حسام الدين حسن إسماعيل
نظرية التطور : خاطرة كمية أشعرية
by
, 22-02-2016 at 21:26 (7087 Views)
Grand_Canyon_Geoblks.gif340px-MyosinUnrootedTree.jpgChronostratChart2014-02.jpgnature09113-f3.2.jpgnewyork geological map.jpg
يُخرج لنا المجتمع التطوري كل فترة مجموعة من العظام من مكان ما ؛ و بدقة جغرافية عالية في أفريقيا مثلا لإمرار فرضية out of Africa أو من سهول أوربا لإمرار فرضية النياندرتال ؛ هياكلا يزعم أنها لكائنات كانت ذات صلة بالبشر فيما خلا من الدهر ؛ تحديد مقابر هذه العظام لا يتم بالصدفة equal probability of individual appearance in the sample ؛ بل يتم هكذا بلا مقدمات .
تماثل ال morphology بين القردة و الكائنات الوسيطة كالهوموإركتوس و ال homo sapiens لا يعتبر دليلا كافيا sufficient evidence على تشجرنا من سلف مشترك common descent مع القردة ؛ فيزيائا : كل الكائنات الأرضية تخضع في شكلها لتأثير قوة الجاذبية الأرضية ؛ تأثير هذه القوة يظهر في شكل أعضاء الحركة و التناول و البطش لدى الكائنات الراقية ؛ فكيما يستطيع الديناصور أن يتحرك و ياكل و يدافع عن نفسه و يهاجم فهو بالضروة البدهية يحتاج إلى أعضاء حركة؛ هذه الأعضاء لا بد أن تكون أقرب لمصدر الجاذبية الذي هو الأرض؛ فلا يمكن أن تكون أقدامه على رأسه أو تحت إبطه مثلا ؛ لتنافي ذلك وظيفيا و منطقيا مع فكرة ال intelligent design أو "حسن التقويم" بعبارة مشابهة في المضمون؛ و كيما يقتات القرد و يتنقل بين الأشجار و فوق الأرض فهو يحتاج لأعضاء حركة بنفس منطق الضرورة النظرية خاصة الديناصور ؛ هذا لا يعني أبدا أن يكون هناك سلف مشترك بينهما فقط لتشابه أنلوجيات أعضائهما . ذات المنطق موجود في حال الكائنات البحرية ؛ التي تعيش في fluid ؛ قوانين الحركة في الموائع في الكرة الأرضية لها متغيراتها و ضوابطها ؛ و هي أيضا متأثرة بالجاذبية الأرضية ؛ فكون أن هناك زعانف للحيتان في مائع سائل كالماء و أجنحة للطيور في مائع غازي كالهواء لا يعني أبدا تطور الأخيرة من الأولى عبر الزمن؛ سيما إذا علمنا (يمكن الرجوع لكتاب Intelligent Design في هذا الصدد) بتحسيبات مكيكانيكة التطور أن العضو يحتاج إلى ملايين السنين كي يغير شكله من زعنفة لجناح أو العكس؛ أو من زعنفة لقدم ؛ و إن تشابهت النهايات العظيمة في أطراف الكل : هذا التماثل أو التشابه هو بفعل تأثير الوظيفية التي تؤثر على شكل العضو؛ و التي هي أيضا دالة في تأثير القوة الكونية المحيطة . فلو تماشينا جدلا مع نظرية ال stochastic process التي بموجبها حصل تطور مورفولجي mutational في شكل زعنفة إلى قدم أو في شكل قرد منتصب الهيكل العظمي إلى أن وصل إلى شكل أبينا آدم عليه السلام بفرضية الانتخاب الطبيعي لبعض المجموعات؛ لوجدنا أن حسابات مكافئات العملية العشوائية أكبر بكثير من المدى الزمني الذي تقدمه الجيولجيا التطورية ؛ فالمسألة ليست كتغيير ذراع حركة لسيارة نقل إلى ذراع حركة لسيارة معدة للتسابق؛ ليس بهذه البساطة ؛ في مثال ذراع الحركة تحتاج إلى تغيير مادة سبيكة الذراع ؛ و تصميمها ؛ و شكل نهاياتها كي ترتبط بالأجزاء الأخرى في الماكينة المستهدفة؛ يحتاج هذا إلى زمن مقدر – لنقل شهرين مثلا – لتصميم الشكل الجديد؛ ثم للاتصال بورشة التصنيع؛ ثم لتحديد المعادن الجديدة من حيث تحملها للظرف الجديد من درجة حرارة عالية و تحمل للتآكل و تماشي مع سرعة نقل الترس و إلى آخره؛ ثم لتجريب الذراع الجديد في سيارة التسابق ؛ ثم لتجويد التصميم إن وجدت بعض الملاحظات ؛ ثم لاعتماد الذراع الجديد قبل إنزاله للتجرية و بأمان عال وفقما تقتضيه معايير السلامة ؛ هذه ال process تحتاج لملايين ملايين السنين كي تحدث في عضو حي يخضع تطوره إلى عمليات biochemical , genetic, circumstantial, functional , etc تتضافر مجتمعة كي تخرج العضو الجديد بكفاءة عالية ؛ هذه السنون بحسابات مكافئات العشونة – كونها أسلوبا ريضيا مستخدما للتعبير الكمي عن الفكرة- خارج نطاق timeline الذي تقترحه نظرية التطور الكلي و كشوفات الجيولجيا التطورية؛ كما إن الكائنات الوسيطة هذه تظهر بأعضاء مكتملة في أعصر جيولجية يشكل الفارق الزمني بينها وقتا أضيق مما تحتاجه هذه الأعضاء كي تكون mature enough للقيام بوظيفتها في إبقاء الكائن حيا ؛ وفق نظرية النشوء و الارتقاء خاصة دارون.
جانب آخر؛ و هو ماذكرتموه شيخ هاني عن عدم ضروية توفر كل المشاهد الحسية لبناء نظرية؛ و هو يشبه مفهوم ال modelling and simulation basing on missing values ؛ و هذا دفع للفيديو الذي قدمته سابقا و الذي أشار إليه الفاضل قرشي ؛ و الذي أعده Crockduck خريج هارفارد قسم الفزياء الكونية ؛ و الذي سخف فيه من ضرورة توفر البيانات كاملة لبناء نظرية ما قياسا على ما قدمه من أمثلة ؛ المتعارف عليه عندنا كإحصائيين رياضيين عند استخدام النمذجة لدراسة فرضيات مبتناة على بيانات intermittent and/or missing هو أن النماذج الناتجة في هاتيك الأحوال هي نماذج ضعيفة مقارنة بنماذج مكتملة البيانات mature models basing on availability of full data set ؛ حتى و إن كانت مخرجات هذه النماذج مبتسرة البيانات مرت عبر اختبارات فحص المقدرات ؛ غياب هذا الشرط يزيد من احتمال ال falsifiability بصورة درامياتيكة و يشكك في مصدر البيانات بل و اتساقها مع الفرضية ؛ يتآكد هذا الضعف عند تناول موضوع في علم الأحياء مثلا أو الزولوجي أو البايوكيمستري ؛ حيث أن جل النظريات التي قدمتها هذه العلوم خضعت لتوفر بيانات كافية متصلة زمنيا و لحيادية في تحديد العينات قبل إدخالها المعامل لتحقيق أو نفي الفرضيات ؛ بخلاف علوم الفيزياء و الاقتصاد و الكيمياء و علم النفس و الصيدلة مثلا؛ و التي تعبر عيناتها بنجاح و منطقية عند تناول فرضيات نظريتها بالدراسة.
لنرد مثلا على crockdock إذ ضرب أمثلة من الكهرباء و الفلك في الفيدو المعني ثم قاس المخرجات على فكرة تطور الإنسان من سلف مشترك مع قرد ؛ بقولي أن الكهرباء ليست كالأحياء التطورية ؛ و لا الكوزمولجي بل ولا كالاقتصاد الكلي القياسي ؛ من حيث طبيعة المتغيرات التي تتناولها هذه العلوم بالمقارنة مع الأحياء التطورية؛ و قابلية استجابتها لقوانين الفيزياء الكلاسيكية و الكمية و الاجتماعية؛ و كم و إشارة هذه الاستجابة؛ و احتمال استجابة هذه المتغيرات للظروف المؤثرة ؛ و من ثم مشاركة هاتيك الاحتمالات في تكوين عملية عشوائية بسيطة أو معقدة و من ثم استقرار هذه العملية العشوائية و ظهورها من حين لآخر في مجتمعات منتخبة طبيعيا stochastic process sustainability under natural selection presumptions ؛ هاتيك العلوم يمكن التكهن فيها بمآلات متغيراتها أو تخيل ما لا يرى فقط بدراسة عينات منظورة حاوية على بيانات متقطعة؛ هذا التكهن ضعيف في حال البيولجيا التطورية ؛ لعدة أسباب ؛ أهمها : طبيعة البروتينات التي هي جزء أصيل في الحمض النووي ؛ من حيث تعقيد تركيبها؛ و تخصص وظيفتها ؛ و دقة التحامها مع بروتينات أخرى في الضفيرة الوراثية ؛ هذه العملية لا يمكن أن تحدث عشوائيا البتة كيما تشكل كائنا متطور كليا في زمن محدد ؛ و فيصل ذلك الضبط المعملي و عدم خروج أي كائن متطور كليا في الفترة الأخيرة كما زعمت معادلات التطفر و التشجر mutation and branching equations ؛ ناهيك أن تحدث كل فترة زمنية لكي تعطي حمضا نوويا جديدا يخرج لنا كائنا جديدا ؛ و لو استخدمنا لغة الإحتمالات ؛ لكان:
pr(protein mutation\natural selection probility) =0.00000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000001
و لاحتاج هذا الإحتمال إلى مليارات السنين كيما يحصل الشكل الجديد
تزداد صفرية الاحتمال إذا أقحمناه في تكوين stochastic process.
بالنسبة لضرورة تغيير أسس علم الكلام كيما يستوعب العلوم الحديث؛ أقول أن علم الكلام يتعاطى من مع الجوهر و العرض في بعض مباحثه . فالتعريف الحديث وفق فيزياء الكم للجوهر هو ال quark ؛ و ارجو من دكتور كاروري تصويبي في هذه النقطة ؛ الكوارك هو fundamental constituent of a matter بمعنى أنه غير قابل للإنقسام finite كما نصت بحوث ال Quantum Mechanics من حيث تناولها لل matter indivisibility ad infinitum ؛ مفهوم ال indivisibility موجود في الفلسفة و الفيزياء وا لاقتصاد ؛ و هو نفس المفهوم الذي قرره السعد التفتازاني في شرحه للعقائد النسفية و الذي قرره الرازي في غيرما موطن؛ حيث وصف الجرم بوصف يشبه وصف Ulrich Mohrhoff له ؛ شاهدنا في الموضوع : أن علم الكلام متسق مع العلوم الحديثة ؛ فلا أدري لم يتحتم تغير أركانه و مط فرضياته و تعاريفه فقط ليتماشى مع فرضيات التطور الكلي ؛ في حين أنه في اتساق مع واحد من أعقد العلوم الكونية كال subatomic physics رغم سبقه الزمني لها ؟ لم التحيز ؟
هناك نقطة يثيرها التطوريين كونها رفسة قاضية في أوجه الخلقيين و مطاوعة الكنيسة؛ و هي أن الشمبانزي يطابق الإنسان في 95% من تكوين ال DNA عند تحليل أحماضهما النووية ؛ هذا التطابق مجروح في تقدير المؤسسة التخليقية الجادة الموضوعية في عدة مسائل أهمها؛ و أنا ناقل مقلد في هذه النقطة لا مجتهد :
• كيما تربط حمضين نووين أحدهما أعسر ( الحمض البشري) تحتاج إلى الحرارة أو الكيمياء لفصل الضفيرتين ثم لوصلهما ؛ إعمال الكيمياء أو الحرارة يتلف الضفيرة و يشوهها مما يقلل من دقة توصيلها مع الضفيرة الأخرى ؛ فيما يسمى بال insertions and deletions ؛ مما يعطي نتائجا مختلفة كل مرة ؛ انظر : Genomic monkey business—estimates of nearly identical human–chimp DNA similarity re-evaluated using omitted data , Jeffrey Tomkins and Jerry Bergman, 2012, Journal of Creation
• ظهور بعض الدراسات تنفي دور النياندرتال في التأثير على ال DNA pertaining to Homo sapiens ؛ انظر Neandertal DNA Sequences and the Origin of Modern Humans, Matthias and Schmitz, University of Munich , 1997
ناهيك عن البحوث التي تراجع فكرة حصر الطوفان في منطقة محددة كما نصت التوراة بذلك؛ مما يؤكد عمومية الطوفان global flood وفق ما قررته نتائج كاربون 14 ؛ الشيئ الذي يتضمن قطع كل العلاقة الإحيائية بين مخلوقات قبل الطوفان و مخلوقات بعد الطوفان ؛ مما يرد وجهة نظر التطوريين بحدوث تطور كلي في آخر 20 ألف عام تقريبا؛ انظر Carbon-14-Evidence-for-a-Recent-Global-Flood-and-a-Young-Earth , John R. Baumgardner
بالنسبة لتأويل النصوص الدينية ؛ أضيف إلى ما قيل نقطة الدلالات اللفظية اللغوية للقرآن و معضلة التفسير و دواعي التآويل و التي حاورت فيها الفاضل قرشي في بوست سابق ذي صلة ؛ من حيث صلة التفسير بسبب النزول؛ و دلالات اللفظ المفسر تطابقا و تضمنا و التزاما؛ و من حيث ضرورة القياس اللغوي برد فرع إلى أصل بعامل مشترك ؛ و أشير إلى منحى الرازي في أساس التقديس إلى رد النقل إلى التأويل حال تعارضه مع العقل فيما يسمى بالقانون الكلي ؛ و أضيف أن إبن تيمية و هو صاحب مدرسة قبول أحاديث الآحاد – و كما صرح في درء تعارض العقل و النقل- يلزم من تبعه أن يقبل أحاديث كعب الأحبار و عبد الله بن سلام في ما نقلوا عن قصة الخلق من التوراة ؛ فلا يمكن أن نردهما كونهما آحادا هنا بحجة أن الآحاد تفيد العلم و العمل؛ و نقبلهما في أحاديث الصفات ؛ سيما إذا علمنا أن إبن تيمية ألزم النصارى بضرورة تأويل صفات الله في الإنجيل ؛ انظر أساس التقديس بتحقيق د. السقا .