بواسطة , 12-10-2019 عند 15:37 (522 المشاهدات)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عبد الحى سعيد
الحمد لله الحليم الرشيد الصبور
ونصلى ونسلم على سيد المجاهدين والصابرين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على قدر دينه.." رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح
وكلنا نعلم أن من أشد الأنبياء ابتلاء هو نبى الله أيوب عليه السلام ..
وقد اتخذ الناس من صبره على بلائه مثالا على كمال الصبر
فيقولون ( يا صبر أيوب )وذلك إذا تعجبوا من صبر إنسان !
ولكن هناك صبر آخر لنبى آخر لم يلتفت إليه أحد!
وهو صبر نوح عليه السلام ..!
فقد مكث فى قومه 950 عاما يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام
قال تعالى " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً"
: عن ابن عباس رضى عنهما أنه بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة ، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين ، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة .
وقال وهب : عمر نوح ألفاً وأربعمائة سنة
ولم يستجب له بعد مدة دعوته هذه،950 عاما، إلا القليل !
قالى تعالى " حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " آية 40سورة هود
عن ابن إسحاق قال: لما فار التنور، حمل نوح في الفلك من أمره الله به، وكانوا قليلا كما قال الله، فحمل بنيه الثلاثة: سام، وحام، ويافث، ونساءهم، وستة أناسي ممن كان آمن، فكانوا عشرة نفر ، بنوح وبنيه وأزواجهم
وعلى هذا أقوال جماعة من المفسرين
وعن ابن عباس: حمل نوح معه في السفينة ثمانين إنسانًا
ويؤكد قول ابن عباس هو ما جاء في سورة هود " وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي .. "من الآية 27 من سورة هود
فلو لم يؤمن به إلا بنوه وزوجاتهم كما قال بعض المفسرين لما قالوا هذه العبارة له..فهى تدل على أن المؤمنين مجموعة غير أبنائه..والله أعلم
ولو قلنا أن المؤمنين به كانوا 80 مؤمنا، على أكثر التقديرات، فسنجد أنه في مدة 950 عاما من الدعوة آمن هذا العدد القليل من قومه! وسنجد أنه فى كل قرن من الزمان كان يؤمن به أقل من عشرة من الأتباع! فأى صبر هذا لنبى من أنبياء الله ورسول من رسله!!
ومن تأمل هذا وجده لا يقل عن صبر أيوب على بلائه فى جسده
فقد اُبتلى أيوب عليه السلام ببلاء شديد فى جسده عانى منه أشد المعاناة لمدة 18 عاما فصبر حتى كتب الله له الشفاء
أما نوح فصبر 950 عاما يدعو إلى الله ويرغّب ويرهّب ولكن الأسماع صُمت والقلوب عميت عن الإيمان به..ولكنه عليه السلام قد أدى ما عليه وأرضى ربه
وعلى هذا فلنا أن نقول متعجبين يا صبر أيوب!!
ولنا أيضا أن نقول يا صبر نوح!!
ولا عجب أن يعده العلماء من الخمسة أولى العزم من الرسل، ليس لكثرة من آمنوا به ولكن لعظيم صبره على تبليغ دعوته
فصلى الله عليهما وعلى نبينا وعلى جميع أنبيائه ورسله
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
- التصانيف
-
غير مصنف