السلام عليكم ورحمة الله ، أما بعد فيشرفني الاشتراك بهذا المنتدى بمن فيه من علماء وأساتذة وطلبة علم وعلى رأسهم الأستاذ المتكلم سعيد فودة أسعده في الدنيا والآخرة وبلغه رضاه وجعله من زمرة أحبابه وخاصته ، إخوتي الأكارم كموضوع أول أردت طرحه أحببت أن أورد بعض الإشكالات المتعلقة بكلام المولى جل جلاله والتي كانت تراودني كثيرا فما أجد من يشفي غليلي في الإجابة عليها ، فقلت لنفسي : كيف غاب عني منتدى الأصلين منتدى فحول العقيدة وعلم الكلام ، فاشتركت فيه منذ يومين والحمد لله ، وهاأنذا ألج في صلب الموضوع بادئا بسم الله الرحمن الرحيم :
يقول العلامة المحقق التركي محمد بن صالح الغرسي في كتابه "منهج الأشاعرة بين الحقيقة والأوهام" :
((ذهب فريق من الأشاعرة إلى قدم الكلام اللفظي وقيامه بالله تعالى كالكلام المعنوي ، وأجابوا عن شبهة الجمهور والمعتزلة بالترتيب والتقدم والتأخر والابتداء والانقضاء بأن هذا قياس منهم للغائب على الشاهد ومن المقرر أنه غير مقبول ، فإن الترتيب المذكور إنما هو في كلام المخلوق لعدم مساعدة الآلة ، وأما كلام الله تعالى فهو اللفظ مع المعنى ، وهو لفظ نفسي كالمعنى قائم بذاته تعالى بترتيب وتقدم وتأخر ذاتي لا زماني ، وبدون ابتداء وانقضاء وبدون صوت ، ومما يحاكي ذلك محاكاة بعيدة وجود الألفاظ في نفس الحافظ فإن جميع الحروف بهيئاتها التأليفية محفوظة في نفسه مجتمعة الوجود فيها ، وليس وجود بعضها مشروطا بانقضاء البعض وانعدامه في نفسه ، فبطل مايتوهم من أنه إذا لم يكن ترتيب لا يبقى فرق بين ملع ولمع ونظائرهما .
وممن ذهب إلى هذا الرأي الإمام عبد الكريم الشهرستاني في كتابه نهاية الإقدام ، والقاضي عضد الدين الإيجي في مقالة له أوردها السيد الشريف في شرح المواقف ، والسعد التفتازاني ، والسيد الشريف الجرجاني .
وقد علق السعد القول به على إمكان تصور وجود الألفاظ بدون ترتيب ، وقد بينا إمكانه ، وقد كان شيخنا المحقق الكبير الشيخ محمد العربكندي يؤيد هذا المذهب ويذهب إليه وهو المختار عندنا .))
وقال في موضع آخر من الكتاب نفسه في معرض حديثه عن مذهب السادة الأشاعرة والماتريدية في كلام الله : (( وبه يتبين أنهم أثبتوا لله تعالى نوعين من الكلام :
الأول : الكلام المعنوي النفسي ، وقد اتفقوا على قدمه وقيامه بالله تعالى
والثاني : الكلام اللفظي ، وقد اختلفوا فيه ، فذهب فريق من المحققين منهم إلى قدمه أيضا وقالوا : إن كلام الله تعالى عبارة عن اللفظ والمعنى القديمين القائمين بالله تعالى ، وذهب جمهورهم إلى حدوث الكلام اللفظي بمعنى أن الله تعالى تفرد بخلقه بدون كسب لأحد فيه وهو كلام الله على الحقيقة دون المجاز ، ولم يذهب أحد منهم إلى ما ذهب إليه جمهور الحنابلة من أن كلام الله تعالى عبارة عن الحروف والأصوات ، قالوا : لأنه من البديهي أن ذلك يقتضي الترتيب والتعاقب المقتضي للحدوث ، وكلام الله تعالى منزه عن الحدوث باتفاق منا ومنهم .))
وبعد هذه النقول لدي بعض النقاط التي أشكلت علي وألتمس أجوبتها منكم سادتي أرباب العلم :
●الغرسي كما نقل عن أهل التحقيق وكبار علماء الكلام أن كلام المولى جل وعلا عبارة عن اللفظ والمعنى القديمين القائمين بذات الله ، وهذا خلاف ماعليه جمهور أهل السنة الأشاعرة ، فهل هذا الخلاف كباقي أنواع الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية والتي لا تقتضي تفسيقا ولا تضليلا فضلا عن التكفير ؟
●ألا يقتضي قدم اللفظ والمعنى وقيامهما بذات الباري جل وعلا نفي الوحدانية عن صفة الكلام وتحقق الكم المتصل ؟
●هل من إضافات لديكم بخصوص هذا الأمر
ولكم خالص الود والاحترام