الفرج بعد الشدة في المسائل غير المعتمدة في متن العمدة
فائدة في ترجيح لفظة في بيت شِـعر لإبن النقيب رحمه الله
فائدة بتنبيه على تصرُّف مَطبَعِيّ في مقدمة طبعة متن العُمدة (المُشار إليه في المُشاركتين السابقتين) عُمدة السـالِك (طبعة دار المنهاج - جُدَّة) ..
ذكَرُوا في ترجمة المُصَنِّف العلامة ابن النقيب رحمه الله :
... ... شِـعْرُهُ
وَ للإمام ابن النقيب رحمه اللهُ تعالى باعٌ في الأَدَبِ وَ الشِـعْرِ .. قال الحافِظُ أبو زُرعَةَ [ولِيُّ الدِين أحمَدُ ابنُ الزَيْن] العِراقِيُّ [رحمه الله] : " لَهُ شِـعْرٌ فِي الذِرْوَةِ ..." (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشرِيفة 1/216 ).
وَ مِنْ لَطِيفِ شِـعْرِهِ :
كَيْفَ أهْوى وَ مَشِـيبِي وَخَطا *** وَ حِمامِي دَبَّ نَحْوِي وَ خَطا
أمَشِـيبٌ وَ تَصَابٍ بِالهَوى *** ذاكَ وَ اللهِ ضَلالٌ وَ خَطا
طَبَعُوا بدَل كلِمة :" تَصابٍ " مِنَ التَصابِي " تُصابُ " مِنْ أُصِيبَ يُصابُ .. و هذا وَ إِنْ كانَ سَـائِغاً إِلاّ أنَّ الذي يترَجَّجُ عِنْدَ الأمة الضعيفة ترجِيحُ :" تَصَابٍ " (مِنَ التَصابِي) لأنَّهُ في حالِ وَعْظِ النفْسِ وَ التَلَوُّمِ مِنَ الأفعال الإِختِيارِيَّة في السُـلُوك (وَ بيانِ عَدَمِ مناسبة التَصابِي لِسِـنّ الشَـيْب وَ أُزُوفِ الرحيل) لا التعَجُّب مِنْ إِصابة قواهِرِ سَـوابِقِ القَدَر المُبْرَم .. وَ اللهُ أعلَم .
وَ في البيتَين ما لا يخفى مِن فُنون البلاغة مِنْ أبرزِها الجِناسُ السماعِيّ الكامل بين " وَخَطَا " الأُولى بمعنى التَخَلُّل و تفَشِّي مُخالطةِ الشَـيْب [وَ الألِفُ آخِرَها لِلإِطلاق] ، وَ : " وَ خَطا " الثانِية .. الواو حرف عطف وَ " خطا " مِنْ خَطا يَخْطُو خَطْواً إِذا مَشى خطواتٍ وَ تَقَدَّم بِخَطْوِهِ نحوَ الشَـيْء ... وَ " خَطا " الثالثة مِنْ تسهيل همزة " خطَأ " ضِدّ الصواب .
و اللهُُ أعلَم وَ هُوَ المُوَفِّقُ وَ المُعِينُ .
.