رسالة ذم لذات الدنيا - فخر الدين الرازى

**محمد فؤاد جعفر** · 05-02-2011, 21:24

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

رسالة ذم لذات الدنيا
النص العربى يبدأ ص220

حملها من هنا
http://www.archive.org/download/resa...9004149910.pdf

**جلال علي الجهاني** · 05-02-2011, 21:57

بارك الله فيك وجزاك خيراً .. تحفة نفيسة ..

**محمد فؤاد جعفر** · 06-02-2011, 21:27

بوركتم سيدنا

**عبدالرحمن عثمان الصندلاني** · 07-02-2011, 05:11

جزاك الله خيرا سيدي محمد فؤاد جعفر وبارك في وقتك.

والقطعة التي يستشهد بها ابن تيمية وابن القيم ومقلدوهما دائما توجد عند الخاتمة صفحة 262. وكنت زمانا أريد الوقوف على هذا الكتاب الذي يسميه ابن تيمية وابن القيم في كتبهما الكلامية "أقسام اللذات" لأني في الحقيقة لا أثق بنقلهما (خصوصا عن خصومهما). فإما بتر النصوص وإما سوق الكلام على خلاف مراد صاحبه. وما فعلا بهذا النقل عند الخاتمة هو من النوع الثاني. نسأل الله العافية.

وياحبذا لو قام أحد أساتذتنا (إن وجد الشيخ جلال نشاطا لهذا) بالمقارنة بين مفهوم الحشوية الخاطئ لكلام الإمام الرازي وبين المحمل الصحيح لكلام الإمام رحمه الله لنستفيد.

موسى البلوشي · 07-02-2011, 05:44

بارك الله فيك ..

**عبدالحميد كلدي قليج** · 07-02-2011, 19:41

بارك الله فيك أخانا الغالي

**محمد فؤاد جعفر** · 07-02-2011, 21:01

بارك الله بكم سادتى الأكارم

كلام ابن تيمية تجدونه فى "الرد على المنطقيين" ص321
وموافقة منقوله 1/92
كذا قال طه جابر العلوانى فى كتابه

**جلال علي الجهاني** · 09-02-2011, 13:37

قرأت هذا الكتاب الرائع، والذي أظهر فيه الإمام مدى علمه وإحاطته واحتياطه في إدراك النفس البشرية والعالم من حولها، وبين فيه رأيه في فهم حقيقة الإنسان، وما تتعلق نفسه به من أمور الدنيا.

وقد بيَّن الإمام الرازي في هذه الرسالة أن اللذات الدنيوية ترجع إلى أمر من أمور ثلاثة: اللذات الحسية، واللذات الخيالية، واللذات العقلية، وبيَّن أن هذه الأنواع الثلاثة من اللذات غير تامة في تحصيل اللذات؛ لأنها إنما تدفع الآلام الحاصلة، ولذا فهي لذات غير تامة.

وعندما تحدث عن النوع الثالث (اللذات العقلية)، فإنه بيَّن أن المرء لا يستطيع أن يصل فيها إلى غاية الحقيقة فيها، ولذلك فهي منغصَّة عليه.
وإذا كانت لذة طالب العلم تحصل في إدراك حقائق العلوم، وكان إدراك حقائق هذه العلوم من المحالات العادية، فإن تحصيل هذه اللذة غير ممكن.

فيرجع الأمر في كلام الإمام الرازي، وما ذكره مما يتعلق بوجود الخلافات بين الناس في العقائد الدينية، إلى أن إدراك حقائق الأشياء كاملة أمر غير ممكن، وليس كلامه في أن الأدلة الموجودة التي تدل على العقائد الحقة ليست بأدلة صحيحة، أو هي أدلة غير برهانية، كما قد يتصوره القارئ للوهلة الأولى من مطالعة ما كتبه الإمام الرازي.

ومما يدل على ذلك أنه حث في نهاية هذه الرسالة إلى الرجوع إلى طريقة القرآن، والغرض من ذلك كما بينه هو نفسه، أن طريقة القرآن لا تعتمد على التعمق في معرفة حقائق الأشياء، وإنما تعتمد الأدلة القاطعة، دون الحاجة إلى معرفة حقائق الموجودات وهوياتها الذاتية الكاملة.
وإلا فإن من يشك في الأدلة لا يستقيم له أن يدعو إلى التمسك بما تدلُّ عليه هذه الأدلة، خاصة من مثل إمام لم يتردد في البوح بما يعتقده في مسائل الإلهيات، وإن خالفت ما عليه جماهير الناس في زمانه!

تأمل ما قال في ختام هذه الرسالة القيمة: (واعلم أنك متى أحطت بهذه المقامات العالية، والمقدمات الرفيعة الشريفة، ووقفتَ على ما في كل واحدٍ منها من السؤالات المشكلة والاعتراضات الغامضة، علمتَ أن المعرفة اليقينية صعبةٌ، وأن الجزم في كل بابٍ بحيث يكون خالياً عن المرية والاضطراب عزيز. وإذا كان الأمر كذلك فالشوق شديد، والحرمان غالبٌ، والآلة ضعيفة، والمطلوب قاهر)، انتهى. يدلك هذا على صحة ما قلتُ من أن الكلام هنا عن غاية اللذة المستفادة من العلوم. وقوله: علمتَ أن المعرفة اليقينية صعبة، يدلك على خطأ من فهم من ذلك استحالة المعرفة اليقينية، فالفرق كبير في كون الشيء ينال بصعوبة، وبين عدم كمال الحصول عليه، وصعوبة المقام المطلوب.

وإن رغبة طالب العلم لا تنقطع، كما أشار إلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (منهومان لا يشبعان: صاحب علم، وصاحب الدنيا).

فوصف الإمام الرازي بالحيرة بقراءة سطحية لكلامه غير صحيح، ولا يليق بمرتبة صاحبه، فيدل إما على جهل صاحبه بمن ينتقد ويتحدث عن رأيه –وهو الإمام الرازي هنا- أو وجود الهوى المانع من ذكر حقيقة ما ينبغي فهمه من كلام هذا الإمام.

ويجدر بي أن أشير هنا إلى ما كتبه سيدي أبو الفداء حفظه الله تعالى في التعليق على وصية الإمام الرازي، فهما من معين واحد.

وأختم بأن المرء عندما يعرف يقيناً حدود عقله وعلمه، يصل إلى رتبة عالية من التواضع والاعتراف بنقصه الكبير في المدارك، أما ضعفاء المعرفة فإنهم يتجرأون على وصف ما يعرفون بالصحة القاطعة، كما زعم بعض من يصف تفويض الأشاعرة فهم بعض النصوص القرآنية والنبوية بالبطلان، وأنه مخالف لوضع اللسان العربي الذي جاء به القرآن للتفهيم، ومن كان كذلك فعلاجه صعبٌ؛ لعمق الجهالة الحاصلة في النفس.

وانظر لزيادة بيان هذه المسألة ما سطره حجة الإسلام في رسالته قانون التأويل، لتعرف مراتب أهل العلم، وتفرقها عن مراتب أهل الجهل.
والله الموفق ..