[ALIGN=JUSTIFY]ومما يدل على أن هؤلاء الإباضية ينسبون الرؤية الحسيّة إلى جمهور الأشاعرة ما قاله المصعبي بعد ذلك (2/29): "واستدل كلٌّ على ما ادعاه بالعقل والنقل، وسيتضح لك إن شاء الله ضعف مدعاهم من الجواز بالعقل والنقل، ومن ثم وافق بعض المحققين منهم الجمهور في الامتناع كالفخر والغزالي وغيرهما، وهؤلاء من أعاظم أئمتهم" أ.هـ، ثم قال: "وقال الأكثرون منهم: يرى بعين الرأس" أ.هـ.
فهو ينسب إلى جمهور الأشاعرة أنهم يقولون بالرؤية الحسية لله تعالى، وهذا كذب عليهم، فقد تبين لنا أنه خلاف بين المتقدمين والمتأخرين من الأشاعرة، وقد وضحنا ذلك أكثر من مرة، ولاحظ أيها القارئ الكريم أن هذا أسلوب آخر يتبعه الإباضية وغيرهم، ويشاركون فيه المجسمة في هجومهم على الأشاعرة، فكأن هؤلاء لا يستطيعون الردّ على الأشاعرة إلا بنحو هذه الأساليب الملتوية التي لا تقوم على دليل ولا مستند.
وهذه الأساليب الباطلة التي يتبعها هؤلاء تدل طالب الحق على صواب رأي الأشاعرة؛ لأنهم في الحقيقة في غاية الإنصاف لخصومهم لا يغالطونهم ولا يلصقون بهم ما لا يقولون به، وذلك لأن نصرة الحق لا تتوقف على الاستعانة بالباطل، ولكن نصرة الباطل لا تتم إلا بالباطل، وسوف ترى مصداقَ هذا كله بعينيك وتعلمه بعقلك ونفسك.
وهؤلاء المخالفون للأشاعرة يتوهمون أوهاماً ثم يبنون عليها، فهم توهموا أولاً أن الرؤية التي يقول بها جمهور الأشاعرة هي الرؤية الحسية المقتضية للحد والجهة، ثم توهموا بعد ذلك أن الإمام الرازي والغزالي يخالفون جمهور الأشاعرة عندما وضَّحوا حقيقة الرؤية التي يثبتها هؤلاء، وغيرهم من الأشاعرة.
وليت شعري، هل هذا المؤلف للكتاب لم يطَّلع على كتاب الغزالي والإمام الرازي؟ أم أنه نقل عن غيره ممن توهموا أنهم يخالفون المتقدمين من الأشاعرة !!
وإذا كان اطلع على كتبهما، ألم يقرأ هو وغيره ممن صرَّح بهذا الزعم، ألم يقرأ قول الغزالي مثلاً في [الاقتصاد] بعدما وضّح معنى الرؤية الذي يزعم هذا الشيخ المؤلف الإباضي أنه يخالف فيه جماهير الأشاعرة، قال الإمام الغزالي ص66 في مبحث الرؤية: "فإذا فهم المراد بما أطلقه أهل الحق من الرؤية علم أن العقل لا يحيله، بل يوجبه، وأن الشرع قد شهد له فلا يبقى للمنازعة وجه إلا على سبيل العناد أو المشاحة في إطلاق عبارة الرؤية أو القصور عن درك هذه المعاني الدقيقة التي ذكرناها" أ.هـ، فقد نسب الإمام الغزالي إذن المعنى الذي وضحه للرؤية إلى أهل الحق جميعاً، ولم يقل هذا عبارة عن رأيه الخاص الذي تفرد به وتميز به عن غيره، لا، ولا قال إن هذا خلاف رأي الأشعري ولا خلاف رأي مَن تقدمه من الأشاعرة، فهل كان الشيخ السبحاني والسالمي والشيخ المصعبي وغيرهم ممن ادعى هذا الأمر أعلم بالغزالي من الأشاعرة أنفسهم؟ أم كانوا أعلم بالغزالي من نفسه؟ أم أعلم برأي الأشعري من الغزالي نفسه؟ لا والله ليسوا بشيء من ذلك، بل غايتهم صدق الوصف الذي وصفهم به الإمام الغزالي نفسه، كما ذكرناه عنه.
ولكن، وإن كان المصعبي صاحب معالم الدين، قد وقع في الغلط الذي ذكرناه، إلا أنه أصاب من جهة ثانية عندما قال في (2/30) بعد ما نقل رأي الغزالي في الرؤية: "وفي جميع ما ذكره كما ترى نفيٌ للرؤية المعتادة بل استحالتها، وتصريح بأن ذلك ازدياد علم لا إحساس بالعين، وما ذكر كما قال الشماخي لا ينكره نافي الرؤية إلا أنه يسميه رؤية، بل علماً يقينياً، والخلاف كما قال لفظي" أ.هـ. وهذا كلام عجيب في الحقيقة، فهو يقول بأن كلام الغزالي نفيٌ للرؤية المعتادة يقصد الحسية المستلزمة للصورة والحدّ والجهة، فنقول له: ومَن - أيها الشيخ الإمام المحقق! – لم ينفِ ذلك من الأشاعرة، وهل تحسب أن الغزالي والرازي هما فقط من نفاها، إن هذا الظن إن كان فيك فهذا قدح واللهِ في اطلاعك على آراء المخالفين، بل هو يقدح في إنصافك؛ لأن من الإنصاف الاطلاع على ما هو مشهورٌ على الأقل، نعم لو كانت كتب الغزالي والرازي وغيرهما من الأشاعرة خفية نادرة، لعذرناك، ولكنها كثيرة عديدة منتشرة، فلا عذرَ.
وأما ما نقله عن البدر الشماخي، فهو حسن على وجه الإجمال، ولكن هناك من الإباضية مَنْ لم يُرْضِه كلام الشماخي، ولم يَقْنَع بما قنع به الشماخي وهو من كبارهم، وذلك مثل السالمي صاحب مشارق أنوار العقول، فقد قال (2/363): "ثم إنا لا نقنع من الفخر الرازي والغزالي بما قالاه في تأويل الرؤية بالعلم؛ لأن حقيقة ذاته لا تُعلم، وإنما تعلم صفاته فقط، وذلك أنه لا بدّ للشيء المعلوم من أن تتصور في ذهن العالم به، وحقيقة ذاته تعالى لا تتصور" أ.هـ.
هذا أول كلام السالمي في هذا المحل، وسوف نورد بقيته تباعاً بعد الردِّ على هذا القسم، فنقول: عدم قناعتك بما قاله الرازي والغزالي ووافقا فيه سائر الأشاعرة لا يضيرنا ولا يؤثر في الأمور فيجعلنا نتشكك في صحة ما قالاه ولا في صحة كلام الأشعري نفسه في هذه المسألة.
وأما تعليله عدمَ قناعته بقوله: "لأن حقيقة ذاته تعالى لا تعلم، وإنما تعلم صفاته فقط" أ.هـ، فهو دليل على ضعفه وتسرّعه في الحكم، فهو ينسب إلى الغزالي والرازي أنهما يقولان بأن الرؤية كاشفة عن حقيقة الذات، والحقيقة أن كلاً من الغزالي والرازي كلامهما صريح بأن حقيقة الذات الإلهية لا يمكننا العلم بها، وأننا لا نعلم سوى أحكام عنها وعن الصفات، وصرَّحا أيضاً بأن الرؤية لا تستلزم الكشف عن الحقيقة، بل كل ما يلزمها إنما هو زيادة علم عمّا كنا نعلمه بالنظر والعقل والنقل، وهذا غير محال في نفسه ولا بالنسبة لنا، بل الحكم بإمكانه العقلي واضح لا يحتمل النزاع أصلاً.
وقوله: "حقيقة الذات لا تعلم"، إن أراد لا تعلم مطلقاً، فهو كلام باطل قطعاً، لأن الله تعالى عالم بحقيقة ذاته، وإن أراد نحن لا نعلمها، فهذا لا يخالفه فيه الرازي والغزالي كما قلنا، ولذلك فلا يصح أن يُظهِر هذا الأمر على أنهما يخالفانه فيه.
وأما قوله: "وإنما تعلم صفاته فقط"، إن أراد إننا نعلم حقيقة صفاته، فهو كلام باطل قطعاً، لأننا كما لا نعلم ذات الله تعالى في حقيقتها، فكذلك لا نعلم صفات الله تعالى في حقيقتها، وإنما الذي نعلمه مجرد أحكام ثابتة للذات وللصفات.
وأما قوله: (وذلك أنه ..إلخ)، فدليل على ضعفه وعدم دقته، وها هنا وقع في خلط بين قول المناطقة العلم الصورة الحاصلة في النفس أو العقل، وبين كون المعلوم له صورة أي شكل معين ذو هيئة وأوضاع ونسب بين أجزائه، فيوجد فرق كبير بين هذا وذاك، ولكن هذا الشيخ خلط بين الأمرين، فاعتقد أن حصول الصورة الإدراكية يستلزم كون المدرَك له صورة، ويوجد فرق بين الأمرين.
فالصورة الإدراكية هي عبارة عن الإدراك الحاصل في العقل أو النفس، من حيث النظر إلى ذاته، وهذه الصورة الإدراكية من حيث هي موجودة وحاصلة في العقل، تكشف عن المعلوم أو ينكشف بها المعلوم على ما هو عليه، سواءً كان له صورة أم لم يكن، فلا يشترط للإدراك من حصول صورة للمدرَك في نفسه.
فعندما نقول: نحن علمنا أن اجتماع النقيضين باطل، تكون صورة إدراكية قد حصلت في عقلنا، ولكن هذه الصورة تكشف عن شيء لا صورة له في نفسه، بل المنكشف بها مجرد حكم ونسبة لا تتصف بالصورة والكيفية التي هي الهيئة ذات الوضع أصلاً.
وقد جهل بعض المتسلقة إلى هذه العلوم الشريفة هذا الفرق الدقيق، فاعترضوا علينا بنفس الاعتراض عندما قلنا: الرؤية هي عبارة عن الصورة الإدراكية الحاصلة في النفس، فقالوا: يلزمك إذن كون الله له صورة إذا قلت برؤيته!! وهذا إلزام دالٌّ على جهل كبيركما لا يخفى على العالم، فلا يلتفت إليه ولا يشتغل بالجواب عنه إلا ببيان الفرق بينهما كما قلنا، فإن أصرَّ على زعمه فهو معاندٌ حاقدٌ لا يريد البحث والنظر، بل يريد مجرد المهاترات والمشاغبات، ومَن كان كذلك فلا نشتغل نحن بالكلام معه، لأن هذا ينزل من مقام العلماء.
ثم قال السالمي (2/363): "فإن قيل: إن بعض الأصحاب قد فسَّر الرؤية في الحديث بالعلم، وقد قنع البدر الشماخي من الفخر والغزالي بما قالاه، حيث قال: والخلاف حينئذٍ لفظي. قلنا: أراد ذلك البعض بالعلم بالله زيادة العلم بصفاته، حيث انكشف لهم من أمور الآخرة ما يعدهم بها، وكما قيل: ليس الخبر كالمعاينة، وعلى هذا المعنى حمل البدر كلام الفخر والغزالي حُسْنَ ظنٍّ بهم، لكن إشارتهم دالَّةٌ على إرادة العلم بحقيقة ذاته لا بصفاته فقط" أ.هـ.
فأول ما نقوله في الرد على كلامه هذا: أَرْبِع على نفسك بعض الشيء أيها الشيخ السالمي!!
فليست المسألةُ مسألةَ عَطْوَة أو حلاً لإشكال بين متقاتلين حتى تقنع أو لا تقنع أنت أو غيرك، بل المسألةُ أساساً مسألةُ علمٍ ونظر وبحث.
وليعلم السالمي أن عدم قناعته بكلام الغزالي والرازي قَدْحٌ في الشماخي لأنه قنع!! منهما بذلك، ولكن مسألة القناعة أصلاً بهذا المعنى ليست مطروحة هنا، بل المسألة مسألة قواعد علمية وكلام مستقيم سوي.
وبعد ذلك، نقول:
حَمَلَ السالمي قول بعض أصحابه من الإباضية عندما قالوا: المقصود بالرؤية في الحديث الوارد إنما هو العلم، وفهم من هذا العلم فقط أي زيادة استدلالات وزيادة طمأنينة للقلب، فإن كان هذا هو المعنى الذي يريدونه، فنحن نخالفهم فيه، بل الرازي والغزالي يخالفانهم فيه أيضاً، ولعله يحمل الرؤية على هذا المعنى فقط؛ لأنه يعتقد أنه يعلم جميع صفات الله تعالى، ويتعقل كمالاته كلها؟! ولكنه إذا كان يعتقد ذلك، فهو اعتقاد باطل، وهذا عين القول بأن العلم بالحقيقة حاصل، ولكنه نفى ذلك كما رأينا، إذن يتبين لنا أن كلامه فيه تناقض من بعض الجهات.
والحق كما يلي: أننا لا نعرف عن الله تعالى إلا بعض الأحكام، ولكن نقول أيضاً إن كمالات الله تعالى لا يحيط بها أحد، ولذلك فلا يستحيل عقلاً أن يعلمنا الله علماً ضرورياً ما غاب عنا، وهذا هو خلاصة معنى الرؤية، وسوف نورد لك كلام الغزالي رحمه الله تعالى يبين هذا المعنى ويناقض كلام السالمي الإباضي الذي يدعي أنه يفهم حقيقة كلام الغزالي، وسوف يتبين لك أن الغزالي مع هذا لا يقول مطلقاً بأننا بالرؤية نعلم حقيقة الذات كما زعم السالمي، فلم يقنعه!! ما قاله الغزالي والرازي.
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب الاقتصاد ص64: "... فلنبحث عن الحقيقة (أي حقيقة الرؤية) ما هي، ولا حقيقة لها إلا أنها نوع إدراك هو كمال ومزيد كشف بالإضافة إلى التخيل، فإنا نرى الصديق مثلاً ثم نغمض العين، فتكون صورة الصديق حاضرة في دماغنا على سبيل التخيل والتصور، ولكنا لو فتحنا البصر أدركنا تفرقته، ولا ترجع تلك التفرقة إلى إدراك صورة أخرى مخالفة لما كانت في الخيال، بل الصورة المبصرة مطابقة للمتخيلة من غير فرق، وليس بينهما افتراق، إلا أن هذه الحالة الثانية كالاستكمال لحالة التخيل، وكالكشف لها، فتحدث فيها صورة الصديق عند فتح البصر حدوثاً أوضح وأتمّ وأكمل من الصورة الجارية في الخيال، والحادثة في البصر بعينها، تطابق الصورة الحادثة في الخيال.
فإذن التخيل نوع إدراك على رتبة، ووراءه رتبة أخرى هي أتمّ منه في الوضوح والكشف، بل هي كالتكميل له، فنُسَمِّي هذا الاستكمال بالإضافة إلى الخيال رؤية وإبصاراً.
وكذا من الأشياء ما نعلمه ولا نتخيله، وهو ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته، وكل ما لا صورة له، أي لا لون له ولا قدر، مثل القدرة والعلم والعشق والإبصار والخيال، فإن هذه أمور لا نعلمها ولا نتخيلها، والعلم بها نوع إدراك، فلننظر: هل يحيل العقل أن يكون لهذا الإدراك مزيد استكمال نسبته إليه نسبة الإبصار إلى التخيل؟
فإن كان ذلك ممكناً سمَّينا ذلك الكشف والاستكمال بالإضافة إلى العلم رؤية كما سمَّيناه بالإضافة إلى التخيل رؤية ..
ومعلوم أن تقدير هذا الاستكمال في الاستيضاح والاستكشاف غير محال في الموجودات المعلومة التي ليست متخيلة كالعلم والقدرة وغيرهما، وكذا في ذات الله سبحانه وصفاته، بل نكاد ندرك ضرورة من الطبع أنه يتقاضى طلب مزيد استيضاح في ذات الله وصفاته وفي ذوات هذه المعاني المعلومة كلها.
فنحن نقول: إن ذلك غير محال، فإنه لا محيل له، بل العقل دليل على إمكانه، بل على استدعاء الطبع له، إلا أن هذا الكمال في الكشف غير مبذول في هذا العالم، والنفس في شغل البدن وكدورة صفاته، فهو بسببه محجوب عنه.
وكما لا يبعد أن يكون الجفن أو الستر أو سوادٌ ما في العين سبباً بحكم اطراد العادة لامتناع الإبصار للمتخيلات، فلا يبعد أن تكون كدورة النفس وتراكم حجب الأشغال بحكم اطراد العادة مانعاً من إبصار المعلومات.
فإذا بعثر ما في القبور وحصّل ما في الصدور، وزكيت القلوب بالشراب الطهور، وصفيت بأنواع التصفية والتنقية، لم يمتنع أن تستعدّ بسببها لمزيد استكمال واستيضاح في ذات الله سبحانه أو في سائر المعلومات، يكون ارتفاع درجته عن العلم المعهود كارتفاع درجة الإبصار عن التخيل، فيعبر عن ذلك بلقاء الله تعالى ومشاهدته أو رؤيته أو إبصاره أو ما شئت من العبارات، فلا مشاحة فيها بعد إيضاح المعاني.
وإذا كان ذلك ممكناً، بأن خلقت هذه الحالة في العين كان اسم الرؤية بحكم وضع اللغة عليه أصدق وخلقه في العين غير مستحيل، كما أن خلقها في القلب غير مستحيل، فإذا فهم المراد بما أطلقه أهل الحق من الرؤية علم أن العقل لا يحيله بل يوجبه، وأن الشرع قد شَهِد له، فلا يبقى للمنازعة وجه إلا على سبيل العناد أو المشاحة في إطلاق عبارة الرؤية أو القصور عد درك هذه المعاني الدقيقة التي ذكرناها" أ.هـ.
ها هو كلام الإمام الغزالي نقلناه لنبيّن للقارئ أن هذا السالمي الإباضي لم يتمعّنْ كفاية في مدلولات معاني كلام حجة الإسلام، وقد تبيّن بوضوح أن الإمام الغزالي لا يزعم أن الرؤية تكشف عن حقيقة الذات الإلهية، بل يصرح بخلاف ذلك، وكل ما يقوله أن الله تعالى يمكن أن يخلق فينا زيادة علمٍ تتجلى به لنا بعض كمالاته، كما يتجلى لنا الشيء زيادة تجلٍّ حين نراه بعد العلم به، وهذه المسألة بهذا القدر قريبة من البداهة، ومنكرها معاندٌ كما قال، وذلك كله من دون إثبات صورة لله تعالى ولا تخيل له ولا حدّ ولا مقابلة ولا جهة ..إلخ.
وأنا لا يخطر في بالي مطلقاً أن كلام الغزالي يحتاج إلى شرح، فأستغرب جداً عندما أرى بعض المشايخ المقَدَّمين في فرقهم وعند أتباعهم يغلطون في إدراكه وفهمه.
وبعد ذلك نقول: لا داعي لأن يتكلف السالمي لأن يضغط على نفسه ويحسن الظن بالغزالي والرازي، وكأن كلامهما في ذاته باطل ومتناقض، ولكنه إحساناً للظن بهم يقول ما يقول، أو أنه يعتقد أن ما قاله البدر الشماخي مبني على إحسان الظن فقط، وليس مبنياً على معاني كلام الرازي والغزالي نفسيهما، وهذا الظن من السالمي قادح في حكم الشماخي واتهام له بأن كلامه غير مبني على قواعد علمية، بل على مجرد إحسان الظن، ولا مدخلية لإحسان الظن في هذه المسائل العلمية الأصلية، والحق أن في كلام السالمي إشارات كثيرة تزعج طلاب الحق يذكرها تلويحاً، ويا ليته كان فيها من المصيبين ! فنقرّ له ونحترم رأيه، بل هو في جميعها غير مصيب، والله الموفق.[/ALIGN]
يتبع .......