عثمان حمزة المنيعي

القرآن كلام الله

تقييم هذا المقال
كلام الله تعالى قديم غير حادث ، لا ندرك كنهه ، ( و كلّم الله موسى تكليما ) بكلامه الذي هو صفة ذاته ، و لا وجه لقول القائل : هل كلَّمه بكل كلامه أم ببعض كلامه ؟ لأن البعض و الكل صفة المحدود ، و كلام الله تعالى ليس بمحدود .

لا بد من معرفة الفرق بين أمرين :

الأمر الأول : كلام الله في كنهه و حقيقته .
الأمر الثاني : إدراك كلام الله من المخلوق .

المعتزلة و السلفية خلطوا بين الأمرين .
و بما أن البشر لا يدركون إلا الحروف و الأصوات .
اعتقد المعتزلة و السلفية أن الحروف و الأصوات هي كلام الله .
فنفى المعتزلة أن الله يتكلم ، و قالوا أن الله خلق كلاما نسبه لنفسه .
و قال السلفية أن كلام الله حروف و أصوات .

القرآن كلام الله .

و الصفة التي يدرك بها البشر القرآن بالحروف و الأصوات ، هي صفة القرآن كلام الله كما يدركه البشر ، و ليست صفة كلام الله في كنهه و حقيقته .

القرآن بحروفه و أصواته ، هو كلام الله كما أدركه الرسول ( ص ) .
كلام الله لا يدرك كنهه بشر ، و الذي يصل إلى البشر هو الإدراك الذي يخلقه الله فيهم لكلامه ، و كلام الله تعالى ليس أصواتا و حروفا .

الصوت شيء حسي .

قال السلفية أن كلام الله صوت ، و ما يميز صوت الله عن صوت البشر أن صوت الله يُسمع عن قرب كما يُسمع عن بعد .
و لكن الله يقدر أن يخلق صوتا يُسمع عن قرب كما يُسمع عن بعد .
و التمييز هو الذي يمنع من الوقوع في التشبيه بين الخالق و المخلوق .

و من قال أن لله صوتا غير حسي .
فإنه قد نفى الصوت عن الله تعالى ، لأن الصوت لا يكون إلا حسيا .
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية عمر شمس الدين الجعبري
    إطلاق مصطلح "كلام الله" له عدة مصاديق، فلذا لزم تحرير تصورنا لما يصدق عليه حين إطلاقه، هل يراد به الصفة أم الفعل، فالمكتوب والمسموع فعل دال على الصفة، أما الصفة فمما لا يكتب ولا يسمع.

    والله أعلم.
  2. الصورة الرمزية عثمان حمزة المنيعي
    تقرير حسن يا شيخ عمر