أدهم فضيل اللهيبي

مدارسة متن الورقات

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أدهم فضيل اللهيبي مشاهدة المشاركة
( ظ، )

بِسْم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،

فإن علم أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية ، وأجلها قدرا ، وأكثرها فائدة ، يحتاج إليه الفقيه والمتفقه ، والمحدث والمفسر ، لا يستغني عنه ذوو النظر ، ولا ينكر فضله أهل الأثر ، وهو أساس الفتاوى الفرعية ، التي بها صلاح المكلفين وسعادتهم في الدارين ، وبه يتوصل إلى معرفة الحلال والحرام في الحوادث والنوازل المتجددة ، فهو أساس الاجتهاد وعماده ، وبواسطته يتمكن من نصب الأدلة السمعية على مدلولاتها .

وهو العلم الذي امتزج فيه العقل والسمع ، والرأي والشرع ، فأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل ، فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول ، ولا هو مبني على محض التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد .
[ مستفاد من : مقدمة الدكتور عبد الكريم النملة على شرح المنهاج للأصفهاني ، بتصرف ].

وأما تاريخ هذا الفن العظيم ، فيلخصه لنا الإمام ابن خلدون ،فقد قال رحمه الله في " مقدمته " :

( واعلم أن هذا الفن من الفنون المستحدثة في الملة ، وكان السلف في غنية عنه ، بما أن استفادة المعاني من الألفاظ لا يحتاج فيها إلى أزيد مما عندهم من الملكة اللسانية ، وأما القوانين التي يحتاج إليها في استفادة الأحكام خصوصا ، فمنهم أخذ معظمها ، وأما الأسانيد ، فلم يكونوا بحاجة إلى النظر فيها لقرب العصر وممارسة النقلة وخبرتهم ، فلما انقرض السلف ، وذهب العصر الأول ، وانقلبت العلوم كلها صناعة ، احتاج الفقهاء والمجتهدون إلى تحصيل هذه القوانين والقواعد ، لاستفادة الأحكام من الأدلة ، فكتبوا فنا قائما بذاته سموه " أصول الفقه " ).اه

إذن ، فعلم أصول الفقه قديم ( لغة ) من حيث الوجود ، وحادث بعد عصر الصحابة من حيث التدوين ، وفتاوى الصحابة رضي الله عنهم واجتهاداتهم في الفروع التي نقلت إلينا ، واختلافهم في الاجتهاد كذلك ، يدل على أن قواعد الأصول كانت متمكنة فيهم ، وكانت ملحوظة عندهم أثناء النظر ، إذ الفرع لا يوجد من دون أصل ، والله أعلم.

وكان أول من كتب فيه ودون ، إمامنا الشافعي رحمه الله تعالى( ت ظ¢ظ*ظ¤ ) ، حيث كتب كتابه المشهور بالرسالة ، الذي صار بعد ذلك قانونا ودستورا يحتكم إليه عند النزاع والنقاش والاجتهاد ، بدءا من عصر إمامنا المطلبي، وانتهاء بالعصور المتأخرة ، ثم تتابع العلماء بعده في التصنيف ، فتباينت طرقهم في ذلك ، حتى انتهت إلى ثلاث طرق كما هو المشهور : طريقة المتكلمين ، طريقة الفقهاء ، طريقة الجمع بينهما .

يتبع
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات