السلام عليكم ياشباب هل يجيز السادة الأشاعرة أن يقول شخص عند قبر يافلان اشفع لي عند الله في حاجة كذا او مدد يافلان وهو ميت أو يدعون أصحاب القبور ؟؟؟؟؟!!
عرض للطباعة
السلام عليكم ياشباب هل يجيز السادة الأشاعرة أن يقول شخص عند قبر يافلان اشفع لي عند الله في حاجة كذا او مدد يافلان وهو ميت أو يدعون أصحاب القبور ؟؟؟؟؟!!
- طلب الشفاعة من الميّت :
لا بد من بيان معنى الشفاعة , قال صاحب «دستور العلماء» (2/159) :
«الشَّفَاعَة: هِيَ السُّؤَال فِي التجاوز عَن الذُّنُوب من الَّذِي وَقعت الْجِنَايَة فِي حَقه».
فإذن الشفاعة لها أطراف ثلاثة :
1- المستشفِع : وهو من يطلب الشفاعة من الشفيع .
2- والواسطة «الشفيع أو الشافع» : وهو الذي يقوم بطلب الحاجة .
3- المشفوع عنده «المستشفَع إليه» : وهو من يقوم بتلبية طلب الشفيع والمتوسط في قضاء حاجة المستشفع .
فطلب الشفاعة من الميّت هي طلب الدعاء منه , وليس دعاؤه نفسه , وطلب الدعاء من الميت متوقف على أمرين :
* الأول : إدراك الميّت لهذا الدعاء وسماعه إياه .
* الثاني : قدرة الميّت على التسبب في الدعاء .
ومعلوم أنّ الجمهور على أنّ الميّت يسمع ويدرك , لكن هل ثبت عندك أن ذلك الميّت الذي تطلب منه الدعاء قادر على التسبب في الدعاء؟ فإن ثبت فعلًا تسببه بالدعاء فطلبه منه جائز , وإن لم يثبت فطلب الدعاء منه حماقة وسخافة.
-طلب المدد من الميّت :
المدد يطلق ويراد به أمران :
الأول : المدد الحسّي المادّي.
الثاني : المدد المعنوي وهو طلب الدعاء .
فإن طلب المدد من الميت وقصد به المدد الحسّي ؛
- فإن كان هذا المدد من مختصات الله تعالى كالخلق مثلًا, فطلبه من المخلوق شرك , لأنّ فيه إعطاء صفة الخالق تعالى للمخلوق .
- وإن كان هذا المدد ليس من مختصات الله تعالى , إلا أنّ ذلك الميّت لم يثبت تسببه فيه , كان طلب ذلك المدد منه حرامًا وبدعة لكنه ليس بشرك.
- وإن ثبت بدليل صحيح أنّ ذلك الميّت متسبب في ذلك الفعل فالطلب من الميت ليس شركًا , إلا أن تسبب الميّت في ذلك الفعل يكون أمرًا خارقًا للعادة , وهو مع إمكانه العقلي والشرعي , إلا أنّه يحتاج دليلًا صحيحًا صريحًا لوقوعه , فإن لم يوجد الدليل كان ذلك الطلب والاستمداد حماقة وسخفًا.
أما إن كان المقصود بالمدد هو المدد المعنوي , كما يُقال : أمدّنا فلان بدعواته الصالحة , فيرجع الأمر إلى المسألة الأولى.
- التوسل بالصالحين في الدعاء :
أما التوسل بالنبي والصالحين في الدعاء , بأن تقول : يا الله اغفر لي بنبيّك أو بجاه نبيك , فهذا مما اتفق على جوازه معتمد المذاهب الأربعة , وانظر بخصوصه هنا :
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=28045
وأحيلك على فتوى للعلامة الشيخ عبد الملك السعدي فيها تفصيل مسألة التوسل والاستغاثة:
http://www.alomah-alwasat.com/fatwaMore.php?id=1385
كفيت و شفيت وفقك الله تعالى
الخلاصة ياشباب هل ترون أن يقف المسلم عند قبر ميت ويقول يافلان أدعي لي الله أن يفعل كذا او اشفع لي عند الله أن يفعل كذا !!!!! والله لا أفعلها ماحييت بإذن الله
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا---أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ----وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين---- وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
أما أنا والله لن أعدوا هذه الآيات ولن أجعل بيني وبين الله أحد مهما كان , لذلك أتمنى معرفة رأي السيد الأستاذ سعيد فودة بارك الله فيه في هذه المسألة لأن رأيه يهمنا نحن سنة الحجاز , وآسف إذا أثقلت في كلامي إنما كتبت ما أدين به لله رب العالمين , وياشباب هل أحد من السادة الأشاعرة على رأيي سواء من القدماء أم من المحدثين .
الخلاصة يا أخي , لم نقل لك افعلها , بل قلنا من ثبت عنده بدليل صحيح : أولًا: سماع النبي أو الولي , وثانيًا : قدرته على التسبب في الدعاء , جاز له أن يفعل ذلك , ولم نقل له يجب عليك أن تفعله!!
أما سماع الأنبياء وتسببهم في هذا الفعل فقد ثبت بالأدلة المستفيضة بل المتواترة , وقد طلب الصحابة الدعاء من النبي بعد وفاته , والدليل :
قال ابن حجر في فتح الباري (2/495) :« وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح مِنْ رِوَايَة أَبِي صَالِح السَّمَّانِ عَنْ مَالِك الدَّارِيّ - وَكَانَ خَازِن عُمَر - قَالَ:
[أَصَابَ النَّاس قَحْط فِي زَمَن عُمَر فَجَاءَ رَجُل إِلَى قَبْر النَّبِيّ فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه اِسْتَسْقِ لِأُمَّتِك فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا ، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَام فَقِيلَ لَهُ : اِئْتِ عُمَر] الْحَدِيث . وَقَدْ رَوَى سَيْف فِي الْفُتُوح أَنَّ الَّذِي رَأَى الْمَنَام الْمَذْكُور هُوَ بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزَنِيُّ أَحَد الصَّحَابَة » .
فهذا الصحابي قد طلب من النبي أن يدعو لهم بالسقيا , فما رأيك دام فضلك؟
أما بالنسبة للأولياء فقد ثبت سماعهم وإدراكهم بالأدلة الصحيحة الصريحة , وقد ثبت أيضًا تسبب بعضهم ببعض الأعمال الصالحة في قبورهم , فإن ثبت أنّ الولي الفلاني يسمع ويستطيع الدعاء فلا حرج من طلب الدعاء منه كما يُطلب الدعاء منه حال حياته , إذ المصحح لطلب الدعاء منه وهو حي أنّه يسمع ويتسبب في الدعاء , فإذا ثبت أنّ الولي الفلاني يسمع وأنّ الله تعالى خرق له العادة وأعطاه التسبب في الدعاء وهو في قبره , فيكون عندها طلب الدعاء منه وهو ميت كطلبه منه وهو حي , والدليل على تسبب بعض الأولياء ببعض الأفعال في قبورهم :
جاء في «فتاوى رسول الله» لابن القيم , ط1 دار الحكمة , فصل [فتاوى في بيان فضل بعض سور القرآن] :
« وسأله رجل فقال : ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر ، فإذا إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ، فقال النبي : «هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر».
ذكره الترمذي ، وقال ابن عبد البر : هو صحيح».
لكنني أعود فأقول : يصح أن تطلب من الولي الدعاء إذا ثبت تسببه فيه بأن خرق الله تعالى له العادة في قبره وأقدره على الدعاء , وإمكان ذلك شرعًا وعقلًا لا يعني وقوعه لذلك الولي المعيّن , فلا بد من دليل صحيح يدلّ على أنّ الله تعالى خرق لهذا الولي العادة وجعله متسببًا في الدعاء , وهذا من الصعوبة بمكان , فيكون طلب الدعاء من كل وليّ في قبره دون وجود ذلك الدليل من السفاهة والحماقة , لكن لا دخل للشرك في الموضوع , فتأمل .
أين في كلامنا السابق ما يدلّ على أننا عدونا هذه الآيات؟!
إن سردك لهذه الآيات في مقام الكلام عن طلب الدعاء من الأنبياء والأولياء وهم في قبورهم , يدل بوضوح على فهمك لهذه لكلمات : [فَادْعُوهُ , دَعَاهُ , ادعوني , الداع] أنها مشتقة من الدعاء بمعنى طلب الدعاء , وهذا خلط واضح أوقعك في الاستدلال الخاطئ بهذه الآيات على المنع من طلب الدعاء من الصالحين من أهل القبور , ولو كانت هذه الآيات دالة على المنع من طلب الدعاء لاستوى في ذلك المنع بين الحي والميّت!! , فيكون طلب الدعاء من الحي ممنوع كطلبه من الميّت , فالآيات لم تجوّز طلب الدعاء من الصالحين الأحياء وتمنع طلبه منهم حال الوفاة , لكنّ استدلالك بهذه الآيات على ما تريد دليل على اتباعك العقلية الوهابية في إقحام هذه الآيات في غير موطنها , إذ الدعاء له معان متعددة , فيأتي بالمعاني التالية : الاستعانة , والسؤال , والقول , والنداء , والادعاء , والعذاب والهلاك , والعبادة , فإذا أردتَ أن تستدل بآية ورد فيها الدعاء أو مشتقاته للمنع من طلب الدعاء من الميّت , فيجب عليك أن تأتي بآية ورد فيها الدعاء بمعنى طلب الدعاء من الميّت وتكون دالة على المنع من ذلك ..
أمّا الآيات التي أوردتها فلا تدل على ذلك من قريب أو بعيد , وإليك البيان :
- قال تعالى : ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا))
فالدعاء هنا معناه التسمية , أي فسموه بتلك الأسماء الحسنى.
وليس في هذا ما يدل على منع طلب الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم-!
- وقال تعالى : ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ))
ومعنى الدعاء هنا إما التضرع , وإما الاستغفار .
وليس في الآية ما يدلّ على المنع من أن تطلب من النبي أو الولي بعد وفاته أن يسأل الله تعالى لك .
- وقال تعالى : ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)).
وهذه من أكثر الآيات التي يستدل بها الوهابية على المنع من سؤال غير الله تعالى , إلا أنّ الآية تتكلم عن الدعاء بمعنى العبادة لا بمعنى السؤال , فليس له مستمسك بها .
قال الطبري في تفسيره (21/406):
«يقول تعالى ذكره: ويقول ربكم أيها الناس لكم ادعوني , يقول: اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون من تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام وغير ذلك)
وقال الزجاج في معاني القرآن (2/108): «وكذلك قوله: [وقال ربكم ادعوني] أي اعبدُونِي , والدليل على ذلك قوله : [إن الذين يستكبرون عن عبادتي]».
فالدعاء في الآية ليس بمعنى السؤال وليس بمعنى طلب الدعاء من الميّت!!
- وقال تعالى : ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون))
فالدعاء هنا بمعنى السؤال , لكن أين صيغة المنع في الآية من سؤال غير الله تعالى؟
إذ لو كانت الآية دالة على المنع من سؤال المخلوق لاستوى في ذلك الحي والميت والقادر والعاجر والحاضر والغائب ,إذ الكل سؤال لغير الله تعالى.
نعم , أنا أوافقك بأنّ الأولى هو التوجّه إلى الله تعالى مباشرة بالدعاء , لكن لا يعني ذلك أنّ الصحابي الذي طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستسقي لأمته قد وقع في فعلٍ محرّم!! حاشاه ذلك , وحتى يمكنك الاستدلال بآية على المنع من طلب الدعاء من الميّت , لا بدّ أن تأتي بآية:
أولًا : ورد فيها الدعاء بمعنى طلب الدعاء من الغير , وأن يكون ذلك الغير ميتًا لا حيًا حتى لا تدلّ الآية على منع طلب الدعاء من الصالحين الأحياء.
ثانيًا : أن يكون في الآية صيغة النهي عن ذلك الدعاء , فإذا لم توجد صيغة المنع من ذلك الدعاء لم يكن في الآية دليل على المنع من طلب الدعاء من الآخرين .
وأخيرًا : هل قرأت فتوى الشيخ عبد الملك السعدي التي أحلتك عليها؟
أولاً الصيغة التي قلتها هي يافلان اشفع لي عند الله أو يافلان أدعو لي عند الله , كل هذه الأحاديث ليست سوى أحاديث أحادية لاتقوم أمام الآيات , لم تدل أي آية من الآيات السابقات على أن نجعل بيننا وبين الله أحد في الدعاء بل دلت على الدعاء المباشر فلاتتمسكوا بأحاديث لاتقوم أمام الآيات بل تعارضها حتى ولو رأيتم عكس ذلك , بكل صراحة تلوون أعناق الآيات لكي تناسب طريقتكم يقول ربي وخالقي ادعوني استجب لكم فتقولون الآية تتكلم بمعنى العبادة وليس السؤال فهل معنى الآية إلا أن نسأل من الله مباشرة خالقنا وبارئنا ؟!؟! عندما يتجمع المساكين أمام قبر أحد الصالحين ويطلبون منه ويستشفعون به ماذا بقي لله ؟!؟! سبحان الله الوهابية يلوون أعناق الآيات يريدون تجسيم الله والأشعرية هنا تريد أن تجعل في سؤالنا من الله العطاء أن يكون بواسطة فلان من الناس , يقول الله ادعوني استجب لكم ثم نقول أين صيغة المنع , لاتخلط بين طلب الحي أي شئ يستطيع فعله وبين دعاءنا الله بما نريد , الآيات تدل دلالة واضحة على أن نتوجه لله فقط إذا أردنا شيئاً منه سبحانه وتعالى فقوله استجب لكم تدل على أن الدعاء هنا بمعنى السؤال إذ الإجابة تقابل الطلب ثم يقول إن الذين يستكبرون عن عبادتي إذن السؤال والطلب من الله مباشرة عبادة , كل الآيات تأمرنا أن نطلب ونسأل الله إنما تدل على أن طلبنا منه سبحانه مباشرة وإنزال حاجاتنا به عند الدعاء هو عبادة , أما أن تلملم أحاديث آحادية من كل مكان وبعض التفاسير التي تحرف معنى الآية الواضح للإنسان فلا ,فأنا أرى أن الدعاء والسؤال من الله مباشرة وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله , وأي كرامات تتحدث عنها ؟!؟!؟! نعم قرأت فتوى السعدي والحمدلله زادتني تثبيتاً على رأيي أن الطلب لايكون إلا من الله مباشرة وبدون واسطة , الوهابية لديهم أحاديث كثيرة في التجسيم ولا يردونها إلى الآيات المحكمات ويتمسكون بالمتشابه من الآيات ولا يردونها أيضاً إلى المحكمات وأنتم كذلك يا إخواني تتمسكون بأحاديث وبتفاسير وبمراوغة لكي تثبتوا أنه يجوز أن أستشفع بصاحب القبر وأطلب منه أن يدعو لي عند الله وكأن الله سبحانه جعل بيننا وبينه عند الدعاء والسؤال بشراً نتوسل به إليه ,اتمنى أن نسمع رأي الشيخ سعيد فودة حفظه الله وبارك فيه .
يوجد في النت كثير من المباحث المهمة خصوصاً في موقع الدرر السنية ولا أريد أن اعمل نسخ ولصق هنا فأنا أعلم أن الكل هنا من كبار طلاب العلم بارك الله فيكم وفي كل الأشاعرة , ياشباب كيف السبيل إلى سؤال الأستاذ سعيد فودة هذا السؤال فأنا والشباب الأشاعرة في مكة نتمنى سماع قوله في هذه المسألة فنحن نرى أنه أكبر علماء السنة الأحياء .
أخي العزيز ، السيّد عثمان المُحترم ، حفظهُ الله تعالى .. سلامٌ عليك ..
كلّ عام و أنتم بخير .
قولكم :" ... أنَّ الأَولى هو التوجُّهُ إلى الله تعالى مباشرَةً بالدُعاء ... " ، ظاهِرُهُ لا اعتِراضَ عليه ... لكنَّ تعقيبكم بِهِ هنا قَد أظْهَرَ عِنْدَ أهل الفقه و البصيرة أنَّ مفهوم التوسًّل ، الشرعِيّ الصحيح ، عند حضرتِكُم لَمْ يَصْفُ تماماً بعدُ بل ما زال فيه بقِيَّةٌ مِنَ التشويش و الإستعداد للوقُوع في المغالطة التي يقعُ فيها القوم ... ،
وَ قد يخفى مثل هذا على أكثر أبناءِنا لِأسـبابٍ عِدّة ، أظهرُها ضعفهم في لسان العرب ثُمَّ ضعفهم في فقه الشريعة أُصُولاً وَ فُروعاً ...
وَ أعلَمُ أنَّ ذلك سَـيُقلِقُكُم كثيراً وَ يُثِيرُ تعجُّبَكُم إِنْ لَمْ يَصِلْ بِكُم إلى الإستعجالِ بالإِنكار ... لا سِـيّما وَ قد مَنَّ اللهُ عليكم بسعة الإِطّلاع و قُوّة التحقيق في مسائل كثيرة أصبتُم فيها موافقة الحقّ و الحمد لله ...
كشفُ ذلك مِن وُجوهٍ .. أقرَبُها أنْ نبدأ من ناحية فقه الأحكام وَ الأدَب فنقول :
إِنَّ إِطلاق الحُكم عادةً بأنَّ الأولى فعلُ كذا و كذا يُشعِر بأنَّ مقابِلَهُ هو خِلافُ الأولى ، وَ هذا هُنا (في مسألة التوسُّل) تقصيرٌ في عُموم النظر و قُصُورٌ عن شمول التحقيق ...
فالسُـؤالُ من الله تعالى يرجِعُ عُموماً إِلى قِسمين :
1- سؤال حاجات خاصّة مُعَيّنة بِخُصوصِها لا سِـيّما الحاجات الدُنيوِيّة الإِختيارِيّة ...
2- وَ السؤال الذي يرجِعُ إلى محض التعبُّد و الإِمتثال ، و هو غالِباً سؤال الحاجات الأُخرَوِيّة الأساسِيّة العامَّة التي لا بُدَّ لِلعبدِ منها و لا غِنى بِهِ عنها ، كسؤال العفو من المولى الكريم عزَّ وَ جلَّ و المغفِرة و دخول الجنّة و النجاة من عذاب النار ، وَ هذا يرجع إلى محض الرجاء و الطمع في رحمةِ الله تعالى وَ كرمِهِ ...
وَ قد يتبعُه تخصيصات كَسؤال الدرجات العُلى في الفردوس الأعلى وَ نحو ذلك ، و يُشبِهُ أنْ يَعود ذلك إلى سؤال التوفيق للأعمال التي تستدعِي ذلك بِفضلِ الله عزَّ و جلّ ...
وَ عدم التمييز بين حالةٍ وَ أُخرى من أحوال الدُعاء هو الذي أوقع القوم في التخليط و سوء التعميم بالإضافةِ إلى ما هُم عليه من الركاكة في العربِيّة وَ الضآلةِ البالغة في علوم الشريعة المُحمَّدِيّة السَـنِيّةِ الغرّاء ، على صاحبِها أفضلُ الصلاة و السلام ...
يُتبَعُ قريباً ، إِنْ شاء الله تعالى ...
الحمدلله وحده يا أخت أنصاف فأنا والكثير في مكة المكرمة بعد أن كنا سلفيين ها نحن نستمع إلى شرح الأستاذ سعيد على جوهرة التوحيد وبدأنا بحفظها ونسخنا الشرح على اسطوانات سي دي وبدأنا بتوزيعها على كل أصدقاءنا من طلبة العلم السلفيين وعلى اكثر أقاربنا ممن يهتمون بالعقيدة .
تنطع في الكلام ككل ردودك يا إنصاف وتشدق باللغة العربية والسنة المحمدية , أكملي لكي نستمع كيف نجعل بيننا وبين ربنا واسطة , كيف نجعل بيننا وبين الذي قال ونحن أقرب إليه من حبل الوريد انسان مقبور لاينفع ولا يضر , صحيح أني أشعري والحمدلله رب العالمين لكن ان أقف عند قبر وأقول اشفع لي أو ادعو لي يافلان ثم نقول هذا جائز وليس أيضاً خلاف الأولى ؟!؟!؟! اكملي التشدق وأكتبي شعراً يشنف آذاننا بعلومك في العربية والسنة المحمدية وعدد القبور التي طلبتِ منها الشفاعة .
سُـبحان الله ..
لا أدري كيْف اقترنَت تِلْكَ المُشاركة بذلك الإقتباس ..!!... ؟..
لعلّي كبستُ على " إضافة ردّ مع اقتباس " بدلاً عن " إضافة ردّ " فحَسْـب .
لمْ أقصِد إِلاّ تذكير نفسي وَ الإِخوة الكرام عموماً بِتصحيح النِيّة ، إِنْ شاء الله تعالى ، لِئلاّ يقع أحَدُنا في المُجادَلة على سبيل التغلُّب و نحوِهِ ، بدل احتساب النصيحة الصادقة وَ إظهار الحقّ وَ الدعوة إليه و الدلالة عليه .
أعتذِر أخي الكريم عن غفلتي و استعجالي و تقصيرِي في المُراجعة وَ التفقُّد وَ الإحتياط ..
وَ أرجو أَنْ لا تنسَـونا من صالح الدعوات ... .
سؤالي هذا موجه لمن أعتقد أمامته لأهل السنة الآن سعيد فودة فأتمنى منه الرد إذا كان موجوداً وبارك الله فيه ولا داعي لأن يتشدق علي أحد بأي كلام .
لآ اُهَنِّئُ أَحَداً على هذا الأُسلوب و لا على سُـوء الظنَّ و لا على الإستعجال بِسوء تأويل كلام الآخرِين و تحميلِهِ ما لا يحمِل ...
وَ اعلَمْ أَيْ بُنَيَّ بأنِّي في حَياتِي كُلّها لَم أَطلُبْ مَرَّةً مِنْ قَبْرٍ وَ لا طرفة عين .. فاتَّقِ الله و اعمَل بالآيةِ اتي ذَكَّرتنا بِها آنِفاً ، وَ لا تُسِئِ الظنّ بعبادِ الله المُؤْمنين ...
دَعنا نعود إلى البحث الموضوعِيّ الجادّ بِهُدوء وَ أدَب وَ حُسْـن الإِحتِساب عند الله تعالى ...
أنعِمِ النظر فيما كتب السادة الإخوة الأعِزاء وَ تأمّلْ فيما أوردُوا مِن أدِلّة وَ فُروق ...
وَ إِنْ كنت لا تشتهي أنْ تصيرَ ماسح أحذِية في أحياء الزنوج مِنْ بلدة واشنطن ، فتأَدَّب وَ تُبْ مِنْ عدَم التفرِيق الذي ذكَرْتَ هنا .. فقد رأَيْتُ في دهرِي عجائِبَ ...
... ثُمَّ اقبَل النصيحة و لا تفتَرِ على عباد الله المؤمنين ...
وَ مَنْ سامَ بِنَفسِهِ فوقَ ما يُساوِي رَدَّهُ اللهُ إلى قِيمَتِهِ ...
نعوذُ بالله مِنْ غضَبِ الله ...
نعوذُ بالله مِنْ مَقْتِ اللهِ ...
نعوذُ بالله من عذابِ الله .. في الدُنيا و في الآخِرة ...
اللّهُمَّ إِنّا نعوذُ بِكَ مِنْ مُنكَراتِ الأخلاقِ و الأعمالِ وَ الأهواءِ وَ الأَدْواءِ ...
اللّهُمَّ إِنّا نَسْـأَلُكَ العفْوَ و العافِيَةَ وَ المُعافاةَ الدائمة ، في الدين وَ الدُنيا و الآخِرة .
اللّهُمَّ إِنّا نسأًلُكَ العافِية وَ حُسْـنَ الخُلُقِ وَ حُسْـنَ الخِتام ...
وَ الحمدُ لِلّهِ على سابِغِ نِعمَةِ الإِسْـلام ...
يا أخ إبراهيم , اعتبرني مخطئًا وخذني على قدر عقلي ولا تهمل مما أكتبه لك شيئًا , لأنّني أعتبر تجاوزك عن شيء أكتبه عجزًا عن الإجابة ..
وأود أن تنبيهك إلى كتابة الآيات بشكل لائق , وعدم مخالفة أساسيات النحو كما فعلت في أكثر من موضع.. مما يدل على مستواك العلمي, ولا تخالف الأدب في الحوار , فالعمة إنصاف مربية فاضلة عالمة , وقد تكبرك بعشرات السنين علمًا وعمرًا , فتنبّه.
يا حبيبي.. إذن أنت ترمي بهذه الأحاديث الصحيحة عرض الحائط , لأنك فهمت معارضتها للآيات المذكورة , فلم تتمكن من التوفيق بين الآيات والأحاديث , فكانت النتيجة عندك أن طرحت الأحاديث ولم تبال بردّها!! , وهذا منطق علمي غريب , إذ الواجب عند التعارض التوفيق بين النصوص , فإعمال النصين أولى من إهمال أحدهما , لكنّ هذا الخلط حصل عندك لأنك لم تفهم الآيات على وجهها الصحيح , فتوهمت معارضتها للأحاديث , وأنا أقول لك : إن الآيات لا تدل على ما توهمت منها كما سأبينه لك.اقتباس:
أولاً الصيغة التي قلتها هي يافلان اشفع لي عند الله أو يافلان أدعو لي عند الله , كل هذه الأحاديث ليست سوى أحاديث أحادية لاتقوم أمام الآيات ,
أنا لم أقل أنّ الآيات تأمرك بأن تجعل بينك وبين الله أحدًا , فلا تقوّلني يا صديقي ما لم أقل , وقد قلتُ لك أن تتوجه إلى الله تعالى مباشرة , لكن هل هذا يعني أن من طلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له فقد خالف الآيات؟ هذا ما أنازعك فيه.اقتباس:
لم تدل أي آية من الآيات السابقات على أن نجعل بيننا وبين الله أحد في الدعاء بل دلت على الدعاء المباشر
اقتباس:
فلاتتمسكوا بأحاديث لاتقوم أمام الآيات بل تعارضها حتى ولو رأيتم عكس ذلك
ما شاء الله!! ها أنت تفوق الوهابية في رد الأحاديث , شكرًا لصراحتك , ولا أدري من سبقك في تاريخ الإسلام إلى ردّ هذه الأحاديث لمخالفتها ما فهمه من الآيات , ومثلك يا أخي كمثل العلمانيين الذين يقولون أنّ الحديث الصحيح : ((من بدّل دينه فاقتلوه)) معارض لقوله تعالى : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} , ولقوله تعالى : {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} ,ولقوله تعالى : {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كارهون}, بحجة أن قتل من يترك الإسلام إكراه له على البقاء فيه , وأنت تنظر إلى الآيات والأحاديث المذكورة بنفس تلك الطريقة العلمانية.
اقتباس:
بكل صراحة تلوون أعناق الآيات لكي تناسب طريقتكم
هذا ناتج عن فهمك المغلوط لتلك الآيات , والذي قادك إلى إنكار أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- كما يفعل العلمانيون
لست أنا من يقول أنّ معنى الدعاء في الآية هو العبادة , بل نقلتُ ذلك عن إمامين من أئمة السلف , وإليك زيادة على أقوالهم قول الإمام البغوي :اقتباس:
يقول ربي وخالقي ادعوني استجب لكم فتقولون الآية تتكلم بمعنى العبادة وليس السؤال
1- قال الطبري في تفسيره (21/406):
«وقوله: [وقال ربكم ادعوني أستجب لكم] يقول تعالى ذكره: ويقول ربكم أيها الناس لكم ادعوني , يقول: اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون من تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام وغير ذلك [أستجب لكم] يقول: أُجِبْ دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم».
2- وقال الزجاج في معاني القرآن (2/108):
«وكذلك قوله: [وقال ربكم ادعوني أستجب لكم] أي اعبدُونِي , والدليل على ذلك قوله : [إن الذين يستكبرون عن عبادتي]».
3- وقال البغوي (7/156):
« [وقال ربكم ادعوني أستجب لكم] أي: اعبدوني دون غيري أجبكم وأثبكم وأغفر لكم، فلما عبر عن العبادة بالدعاء جعل الإنابة استجابة».
يتبيّن إذن أن الآية لا تتكلم عن السؤال والطلب , وبالتالي فقولك :
لا يمت لهذه الآية بصلة , بل هو تحميل للآية ما لا تحتمل , وهذا هو ليّ أعناق الآيات الذي ترمينا به.اقتباس:
فهل معنى الآية إلا أن نسأل من الله مباشرة خالقنا وبارئنا ؟!؟!
ثم لو سلمنا بأنّ معنى قوله تعالى : ((ادعوني)) هو سلوني , فليس في الآية ما يدلّ على المنع من سؤال غير الله تعالى , بل غاية ما تدل عليه الحث على سؤاله عز وجل , لكن لو قالت الآية : ((سلوني ولا تسألوا غيري)) لكانت صيغة النهي : ((ولا تسألوا غيري)) دالة على المنع من سؤال غير الله تعالى .
اقتباس:
عندما يتجمع المساكين أمام قبر أحد الصالحين ويطلبون منه ويستشفعون به ماذا بقي لله ؟!؟!
يبدو أنّك تشبعت بأسلوب الوهابية في المغالطة , أنا لم أقل لك أن يجتمع المساكين ويطلبوا من أحد الصالحين! , بل غاية ما قلته أنّه إن ثبت إدراك الميت وتسببه في الدعاء جاز أن يُطلب منه الدعاء , لكنّ تسبب الرجل الصالح بالدعاء لا يكون إلا بخرق العادة له , وهذا ما يحتاج إلى دليل للقول به , فمن أراد أن يطلب الدعاء من رجل صالح لا بد أن يأتي بدليل يدلّ على أنّ الله تعالى خرق لذلك الصالح العادة وأمكنه من الدعاء في قبره , فإذ لم يحضر الدليل على ذلك فطلبه منه حماقة وسخف.
إلا أنني فرقتُ بين الأنبياء والصالحين , إذ ثبت بالأدلة المتواترة أنّ الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام- يتسببون ببعض الأعمال الصالحة في قبورهم ومنها الدعاء , فلو زار أحد المسلمين المسجد النبوي وطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له , لما كان في فعله أي محذور , بخلاف من طلب الدعاء من أحد الصالحين في قبورهم , فذاك يحتاج إلى دليل يدل على أنّ ذلك الصالح بعينه قد خرقت له العادة , أفمهمت الآن؟
اقتباس:
والأشعرية هنا تريد أن تجعل في سؤالنا من الله العطاء أن يكون بواسطة فلان من الناس ,
أين المانع من أن توسط أحد الصالحين وتطلب منه أن يدعو لك؟
إلى الآن أنت تتكلم بكلام خطابي لا يسمن ولا يغني من جوع , وكلامك هذا يدل على منعك طلب الدعاء من أحد الصالحين , فإذا كان طلب الدعاء من رجل صالح ممنوعًا عندك.. بحجة أنّ الله تعالى أوجب عليك أن تدعو بنفسك مباشرة دون أن تطلب من غيرك أن يدعو لك , فهذا يستلزم إنكار الكثير من الآيات التي فيها توسيط أحد المقربين , جاء في سورة يوسف على لسان إخوة سيدنا يوسف :
((قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي)).
ففي هذه الآية لم يتوجه أبناء سيدنا يعقوب إلى الله تعالى مباشرة , بل جعلوا أباهم شفعيًا وواسطة لهم في الطلب من الله تعالى , فلم يقل لهم سيدنا يعقوب :
لقد أشركتم بجعلكم إياي واسطة بينكم وبين ربكم , فاطلبوا من الله مباشرة دون أن توسطونني وتطلبوا شفاعتي لكم عند الله تعالى , فإن الله تعالى أرحم بكم منّي , وهو قريب منكم مجيبٌ دعاءَ من دعاه!!!
ولو كان توسيط أحد المقربين في الدعاء ليطلب لك من الله تعالى ممنوعًا , لما صح لسيدنا يعقوب أن يشفع لهم وأن يدعو الله تعالى بدلًا منهم.
اقتباس:
يقول الله ادعوني استجب لكم ثم نقول أين صيغة المنع ,
يا أخي يبدو أنك لم تقرأ شيئًا من كتب اللغة ولا الفقه ولا الأصول ولا المنطق ... .
فالتحريم والمنع له صيغ معروفة ..
كالنهي المطلق دون صارف له عن حقيقته , كما في قوله تعالى : ((ولا تأكلوا الربا ))
وكنفي الحلّ كما في قوله تعالى : ((ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا))
وبيان الحرمة كما في قوله تعالى : ((حرمت عليكم الميتة))
والأمر بالترك وما شابهه كما في قوله تعالى : ((وذروا ما بقي من الربا))
وترتيب العقوبة على الفعل كما في قوله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
فالصيغة في هذه صيغة أمر , والأمر بالشيء لا يدل على تحريم ما سواه , فالأمر بدعاء الله تعالى لا يدل على منع أن تطلب من غيره أن يدعو الله تعالى , وأنت إذا طلبتَ من أحد الصالحين أن يدعو لك , فلم تشركه مع الله في الدعاء , بل أشركته مع نفسه في دعاء الله تعالى , فالطلب في حقيقته من الله سبحانه لكن عن طريق أحد المقربين إليه تعالى.
يبدو أنك تقرأ الكلام معكوسًا!اقتباس:
لاتخلط بين طلب الحي أي شئ يستطيع فعله وبين دعاءنا الله بما نريد ,
اقتباس:
الآيات تدل دلالة واضحة على أن نتوجه لله فقط إذا أردنا شيئاً منه سبحانه وتعالى فقوله استجب لكم تدل على أن الدعاء هنا بمعنى السؤال إذ الإجابة تقابل الطلب ثم يقول إن الذين يستكبرون عن عبادتي إذن السؤال والطلب من الله مباشرة عبادة , كل الآيات تأمرنا أن نطلب ونسأل الله إنما تدل على أن طلبنا منه سبحانه مباشرة وإنزال حاجاتنا به عند الدعاء هو عبادة , أما أن تلملم أحاديث آحادية من كل مكان وبعض التفاسير التي تحرف معنى الآية الواضح للإنسان فلا ,فأنا أرى أن الدعاء والسؤال من الله مباشرة وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله ,
أستخلص من كلامك ما يلي :
1- أن الدعاء في الآية الكريمة بمعنى السؤال وليس بمعنى العبادة.
2- أنّ الطلب من الله تعالى مباشرة دون توسيط أحد ليدعو لك عبادة لله تعالى , أمّا إن جعلتَ أحد الصالحين واسطة ليدعو لك فقد أشركت هذا الصالح مع الله تعالى في العبادة , وهذا واضح من قولك :
[فأنا أرى أن الدعاء والسؤال من الله مباشرة وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله].
3- أنّك ترمي أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- وتلقي بها خلف ظهرك لمجرد كونها آحادية , وهذا ظاهر من قولك :
[أما أن تلملم أحاديث آحادية من كل مكان..]
4- أن تفسير إمامين من أئمة السلف الصالح للآية (الطبري والزجاج) يعتبر عندك تحريفًا لمعنى الآية الواضح , وهذا يتضح من قولك :
[وبعض التفاسير التي تحرف معنى الآية الواضح للإنسان].
# أما بالنسبة للنقطة الأولى , فلا أسلّم لك أنّ معنى الدعاء فيها هو السؤال , بل نقلتُ لك أقوال إمامين من أئمة التفسير من السلف الصالح , ولو سلمتُ أيضًا أن معنى الدعاء في الآية السؤال , لما كان فيها دلالة إلى ما ذهبت إليه.
# وأما النقطة الثانية , فتدل على أنّك لا تعرف معنى العبادة أصلًا , وهي غاية الخضوع قلبًا وقالبًا , فإذا وجد الخضوع الظاهري دون الاعتقاد القلبي لم يكن الفعل عبادة , وأكثر الأفعال يتجلى فيها الخضوع هو السجود , ومع ذلك لما سجد الملائكة لسيدنا آدم وسجدة إخوة سيدنا يوسف له.. لم يكن سجودهم عبادة لأنّه خضوع ظاهري لم يقارنه اعتقاد باطني , فإذا سألت أي مخلوق شيئًا دون أن تعتقد فيه شيئًا فليس دعاؤك من العبادة في شيء .
ثم إن قولك :
[فأنا أرى أن الدعاء والسؤال من الله مباشرة وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله].
يدل على أنك إذا طلبتَ الدعاء من غيرك فقد صرفتَ العبادة لغير الله تعالى! , مع أنك إذا طلبتَ من رجل صالح الدعاء فأنت لم تصرف الدعاء له بل طلبته أن يقوم هو بصرف الدعاء لله تعالى لمكانته عند الله عز وجل.
فقولك : [وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله]
يعني أنّ أبناء سيدنا يعقوب عندما وسّطوه في الدعاء بينهم وبين الله تعالى , وطلبوا منه أن يتوجه إلى الله تعالى فيدعو لهم بدلًا من أن يتوجهوا هم مباشرة , هذا يعني أنّهم صرفوا العبادة لسيدنا يعقوب وأن سيدنا يعقوب قد أقرهم على ذلك الشرك!! حاشاهم ذلك , فأرجو أن تفكر قليلًا في المسألة ولا تتسرع في الإنكار.
# وأما النقطة الثالثة فلا أدري من سبقك إليها غير المعتزلة! , لكنك فقتهم في جراءئك في ردّ الأحاديث!
# وأما النقطة الرابعة .. فبعدما أسأت الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا بك تسيء الأدب مع الإمام الطبري والزجاج!!
الكرامات التي جاءت في الأحاديثها الصحيحة التي تكذّبها حضرتك , والتي قال عنها ابن تيمية في الاقتضاء (ص373):اقتباس:
وأي كرامات تتحدث عنها ؟!؟!؟!
« ولا يدخل في هذا الباب ما يُروى من أن قوما سمعوا ردّ السلام من قبر النبي ، أو قبور غيره من الصالحين , وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك , فهذا كله حق , ليس مما نحن فيه».
فتأمل قوله عن سماعهم رد النبي السلام وهو في قبره الأنور , وغيره من الصالحين كذلك , وعن سماع الأذان من القبر ليالي الحرة , حيث قال عن هذه الكرامات :
((فهذا كله حق)).
* وقال أيضًا في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ص373) :
« وكذلك أيضا ما يروى: أن رجلا جاء إلى قبر النبي ، فشكا إليه الجدب عام الرمادة، فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر، فيأمره أن يخرج يستسقي بالناس , فإن هذا ليس من هذا الباب , ومثل هذا يقع كثيرًا لمن هو دون النبي ، وأعرف من هذا وقائع.
وكذلك سؤال بعضهم للنبي ، أو لغيره من أمته حاجة فتقضى له، فإنّ هذا قد وقع كثيرًا، وليس هو مما نحن فيه... .
فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حسن حال السائل فلا فرق بين هذا وهذا» .
فانظر كيف ذكر ابن تيمية قصة الرجل الذي جاء إلى النبي عام الرمادة وشكا إليه الجدب , ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ولا التابعين , بل وزاد ابن تيمية أنّ هذا يقع [كثيرًا] لمن هو دون النبي !! وأنّ ابن تيمية نفسه يعرف منه وقائع!!! , وقد نقل ابن تيمية أيضًا أن بعضهم يسأل النبي أو غيره حاجة فتقضى , وأنّ هذا في حقيقته كما قال ابن تيمية :
[يكون كرامة لصاحب القبر].
فيرى أن صاحب القبر قد يجري الله تعالى على يديه بعض الكرامات وهو في قبره , فتأمل!
* وقال في مجموع الفتاوى (1/330) :
« وكذلك الأنبياء والصالحون وإن كانوا أحياء في قبورهم , وإن قدر أنهم يدعون للأحياء وإن وردت به آثار , فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك» .
وفي هذا النص يرى ابن تيمية الذي أسس غلوّ الوهابية والذين تأثرت أنت منهم .. يرى أنّ الأنبياء والصالحين مكّنهم الله تعالى من الدعاء بعد وفاتهم كما مكّنهم في حياتهم! , لكنه رأى أن لا تطلب منهم الدعاء مع قدرتهم عليه , أما أنت فتنكر مثل هذه الكرامات التي ذكرها ابن تيمية من أصلها!!
اقتباس:
نعم قرأت فتوى السعدي والحمدلله زادتني تثبيتاً على رأيي أن الطلب لايكون إلا من الله مباشرة وبدون واسطة ,
الحمد لله .. إذن ما قولك في قول العلامة السعدي التالي :
3 - طلب الدعاء من الميت: بما أن طلب الدعاء من الغير وارد -كما ذكرنا ذلك في طلبه من الحي- فلا أرى مانعاً من طلبه من الميت ما دام أنه قد ثبت أن الميت يسمع، ويعرف زائره، ويتكلم في البرزخ؛ إذ قد ثبت –كما سيأتي- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يستغفر للأمة وهو في قبره وأن الأموات يتكلمون ويسمعون.
اقتباس:
الوهابية لديهم أحاديث كثيرة في التجسيم ولا يردونها إلى الآيات المحكمات ويتمسكون بالمتشابه من الآيات ولا يردونها أيضاً إلى المحكمات وأنتم كذلك يا إخواني تتمسكون بأحاديث وبتفاسير وبمراوغة لكي تثبتوا أنه يجوز أن أستشفع بصاحب القبر وأطلب منه أن يدعو لي عند الله
الوهابية يتمسكون بأحاديث يوهم ظاهرها التجسيم لكنّها في حقيقة الأمر خلاف ما يتوهمون منها , فليست دلالتها على التجسيم قطعية بل تحتمل معاني تنزيهية أخرى , أي أنها ليست قطعية الدلالة فيما يريده الوهابية , أما النصوص التي نوردها فهي قطعية الدلالة على سماع الأنبياء وتسببهم في بعض الأفعال
اقتباس:
وكأن الله سبحانه جعل بيننا وبينه عند الدعاء والسؤال بشراً نتوسل به إليه ,
ألم يقل الله تعالى : ((واستغفر لهم الرسول))؟
ألم يوسّط إخوة سيدنا يوسف أباهم في طلب المغفرة؟
ألم يوسّط عكاشة بن محصن النبي –صلى الله عليه وسلم- بقوله : (يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم)
فلماذا لم يقل له النبي –صلى الله عليه وسلم- لا توسطني في الدعاء , بل توجه أنت إلى الله مباشرة ولا تجعلني شريكًا لله؟!
ألم يدخل رجل ويسأل النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الله تعالى بالغيث؟
لماذا لم يقل –صلى الله عليه وسلم- : يا هذا ادع الله مباشرة ولا تصرف لي الدعاء؟
أم يطلب الصحابة الدعاء من أويس القرني؟
فلماذا لم يقولوا كقولك :
[وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله]
أأنت أحرص على التوحيد من النبي الكريم وصحابته الكرام؟!!
1-عمتك إنصاف هي من شتمني بأقبح الألفاظ المخزية التي يأنف رجل الشارع أن يقولها فلا تنحاز كذباً وزوراً لها وكأن لم تر ماكتبت عمتك , لاتتكلم على مستواي العلمي فأنت لاتعرفه ولا أنكر أني أكتب بكلمات عامية أحياناً في أكثر المنتديات تجاوزاً .
2-أنا لم أقل أنّ الآيات تأمرك بأن تجعل بينك وبين الله أحدًا , فلا تقوّلني يا صديقي ما لم أقل , وقد قلتُ لك أن تتوجه إلى الله تعالى مباشرة , لكن هل هذا يعني أن من طلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له فقد خالف الآيات؟ هذا ما أنازعك فيه.
ألم أقل الصيغة في أول الصفحة وطريقتها ؟!؟!
3-ما شاء الله!! ها أنت تفوق الوهابية في رد الأحاديث , شكرًا لصراحتك , ولا أدري من سبقك في تاريخ الإسلام إلى ردّ هذه الأحاديث لمخالفتها ما فهمه من الآيات , ومثلك يا أخي كمثل العلمانيين الذين يقولون أنّ الحديث الصحيح : ((من بدّل دينه فاقتلوه)) معارض لقوله تعالى : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} , ولقوله تعالى : {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} ,ولقوله تعالى : {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كارهون}, بحجة أن قتل من يترك الإسلام إكراه له على البقاء فيه , وأنت تنظر إلى الآيات والأحاديث المذكورة بنفس تلك الطريقة العلمانية.
وانت مثلك كمثل الشيعة كلكم قبوريون تطلبون الشفاعة والحاجة من أصحاب القبور وتجعلونهم واسطة بينكم وبين الله . ألم يقل الله وإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون, فهل الدعاء هنا هو الطلب من الله بالنجاة وسؤاله الخروج من البحر ؟!؟! ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما السجود فأكثروا فيه الدعاء فقمن أن يستجاب لكم فماهو الدعاء في السجود أليس الطلب ؟!؟!
4-يبدو أنّك تشبعت بأسلوب الوهابية في المغالطة , أنا لم أقل لك أن يجتمع المساكين ويطلبوا من أحد الصالحين! , بل غاية ما قلته أنّه إن ثبت إدراك الميت وتسببه في الدعاء جاز أن يُطلب منه الدعاء , لكنّ تسبب الرجل الصالح بالدعاء لا يكون إلا بخرق العادة له , وهذا ما يحتاج إلى دليل للقول به , فمن أراد أن يطلب الدعاء من رجل صالح لا بد أن يأتي بدليل يدلّ على أنّ الله تعالى خرق لذلك الصالح العادة وأمكنه من الدعاء في قبره , فإذ لم يحضر الدليل على ذلك فطلبه منه حماقة وسخف.
يبدو أنك تشربت أسلوب القبورية الشيعة الصوفية في المغالطات , ألم أقل أول صفحة صيغة الطلب الذي قصدته ؟!ثم تعود مرة أخرى للتدجيل وخوارق العادات فأي فرق بينكم وبين الشيعة هم لديهم خوارق حول قبور أئمتهم وأنتم خوارق عادات لا أعلم حول قبور من .
5-إلا أنني فرقتُ بين الأنبياء والصالحين , إذ ثبت بالأدلة المتواترة أنّ الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام- يتسببون ببعض الأعمال الصالحة في قبورهم ومنها الدعاء , فلو زار أحد المسلمين المسجد النبوي وطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له , لما كان في فعله أي محذور , بخلاف من طلب الدعاء من أحد الصالحين في قبورهم , فذاك يحتاج إلى دليل يدل على أنّ ذلك الصالح بعينه قد خرقت له العادة , أفمهمت الآن؟
ألم أقل الصيغة في أول السؤال ؟!؟!
6-أين المانع من أن توسط أحد الصالحين وتطلب منه أن يدعو لك؟
إلى الآن أنت تتكلم بكلام خطابي لا يسمن ولا يغني من جوع , وكلامك هذا يدل على منعك طلب الدعاء من أحد الصالحين , فإذا كان طلب الدعاء من رجل صالح ممنوعًا عندك.. بحجة أنّ الله تعالى أوجب عليك أن تدعو بنفسك مباشرة دون أن تطلب من غيرك أن يدعو لك , فهذا يستلزم إنكار الكثير من الآيات التي فيها توسيط أحد المقربين , جاء في سورة يوسف على لسان إخوة سيدنا يوسف :
((قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي)).
ففي هذه الآية لم يتوجه أبناء سيدنا يعقوب إلى الله تعالى مباشرة , بل جعلوا أباهم شفعيًا وواسطة لهم في الطلب من الله تعالى , فلم يقل لهم سيدنا يعقوب :
لقد أشركتم بجعلكم إياي واسطة بينكم وبين ربكم , فاطلبوا من الله مباشرة دون أن توسطونني وتطلبوا شفاعتي لكم عند الله تعالى , فإن الله تعالى أرحم بكم منّي , وهو قريب منكم مجيبٌ دعاءَ من دعاه!!!
ولو كان توسيط أحد المقربين في الدعاء ليطلب لك من الله تعالى ممنوعًا , لما صح لسيدنا يعقوب أن يشفع لهم وأن يدعو الله تعالى بدلًا منهم.
الذي قلته في أول المشاركة هو الطلب من ميت في القبر وتوسيطه بأن تقول اشفع لي عند الله وهو مخالف لقوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية , فهل الدعاء إلى الطلب من الله مباشرة وهو ما يأمرنا به الله في كل الآيات .
7-يا أخي يبدو أنك لم تقرأ شيئًا من كتب اللغة ولا الفقه ولا الأصول ولا المنطق ... .
فالتحريم والمنع له صيغ معروفة ..
كالنهي المطلق دون صارف له عن حقيقته , كما في قوله تعالى : ((ولا تأكلوا الربا ))
وكنفي الحلّ كما في قوله تعالى : ((ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا))
وبيان الحرمة كما في قوله تعالى : ((حرمت عليكم الميتة))
والأمر بالترك وما شابهه كما في قوله تعالى : ((وذروا ما بقي من الربا))
وترتيب العقوبة على الفعل كما في قوله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
"]فالصيغة في هذه صيغة أمر , والأمر بالشيء لا يدل على تحريم ما سواه , فالأمر بدعاء الله تعالى لا يدل على منع أن تطلب من غيره أن يدعو الله تعالى , وأنت إذا طلبتَ من أحد الصالحين أن يدعو لك , فلم تشركه مع الله في الدعاء , بل أشركته مع نفسه في دعاء الله تعالى , فالطلب في حقيقته من الله سبحانه لكن عن طريق أحد المقربين إليه تعالى.
[/color][/b]هل وقوفي على قبر الجيلاني وقولي ياعبدالقادر ادعو لي عند الله أو اشفع لي لاأكون قد أتخذته واسطة بيني وبين الله ؟!؟! ألم يقل الله فلا تدعو مع الله أحدا ؟!؟ وهل الدعاء لايكون بالطلب والسؤال والذي هو مخ العبادة ؟!؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله فهل قال أسألني أو أستعن بي ؟!
يبدو أنك تقرأ الكلام معكوسًا!
يبدو أن كلام بني وهب صدق فيكم , تحيز لإنصاف مع أنها شتمتني بأقبح الألفاظ التي تؤذي حتى قارئها , لو كنت مسلماً وصادقاً مع الله فقل لي بكل صدق هل تقف على أحد القبور وتقول يافلان ادعو لي واشفع لي في حاجتي عند الله
8-وأما النقطة الثانية , فتدل على أنّك لا تعرف معنى العبادة أصلًا , وهي غاية الخضوع قلبًا وقالبًا , فإذا وجد الخضوع الظاهري دون الاعتقاد القلبي لم يكن الفعل عبادة , وأكثر الأفعال يتجلى فيها الخضوع هو السجود , ومع ذلك لما سجد الملائكة لسيدنا آدم وسجدة إخوة سيدنا يوسف له.. لم يكن سجودهم عبادة لأنّه خضوع ظاهري لم يقارنه اعتقاد باطني , فإذا سألت أي مخلوق شيئًا دون أن تعتقد فيه شيئًا فليس دعاؤك من العبادة في شيء .
كان سجود الملائكة طاعة لأمر الله باطناً وخضوعاً له , إذن أنت ترى أنك إذا سجت لقبر ولكن لم يخض قلبك فليس عبادة لأن قلبك معلق بالله .
ثم إن قولك :
[فأنا أرى أن الدعاء والسؤال من الله مباشرة وهذه عبادة جليلة لن أصرفها لغير الله ولن أجعل أحد يدعو لي عند الله].
يدل على أنك إذا طلبتَ الدعاء من غيرك فقد صرفتَ العبادة لغير الله تعالى! , مع أنك إذا طلبتَ من رجل صالح الدعاء فأنت لم تصرف الدعاء له بل طلبته أن يقوم هو بصرف الدعاء لله تعالى لمكانته عند الله عز وجل.
كان محور كلامي من أول المشاركة حول القبور لكن مغالطاتكم المعروفة التي سببت عبادة قبور الصالحين في كل دول العربية حتى أصبحوا يطوفون حولها وينذرون لها ويعبدونها , فوالله ليس إلا العناد منك وعدم تقوى الله
وأما النقطة الثالثة فلا أدري من سبقك إليها غير المعتزلة! , لكنك فقتهم في جراءئك في ردّ الأحاديث!
أتمنى أن تقرأ كتاب السنة النبوية بين المحدثين والفقهاء للشيخ محمد الغزالي رحمه الله .
وأما النقطة الرابعة .. فبعدما أسأت الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا بك تسيء الأدب مع الإمام الطبري والزجاج!!
لاتتطاول علي وتقول أني أسأت الأدب مع أحاديث النبي وتكذب ككل قبوري بل ارى أن كثيراً من الأحاديث التي أسانيدها صحيحة تدخلت فيها أشياء غير صحيحة .
وفي هذا النص يرى ابن تيمية الذي أسس غلوّ الوهابية والذين تأثرت أنت منهم .. يرى أنّ الأنبياء والصالحين مكّنهم الله تعالى من الدعاء بعد وفاتهم كما مكّنهم في حياتهم! , لكنه رأى أن لا تطلب منهم الدعاء مع قدرتهم عليه , أما أنت فتنكر مثل هذه الكرامات التي ذكرها ابن تيمية من أصلها!!
إذن قل لي كيف ترى خوارق العادات والكرامات في هذا العصر حول القبور ومن منهم قد أجابك بشئ .
الوهابية يتمسكون بأحاديث يوهم ظاهرها التجسيم لكنّها في حقيقة الأمر خلاف ما يتوهمون منها , فليست دلالتها على التجسيم قطعية بل تحتمل معاني تنزيهية أخرى , أي أنها ليست قطعية الدلالة فيما يريده الوهابية , أما النصوص التي نوردها فهي قطعية الدلالة على سماع الأنبياء وتسببهم في بعض الأفعال
لديهم أحاديث كثيرة في البخاري ومسلم تدل على التجسيم مثل حديث الساق في صحيح مسلم .
ألم يوسّط عكاشة بن محصن النبي –صلى الله عليه وسلم- بقوله : (يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم)
فلماذا لم يقل له النبي –صلى الله عليه وسلم- لا توسطني في الدعاء , بل توجه أنت إلى الله مباشرة ولا تجعلني شريكًا لله؟!
ألم يدخل رجل ويسأل النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الله تعالى بالغيث؟
لماذا لم يقل –صلى الله عليه وسلم- : يا هذا ادع الله مباشرة ولا تصرف لي الدعاء؟
أم يطلب الصحابة الدعاء من أويس القرني؟
فلماذا لم يقولوا كقولك :
ألم أقل من أول بأن الصيغة هي الوقوف حول القبر والطلب منه ودار كل محور كلامي في باقي المشاركات حول هذه الصيغة .
سبحان الله إذا كنت أعمى لم تر شتم عمتك إنصاف لي واتهمتني بأني أنا من أخطأ فلا أستغرب منك كل مغالطاتك
سؤال إذا كنت مسلماً وتخاف الله فقل بكل صراحة هل تقف أمام قبر أحد الصالحين وتقول يافلان ادعو لي عند الله يافلان اشفع لي في حاجتي .
اعتذر عن عدم الترتيب في الردود فلا أعلم كيف تردون بطريقتكم سطراً من بعد سطر فقد اضطررت أن أنسخ كل مشاركتك لكي أجيب عنها .
(إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [سورة فاطر : 14]
بسـم الله الرحمن الرحيم
{ و الله الذي أرسـل الرياح فتثير سـحابا فسـقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشـور * من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه و الذين يمكرون السـيئات لهم عذاب شـديد و مكر أولئك هو يبور * و الله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا و ما تحمل من أنثى و لا تضع إلا بعلمه و ما يعمر من معمر و لا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير * و ما يسـتوي البحران هذا عذب فرات سـائغ شـرابه و هذا ملح أجاج و من كل تأكلون لحما طريا و تسـتخرجون حلية تلبسـونها و ترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله و لعلكم تشـكرون * يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل و سـخر الشـمس و القمر كل يجري لأجل مسـمى ذلكم الله ربكم له الملك و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسـمعوا دعاءكم و لو سـمعوا ما اسـتجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشـرككم و لا ينبئك مثل خبير } .
صدق اللهُ العظيم وَ بلَّغَ نبِيُّهُ الحبيبُ وَ رسولُهُ الكريم صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و نحنُ على ذلكَ من الشاهدين .
الحمد لله على سابغ نعمة الإسلام .
لقد كنت مؤدبا وحسن الخلق فى هذا الرد :
.اقتباس:
الحمدلله وحده يا أخت أنصاف فأنا والكثير في مكة المكرمة بعد أن كنا سلفيين ها نحن نستمع إلى شرح الأستاذ سعيد على جوهرة التوحيد وبدأنا بحفظها ونسخنا الشرح على اسطوانات سي دي وبدأنا بتوزيعها على كل أصدقاءنا من طلبة العلم السلفيين وعلى اكثر أقاربنا ممن يهتمون بالعقيدة
ثم أسأت الأدب فجأة وبدون مبرر فقلت :
مع أنها كانت فى حوار مع الأستاذ عثمان محمد النابلسى فى مشاركتها رقم 12 ولم توجه إليك كلاما فتدخلت أنت بهذا الرد الآثماقتباس:
تنطع في الكلام ككل ردودك يا إنصاف وتشدق باللغة العربية والسنة المحمدية , أكملي لكي نستمع كيف نجعل بيننا وبين ربنا واسطة , كيف نجعل بيننا وبين الذي قال ونحن أقرب إليه من حبل الوريد انسان مقبور لاينفع ولا يضر , صحيح أني أشعري والحمدلله رب العالمين لكن ان أقف عند قبر وأقول اشفع لي أو ادعو لي يافلان ثم نقول هذا جائز وليس أيضاً خلاف الأولى ؟!؟!؟! اكملي التشدق وأكتبي شعراً يشنف آذاننا بعلومك في العربية والسنة المحمدية وعدد القبور التي طلبتِ منها الشفاعة .
ألا تعلم أخى أن الله تعالى حذر من الإعتداء بغير داع فقال تعالى :" إنه لا يحب المعتدين "
وقال تعالى : " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "النساء آية 148
وأنت هنا ظالم لها باعتدائك بغير مبرر وإلا فاذكر لى مبررا واحدا لهجومك على هذه السيدة الفاضلة لعلى أجد لك عذرا
ثم طلبت منك بأدب رفيع أن تتقى الله بقولها :فما كان منك إلا أن أخذتك العزة بالإثم فرددت ردا خشنا :اقتباس:
هَوَّنْ علَيْكَ أيْ بُنَيَّ ... وَ اتَّقِ الله .. ثُمَّ اتَّقِ الله ...
والواجب على المسلم إذا قيل له اتق الله أن يقول نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك التقوى ولا يتعالى ويهاجم ناصحه فيصدق عليه قول الله تعالى:اقتباس:
يا أخت لا يهمني شكك ولا ظنك في ولافرق بين إن كنت من واشطن أو كنت من مكة
"وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم .. "
وإذا كنت قد قلت :
فقد أقسمت بقولك : !!!!! والله لا أفعلها ماحييت بإذن اللهاقتباس:
الخلاصة ياشباب هل ترون أن يقف المسلم عند قبر ميت ويقول يافلان أدعي لي الله أن يفعل كذا او اشفع لي عند الله أن يفعل كذا !!!!! والله لا أفعلها ماحييت بإذن الله
فلماذا السؤال والإستفسار إذن عن شئ أنت لن تعمل به أبدا وقد أقسمت على ذلك ؟!!
أتريد أن تُعلم هؤلاء الأساتذة ما ليس عندهم؟!!! أترى أن عندك من العلم ما ليس عندهم؟ إذن فأنت واهم أخى..
أخى تخلصت من مذهب الوهابية ـ إن كان ذلك صحيحا ـ فنتمنى لك أن تتخلص من أخلاقهم أيضا..
يا أخ إبراهيم .. سأغض الطرف عمّا في كلامك من سوء أدب , ومن اتهامي بعدم تقوى الله تعالى والوقوع في الشرك والقبورية! وأنني أكذب..الخ , وسأتجاوز عن كلامك الخطابي الذي ليس إجابة في الحقيقة بل خروج عن محل النزاع , ولن أدقق على المواضع التي تجاهلتها من كلامي , وكذلك لن أتتبع أغلاطك اللغوية , ولهذا سأعتبر نفسي لم أكتب شيئًا لكي أتدرج معك في الوصول إلى الحق , ولذلك لن أكثر عليك وسأسلك سؤالًا واحدًا , فأرجو أن تجيب على السؤال فقط ..
وسؤالي هو :
أنت تعتبر طلب الدعاء من النبي –صلى الله عليه وسلم- في قبره عبادة له , فإذا كان مجرد طلبِ الدعاء عبادة , فلماذا فرّقتَ بين طلب الدعاء من الحي وبين طلب الدعاء من الميت؟ فالطلب عبادة في ذاته.. وعبادة الحي ممنوعة كعبادة الميّت! فلماذا تعتبر طلب الدعاء من النبي –صلى الله عليه وسلم- في قبره عبادةً له , لكن طلب الدعاء منه حال كونه في الدنيا ليس عبادة له؟ أي.. لماذا تُجير صرف هذه العبادة للحي ولا تجيز صرفها للميّت؟
ككرتُ لك نفس السؤال بأكثر من صيغة حتى يتضح السؤال تمامًا , فأرجو أن يكون الجواب على قدر السؤال .
يا أخي عثمان أولاً سؤالي هل تطلب من أي قبر الشفاعة والدعاء ولم أقل بأنه قبر الرسول صىلى الله عليه وسلم , التحديد بكل القبور المنتشرة مثل قبر الجيلاني والبدوي وغيرها من قبور الصالحين انت قلت بالخوارق وأشياء بكل أمانة سخيفة جدا , لماذا لاتستطيع أن تجيب عن سؤالي لماذا تخاف من عقيدتك ؟!؟! يا أخي أتمنى منك الجواب بكل صراحة هل أنت يا عثمان محمد النابلسي تذهب لأحد قبور الصالحين وتقول له يافلان اشفع لي عند الله في حاجتي أو ادعو لي أتمنى منك الإجابة , من أول مشاركة لي قلت لك في الصيغة وفي من ولم أقل في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الطلب منه فأرجو من كل قلبي أن تجيب على سؤالي .
ثم إذا كان الطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره جائز لتواتر ذلك تواتراً كبيراً بحيث لايخفى على أحد ولكنه لم يتواتر أبداً لنا ولو كان ذلك صحيحاً لرأينا إجماع الصحابة والتابعين على دعائه عند قبره ألا ترى أن ابن عمر استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا وها نحن نتوسل إليك بعم نبيك , فلو كان ذلك وارداً عنهم لتوسل بالأفضل وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
هل تستطيع أن تجيب عن سؤالي الذي كررته وأنت تتغافل عنه هل تذهب إلى قبور أحد الصالحين وتقول له يافلان اشفع لي عند الله ويافلان ادعو لي عند الله ؟!؟! كنت أظن أن الشيعة فقط هم الذين يخفون عقائدهم , أنا أقولها صريحة أنا أشعري أحببت تنزيه الله عندما استمعت للأستاذ سعيد فودة بعدما كنت اعتقد التجسيم في الله لكني لن أذهب إلى احد القبور لطلب الإستشفاع منه ولا حتى لقبر سيدي محمد صلى الله عليه وسلم فأنتظر منك الإجابة وسؤالي لك لقبور الصالحين وليس لقبر الرسول الأعظم .
يا أخ إبراهيم .. حاولتُ أن أوصلك إلى الإجابة بطريق علمي متسلسل , لكنّك أبيتَ إلا المشاغبة , وها أنت ذا تترك السؤال بلا إجابة حتى أجيب عن سؤالك , ولو قرأتَ مشاركاتي السابقة جيدًا لعلمتَ الجواب.
وجوابي هو : إن ثبت عندي أن الله تعالى أكرم صاحب القبر في التسبب بالدعاء لي , فلا مانع عندي من طلب الدعاء من صاحب ذلك القبر , لكن لم يثبت عندي إلى الآن تسبب أحد الأولياء بعينه في الدعاء لي , لذلك لن أطلب منه الدعاء , ليس لكون طلب الدعاء منه شركًا كما تقول أنت , بل لكونه غير متسبب في الدعاء لي.. فلا فائدة حينها من طلب الدعاء , لكن لو ثبت عندي أن أحد الصحابة مثلًا قد خرق الله له العادة وجعله متسببًا في الدعاء فلا مانع عندي من طلب الدعاء منه , كما أنّه لا مانع عندي من الذهاب إلى سيد القبور الأفخم قبر الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وطلب الدعاء من جنابه الحبيب الأكرم , لأنّه ثبت عندي سماع النبي -صلى الله عليه وسلم- وتسببه ببعض الأعمال الصالحة.
أما أنّك قلتَ الصيغة من أوّل مشاركة , فصيغة سؤالك مضطربة ,فيها عدّة أسئلة :
الأول : طلب الدعاء من صاحب القبر , فقد قلتَ : [يافلان اشفع لي عند الله في حاجة كذا].
الثاني: طلب المدد من صاحب القبر , فقد قلتَ : [او مدد يافلان وهو ميت]
الثالث : دعاء صاحب القبر , فقد قلتَ : [أو يدعون أصحاب القبور ؟؟؟؟؟!!]
ولذلك فقد أجبتُك عن الأسئلة الثلاثة في أول مشاركة لي , ولذا أرجو ألا تكرّر التترّس بأنّك ذكرت الصيغة من أول سؤال!
ثم إن قولك :
[ولم أقل بأنه قبر الرسول صىلى الله عليه وسلم]
وقولك :
[ولم أقل في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الطلب منه]
وقولك :
[وسؤالي لك لقبور الصالحين وليس لقبر الرسول الأعظم]
يخالف صيغة سؤالك , فسؤالك عام في أصحاب القبور , ولم تستثن منه النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم- , ثم ما هي فائدة هذا الاستثناء , فأنت ترى المنع من طلب الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن غيره كذلك , وذلك عندما قلتَ :
[ لكني لن أذهب إلى احد القبور لطلب الإستشفاع منه ولا حتى لقبر سيدي محمد صلى الله عليه وسلم]!!
فقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبر غيره عندك سواء في طلب الدعاء من أصحاب تلك القبور , فلماذا تحاول التفريق مع أنّك تمنع طلب الدعاء من النبي كمنعك طلب الدعاء من غيره؟
ثم ما هي فائدة تمييزك قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قبور غيره من الصالحين بقولك : [وسؤالي لك لقبور الصالحين وليس لقبر الرسول الأعظم] , بعدما صرحت بامتناعك من طلب الدعاء من النبي والصالحين أيضًا على حد سواء بقولك : [ لكني لن أذهب إلى احد القبور لطلب الإستشفاع منه ولا حتى لقبر سيدي محمد صلى الله عليه وسلم]!!
أمّا قولك :
[ثم إذا كان الطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره جائز لتواتر ذلك تواتراً كبيراً بحيث لايخفى على أحد ولكنه لم يتواتر أبداً لنا ولو كان ذلك صحيحاً لرأينا إجماع الصحابة والتابعين على دعائه عند قبره]
ففيه خمسة أخطاء , سأوضحها لك بعد أن تجيب عن أسئلتي حتى لا ينقطع تسلسل الحوار.
وبما أنّك استثنيتَ قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- سأعيد عليك السؤال الأول, وسأضع لك سؤالًا جديدًا:
السؤال الأول : أنت تعتبر طلب الدعاء من الوليّ في قبره عبادة له , فإذا كان مجرد طلبِ الدعاء عبادة , فلماذا فرّقتَ بين طلب الدعاء من الحي وبين طلب الدعاء من الميت؟ فالطلب عبادة في ذاته.. وعبادة الحي ممنوعة كعبادة الميّت! فلماذا تعتبر طلب الدعاء من الولي في قبره عبادةً له , لكن طلب الدعاء منه حال كونه في الدنيا ليس عبادة له؟ أي.. لماذا تُجير صرف هذه العبادة للحي ولا تجيز صرفها للميّت؟
السؤال الثاني : إن كنتَ تجيز طلب الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبره , فلماذا تمنع طلب الدعاء من غيره من الصالحين , مع أنّ طلب الدعاء من الميّت عندك عبادة؟ فهل عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم- جائزة وعبادة غيره ممنوعة؟ وإن كنتَ لا تجيز طلب الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- فلماذا قلتَ : [وسؤالي لك لقبور الصالحين وليس لقبر الرسول الأعظم]؟
وأرجوك غاية الرجاء أن تلتزم الإجابة عن السؤالين فقط دون الحيدة إلى مسائل أخرى , فكل ما يتعلق بهذا الموضوع سنبحثه كلّه إن شاء الله
أولاً أشرح لي كيف تلون الإجابات ثم تجيب عن كل سطر من كلامي لأني أتعب في الإجابة عندما انسخ أجاباتك سطراً سطراً .
أيضاً تراوغ وتتهرب وتقول لن , أقول هل فعلتها قبلاً أم لم تفعلها , هل من قبر علمت أنه خرق العادة (ولا أعلم أي عادة سيخرقها؟!؟!) أريدك أن تقول لم أفعلها صريحة هكذا .
الطلب من الحاضر الحي القادر فرق بينه وبين الميت العاجز قال تعالى ن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ
وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ"
فكيف تجيز الطلب من ميت الشفاعة والدعاء إن لم تكن معتقد في هذا الميت بأنه ينفع ويضر ؟!؟! أما طلب من الحي القادر على الدعاء ففرق بينه وبين الميت العاجز الذي خرج من الدنيا وانتهى امتحانه وتوقف عمله إلى البرزخ .
أنا لم أجز دعاء رسول الله في قبره ولكن كان سؤالي لك هل فعلتها أنت حول قبور الصالحين في موطنك وفي المكان الذي أنت فيه ؟!؟!
ثم لماذا إلى الآن لم يثبت عندك أن احد قبور الصالحين أو حتى قبور الصحابة أنهم خرقوا العادة ؟!؟! فمتى يثبت ؟!؟! عند موت الدكتور علي جمعة أم ماذا ؟!؟!
وبالله عليك هل تريد من المسلمين أن يتجمعوا حول القبور ويناجوهم ويطلبوا الشفاعة منهم بالله العلي العظيم ألا يكفيك كل تلك الآيات التي طلب الله منا أن ندعوه مباشرة ونطلب منه سبحانه لا اله إلا هو ؟!؟! بصراحة منظر مقزز عندما أشاهد ضريح مثل الحلاج في العراق ومبنى ضخم وخادم للضريح ؟!؟! ألا يكفي أن يدفن مثل باقي المسلمين , لاتقل أن هذا أسلوب خطابي لكن التعصب يقود الإنسان إلى الخطأ .
سأنبهك يا أخ إبراهيم إلى الأمور التالية وللمرة الأخيرة :
أولًا : قد تجاوزت الحدود في قلة الأدب , وقد صبرنا على بذاءتك طمعًا في إيصالك إلى الحق , فأرجو ألا يتكرر منك ذلك.
ثانيًا : أرجو ألا تشتت الموضوع بترك الإجابة عمّا أسألك عنه , وأن تكون الإجابة على قدر السؤال.
ثالثًا : تعاهد الآيات القرآنية بالكتابة والضبط الصحيح .
رابعًا : ما زلت تخالف أساسيات اللغة العربية في كتابتك , فتنبّه عندما تكتب.
والآن سأردّ على ما يحتاج إلى الردّ من كلامك باختصار , وأعود إلى سؤالي الذي لم تجب عنه .
[أيضاً تراوغ وتتهرب وتقول لن , أقول هل فعلتها قبلاً أم لم تفعلها , هل من قبر علمت أنه خرق العادة (ولا أعلم أي عادة سيخرقها؟!؟!) أريدك أن تقول لم أفعلها صريحة هكذا]
ما لك ولي! , سواء فعلتُها أم لم أفعلها , نحن هنا نتباحث مسألة علمية , فلا يتوقف معرفة حكمها على فعلي لها أم , لكن لو كنتَ تفهم مدلولات الكلام لعرفتَ الإجابة من قولي :
[لكن لم يثبت عندي إلى الآن تسبب أحد الأولياء بعينه في الدعاء لي] .
[فكيف تجيز الطلب من ميت الشفاعة والدعاء إن لم تكن معتقد في هذا الميت بأنه ينفع ويضر ؟!؟! ]
لا أدري من أين أتيتَ بهذا التلازم بين الطلب من الميت وبين اعتقاد النفع والضر , فكما أنني لو شهدتُ النبي –صلى الله عليه وسلم- حال حياته لطلبتُ منه الدعاء.. دون أن أعتقد فيه النفع والضر , فكذلك أطلبُ منه الدعاء في قبره دون أن أعتقد فيه النفع والضر , واعتقاد النفع والضر أمرٌ قلبي لا يعلمه إلا الله , فلا يصح لك الحكم على أحدٍ أنه يعتقد النفع والضر في شيء إلا إذا صرّح بذلك , وما سوى ذلك فهو ادعاءٌ للاطلاع على ما في القلوب الذي لا يعلمه إلا علّام الغيوب , ولو كان طلب الدعاء من صاحب القبر يستلزم اعتقاد النفع والضر , لكان محققو المذاهب الأربعة مشركين.. لأنهم حثّوا الناس على طلب الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستشفاع به عند زيارة قبره.
[أما طلب من الحي القادر على الدعاء ففرق بينه وبين الميت العاجز الذي خرج من الدنيا وانتهى امتحانه وتوقف عمله إلى البرزخ
أنا لم أجز دعاء رسول الله في قبره ولكن كان سؤالي لك هل فعلتها أنت حول قبور الصالحين في موطنك وفي المكان الذي أنت فيه ؟!؟]
هذا يعني تسويتك بين قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- وقبور الصالحين في شركية طلب الدعاء من أصحابها , فلماذا حاولتَ التملّص وتمييز قبر النبي عن غيره من الصالحين بقولك:
[ولم أقل بأنه قبر الرسول صىلى الله عليه وسلم]
وقولك:
[ولم أقل في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الطلب منه]
وقولك:
[وسؤالي لك لقبور الصالحين وليس لقبر الرسول الأعظم]
فهذا يعني أنّ طلب الدعاء من النبي –صلى الله عليه وسلم- والاستشفاع به شركٌ عندك أيضًا .
وأعود الآن إلى سؤالي الذي ما زلتَ تحيد عنه , فأقول :
أنت تعتبر أنّ توسيط أحد الصالحين بينك وبين الله تعالى ليدعوَ لك عبادة منافية للآيات القرآنية , فلماذا تُجيز عبادة الصالحين الأحياء بطلب الدعاء منهم وتوسيطهم , وتمنع من عبادتهم وهم أموات بطلب الدعاء منهم وتوسيطهم؟ أي : هل سماع الحيّ وقدرته على التسبب في بعض الأعمال الصالحة تُجيز لك عبادته , بينما عدم سماعه وتسببه ببعض الأعمال الصالحة حال وفاته تمنعك من عبادته؟
وأرجوك ثم أرجوك ألّا تكثر الكلام في غير الجواب عن السؤال.
أين تجازوت الحدود في قلة الأدب ؟!؟! لكني أعيدها مرة أخرى أنت تخفي عقائدك كما يخفي الشيعي عقديته .
تقول مالك ولي وأنا أقولها صريحة جذعة لن أفعلها ,إذن أريد منك جواباً شافياً هل فعلتها ووقفت على أحد القبور أم لم تقف .
إذن كيف ثبت عندك أن صاحب القبر يستجيب لمن يطلب منه الشفاعة ؟!؟!؟!
لا أستغرب تجاوزك أنت وغيرك في هذا المنتدى الحدود مع أحد المخالفين لكم فقد رأيت الكثير وقرأت الكثير فيه فمما قرأت أستخفافكم بالمخالف ثم شتمكم له أشد الشتم ولو رد بكلمة واحدة تحمرأنوفكم غضباً كيف لعامي أن يخاطب أسياد الإسلام .
إذا لم تعتقد النفع والضر من صاحب القبر فكيف قدرت إجابته لطلبك ؟!؟! ثم لماذا تريد مني أن أفهم كلامك من بين السطور ؟!؟! صرح بها قل لم أقف عند قبر لطلب الشفاعة منه .
لم أحاول التملص من قبر النبي لكن ماقصدته هو قبر أحد الصالحين في بلدك الذي أنت فيه لكن تبين لي بعد كل محاولاتي أنك تخاف من الإجابة الصريحة وهذا أيضاً زادني تشبثاً بالحق .
لاتحاول أن تتهرب من الإجابة إلى المهاترات المعروفة عندكم فعندما شتمتني عمتك انصاف وقالت بأني أشتهي أن أمسح أحذية الزنوج في واشطن ولم أقل لها إلا كلمة التشدق بالكلام هب الأشاعرة للدفاع عن الأشعرية , لكن تبين لي أن والديّ قد اجتهدوا في تربيتي والحمدلله .
أقول الأحياء قادرون على الدعاء بالمشاهدة والأدلة الشرعية لكن أين الأدلة على جواز دعاء أصحاب القبور بعد أن ماتوا وفقدوا القدرة ؟!؟! ثم تقول أن من يطلب الشفاعة عند الأضرحة لا يعتقد فيهم النفع والضر إذاً ماذا يعتقد ؟!
تقول لي صبرنا على بذاءتك ؟!؟! عجباً فلماذا لاتتكلم عن بذاءة عمتك أنصاف في كلام يستحي من قوله رجل الشارع ؟!؟!
الحي إذا طلبت منه الدعاء فهو يملك الحياة والقدرة على إجابتك وقد دلت الأدلة الشرعية على جواز طلب الدعاء من الحي وهذه عبادة منه لكن من الميت كيف وقد فقد الحياة والقدرة ؟!؟!
إنما الطلب من الميت شرك لأنك تعتقد فيه القدرة على النفع والضر لأنه فقد الحياة والقدرة لكن الحي عندما يدعو لك فهو الآن يعبد الله بهذه العبادة الجليلة التي تسببت بها أنت , إذاً الطلب من الحي ليست عبادة له لكن عبادة منه لله ألم يقل رسول الله الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ؟!؟ إذن كيف فهمت بأنه يسمعك ثم يستجيب لك ثم يدعو ؟!؟!
بكل صراحة لا أحب السلفية لكني وجدتهم أصدق في دينهم وأصرح من الأشاعرة برغم التجسيم الذي هم غارقون فيه .
ثم لم تجب إلى الآن عن سؤالي كيف لم يثبت عندك أن أحد الأموات خرق العادة في قبره وإلا حدثنا إن كنت جاداً عن أحد هذه الخوارق .
هل تعبت أعصابك عندما جعلتك تنكر أنك طلبت الشفاعة من أحد القبور في بلدك وعندما تهربت عن سؤال الخوارق ؟!؟! فقمت تهددني وتقول للمرة الأخيرة ؟!؟! وكأنك تملك من أمري شيئاً حتى أخافك وتقول للمرة الأخيرة ؟!؟!
استأذن الأستاذ محمد النابلسى فى التدخل قليلا :
أرجو من الأخ إبراهيم أن يدخل على هذا الرابط ويقرأ ما فيه بتؤدة وتمهل وتمعن ثم له أن يرد بعد ذلك :
http://www.azahera.net/showthread.php?t=8056
إذن يا أخ عبدالله هل ترى أن ذلك مختص برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن له حياة خاصة في البرزخ غير حيوات الناس ؟.