موسى محمد الاسمري
العجز الفلسفي عند المتسلفة والتيمية
بواسطة
, 20-06-2017 عند 00:59 (2203 المشاهدات)
دائما نرى السلفية يستدلون باستدلالات مختلفة لإثبات عقائدهم، ولو تتبعت إستدلالات السلفية في إثبات معتقدهم، سيظهر لك جليا أن جل استدلالاتهم دينية تتعلق بالمعنى اللذي يطرق أذهانهم عندما يقرؤون كل أية تختص بالصفات، بينما تجد هذا المعنى اللذي يطرق أذهانهم ليس الا معنى يستلزم التجسيم.
ثم عندما حاصر السادة الأشاعرة أهل السنة المنزهه السلفية بحجج دينية تبطل معتقدهم، لجأوا إلى الفلسفة والمنطق، علهم يجدون في ذلك مايبطل مذهب الأشاعرة، فهم عادوا إلى مانهوا الناس عنه، ألا وهو إعمال العقل في فهم النصوص.
وتجدهم يستدلون بالعدم، فيقولون الأشاعرة يعبدون عدما!!!!
وإن سألت التيمية عن سبب قولهم هذا ، سيقولون لك لأن الأشاعرة يقولون أن الله ليس له جهه، ولا مكان، فالعدم يوصف بأنه ليس له مكان ولا جهه!!!!
حقيقة هذا إستدلال متهافت وباطل، ورد هذه الشبهه بسيط جدا.
المشكلة حقا في فهم هؤلاء السلفية والتيمية، فهم ضعيفون في الاستدلال الديني والفلسفي على صعيد واحد، وهذا يتضح كما سأبين لكم.
قولهم أن العدم ليس له جهة قول باطل وهذا يدل على قصر الفهم وإعوجاج الفكر، فالعدم يحد المادة، ويقبع العدم حيث لا توجد مادة، فمثلا كوكب الارض يعتبر مادة، ويحدها العدم من كل الجهات، فتبين أن للعدم جهه على عكس مايقول السلفية.
كما أن للعدم حيثية ، والحيثية هي حيث يكون الشيء، فحيثية العدم هي أنه يحيط بالأرض وهو في الحيثية التي تحيط بالأرض.
وحتى لو لم تكن هناك مادة ، نحدد جهة العدم بالنسبة لهذه المادة، فبإمكاننا أن نثبت أن للعدم جهة وحيثية وأن لم يكن هناك مادة. فمثلا قبل خلق الكون والخلق-المادة - كان السائد بلا شك هو العدم، فلو سألتك عن جهة العدم في هذه الحالة لقلت أن العدم في كل جهة، وأن العدم في كل حيثية تماما.
فها نحن أثبتنا أن للعدم جهة وحيثية، فعلى أية أساس قالوا أن الأشاعرة يعبدون عدما؟؟؟
بلا شك لا يوجد أساس سوى قصر الفهم والعجز عن إدراك الأشياء والإفتقار إلى تفكير فلسفي ناضج.
فنحن الأشاعرة لا نقول أن الله يقبع في حيثية من الحيثيات ولا جهة من الجهات، حتى يتصور السلفية أننا نعبد عدما، لأن العدم له جهة وحيثية، أما الله فقد تنزه عن ذاك.