عثمان حمزة المنيعي
القرآن كلام الله
by
, 08-04-2015 at 13:06 (5229 Views)
كلام الله تعالى قديم غير حادث ، لا ندرك كنهه ، ( و كلّم الله موسى تكليما ) بكلامه الذي هو صفة ذاته ، و لا وجه لقول القائل : هل كلَّمه بكل كلامه أم ببعض كلامه ؟ لأن البعض و الكل صفة المحدود ، و كلام الله تعالى ليس بمحدود .
لا بد من معرفة الفرق بين أمرين :
الأمر الأول : كلام الله في كنهه و حقيقته .
الأمر الثاني : إدراك كلام الله من المخلوق .
المعتزلة و السلفية خلطوا بين الأمرين .
و بما أن البشر لا يدركون إلا الحروف و الأصوات .
اعتقد المعتزلة و السلفية أن الحروف و الأصوات هي كلام الله .
فنفى المعتزلة أن الله يتكلم ، و قالوا أن الله خلق كلاما نسبه لنفسه .
و قال السلفية أن كلام الله حروف و أصوات .
القرآن كلام الله .
و الصفة التي يدرك بها البشر القرآن بالحروف و الأصوات ، هي صفة القرآن كلام الله كما يدركه البشر ، و ليست صفة كلام الله في كنهه و حقيقته .
القرآن بحروفه و أصواته ، هو كلام الله كما أدركه الرسول ( ص ) .
كلام الله لا يدرك كنهه بشر ، و الذي يصل إلى البشر هو الإدراك الذي يخلقه الله فيهم لكلامه ، و كلام الله تعالى ليس أصواتا و حروفا .
الصوت شيء حسي .
قال السلفية أن كلام الله صوت ، و ما يميز صوت الله عن صوت البشر أن صوت الله يُسمع عن قرب كما يُسمع عن بعد .
و لكن الله يقدر أن يخلق صوتا يُسمع عن قرب كما يُسمع عن بعد .
و التمييز هو الذي يمنع من الوقوع في التشبيه بين الخالق و المخلوق .
و من قال أن لله صوتا غير حسي .
فإنه قد نفى الصوت عن الله تعالى ، لأن الصوت لا يكون إلا حسيا .