الأخ الكبير الفاضل جمال :
والله أنا مسرور جداً من طروحاتك القيمة وياريت يكون عندنا وقت كاف للمناقشة والاستفادة من كل هذه الطروحات
وماشاء الله عليك ياشيخ جمال همتك تساوي همة عشرة شباب أدام الله عليك هذه الهمة العالية وزادك من فضله واحسانه ..
أحب أن أشارك في هذا الموضوع من باب التدرب والتعلم فحسب ..
ولكن أولاً أحب أن أسألك من تقصد بقولك
نحن لا نستخدمها ولا نعتبرها أساسا في إستنباط الأحكام الشرعية ) يعني من أنتم ومن تمثل في هذا الادعاء ؟؟
وأحب الآن أن أنقل كلاماً للدكتور ابراهيم سلقيني - وهو حنفي فيما أعلم - من كتابه ((الميسر في أصول الفقه الاسلامي)) حول قاعدة سد الذرائع حيث يقول :
(لقد تبين من عرض أقسام الذرائع أن الفقهاء جميعاً يحتجون ويأخذون بمبدأ سد الذرائع الا أنهم اختلفوا في مدى الأخذ به فانهم وان كانوا جميعاً يأخذون به ولكنهم مختلفون في نسبة الأخذ به وأكثر الفقهاء أخذاً به هم الحنابلة والمالكية حتى كاد ينسب اليهم وحدهم القول بالأخذ به .)
أقول أنا العبد الفقير:
(قوله ((ولكنهم مختلفون في مدى الأخذ به)) بيانه كالتالي :أنهم اختلفوا عندما تكون المفسدة في مرتبة الظن فالشافعية والحنفية لم يأخذوا بالظن في وقوع المفسدة والحنابلة والمالكية أخذوا بها.. ثم انهم اتفقوا جميعاً على الأخذ بها في حالة كون المفسدة في مرتبة غلبة الظن واتفقوا جميعاً على عدم الأخذ بها في حالة كون المفسدة موهومة كما بينه الشاطبي رحمه الله في موافقاته )
ثم ذكر الدكتور ابرهيم سلقيني في كتابه المذكور أدلة من القرآن والسنة وعمل الصحابة على مبدأ سد الزرائع وسأكتفي بنقل دليل واحد من كل نوع :
1- من القرآن : قوله تعالى : (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ) فنهى سبحانه عن سبالأوثان والأصنام لأنه ذريعة الى سب الله تعالى .
2- من السنة : أن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن قتل المنافقين رغم معرفتهم وغرسهم الفتن والمكائد للمسلمين لأن قتلهم ذريعة للقول أن محمداً يقتل أصحابه .. وكذلك نهى النبي عن قطع يد السارق في لحرب حتى لا يكون ذريعة لأن يلتحق السارق بالعدو ..
3- من عمل الصحابة : قضاؤهم بقتل الجماعة بالواحد وان كان أصل القصاص يمنع ذلك من أجل سد ذريعة اشتراك أكثر من واحد في قتل واحد ..
أقول أنا العبد الفقير :
مما مر يتبين أن الفقهاء جميعاً أخذوا بمبدأ سد الزرائع مع اختلاف في بعض تطبيقاته حسب مرتبة حصول المفسدة لكن المبدأ نفسه من حيث كونه سداً لذريعة حصول مفسدة معمول به لدى الجميع وان كان البعض لايصرحون به كمبدأ مستق أصولي بل بعضهم يجعله داخلاً في القياس والبعض يجعله مستقلاً
والآن أخي جمال : هات ماعندك من أدلة على عدم اعتباره كأصل في استنباط الأحكام الشرعية ؟؟
ولاتنس أن تذكر لنا من تعني بقولك (نحن لانعتبرها ....)
والله أعلم.
ومبلغ العلم فيه أنه بشر ** وأنه خير خلق الله كلهم