآخرة فإن النعيم والمتع كثيرة جدا ومع ذلك فان الرجل من أهل الجنة اذا اشتهي شيئا او رغب في الاستزادة من متعة فإنه يتحصل عليها سريعا وبغير تأخير فسبحان الله
وأيضا..
فهذا آدم عليه السلام قد خلقه الله تعالى بيده وأسكنه جنته ولكن سرعان ما أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها فأهبطه الله هو وزوجه حواء عليهما السلام منها إلى الأرض فلم يكن سجود الملائكة وسكنى الجنة بعاصم له عليه السلام من زوال النعيم عنه
وهذا زكريا عليه السلام قد رغب إلى الله في الولد فبشره الله تعالى بيحيى عليه السلام لم يجعل الله له سميا ولكن ما لبث ان اختاره الله تعالى إلى جواره فقتل شهيدا
وهذا إبراهيم عليه السلام قد بشرته الملائكة بإسماعيل أو إسحاق على قول آخر ،ولكن وبعد سنوات قلائل ، في سن البلوغ ، أمره الله بذبحه ولولا ما ألقاه الله تعالى في قلبيهما من الرضا والتسليم لأمر الله تعالى لتم الذبح ولكن الله تعالى لطف في قضائه وفدى الابن الذبيح
وهذا إبليس اللعين قد رفعه الله تعالى فوق الملائكة وجعله بينهم رئيسا وطاووس الملائكة ولكنه هوى في أول اختبار له وللملائكة وعصى أمر ربه بالسجود لآدم تكبرا فهوت به مصيبته إلى درك الشياطين وصار عدوا لله وللمؤمنين
ونضيف
وهؤلاء الملائكة الذين يسكنون السماوات والذين هم خير محض ظهر من بينهم إبليس اللعين ، والذى كان على خير محض قبل أن يعصى ، الذى اضل ذرية آدم جميعا إلا قليلا وكان سببا في كل وبال وعذاب نزل على أمم من أهل الأرض ،فكأن أهل الأرض قد نُكبوا بواحد من أهل السموات وأحال حياة أهلها جحيما..
والله تعالى أعلى وأعلم
ونضيف أيضــــا..
وهذه الشياطين تعيش بيننا وهم أعداء لبنى آدم شديدو العداوة وهم أكثر من بنى آدم عددا وأقوى منهم أبدانا ولو تركهم الله وما يريدون لأهلكوا بنى آدم عن آخرهم
وما افلت منهم أحد وما تركوا على ظهر الأرض عينا تطرف ولكن الله تعالى أرحم الراحمين يحول بينهم وبين ذلك ويحفظ بنى آدم من شرهم
ولكنه تعالى لا يحول بينهم وبين الوسوسة بالشر والفساد كما لا يحول بينهم وبين اللبس أحيانا وهو غالبا ما يكون عقوبة
وهو تعالى يحفظ بنى آدم من شرهم وإهلاك الجن والشياطين لهم بتوكيل الله تعالى ملائكة الحفظ بحفظهم والتي تقوم على حفظ بنى آدم جميعا
مؤمنهم وكافرهم ، عاصيهم وطائعهم من أقصى الأرض إلى أقصاها يحفظون عليهم حياتهم وسلامتهم ،بل وأمتعتهم وكافة أشيائهم
التافه منها والثمين فلا يمسون منها شيئا إلا في حالات نادرة ..
والله تعالى أعلم
ومن أعجب آيات الله في الكون أن يجعل من رضيع تحمله أمه بين يديها نبيا يبلغ الناس رسالته إليهم !!!
فقد انطق الله عيسى في مهده وعمره لا يتجاوز أربعين يوما بالدعوة إلى الإيمان به تعالى وعبادته وحده لا شريك له
وأنه عبد الله ورسوله أتاه الكتاب وجعله نبيا ..كل ذلك بلسان بليغ فصيح !!
وليعلم الناس أن الله تعالى لا يعجزه شيء وأنه على كل شيء قدير..
ومن عجائب آيات الله تعالى أنه جعل عصا من الخشب تقضى على جيش من مئات الآلاف من الجند
فقد جعل الله عصا موسى عليه السلام تشق بحرا وتهلك جيشا هائلا وتفعل ما تعجز عنه مئات الآلاف من السيوف
وتكون سببا في هلاك جبار من جبابرة أهل الأرض وزوال ملكه
فسبحان الله الذى لا يُحاط بعظمته ولا يحاط بقدرته
ومن أعجب آيات الله تعالى أن يُنزل كتابا من كتبه وهو القرآن الكريم، هو أعظم كتب بنى آدم على الإطلاق، على نبى لا يقرأ ولا يكتب صلى الله عليه وسلم ..
فيحوى بين طياته من صلاح أمور الدنيا والآخرة ما لا يحويه كتاب آخر من كتب بنى آدم فى عصرنا ..
بينما ملايين بل مليارات من الكتب في كافة ارجاء الدنيا، لا تضارعه في مادته ومنافعه ولو اجتمعت
وهو يغنى عنها جميعها، فهذه الكتب في معظمها قادت الدنيا إلى رفاهية غير مرغوبة ولا محبذة من الشريعة التي جاء بها، فهى صارفة عن الآخرة في كل الأحوال
والله تعالى أعلم
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل
وهو صلى الله عليه وسلم لم يقرأ الكتاب الذى أنزل عليه فى صحيفة كما نقرأه نحن، ولكنه صلى الله عليه وسلم
كان يقرأه فى حياته كلها عن ظهر قلب، ولكن أمته من بعده تقرأه مكتوبا فى كتاب، وكان يؤخذ من فيه، صلى الله عليه وسلم، فيكتب فى صحائف سُميت بعد ذلك مصحفا
فصلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل
ولم يؤمن احد بعد الموت إلا أبوا النبى صلى الله عليه وسلم على رأى من قالوا بذلك ..
ولم يحيا أحد بعد الموت إلا أبوا النبى صلى الله عليه وسلم، وإلا صاحب قصة البقرة من بنى إسرائيل الذى قتله ابن أخيه
والله تعالى أعلم
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل