جمال حسني الشرباتي
21-09-2007, 04:08
قال تعالى
(وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [النساء : 5]
أمّا قول ابن عبّاس في تفسيرها ""لا يقسم الرجل ماله على أولاده فيصير عيالاً عليهم بعد إذْ هم عيال له، والمرأةُ من أَسْفَهِ السفهاء"
فهو قول متعلق في ما يستنبط من أحكام من الآية --ففي قوله تعالى " أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً " معنى أن تتولوا أنتم التصرف في أموالكم حتّى مماتكم
أما قوله عن السفهاء فيها بأنهم هم النساء والأطفال فهو قول حق بقرينة قوله "وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ "--
إذ ليس علينا كسوة السفيه من غير هذين الصنفين--
إلّا أننا نريد أن نوجه وصفه لهما بالسفهاء--
فلنعد إلى المعاجم--
جاء في معجم الصحاح
(سفه
السَفَهُ: ضدُّ الحِلمِ، وأصله الخِفَّةُ والحركةُ. يقال: تَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ، أي مالتْ به. قال ذو الرمة:
جَرَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رياحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرياحِ النَواسمِ
وتَسَفَّهَتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعتَه عنه. وتَسَفَّهْتُ عليه، إذا أَسْمَعْتَهُ. وسَفَّهَهُ تَسْفيهاً: نَسَبَهُ إلى السَّفَهِ. وسافَهَهُ مُسَافَهَةً. يقال: سَفيهٌ لم يجد مُسافِهاً. وسَفُهَ فلان بالضم سَفاهاً وسَفاهَةً، وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً، لغتان، أي صار سَفيهاً. فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَهُ وسَفِهَ رأيَه لم يقولوه إلاّ بالكسر، لأن فَعُلَ لا يكون متعدّياً. وسَفِهْتُ الشرابَ أيضاً بالكسر، إذا أكثرت منه فلم تَرْوَ. وأسفَهكَهُ الله. وسافَهْتُ الدَنَّ أو الوطْبَ، إذا قَاعَدْتَهُ فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة.)
على هذا فمن الممكن أن يكون المعنى متعلقا بالخفّة والحركة--أي بالمعنى الأصلي للكلمة و الخفة والحركة تؤدي إلى معنى الجهل في تسيير أمور المال وحفظه
قال النحّاس في معاني القرآن
(وقولُه عز وجل: {وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [آية 5].
قال عبدُالله بنُ عُمَرَ، وجماعةٌ من التابعين: السُّفَهاءُ: النِّسَاءُ، والصِّبْيَانُ.
وإنما قالوا لأن السَّفَه في هؤلاء أكثر.
والسَّفَهُ: الجهلُ، وأصلُه: الخِفَّةُ، يقال: ثوبٌ سَفِيهٌ إذا كان خَفيفاً، وقيل للفاسق: سفيهٌ، لأنه لا قَدْرَ له عند المؤمنين، وهو خفيفٌ في أعينهم، هَيِّنٌ عليهم.
والمعنى: ولا تؤتوا السفهاء فوق ما يحتاجون إليه فَيُفْسِدُوْهُ.
والدليلُ على هذا قوله بَعْدُ: { وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} أي عَلِّمُوهُمْ أَمْرَ دِيِنِهمْ.)
فالنساء والأطفال يتصرفون في المال بعكس ما يطلبه الراشدون من نظر في الأولويات--
وكم من امرأة أعطيت مالا فلم تشتر به أكلا واشترت زينة--
أو طفل أعطي مالا فاشترى ألعابا--
على هذا فالنساء والأطفال جاهلون في أمور المال يتصرفون به بخفة وحركة لا بهدوء ورويّة وهو قول حق
(وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [النساء : 5]
أمّا قول ابن عبّاس في تفسيرها ""لا يقسم الرجل ماله على أولاده فيصير عيالاً عليهم بعد إذْ هم عيال له، والمرأةُ من أَسْفَهِ السفهاء"
فهو قول متعلق في ما يستنبط من أحكام من الآية --ففي قوله تعالى " أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً " معنى أن تتولوا أنتم التصرف في أموالكم حتّى مماتكم
أما قوله عن السفهاء فيها بأنهم هم النساء والأطفال فهو قول حق بقرينة قوله "وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ "--
إذ ليس علينا كسوة السفيه من غير هذين الصنفين--
إلّا أننا نريد أن نوجه وصفه لهما بالسفهاء--
فلنعد إلى المعاجم--
جاء في معجم الصحاح
(سفه
السَفَهُ: ضدُّ الحِلمِ، وأصله الخِفَّةُ والحركةُ. يقال: تَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ، أي مالتْ به. قال ذو الرمة:
جَرَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رياحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرياحِ النَواسمِ
وتَسَفَّهَتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعتَه عنه. وتَسَفَّهْتُ عليه، إذا أَسْمَعْتَهُ. وسَفَّهَهُ تَسْفيهاً: نَسَبَهُ إلى السَّفَهِ. وسافَهَهُ مُسَافَهَةً. يقال: سَفيهٌ لم يجد مُسافِهاً. وسَفُهَ فلان بالضم سَفاهاً وسَفاهَةً، وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً، لغتان، أي صار سَفيهاً. فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَهُ وسَفِهَ رأيَه لم يقولوه إلاّ بالكسر، لأن فَعُلَ لا يكون متعدّياً. وسَفِهْتُ الشرابَ أيضاً بالكسر، إذا أكثرت منه فلم تَرْوَ. وأسفَهكَهُ الله. وسافَهْتُ الدَنَّ أو الوطْبَ، إذا قَاعَدْتَهُ فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة.)
على هذا فمن الممكن أن يكون المعنى متعلقا بالخفّة والحركة--أي بالمعنى الأصلي للكلمة و الخفة والحركة تؤدي إلى معنى الجهل في تسيير أمور المال وحفظه
قال النحّاس في معاني القرآن
(وقولُه عز وجل: {وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [آية 5].
قال عبدُالله بنُ عُمَرَ، وجماعةٌ من التابعين: السُّفَهاءُ: النِّسَاءُ، والصِّبْيَانُ.
وإنما قالوا لأن السَّفَه في هؤلاء أكثر.
والسَّفَهُ: الجهلُ، وأصلُه: الخِفَّةُ، يقال: ثوبٌ سَفِيهٌ إذا كان خَفيفاً، وقيل للفاسق: سفيهٌ، لأنه لا قَدْرَ له عند المؤمنين، وهو خفيفٌ في أعينهم، هَيِّنٌ عليهم.
والمعنى: ولا تؤتوا السفهاء فوق ما يحتاجون إليه فَيُفْسِدُوْهُ.
والدليلُ على هذا قوله بَعْدُ: { وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} أي عَلِّمُوهُمْ أَمْرَ دِيِنِهمْ.)
فالنساء والأطفال يتصرفون في المال بعكس ما يطلبه الراشدون من نظر في الأولويات--
وكم من امرأة أعطيت مالا فلم تشتر به أكلا واشترت زينة--
أو طفل أعطي مالا فاشترى ألعابا--
على هذا فالنساء والأطفال جاهلون في أمور المال يتصرفون به بخفة وحركة لا بهدوء ورويّة وهو قول حق