بوركت أخي عبد السلام ، الحمد لله انك فهمت اعتراضي على تفسير كلام الإمام الطبري.
وهذا ما قصدته فقلت: "أي ان نفي المماسة اعم من مسألة كونه داخل أو خارج"
فنفي المماسة تشمل نفي كونه داخل العالم وتشمل نفي كونه خارج العالم
فهو رحمه كأنّه أراد بقوله "لامماس" بيان كونه ليس خارج العالم ولا داخله، ولأنّ المماسة ليست نصاً في نفي كونه خارج العالم، إذ قد يفهم، وخاصة من اثبت الجهة، من نفيها ـ أي المماسة ـ أنّه قصد كونه خارج العالم ولكنه غير مماس، أكد نفي كونه خارج العالم بقوله: "ولا مباين"
أي كأنّ تفسير قوله : "لا مماس" : الله تعالى ليس داخل العالم، ويخطئ من يقول هو خارجه بحيث لا يكون مماس للعالم، بل هو ليس خارجه ملطلقاً، وهو تفسير قوله: "لا مباين"
وكأنّه في استعمال لفظ المماس بدل داخل يردّ على من زعم أنّ الله تعالى خارج العالم، غير مماس له
هذا فهمي والله تعالى اعلم
والى الأخ عبد العزيز عبد الرحمن علي، لا تتعجل في الاتهام رحمك الله تعالى.
واعتذر التأخر في التفاعل
الله الله الله
سلمت يمناك وانار الله دربكم اينما توجهتم.
لدي استفسار بسيط عن قول الإمام الطبري:
"قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك..."
هل يريد أن يقول: فلماذا تنكرون أن تكون الأبصار كذلك...؟
أحببت التعليق على الموضوع أجل أن يرفع لأهميته الآن.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
قال حافظ الشام ابن عساكر:
فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟!
أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القـول بإثبـات الصفـات، أم تقديس الـرب عن الأعضـاء والأدوات؟!
أم تثبيت المشيئة لله والقدر، أم وصفه عزوجل بالسمع والبصر، أم القول بقدم العلم والكلام، أم تنزيههم القديم عن صفات الأجسام ؟!
حضرة الفاضل المحترم ، لا أدري عمّن نقلتُم تضعيف هذا الحديث ، فإنْ كان تبرُّعاً من حضرتكم من أجل تخلُّل حمّاد بن سلمة بين الإمام يزيد بن هارون وَ يعلى بن عطاء ، في رواية الترمذيّ لهذا الأثر ، فلا يكفي ذلك ، و إنْ كان لهُ وَجْهٌ - لا سيّما في الإعتقاديّات - ، لأنَّ سيّدَنا الإمامَ الترمذيّ رضي اللهُ عنه ، قال عقب هذه الرواية :" وَ هذا حديثٌ حسن . " ..
وَ أنا أعلمُ أنَّ بعض المحدّثين يتكلّمون في بعض تحسين الترمذيّ و يختلفون في توجيهه ، لكن يبقى تحسينُهُ ذا حظٍّ وافِرٍ من الإعتبار ، أوَّلاً ، لأنَّهُ حافِظٌ عظيمٌ مِنْ أئمّةِ الحُذّاق في هذا الشأن ، و ثانياً ، فقد يغيب عن كثير من الطلاّب اليوم أنَّ قول سيّدنا الترمذيّ عن حديث أنَّهُ حسن عقب سياقِهِ لطريقٍ من طُرُقِ أسانيده لا يعني بالضرورة أنَّهُ حسَّنَهُ من أجل ذلك الطريق فحسب ... بل تكون عندهُ أصولٌ أُخرى سَبَرَ متونها و أسانيدها و لكنَّهُ لِحِكْمَةٍ في الصنعة أو فائدةٍ أو فوائد اختار إثباتَ واحِدَةٍ منها أو أكثر ، ثُمَّ يقُول أحياناً :" وَ في الباب عن فلان و فلان ... " ، ( و في بيان ذلك تفصيلٌ يُخرِجُنا عن مقصودنا ههنا ، وَ لأنَّهُ أيضاً سيفتح علينا بحثأً أصوليّاً في شروط ما يُحتَجُّ به من المرويّ في الإعتقاديّات ، لا سيّما ما يتعلّق بالصفات ...) .
وَ الذي يعنينا الآن وَ يهمّنا هنا - على تسليم الإحتجاج بهذا الأثر - نفائس جليلة أوَّلُها :
1- ورود الرواية عن المعصوم الأعظم سيّدِنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في كتب السنّة المعتبرة بنفي المكان و الحدّ و الجهة عن المولى الباري الكريم عزَّ وَ جلّ ، المفهوم من تفصيلِهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم لمقتضى التعبير بــ : " عماء " بقولِهِ :" ما تحتَهُ هواءٌ وَ ما فَوقَهُ هواء " .
2- النفيسة الثانية قولُهُ صلّى اللهُ عليه و سلّم :" .. وَ خَلَقَ عرشَهُ على الماء " ، فهي صريحةٌ في حدُوث العرش بعد أنْ لم يَكُن ...
3- النفيسة الثالثة : التصريح في هذه الرواية بتأخّر حدوث العرش عن إِحداثِ الماءِ الأَوَّل الذي جعلهُ تعالى بِحكمَتِهِ أصلاً لجميع المخلوقات و الأنواع ، و ابتدعَهُ بقُدرَتِهِ من غير أصلٍ سابِقٍ فهو أوَّلُ المبتدعات على الإطلاق ...
4- النفيسة الرابعة : صحّة الإسناد إلى إمام كبير من أئمّة سلفنا الصالحين رحمهم الله في تأكيد هذا المفهوم و تفسير المقصود .. قال الترمذيّ : قال أحمد بن منيع : قال يزيد بن هارون : " العماءُ ، أي ليس معهُ شيْءٌ ."
ثُمَّ فيه من الفوائد الحديثيّة أيضاً :
- قول أبي عيسى : هكذا روى حمّاد بن سلمة : وكيع بن حدس ، وَ يَقُولُ شُعبَة وَ أبو عوانة وَ هُشَيْم [ وَما أدراكَ ما شعبة و هُشَيْم ] : وَكيع بن عدس ، [ قال ] " وَ هُوَ أَصحُّ " ..
- جزْمُ الترمذيّ باسم الصحابيّ أبي رزين .. قال :" وَ أبو رزين اسمُهُ لقيط بن عامِر " . و اللهُ أعلم .
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
الحمد لله ... ... لَعَلَّ في ما تطفَّلتُ به على مائدة الأكابر من مشاركتي الآنفة ههنا (برقم 22) ، طرفاً من الإجابةِ على تساؤُلات بعض الإخوة ، وَ أرجو أن يَتِمَّ المقصود بالإطّلاعِ على المشاركات السابقة على هذا الرابط :
http://www.aslein.net/showthread.php?t=15511
فقد اجتمعت فيها كنوز من البراهين العقليّة مع الأدلّة النقليّة بتوفيق المولى الباري الكريم عزَّ وَ جلّ ..
كَما أرجو أنْ يجِدَ السادة المُطالعون في تأمُّلِ المشاركة ذات رقم 13 هناك حلاًّ لإشكالٍ في نفي المباينة و المماسّة عند بعض الإخوة ... و اللهُ أعلم.
اللهُمَّ لا نُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنَيْتَ على نفسِك .
ربِّ اغفِر وَ ارحَمْ وَ أنتَ خَيرُ الراحِمِين
خادمة الطالبات
ما حَوى العِلْمَ جَميعاً أَحَـدٌ *** لا وَ لَوْ مارَسَـهُ أَلْفَ سَـنَه
إنَّما العِـلْمُ لَـبَحرٌ زاخِـرٌ *** فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحسَـنَه
أخي محمد محسن راضي..صاحب الاستشكال عن كلام الإمام الطبري ..
حين يقول العلماء : لا مماس و لا مباين ...لا يريدون مجرد نفي مماسة الله تعالى لطرف العالم و نهايته ..كما ربما يظهر..
بل يريدون أنه غير مماس لمخلوقاته ..غير متصل بشيء منها ..لا بطرف عالمها كله و لا بطرف شيء منها داخل عالمها..
و هذا معنى قول المتأخرين: لا داخل و لا خارج...هو نفسه ما يريده المتقدمون بقولهم: لا مماس و مباين ...و هو ما يعبر به غيرهم بقولهم: لا متصل و لا منفصل..
فالمعنى واحد و ان اختلفت العبارات...و من الأدلة على ذلك أن الحجة لا تقوم على الخصوم إلا بحمل العبارة على ذلك..
و إن كان بعض الملبسين كابن تيمية ربما جمع بين المباينة و المس ..لاعتقاده أن الله تعالى جسم فوق العالم و محيط به من كل جهة و أنه يمس طرف العالم المحيط به و هو العرش..
وفقكم الله تعالى..و جزى الشيخ نزار على جهده خيرا ...و ان كنت أتمنى منه أن يرد على شبهة ربما تخطر على بال الحشوية و هي أنه لعل الطبري انما يقول ذلك من باب الحجاج
و المناظرة و التسليم الجدلي !!..فهذا مخرجهم الأوحد دائما كلما صدمتهم بكلام ابن تيمية او نحوه ممن يعظمون...