عثمان حمزة المنيعي
إدراك تجلي الذات الإلهية
by
, 04-06-2015 at 13:50 (6454 Views)
رؤية الله تعالى لا تعني إدراك الذات الإلهية ، لأنه لا يمكن لمخلوق إدراك الذات الإلهية .
ما معنى رؤية الله ؟
رؤية الله تعالى تعني أن يجعل الله مخلوقا يدرك تجلي و ظهور الذات الإلهية .
و هناك فرق بين إدراك الذات الإلهية و إدراك تجلي الذات الإلهية .
ما هو تجلي الذات الإلهية ؟
تجلي الذات الإلهية أن يجعل الله مخلوقا يدرك هذا التجلي .
و ليس معنى تجلي الذات الإلهية أن الله تعالى كان خافيا ثم ظهر و تجلى .
لأن الله تعالى هو الظاهر .
فما يدركه المخلوق بالرؤية هو إدراكه لتجلي الله تعالى و ظهوره .
و لا يدرك المخلوق بالرؤية الذات الإلهية .
و تجلي الله تعالى للجبل بمعنى أن الله تعالى جعل الجبل يدرك تجلي الذات الإلهية .
و ليس معنى أن الله تعالى تجلى للجبل أن الله تعالى كان خافيا ثم ظهر .
و في الحديث الشريف إشارة إلى أن مقدار التجلي لم يكن كبيرا ، و ليس معنى الحديث أن الله تعالى أظهر للجبل جزءا صغيرا من ذاته ، بل معنى الحديث و الله أعلم ، أن الله جعل الجبل يدرك مقدارا قليلا من تجلي و ظهور الذات الإلهية .
و رؤية الجبل لله تعالى هي سبب اندكاك الجبل بقدرة الله تعالى ، و هذا دليل على جواز الرؤية ، و الرؤية هي إدراك تجلي و ظهور الذات ، لا إدراك الذات .
و طلب بني إسرائيل للرؤية خطأ ، لأن ذلك يتنافى مع التكليف بالإيمان بالغيب .
و جاز لسيدنا موسى عليه السلام طلب الرؤية لأنه نبي و رسول .
و توبة موسى عليه السلام ليس من طلب للرؤية ، و لكن من خشيته أن يكون مقصرا في تعظيم آيات الله .
و قول الله تعالى ( لن تراني ) لا دليل فيه على استحالة الرؤية ، لأنه لا توجد قرائن تفيد تأبيد ( لن ) .
و قول الله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) بمعنى أنهم يرونه و لا تدركه أبصارهم ، و هذا دليل على جواز الرؤية ، لأنه وصف للرؤية بأنه ليس فيها إدراك للذات .
فالرؤية هي إدراك تجلي و ظهور الذات ، لا إدراك الذات .
و المؤمنون يرون ربهم في الآخرة كما جاء في النصوص .
و فهم المعتزلة و السلفية من الرؤية معاني رؤية الأجسام كالمقابلة و الجهة .
فنفى المعتزلة الرؤية ، لأنها عندهم لا تكون إلا للأجسام .
و أثبت السلفية رؤية الله بمعاني رؤية الأجسام كالمقابلة و الجهة .
قال السلفية أن المؤمنين في الآخرة يرون جزءا من ذات الله تعالى ، في جهة .
حيث فهموا من قول الله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) أن الأبصار تدرك جزءا من ذاته فقط .
و لا تمكن الرؤية عندهم إلا إذا كان الله تعالى بذاته في الجهة المقابلة للرائي .