عثمان حمزة المنيعي

رواق الشعر

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان حمزة المنيعي مشاهدة المشاركة
تَغيرَتْ نظرةُ العرب للشعر .
كان عنوانَ المجد عندهم و جُزءًا من سِياسَتِهم و حربهم و صلحهم .
بينما لم يعد الأمر كذلك في عصرنا الحاضر .

قُلتُ هذِه القَصِيدة :

عَجِبْتُ لهذا الحُبِّ مـــا هو فــــــاعـلُ ـــــــــــ فَــــــنُبدِي معاني الوَجد أو هو قـاتلُ
غزانا و كُـنا لا نُبالي بطــــــــــــــالِبٍ ـــــــــــ فـــــأصبح فينا سَيّدًا لا يُجــــــــــادَلُ
أَمِـــــــيرٌ علينا لا يُـــرَدُّ كــــــــــلامُـه ــــــــــــ أَجارَ على مَن شـاء أم هو عــــادل
فــيَنْعَمُ قـــومٌ في رِحابِ عَطــــــــائه ــــــــــــ و يَشقى أناسٌ غـــالَهم منه غــائل
كذلك كان الــــشّعرُ فينا مُســـــــوَّدًا ـــــــــــ يُـــــذِلّ عزيزًا أو يخافــــــه صــــــائل
و يُـــعْلي كريمَ القوم في كل مدحةٍ ـــــــــــ تصير له ذِكــرًا به يتطـــــــــــــــــاول
و تَسْري به الرُّكْبــانُ في كلّ مَوْكبٍ ـــــــــــ فتَخشى ملوك الأرض ما هو فــــاعل
فــدارتْ به الأيـــــامُ في دورانـــــــها ـــــــــــ فــــــــــــــأصبح نِسْيًا لا يرُومُه واصل
و يَــــــــنزلُ رُكنًا في الجَرائد بــائسًا ــــــــــ فلا هو مَوجــــــــــــــودٌ و لا هو راحل
و يَـــــــطلُبُ قُرَّاءً فيَـــرجعُ خــــــائبًا ــــــــــ عليه لبــــــــاسٌ للــمذلَّة حـــــــــائل
كأنْ لم يكن لـ (ابن الحُسيْنِ) مُوَطَّـأً ــــــــــ و ما عن (حَبيبٍ) و (الوليدِ) تغـــــافل !
و كم من هجــــاء للـ (حُطَيئة) مُؤلمٍ ـــــــــــ و ما كـ (جريرٍ) للـــــــــــهُجاة مُناضِل
و أرْسى به (همَّامُ) للـــــــفخر قبةً ـــــــــــ ترى الشمسَ فيها والنـــــجومَ تَداوَلُ
و سَلَّى (ابنَ زَيــــدُونٍ) بمحْنة حُبِّهِ ــــــــــ و زار (ابنَ عبَّادٍ) و حَظُّـهُ مــــــــــــائل
و كـــــــــــان كَثِيرًا إذ (كـُثَيِّـرُ) ناطـقٌ ـــــــــــ و كـان جميلًا إذ (جَميلُ) يُحـــــــاول
فأصبح كالذِّكْرى نرُوم ارْتِــــــــجاعَها ـــــــــــ فتَصْرِفنــــا أحوالُ عَيشٍ شـــــــواغل
و نذكرُ ما قد كان مِن أمْــــــر مجده ـــــــــــ فـنُطرِقُ و الأفـــــكارُ منا ذواهــــــــل
أليس عجيبًا أنْ نكــــــون أَعـــــارِبًا ـــــــــــ و أَنّ مَـحَــلًّا بالـــــقصائد نــــــــــــازل ؟
فـــيا ليت شعري هـل يُبَدَّلُ حـالُنا ـــــــــــ و يصْدح شـــعرٌ بعد ما هو خــــــــامل
و يَرجع من مجد القصائد ســــالِفٌ ـــــــــــ و تُزْهر أفكارٌ و تحيـــــــا فضــــــــــائل
رويدك إِذْ ترجُو رُجــــــــــــوعَ قصائدٍ ـــــــــــ فكانت بـــظُلمٍ أو جَفـــاءٍ تُعــــــــامَلُ
و ها قد أُنــــاسٌ فضَّلوهــــا تَغيَّبـوا ـــــــــــ و لم يبق إلا رافضٌ أو مُجـــــــــــــامِلُ
و كانت قديمًــــــا في عُكاظٍ عَزيزةً ـــــــــــــ تُصيبُ بها مجـــــدًا و تَعلُو قَبـــــــائلُ
أتلقى (جريرًا) و (الفرزدق) أصبحا ـــــــــــ على أيّ حــال و التناقضُ مـــــــــــاثل ؟
أتـظفرُ بـ (الضلِّيلِ) في مُلك كــندةٍ ـــــــــــ و (ضِلِّيلُ بكْــرٍ) لا يـرُدُّهُ عـــــــــــــاذل ؟
أتلقى (أخا ذبيان) أم لها وِجْـــهةً ــــــــــــ إلى (ابن أبي سلمى زهير) تقـــابل ؟
فلن تجد الإكــــرامَ عـنــــــد (أُميةٍ) ــــــــــــ و عند (بني العباس) مـــــا لها باذل
فدعني فقد صــــــرْنا بحالٍ جديدةٍ ــــــــــــ و جاء زمـــــــــانٌ للقصائد خــــــــاذل
و بُدِّل بالأشعار فِكْرُ أَعـــــــــــــاجمٍ ــــــــــــ و ملَّ عَمُــودَ الشِّعر مَن يَتَــــــواصل
فـــــــهيهات لا وزْنٌ يُبِينُ كمـــــالَهُ ــــــــــــ و مــــــا لِـرَوِيٍّ أو قوافٍ تطــــــــــاوُلُ
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات