المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عبد الحى سعيد
تحدثت سورة الأعراف عن أحوال أنبياء الله مع أقوامهم فقالت عن نوح :
لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم" آية 59
وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون" آية 65
وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وقد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليمآية 73
وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها ذلك خير لكم إن كنتم مؤمنين"الأعراف آية 85 ...
ومن هذه الآيات نرى أن كل نبى أرسل إلى قومه كان يدعوهم إلى الإيمان بالله وينذرهم عاقبة كفرهم، أما لوط عليه السلام فلم يأمرهم بذلك ولكنه استبشع فعلهم للفحشاء فيما بينهم من تكافؤ الرجال بالرجال وتركهم إتيان زوجاتهن الحلال
قال تعالى "ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين" 80 الأعراف
فلماذا لم يدعهم إلى عبادة الواحد القهار كما فعل من سبقه من الأنبياء ؟
إنه لن يدعوهم إلى عبادة الله إلا فى حالتين : أنهم كانوا يعبدونه فعلا ولكنهم تفلتوا عن عبادته تعالى بهذه الخصلة الشنيعة التى أُبتلوا بها وهى تكافؤ الرجال بالرجال فهو عليه السلام يردعهم ويردهم عنها
أو أنهم كانوا على الكفر شأنهم فى ذلك شأن من سبقهم من الأمم التى وقع عليها العذاب كعاد وثمود ولكنهم مع ذلك لا يصلحون للإيمان والطاعة حتى يتخلصوا من فعلتهم الشنعاء هذه فيصبحوا بذلك صالحين لأن يدعوهم لعبادة الله العلى جل شأنه
وإنهم إن أطاعوه فى الإقلاع عن هذا الفعل الخبيث فإن طاعتهم بعد ذلك فيما سيدعوهم إليه من عبادة الله وحدة ستكون أيسر
وقد سبق معالجة هذا الموضوع بتوسع تحت عنوان :
(لــــــوط علـيـــــه الســـــلام ..والدعوة إلى الله )على منتدى الحوار العام وقد تدحرج حتى صار على الصفحة العاشرة ..
والله تعالى أعلم