بسم الله الرحمن الرحيم .الحمدُ لله وَ كَفى و سلامٌ على عبادِهِ الذينَ اصطَفى لا سيّما النبيّ الأعظم سيّدنا و مولانا محمّدٍ المُصطَفى و آله و صحبه أهل الصدق و الصفا.
يا مالِكَ يَومِ الدين إيّاكَ نَعبُدُ وَ إيّاكَ نَسْتَعِيْن
اللهُمَّ إنّا نعوذُ بِكَ من الفتن ما ظهر منها و ما بطَن..
اللهُمَّ إنّا نعوذُ بِكَ من زَوالِ نِعمَتِكَ وَ تَحَوُّلِ عافِيَتِكَ وَ فُجاءَةِ نِقمَتِكَ وَ جميعِ سَخَطِك. اللهُمَّ إنّا نعوذُ بِكَ من السِجْنِ و القَيْدِ و السَوْطِ ... اللهُمَّ ارفَع مقتَكَ وَ غَضَبَكَ عَنّا و لا تُؤاخِذنا بما فعلَ السُـفَهاءُ مِنّا ...
اللهُمَّ إنّا نعوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الفِتّينينَ وشرور الشِرّيرين و خَلَلِ نَظَر المُختَلّين ...
حَبّاب :
أَوَّلاً : نسألُ اللهَ العظيم رَبَّ العرشِ العظيم أَنْ يَفضَحَ دُهاةَ المُنافقين الذين أَقْحَمُوا المساجِد الطاهرة المباركة في مضائق هذا الإنفجار العَشْوائيّ ، الذي لا يزالُ مشبوه المصادر وَ الجُذُورِ حتّى الآن، و ذَربَطُوا أَهلَ المَساجِد بما لم يتدخَّل واحدٌ منهم و لا من أئمَّتهم في التخطيط لذَرَّةٍ منه و لم يعلم بسببه لا من قريب و لا من بعيد و لم يكن له فيه ناقَةٌ و لا جمل و لَمْ يَكُنْ منه على بالٍ ... و أن يقطع فتنتهم ... آمين ... لذا فَلفظتَا :" الآن " وَ " بَعدَ " في سؤالك:" و الآن، بعد ضرب المساجد...الخ." مُهِمَّتان جِدّاً جِدّاً، فَإنَّ رَدّات فعل الجمهور الآن على التجاوُزات التي نَجَمَت عن تدهور الأوضاع إلى هذا الحدّ المُؤْلِم ، لا تعني بالضرورة أَنَّهُم كانوا ابتداءاً موافقين على الإنطلاقة الفوضويّة أو أَنَّ لهم نيّة في إشعال الفتنة ... هذا من حيث المنطق البحت من غير تعرّضٍ لتقييم أيّ تحرّك ( سلبيّ أو إيجابيّ ) منذ البداية إلى الآن... أمّا من حيث الواقع فَأُقسِمُ بالله العظيم ( وليس من عادتي الحلف ) أَنَّ جميع علماء السُـنَّة في بلاد الشام ، داخل سوريّة أم خارجها ، لم يكونوا على علمٍ بما يُحاك و لا ما يُخَطَّط و لم يجتمع منهم إثنان و لا أكثر للتفكير في مثل هذا المشروع الفوضويّ الذي لا يُعرَفُ راسه من أساسه حتّى الآن ...
أَمّا اضطرار بعض أئمّة المساجد و بعض وُجهاء المسلمين بعد ذلك لمواساة المتضرّرين أو اعتراضهم على تجاوزات المغرضين أو المتطرّفين (من أيّ فِئَةٍ كانوا) أو مشاركتهم لردّات فعل المواطنين على تسَرُّع بعض الأطراف أو ظلم الغلاة و المتعَدّين، فلا يعني ذلكَ تَبَنّياً منهم لهذه الفورة الغامضة جملةً و تفصيلاً من بدايتها... !!
لا بُدَّ أن نتفطّن لهذه الفوارق المُهِمَّة، و إلاّ شارَكنا في الظُلْم ، وهذا من أكثر ما يصبو إليه شياطين الفتنة: يعلمون تماماً أنَّ واقع الوطنيّة و طبيعتنا الإجتماعيّة و الحَمِيّة الدينيّة و الغيرة الإنسانيّة على حقوق الأبرياء و المظلومين سـيَجُرّ بعض المشايخ وَ يحصُرُهُم حيثُ لا يشتهون و عندها تأتي المرحلة الثانية بسهولة و هي تلبيس الصالحين و المُصلِحين تهمة التخريب و الإنشقاق و الطائفيّة و التآمر على النظام و الخيانة الوطنيّة و مؤازرة الإرهاب و التعاون مع أعداء الأمّة و عملائهم و ما شابه ذلك من التهَم ... ثُمَّ تَحَمُّس الجمهور الذي يثق ببراءَتهم وتَهَيُّجُهُ للدفاع عنهم و ما ينبثقُ عن ذلك، و بالتالي فسيكون من الأسهل تنفيذ المرحلة الثالثة المقصودة على الصعيد المحلّيّ و هي إضفاء الصبغة الإسلاميّة على ثورةٍ وَهميّة لم يُخَطّط لها قادَةُ المسلمين ... و يليها مرحلة الإنتهاز الخارجيّ للأوضاع الداخليّة مع وُجود خيارات استراتيجِيّة متنوّعة على الساحة المَحَلّيّة و العالَمِيّة تُسَوّغُ لهم - بِزَعمِهِم - أنواعاً مِمّا يُسَمُّونَهُ بالمُبَرّرات : "Justifications" ... يَتَخَيَّرُونَ منها الأوفق لهم... للتدخُّل و المُداخلات ...
هذا " سيناريو " شِـبه مُحتّم و قد جُرّب و سـيبقى ينجح – مع الأسف - ما دام أكثر شعبنا جاهلاً بسُنَّة الله في خلقِهِ و سُـنَنِ الأوَّلين، و غوغائيّاً و فوضويّاً ينجرّ وراء العواطف الوهميّة بسهولة عجيبة و يَحكُم على الواقع من خلال الدعايات و الفضائيّات بسرعة رهيبة، أو يقترح الحلول من خلال النظرات المَحَلّيّة المتقوقعة أو العصبيّة أو الإرتجاليّة الوقتيّة التي أضحتْ غايَةً في السذاجة و مضربَ مَثَلٍ في ضيق الأُفُق و السطحيّة القتّالة ، و من مظاهرها المتكرّرة على مستويات متفاوتة : قهر الإمام وَ إجبارُهُ أن يَتَحَوَّلَ مَأْمُوماً للمُتَهَوّرين وَ ضعفاء البصيرة الهائجين و قرارات الأكثريّة الجاهلة المُتَحَمّسة وَ إلاّ فَسـيُصبحُ في نظرهم خائناً و ضدّ الشعب و عدواًّ للحرّيّة و التَحَرُّر وَ منكِراً أو مُعَطّلاً لفريضة الجهاد أو النهي عن المنكر، وَ أَوَّل مطلُوب وَ عميلاً للنظام و نحوها من البهتان حتّى لا أستغرب أن يَحكُموا على بعض الأولياء الصالحين بالردّة البواح و العياذُ بالله ... !!!
... إيـْوَه ، لا تستغرب ... يا خَيّووو لا رَأْيَ لِمَنْ لا يُطاع ... و ما تجربة سيّدنا المرتضى عليّ مع الخوارج عن أذهان أهل العلم ببعيد ... رضي الله عنه و كرّم وَجههُ، ما أرجَحَ عقلَهُ و ما أبعَدَ غَورَهُ و ما أكثرَ عِلْمَهُ و ما أَدَقَّ فِقهَهُ و ما أَعظَمَ حِلْمَهُ ...
هذا العزّ العظيم الذي أسَّـسَـهُ الإسلام لا يُبنى - و لم يُبْنَ يَوماً - على الفوضى و العشوائيّة ... و هل تظنّ أنَّ السادة العلماء الكرام الذين تسأل عن موقفهم الآن يستطيعون إيقاف الفوضى و ضبط الموقف بـ :" كَبسة زرّ " ؟؟؟ .. وهل جميع هؤلاء الذين يتظاهرون الآن طُلاّب آخرة و يفهمون معنى الإستشهاد الشرعيّ و كانوا قبل الفتنة مِمّن يمتثل أوامر المشايخ و يثق ببصيرتهم و يستشيرهم و يقبل نصيحتهم ؟؟؟ ... أَمْ روَّضُوا أنفسهم فَجأَةً و صاروا الآنَ بطرفة عينٍ مُنَظَّمينَ مُنْضَبِطِيْن وَ رهْنَ إشارةِ الشيوخ ؟؟؟... !!! ..
... و لنفرض أن الناس اجتمعوا على رأي واحد و ارتضَوا المشايخ لينوبوا عنهم في التفاوض مع المسؤولين، فهل يظنّ عاقل أنَّ طَمْأَنة الحُكّام – عُمُوماً – تكون بغاية السهولة ؟؟؟ .. لا سيّما إذا كانوا من عُشّاق الدُنيا الفانية و المناصب الزائلة... و لا سيّما بعد وقوع التحدّيات و الإستفزازات من سـفهاء الطرفين ؟؟؟.. وَ هَلْ تَعرِفُ القَسْرِيَّة و الجَبَرِيّة معنىً للشورى المُحَمَّدِيّة، أو ترى مكاناً أو إِمكاناً للمُواساة الحَقَّة و التفاهُم وَ التعايش و الجَماعِيّة الحقيقيّة ؟؟؟ ..
من عجائب هذه الأيّام أَنَّ بَعضَنا يُحَسِنُ الظَنَّ بالأغيار لدرجة أنَّهُ يتوقَّعُ منهم مثل جواب سيّدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله و رضي عنه في الحقّ وَ العدل و الإنصاف، وَ يَسِيئُ الظنَّ ببني مِلَّتِهِ حتّى يكادُ أَنْ يُفتِيَ بِإخراجهم منها... و العياذُ بالله العظيم... ثُمَّ أقولُ من غير شماتة إن شاء اللهُ و لا تثريب :" إنَّ الإعتبار بحال الذي ابتُلِيَ بالمواقف المُحرِجة الآن ينبغي أَنْ يزيدَنا إيماناً إذا استحضرنا قَولَ حبيبنا الصادق المَصدوق صلّى اللهُ عليه و سلّم :" ... وَ مَنْ اقترَبَ من باب السلطانِ افتُتِن. " أو كما وَرَد ... و " يتوبُ اللهُ على من تاب "... و لا تحَمّل كلامي ما ليس فيه و تـنسـبـني إلى " طابور " المُثَبّطين أو من يُنكِـرُ شُمُولِيّة الإسلام العظيم و كمال الشرع المتين ... فقد ورد عن السلف الصالح أَنَّهُم كانوا يتعلّمون اجتناب السلطان كما يتعلّمون القرآن ... وَ مَنْ تَعَجَّلَ شَيْئاً قَبْلَ أَوانِهِ يُخْشى أن يُعاقَبَ بِحِرمانِه ... و لهذا البحث مجال آخر إن شاء الله ... اللهُمَّ أَخرِجنا من ظُلُمات الوهم وَ أَكْرِمنا بِنُور الفَهْم. اللهُمَّ أَرِنا الحَقَّ حَقّاً و ارزُقنا اتّباعَهُ وَ أَرِنا الباطِلَ باطِلاً و ارزُقنا اجتنابَه... اللهُمَّ أَيّد الإسلامَ وَ المُسلِمين وَ أَعلِ بِفَضْلِكَ كَلِمَةَ الحَقّ و الدين، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين.
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
الإخوة مهند وشفاء وكل من يتحدث عن الشأن الليبي آمل منكم الوقوف عند حدكم لأنكم جهلة، وجهلكم مركب في الواقع الليبي.
خليكم في حدودكم القطرية، فنحن لم نتدخل في شأن أي أحد، فأهل مكة أدرى بشعابها.
وأنا أسألكم هل المسالة سياسية، أم شرعية؟!
وأحب أن أنبهكم على حقيقة أمر، لا تصادروا على المطلوب باوهامكم.
فالبوطي عالم، والعالم يستدل له لا يستدل به، فافهموا.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أولاً : أتمنى من الأخ حسين أن لا يرمي التهم هكذا بشكل عشوائي بلا دليل ولا تفصيل
فإن رأنا أخطأنا في مسألة من المسائل فليدلنا على خطأنا وليرشدنا للصواب
يكتب الله له الأجر والثواب في ذلك بدل أن يرمينا بالجهل البسيط والجهل المركب !!!
ثانياً : قلت
أخ حسين عندما قرأت عبارة هذا تأثرت كثيراً وذلك لأن الذي يجمعنا هو الإسلام والذي يربطنا هو الإسلام لا كما يفعل أصحاب القوميات فالسوري ينظر لمصلحة السوريين فقط والمصري ينظر لمصلحة المصريين فقط وهكذاخليكم في حدودكم القطرية، فنحن لم نتدخل في شأن أي أحد، فأهل مكة أدرى بشعابها.
فكما أننا نحزن ونجزع لما يحدث للمسلمين في العراق وفي فلسطين كذلك نحزن ونجزع لما يحدث للمسلمين في ليبيا عندما نرى الناتو يقصف مدنها ويسلب ثرواتها تحت حجة مساعدت الشعب الليبي للحصول على حريته وكرامته ونحن نرى ما نرى من مكره وخداعه ونعلم ما نعلم من تاريخه الأسود في استعباد الشعوب
ثالثاً : قلت
لو قرأت أخي الكريم مشاركات الأخوة جيداً لعرفة الإجابةوأنا أسألكم هل المسالة سياسية، أم شرعية؟!
فقد قالت الأخت شفاء في مشاركتها الأخير
رابعاً : قلتالمسألة ليست مبنية على علم ولا على تقى، بل على وعي سياسي، فبالوعي السياسي تتضح الصورة ويتمكن الإنسان من معرفة الحكم الشرعي فيها بشكل أوضح
كذلك الأمر أرجو أن تراجع الموضوع من أوله ليتبين لك هل كنا نستدل للدكتور البوطي حفظه الله أم كنا نستدل بهفالبوطي عالم، والعالم يستدل له لا يستدل به، فافهموا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
من أراد أن ينصر هذا الدين عليه أولاً أن يعرف سنن الله في النصر والخذلان
أخي مهند: أنا الذي أعيبه عليكم رميكم للمجلس الوطني الانتقالي بالعمالة والتبعية، وكلمتين وتضربون المثل بالمجلس أو الاعتبار بحال ليبيا، وهذا ما قصدته، فأنتم لا تعرفون ما هو حقيقة الواقع في ليبيا، ونحن أهلها وأدرى بشعابها.
وأما المسألة الثانية: وهو جواب سؤالي؛ ومصدر استغرابي، أن المسألة إن كانت لعبة سياسية، فهي متروكة للاجتهاد، وللمصالح والمتطلبات البراجماتية، واظن أن هذا ليس من تخصصكم، والرجل غذا تكلم في غير فنه أتى فيه بالعجائب.
وأما إن كانت من باب الأحكام الشرعية، فالمسألة من باب الاجتهاد، والبوطي ليس من المجتهدين، وخاصة في هذه المسألة، والتي يلوح فيها بافجماع، وهي دعوة غير صحيحة وباطلة، وإنما تخفي في أحسن الأحوال خوف الرجل من بطش النصيري المجرم وأزلامه، أما ما يدندن به، ويصف به مخالفيه فالشيخ غفر الله له قد جانبه الصواب.
وأنا يا اخي بحث هذه المسألة من النظر الشرعي ـ مسألة طاعة ولي الأمر؛ والخروج على الحكام ـ في بدايات الثورة في ليبيا بعدما تكاثرت علي وعلى كثير من أهل العلم السؤال عن هذه النازلة، فدونت فيها بحثاً، سميتهحقائق وأوهام في حكم طاعة ولي الأمر والخروج على الحكام) فيما يتعلق بالحالة الليبية على وجه الخصوص، وبينت فيه انحراف من يحرم الخروج على أمثال القذافي وبشار وعلى عبدالله صالح، بالأدلة، وبينت بطلان دعوى الإجماع في هذه المسألة من كلام أهل العلم.
فليفهم كلامي ، وخاصة على ليبيا، لأن الحكم لى الشيء فرع عن تصوره.
والله الموفق....
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
أخرج عبد الرزاق في "المصنف"، ومن طريقه: أحمد، والحاكم، وهو في "الصحيحة" (3254) عن وابصة الأسدي قال: "إني لبالكوفة في داري؛ إذ سمعت على باب الدار: السلام عليكم، أألج؟ قلت: وعليك السلام؛ فَلجْ . فلما دخل إذا هو عبد الله بن مسعود. قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن! أية ساعة زيارة هذه؟ وذلك في نحر الظهيرة، قال: طال علي النهار فتذكرت من أتحدث إليه، قال: فجعل يحدث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحدثه. قال ثم أنشأ يحدثني فقال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يقول:
"تكون فتنة؛ النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المُجري، قلت: يا رسول الله! ومتى ذلك؟ قال: ذلك أيام الهرج. قلت: ومتى أيام الهرج؟ قال: حين لا يأمن الرجل جليسه. قلت: فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان؟ قال: اكفف نفسك ويدك، وادخل دارك. قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن دخل علي داري؟قال: فادخل بيتك . قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن دخل علي بيتي؟ قال: فادخل مسجدك واصنع هكذا - فقبض بيمينه على الكوع - وقل ربي الله حتى تموت على ذلك".
بعد الثورة في تونس اصبح الكل يكذب الكل, و الكل يتهم الكل ب"الكذب" و"العمالة" و "الاجندات الخفية" و"التواطىء" و كل ما الى ذلك من الاتهامات, و اصبح التشكيك في النوايا و تتبع العورات و الزلات و تعالت الاصوات بالصياح والسباب و الشتائم و الكل يترصد الكل, كان عدائنا للانظمة يجمعنا و اصبح عدائنا لبعضنا البعض بعد الثورات,
لا شك في اننا ضقنا ضرعا من حكامنا و لا شك ايضا في اطماع الغرب و مصالحهم التي هي الدافع "لدعمهم للربيع العربي"
من المبكيات المضحكات ان تجد "برنار هنري ليفي" مشاركا في بعض المضاهرات في مصر و ليبيا و اليمن معلنا عن دعمه للشعوب العربية ضد حكامها و هو الملياردير الفيلسوف الصهيوني ابن فرنسا المدلل.
بعض الناس ترى نصف المشكل فقط : فالبعض لا يرى الا ظلم الحكام و يغفل عن كيد الاعداء, و البعض يرى العكس تماما و كلا الطرفين يطعن في الاخر.
اللهم اخرجنا منها سالمين و الف بين قلوبنا.
ايدركني ضيم و انت ذخيرتي
يا سلام ... يا سلام ... أخي العزيز : القائد الناجح هو الذي يُحاول أن يربح المعركة بأقلّ ما يمكن من الخسائر لا سيّما في الأرواح ، و لا يمكن أن يُحمَلَ ذلك أبَداً على التماوت و التخاذُل و الفرار من الشهادة الكريمة ... ثُمَّ الأخذ بما استطعنا من الأسباب الصحيحة لا يُنافي اليقين و التوكّل ... و معاذ الله إن يُحمَلَ كلام أيّ من الإخوة السادة المُشاركين على التخذيل أو التثبيط أو الإرجاف أو المداهنة أو الدفاع عن المُداهنين و المنافقين ( {و اللهُ أَعلَمُ بِأَعدائكم} ... ) ... و من أَصَرَّ على إهمال الأسباب الشرعيّة الصحيحة ، فليمنع الخبّازين و الفوّالين من الذهاب إلى مصانعهم قبل موعد فتح بقيّة الدكاكين... على كُلٍّ : إذا قال لك الطبيب لا تأكل كبّة مشويّة بالشحم و الفلفل الحارّ (الحدّ) لمدّة كذا ، لا تُكَفّرُهُ بتهمة تحريم الحلال بل تحمل ذلك على ضعفكَ الآن ... باركَ الله في همّتكم العليّة و عواطف إخلاصكم النبيل و نَسْأَلُ الله تعالى أن يفتح أبواب الهداية في العالَم كُلّه وَ أَن يُصلِحَ حالنا و حال المُسلمين وَ أَنْ يهديَ غيرَ المسلمين (كمان) ... و أرجو أن تُعيدُوا النظَر في ما تفضّلتُم بكتابَتِهِ - هنا و من قبل - بعد تَدَبَّر ما في الرسالة المُرفقة أدناه . و هي الجواب الرابع من :" الإعتدال في مراتب الرجال" لأحد رجالات الأُمَّة في هذا القرن، الذين أجمع على فضلهم المحالِف و المُخالف ، و أصلُهُ بالأردويّة و أُفرِدَ بالترجمة للعربيّة تحت عنوان: " أسباب سعادة المسلمين ... " و لا تُحَمّلني ما قد يقع فيها من بعض الأخطاء، فقد رفعتُها للإعتبار فحسبُ ... و الله وليّ التوفيق.
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
طيب يا أخي إذا المسألة من باب الاجتهاد فيستلزم من ذلك أن لا يتكلم أحد من علماء هذا العصر بكلمة لأن المسألة من باب الاجتهاد واليوم لا يوجد مجتهد !!!وأما إن كانت من باب الأحكام الشرعية، فالمسألة من باب الاجتهاد، والبوطي ليس من المجتهدين، وخاصة في هذه المسألة، والتي يلوح فيها بافجماع، وهي دعوة غير صحيحة وباطلة
فإذا يجب أن لا يتكلم شيخ الأزهر ولا الشيخ القرضاوي ولا الشيخ كريم راحج ((حفظهم الله وبارك لنا في أعماره فهم أصحاب فضل علينا)) لأنهم ليسوا مجتهدين وهذه المسألة من باب الاجتهاد
كذلك يجب أن لا تتكلم أنت ولا أنا في هذه المسألة لأنها من باب الاجتهاد ونحن لسنا من المجتهدين !!!
أم لأن الدكتور البوطي كان موقفه ضد هذه الثورة فهو ليس من المجتهدين ولأن العلماء الأخرين مع الثورات فهم من المجتهدين وخاصة في هذه المسألة !!!!!
أي مغالطة هذه يا أخ حسين
أما بالنسبة للإجماع الذي يقول به الدكتور البوطي حفظه الله فإنه لم يأتي به من عنده ولم يخترعه من نسيج خياله بل نقله عن الإمام النووي ثم بعد ذلك رد على من زعم غير ذلك
أرجو أن تراجع موقع نسيم الشام
http://www.naseemalsham.com/ar/Pages...3366&back=8928
أما بالنسبة للنقاط الأخرى التي ذكرتها وهي اتهامنا للمجلس الوطني الليبي فلقد ذكر بعض الأخوة سبب ذلك في مواضبع أخرى
أما بالنسبة لبحثك في هذه النازلة فإنه جاري قرأته
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
من أراد أن ينصر هذا الدين عليه أولاً أن يعرف سنن الله في النصر والخذلان