الباب الثاني
النصوص بين الفهم الصحيح والمغلوط
سنقسم هذا المبحث إلى قسمين، نبحث في كل قسم منه في شطر من الإشكالية.
الفصل الأول: بيان أمثلة على طريقة التعامل مع أحاديث أحوال الآخرة بين أهل السنة وغيرهم
الفصل الثاني: أسس النظر في هذه المسألة، تحليل ونقد
الفصل الأول
بيان أمثلة على طريقة التعامل مع أحاديث أحوال الآخرة
بين أهل السنة وغيرهم
سنذكر في هذا القسم أمثلة على طريقة أهل السنة في فهم أحاديث أحوال الآخرة، ثم نذكر أمثلة على طريقة بعض الفرق الأخرى على اختلاف قواعدها الكلية، ليكون هذا كالتمهيد لما يعقبه من تحليل ونقد.
المبحث الأول
أمثلة على طريقة أهل السنة والجماعة
في فهم أحاديث أحوال الآخرة
اعتمد علماء أهل السنة على القواعد التي ذكرناها في الباب السابق والتزموا بها. وهي القواعد التي تحقق الفهم الصحيح للشريعة، الذي لا يترك مجالا لأحد كي يتدخل بهواه في التصرف بالمعاين المراد دلالة البشر إليها، فهو منهاج يبعد الانحراف بما يشتمل عليه من قواعد منهجية رصينة، ويتم المحافظة عليها من خلاله على مرِّ السنين.
وسنورد أحاديث دالة على بعض أحوال يوم القيامة، ولا نستقصي هنا جميع ما ورد، لأن المقام مقام بيان طريقة أهل السنة في فهمهذه الأحاديث.
الصراط:
روى الإمام البخاري قال أخبرني سَعِيدُ بن الْمُسَيَّبِ وَعَطَاءُ بن يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّ الناس قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ هل نَرَى رَبَّنَا يوم الْقِيَامَةِ قال هل تُمَارُونَ في الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ليس دُونَهُ حجاب قالوا لَا يا رَسُولَ اللَّهِ قال فَهَلْ تُمَارُونَ في الشَّمْسِ ليس دُونَهَا سَحَابٌ قالوا لَا قال فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ يُحْشَرُ الناس يوم الْقِيَامَةِ فيقول من كان يَعْبُدُ شيئا فَلْيَتَّبِعْ فَمِنْهُمْ من يَتَّبِعُ الشَّمْسَ وَمِنْهُمْ من يَتَّبِعُ الْقَمَرَ وَمِنْهُمْ من يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هذه الْأُمَّةُ فيها مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمْ الله فيقول أنا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ هذا مَكَانُنَا حتى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فإذا جاء رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ الله فيقول أنا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أنت رَبُّنَا فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بين ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ من يَجُوزُ من الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ ولا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إلا الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللهم سَلِّمْ سَلِّمْ ...الخ([1])". وفي رواية أخرى عن أبي هريرة أيضا، بوَّب لها الإمام البخاري (باب الصراط جسر جهنم) وفيها:"وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكُونُ أَوَّلَ من يُجِيزُ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللهم سَلِّمْ سَلِّمْ([2])".
واكتفى أهل السنة بظاهر هذه الأحاديث وغيرها التي ورد فيها ذكر الصراط، فقالوا إنه جسر على متن جهنم يجوزه الناس، فمنهم سالم ومنهم من يسقط في جهنم بذنوبه، ويتفاوتون في المرور عليه بحسب أعمالهم لا بحسب قواهم الجسمانية، ولا مهارتهم في المشي والركض، وتجاوز المصاعب التي عليه، فإن معيار الأعمال في الآخرة هي ما أداه الإنسان في الدنيا. وإنما أبقوه على ظاهره "لوجوب حمل النصوص على ظواهرها إلا ما خالف القواطع([3])"، ومع أن أهل السنة أثبتوه في الجملة إلا أن هذا الاتفاق لم يستلزم خلافهم فيما بينهم في بعض تفاصيله كما خالف العز بن عبد السلام في كونه أدق من الشعر وأحدَّ من السيف([4]).وإنما خالفوا في ذلك لنزاعم في وثاقة النصوص التي وردت في ذلك الوصف، لا لمعنى يستندون إليه من كونه مخالفا للحكمة أو لاستحالة العبور عليه أو نحو ذلك من التوهمات التي استند إليها بعض المعتزلة ومن تأثر بهم في نفسه من اصله، فإن القادر على جعل الحيوانات والملائكة تطير في الهواء أو تمشي على الماء ليس بعاجز عن أن يُقدِرَ المؤمنين على الجواز عليه وهو في تلك الصفة، وليس في ذلك شيء محال ولا بعيد عن صاحب العقل السليم الذهن.
الميزان:
جاء في صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ على اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ في الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إلى الرحمن سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ([5]).
قال ابن حجرالعسقلاني:"قال أبو إسحاق الزجاج اجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان وان أعمال العباد توزن يوم القيامة وان الميزان له لسان وكفتان ويميل بالأعمال وانكرت المعتزلة الميزان وقالوا هو عبارة عن العدل فخالفوا الكتاب والسنة لأن الله أخبر انه يضع الموازين لوزن الأعمال ليرى العباد أعمالهم ممثلة ليكونوا على أنفسهم شاهدين.
وقال ابن فورك: أنكرت المعتزلة الميزان([6])، بناء منهم على أن الاعراض يستحيل وزنها، إذ لا تقوم بأنفسها قال وقد روى بعض المتكلمين عن ابن عباس أن الله تعالى يقلب الأعراض أجساما فيزنها انتهى.
وقد ذهب بعض السلف إلى أن الميزان بمعنى العدل والقضاء فأسند الطبري من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) قال: إنما هو مثل كما يجوز وزن الأعمال كذلك يجوز الحط.
ومن طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: الموازين العدل.
والراجح ما ذهب إليه الجمهور.
وأخرج أبو القاسم اللالكائي في السنة عن سلمان قال: يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في إحداهما السماوات والأرض ومن فيهن لوسعته. ومن طريق عبد الملك بن أبي سليمان ذكر الميزان عند الحسن فقال له لسان وكفتان.
وقال الطيبي: قيل إنما توزن الصحف، وأما الأعمال فإنها أعراض فلا توصف بثقل ولا خفة، والحق عند أهل السنة ان الأعمال حينئذ تجسد أو تجعل في أجسام؛ فتصير أعمال الطائعين في صورة حسنة وأعمال المسيئين في صورة قبيحة ثم توزن. ورجح القرطبي ان الذي يوزن الصحائف التي تكتب فيها الأعمال، ونقل عن ابن عمر قال: توزن صحائف الأعمال. قال: فإذا ثبت هذا فالصحف أجسام فيرتفع الاشكال، ويقويه حديث البطاقة الذي أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وفيه: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة انتهى .
والصحيح أن الأعمال هي التي توزن.
وقد أخرج أبو داود والترمذي وصححه بن حبان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن. وفي حديث جابر رفعه: توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات؛ فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال حبة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال حبة دخل النار. قيل: فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أولئك أصحاب الأعراف أخرجه خيثمة في فوائده([7])".
ويفهم من هذا النقل المهم، أن أهل السنة يقولون بظواهر الأحاديث مهما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وما دام الحديث لا يستلزم المحال، ولا يناقض المقطوع به القرآن فالأصل أنه حجة، يجب القول بها.
الشفاعة
روى الأئمة عن عن أنس بن مالك النبي e قوله:شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي([8]). وورد في مسند الإمام أحمد مسند عن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) قال الشَّفَاعَةُ([9]).
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن جَابِر بن عبد اللَّهِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُعْطِيتُ خَمْسًا لم يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ من الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ من أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لي الْغَنَائِمُ وكان النبي يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إلى الناس كَافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ([10]).
وروى البخاري عن آدَمَ بن عَلِيٍّ قال سمعت بن عُمَرَ رضي الله عنهما يقول إِنَّ الناس يَصِيرُونَ يوم الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ يا فُلَانُ اشْفَعْ يا فُلَانُ اشْفَعْ حتى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ يوم يَبْعَثُهُ الله الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ([11]).
وجاء في صحيح الإمام مسلم في بَاب إِثْبَاتِ الشَّفَاعَةِ وَإِخْرَاجِ الْمُوَحِّدِينَ من النَّارِ عدة أحاديث في الشفاعة لأهل المعاصي وإخراج بعضهم من النار بالشفاعة، منها ما رواه الإمام مسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال يُدْخِلُ الله أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يُدْخِلُ من يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يقول انْظُرُوا من وَجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرَجُونَ منها حُمَمًا قد امْتَحَشُوا فَيُلْقَوْنَ في نَهَرِ الْحَيَاةِ أو الْحَيَا فَيَنْبُتُونَ فيه كما تَنْبُتُ الْحِبَّةُ إلى جَانِبِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً.
قال الإمام مسلم: وحدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا عَفَّانُ حدثنا وُهَيْبٌ ح وحدثنا حَجَّاجُ بن الشَّاعِرِ حدثنا عَمْرُو بن عَوْنٍ أخبرنا خَالِدٌ كلاهما عن عَمْرِو بن يحيى بهذا الإسناد وَقَالَا فَيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ يُقَالَ له الْحَيَاةُ ولم يَشُكَّا وفي حديث خَالِدٍ كما تَنْبُتُ الْغُثَاءَةُ في جَانِبِ السَّيْلِ وفي حديث وُهَيْبٍ كما تَنْبُتُ الْحِبَّةُ في حَمِئَةٍ أو حَمِيلَةِ السَّيْلِ .
وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي سَعِيدٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فيها ولا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أو قال بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حتى إذا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا على أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عليهم فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ في حَمِيلِ السَّيْلِ([12]).
وهذه الاحاديث النبوية الواردة في الشفاعة تدلُّ على مذهب أهل السنة من لزوم أخذها على ظاهرها، وتدلُّ على ان ما فهمه أهل السنة من آيات القرآن من أن الشفاعة المستلزمة للخروج من النار لا تجوز للكفار فقط، وأما عصاة المؤمنين فتجوز لهم، ويكون ذلك من رحمة الله تعالى، خلافا للمعتزلة الذين منعوا ذلك بحجة الاعتماد على بعض القواعد التي زعموا أنها عقلية، وهذه القواعد مبنية على الإيجاب على الله تعالى، ودعوى أن أفعاله تابعة للحسن والقبح العقليين الثابتين في نفس الأمر، وقد برهن أهل السنة في غير موضع على أن أدلة المعتزلة في التحسين والتقبيح غير قاطعة بما يقررونه، وغير كافية لإثبات مزاعمهم، فإذا ثبت ذلك، كان دعواهم وجوبَ عدم الالتفات إلى الأحاديث المثبتة للشفاعة للعصاة غير قائمة على أدلة صحيحة.
وقد رُويت أحاديث كثيرة في هذا الباب من أئمة المحدثين في جوامع الحديث وسننه، لا مجال لاستقصائها هنا، لضيق المقام، ولكن أردنا إيراد أمثلة لتدلَّ على طريقة أهل السنة في فهمها، وأسلوبهم في التعامل مع الأحاديث النبوية الشريفة في هذا الباب.
والخلاصة التي نفضي إليها في هذا المبحث المهم، قد وضحها الإمام الغزالي بأن المعلومات ثلاثة أقسام، إما أن يعلم بالضرورة أو بالنظر، والذي يعلم بالنظر إما أن يجب أن يقوم عليه دليل عقلي، أي لا يصح معرفته وإثباته على الآخرين إلا بالعقل، وذلك كحدوث العالم، ووجود المحدِث وقدرته وعلمه وإرادته، والقسم الثاني ما يكفي السمع للعلم به، وهو تخصيص أحد الجائزين بالوقوع، فإن ذلك من مواقف العقول، فلا يعرف إلا بخبر أو حسّ ووحي وإلهام. والقسم الثالث وهو ما يهمنا هنا، قال الغزالي فيه:"وأما الملعلوم بهما، فكل ما هوواقع في مجال العقل ومتأخر في الرتبة عن إثبات كلام الله تعالى، كمسألة الرؤية، وانفراد الله تعالى بخلق الحركات والأعراض كليها، وما يجري هذا المجرى"، ثم ذكر قاعدة عامة اعتمد عليها علماء أهل السنة من قبل ومن بعد فقال:"ثم كل ما ورد السمع به، ينظرُ: فإن كان العقل مجوِّزا له، وجب التصديق به قطعا إن كانت الأدلة السمعية قاطعة في متنها وسندها لا يتطرق إليها احتمال. ووجب التصديق بها ظناً إن كانت ظنية، فإن وجوب التصديق باللسان والقلب هو عمل ينبني على الأدلة الظنية كسائر الأعمال([13])".
فهذه هي القاعدة المتبعة عند الأشاعرة في المسعيات، ومن السمعيات أحوال الآخرة، وخطوات القاعدة، كما يأتي:
أولا: النظر في سند الأمر المبحوث فيه، كالميزان والصراط، والبعث والحشر والحساب...الخ، فإن كان ثابتا بطريق معتبر (إما صحيح أو متواتر)، تخطينا إلى الخطوة الثانية. وإلا لم يلزم الاعتقاد به من أصله.
ثانيا: إن كان الأمر ثابتاً كما مضى، نظرنا فيه، فإما أن يكون جائزا عقلاً([14])، أو ممتنعاً، فإن كان ممتنعاً عقلا أو نقلاً بطريق يقينيٍّ، لزم تأويله، وإلا لزم الأخذ به على ظاهره ما لم توجد قرائن قوية تصرفه عن ظاهره ومدلوله اللغويّ.
وأهل السنة يلتزمون بهذه القاعدة التي تقوم كما ترى على الضوابط التي ذكرناها في الباب الأول، ويُلزمون خصومهم ومنازعيهم بناء عليها.
--------------------------
([1] ) الجامع الصحيح المختصر ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي( 256 هـ)، دار ابن كثير , اليمامة - بيروت - 1407 - 1987 ، ط3، ت: د. مصطفى ديب البغا، (1/277). رقم الحديث: 773.
([2] ) الجامع الصحيح المختصر، صحيح البخاري، (5/2403).
([3] ) هداية المريد على جوهرة التوحيد، للإمام برهان الدين اللقاني المالكي (1041هـ) دار البصائر، ط1 1430هـ-2009م، (2/1096).
([4] ) هداية المريد لجوهرة التوحيد، (2/1096).
([5] ) صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري( 261هـ) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت ، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، (4/2072). ورواه الإمام البخاري أيضاً في صحيحه برقم (6043).
([6] ) سيأتي قريباً أن بعض المعتزلة قالوا: إنَّ الميزان على الحقيقة، فيكون إنكار الميزان غير مجمع عليه عندهم. والمقصود بالمعتزلة في كلام الإمام ابن فورك بعضهم.
([7] ) فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي( 852 هـ، دار المعرفة - بيروت ، ت: محب الدين الخطيب، (13/538).
([8] ) رواه الترمذي، وأبو داود، وابن حبان، والطبراني في المعجم الصغير. وغيرهم.
([9] ) الإمام أحمد بن حنبل ، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني( 241 هـ)، مؤسسة قرطبة - مصر
([10] ) الجامع الصحيح المختصر ، (1/168)
([11] ) الجامع الصحيح المختصر ، (4/1748)
([12] ) صحيح مسلم مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري(261 هـ)، دار إحياء التراث العربي - بيروت ، ت : محمد فؤاد عبد الباقي،(1/172)
([13] ) الاقتصاد في الاعتقاد، أبو حامد الغزالي، دار المنهاج، 1429هـ-2008م. ص271-272.
([14] ) وهذا هو الأصل في كل ما تثبته الشريعة، فإنها لا تأتي بمحالات العقول، بل بمجوزاتها. كما نصَّ عليه الأئمة في غير موضع. ولكنا اعتبرنا هذين الاحتمالين للاحاطة بوجوه التقسيم، ولاحتمال أن يكون الأمر ثابتاً بطريق صحيح غير متواتر، ولكنه شاذ متنا، أو معارض لقطعي ثبت بطريق آخر.