عثمان حمزة المنيعي
لعبة اللامذهبية : شجار بين الحديث و الفقه
by
, 15-04-2017 at 14:21 (10641 Views)
*******************
********************
لعبة اللامذهبية : شجار بين الحديث و الفقه
************************
***********************
استطاع السلفيون بفكرة اللامذهبية السيطرة على عقول كثير من المسلمين من طلاب علم و من عوام الناس..، وتتلخص هذه الفكرة في كلمة واحدة يقولونها : (أيهما أولى بالاِتِّباع ؟ كلام رسول الله (ص) أم كلام الفقهاء ؟) .
ولم يكن للطالب المبتدئ أو العامي المرتجل أن يدرك المغالطة التي أوقعه السلفيون في شركها ، فينساق وراء كلامهم ويبدأ في الطعن في إمام مذهبه ويشغب على من حوله..
ويعلم كثير من دهاة السلفيين أن فكرة اللامذهبية خطأ من ألفها إلى ياءها ، ولكنها شَرَكهم الذي يصيدون به ويحققون به غرضهم الأساسي ، ألا وهو السيطرة على المجتمعات الإسلامية ولابأس عندهم باستعمال المغالطات للوصول إلى هذا الغرض ..
وعصا موسى التي تلقف ما يأفكون وتصرف عن الناس سحرهم هي : (الاجتهاد) .
هل الاجتهاد خاص بالعلماء أم هو لكل الناس ؟ فكيف بك ايها العامي تصف إمام مذهبك بمخالفة الحديث وأنت لا علم لك بالآثار ولا بالأصول .. ألم يكن أولى بك الأناة لمعرفة ما استند إليه إمامك ؟
ولما كانت مخالفة الحديث لا تكون إلا عن جهل أو هوى ..، ولم يكن ممكنا وصف أئمة المذاهب بالهوى ..أخذ السلفية يقولون للعامة والمبتدئين : ( إن أئمة المذاهب لم يكونوا على اطلاع على تلك الأحاديث التي نذكرها لكم ) ، ومن أين لعامي أو مبتدئ أن يتحرى عن دعواهم تلك ؟ ولا يجد في من حوله من يرشده ، فيُسلِّم لهم ...
وقد علم أئمة السلفيين أن العلماء في المذاهب الأربعة قد اطلعوا على تلك الآثار ولهم توجيهاتهم المستندة إلى التحقيق في كل ما أثر عن السلف ..وهذه التوجيهات والتحقيقات تخفى على غير المطلع من طلبة العلم المبتدئين ، فكيف بعوام الناس ..
إن خلافنا مع السلفيين ليس فقهيا ..بمعنى ليس لنصرتهم قولا على قول آخر في الفقه .. الخلاف أعمق من ذلك وأكبر .. خلافنا معهم في أصول الفقه .. أي في (لامذهبيتهم) التي يعتبرون بها كل اختيار فقهي لعلمائهم هو (الكتاب والسنة) وكل ما عداه خطأ .
هنالك اجتهادات لبعض أئمتهم خالفوا بها المذاهب الأربعة .. ينبغي الإشارة إليها وتعقبها ...لكن يجب أن لا يصرفنا ذلك عن التركيز على تحطيم صنمهم الأكبر وهو اللامذهبية ...لأنه إن تحطم فما بعده أهون بفضل الله تعالى..