عثمان حمزة المنيعي
متى يتنافى إثبات الغرض مع الكمال؟
بواسطة
, 07-03-2017 عند 15:58 (4477 المشاهدات)
السلفيون و المعتزلة يستعملون إثبات الغرض لأفعال الله تعالى للوصول إلى إعتقادات غير صحيحة :
السلفيون :يستدل السلفيون بالغرض على قيام الحوادث بالله تعالى ، لأن تجدد الأغراض مع الزمن يعني تجدد الفعل و تجدد الإرادة ، تجددا زمانيا
و هذا المعنى عند الأشاعرة لا وجود له ، لأن إرادة الله و أفعاله ( القيام بالفعل ) مطلقة ، و زمنية الاغراض لا تخرج بإرادة الله تعالى و أفعاله لأن تكون زمانية ، بل الإرادة مطلقة لا زمانية و الافعال مطلقة لا زمانية .
و ينتقد السلفية للأشاعرة ، بأن كون الإرادة قديمة و المفعولات حادثة ، يجعل هناك ( تراخيا زمنيا) بين الإرادة و إيجاد المخلوق .
و لا قيمة لهذا الإنتقاد ، لأن ( التراخي الزمني ) لا يكون إلا إذا كان قدم الإرادة زمانيا ، و قدم الإرادة عند الاشاعرة مطلق لا زماني .
المعتزلة : الغرض يرجع إلى العلم ، و عند المعتزلة أن علم الله تعالى بحسن و قبح الأشياء كاشف فقط ، لأن الحسن و القبح ذاتي في الأشياء .
و بقول المعتزلة بالغرض مع قولهم بالحسن و القبح الذاتي للأشياء ، يصيرون إلى معنى أن الله تعالى غير مختار ، لأن الحسن و القبح الذاتي للأشياء ، يجعلان إختيار الله تعالى لها عن إكراه .
و هذا المعنى عند الأشاعرة لا وجود له ، لأن حسن و قبح الأشياء بإرادة الله تعالى و ليسا ذاتيين ، فإختيارالله تعالى لغرض ، ليس فيه إكراه ، لأن الغرض و صفاته بإرادة الله تعالى ، فرجوع الإرادة إلى الغرض عند الأشاعرة ، ليس فيه إكراه ، بل هو رجوع إرادة الله تعالى إلى أمر أراده .
...
غاية الفعل أرادها الله تعالى ، إذن الغاية غرض للفعل .
الكمال الذي في فعل الله تعالى ، حصلت به حكمة .
هل الحكمة حصلت بإرادة الله تعالى ؟
الحكمة حصلت بإرادة الله تعالى ، و غرض الفعل تحقيق المراد ، و المراد هو الحكمة ، فغرض الفعل هو تحقيق الحكمة .
إذا كانت الحكمة أمرا ذاتيا في الشيء .
( و هذا ليس قولنا ) .
فإنه على هذا الوجه : لو كانت الحكمة غرضا لفعل الله تعالى ، لكان فعل الله تعالى ناقصا و صار كاملا بالإلتزام بتحقيق الغرض و الحكمة .
إذا كان الشيء حكمة لأن الله تعالى أراده .
( و هذا قولنا ) .
فإن كون غرض الفعل تحقيق الحكمة ليس إستكمالا لنقص في فعل الله تعالى ، لأن الفعل و الحكمة جميعا بإرادة الله تعالى .
...
غرض إضطراري و غرض إختياري .
ننفي عن الله عز وجل الغرض الإضطراري ، و نثبت له الغرض الإختياري .
فالله تعالى يختار من الأغراض ما يشاء .
و القول بان فعل الله تعالى كامل لا غرض له ، لا أدري معنى كمال الفعل في نفي الغرض و القصد عنه .
مقتطفات من حوار سابق في المنتدى :http://www.aslein.net
/showthread.php?t=17820
ويمكن كذلك الرجوع إلى هذا الموضوع في مدونتي : التحسين و التقبيح و الشرع و العقل