سعيد فودة
17-09-2006, 12:49
السلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد،
فنحن لم نقرأ كلام البابا بنصه، ولم نرَ ترجمة تامة لكلامه، وأنا في الحقيقة لا أعتمد كثيرا على الترجمات الفورية للقنوات التفازية، لأنني عهدت منهم الخطأ أحيانا وتعمده أحيانا أخرى.
ولكن أريد أن أفتح الكلام والتعليق هنا تعليقا علميا ملتزما بقدر المستطاع على ما عرفناه منه، وما تيقناه، إلى أن نجد ترجمة وافية لكلامه الذي قاله، فسنعلق حينئذ تعليقا مفصلا إن لزم الأمر.
الأمر الأول:
لقد أشار البابا في صدد المقارنة إلى أن الدين المسيحي دين يتسم بأنه لا يخرج عن حدود العقل، وهذه مجرد دعوى عارية عن الدليل، فكل من له اطلاع على حقيقة اللاهوت المسيحي، بغض وتظراته في الأزمان المتتالية، حتى هذا الزمان، يعرف أنه الدين الوحيد الذي يصادم العقل بمثل هذا الوضوح، فأعلى عقائده وأهمها التثليث، والفداء، وغيرهما، وليت شعري إن لم يخالف التثليث العقل، فما هو الذي يخالفه.
ولذلك فإن قوله بأن الدين المسيحي لا يخرج عن نطاق العقل والعقلانية مجرد كلام باطل.
الأمر الثاني:
وهو ما نسبه ولو على سبيل النقل عن الدين الإسلامي بأنه انتشر بالقوة، فإننا نقول لا يوجد تلازم دائما بين القوة وبين الظلم، حتى يتخذ مجرد استعمال القوة دليلا على الخروج عن حد العقل.
فما قاله البابا متهافت من أوله.
وأيضا: فإن الدين الإسلامي لم يجبر أحدا على اتباعه والإيمان به، فإن الإيمان لا ينفع مع الإجبار، بل إن أول الواجبات إنما هو المعرفة المترتبة على النظر، فالمعرفة هي العلم بالدليل. والدليل لا يكون هو القوة.
ولكنا لا يمكن أن ننفي أن الإسلام أجاز استعمال القوة إذا عارضه الآخرون الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن هذا الدين العظيم، ومدافعة القوة بالقوة واجب إن أمكن. أما الإجبار على اتباع الإسلام فهذا مجرد دعوى كاذبة.
الأمر الثالث:
أشار البابا إلى مسألة الإرادة الإلهية، وادعى أن قولنا أن الله تعالى فاعل لما يريد إنما هو خروج عن العقل، وهذا تهافت بين، فكون الله تعالى فاعلا لما يريد هو عين العقل، وتحديد إرادة الله تعالى بما يقال إنه الحسن والقبح الذاتيان هو عين التخلف عن حد العقل.
ثم ادعى البابا أن المسلمين الذين اعترضوا على كلامه لم يفهموا قصده، مشيرا إلى علو كلامه ودقته بحيث اعتاص على الفهم.
ونحن نطلب ممن يستطيع إحضار مقالة البابا مترجمة ترجمة موثقة أن يجلبها لنا هنا لكي نرد عليها وننقدها نقدا، ربما يعتاص فهمه على البابا ومن حوله من أكابر علماء دينه.
والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد،
فنحن لم نقرأ كلام البابا بنصه، ولم نرَ ترجمة تامة لكلامه، وأنا في الحقيقة لا أعتمد كثيرا على الترجمات الفورية للقنوات التفازية، لأنني عهدت منهم الخطأ أحيانا وتعمده أحيانا أخرى.
ولكن أريد أن أفتح الكلام والتعليق هنا تعليقا علميا ملتزما بقدر المستطاع على ما عرفناه منه، وما تيقناه، إلى أن نجد ترجمة وافية لكلامه الذي قاله، فسنعلق حينئذ تعليقا مفصلا إن لزم الأمر.
الأمر الأول:
لقد أشار البابا في صدد المقارنة إلى أن الدين المسيحي دين يتسم بأنه لا يخرج عن حدود العقل، وهذه مجرد دعوى عارية عن الدليل، فكل من له اطلاع على حقيقة اللاهوت المسيحي، بغض وتظراته في الأزمان المتتالية، حتى هذا الزمان، يعرف أنه الدين الوحيد الذي يصادم العقل بمثل هذا الوضوح، فأعلى عقائده وأهمها التثليث، والفداء، وغيرهما، وليت شعري إن لم يخالف التثليث العقل، فما هو الذي يخالفه.
ولذلك فإن قوله بأن الدين المسيحي لا يخرج عن نطاق العقل والعقلانية مجرد كلام باطل.
الأمر الثاني:
وهو ما نسبه ولو على سبيل النقل عن الدين الإسلامي بأنه انتشر بالقوة، فإننا نقول لا يوجد تلازم دائما بين القوة وبين الظلم، حتى يتخذ مجرد استعمال القوة دليلا على الخروج عن حد العقل.
فما قاله البابا متهافت من أوله.
وأيضا: فإن الدين الإسلامي لم يجبر أحدا على اتباعه والإيمان به، فإن الإيمان لا ينفع مع الإجبار، بل إن أول الواجبات إنما هو المعرفة المترتبة على النظر، فالمعرفة هي العلم بالدليل. والدليل لا يكون هو القوة.
ولكنا لا يمكن أن ننفي أن الإسلام أجاز استعمال القوة إذا عارضه الآخرون الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن هذا الدين العظيم، ومدافعة القوة بالقوة واجب إن أمكن. أما الإجبار على اتباع الإسلام فهذا مجرد دعوى كاذبة.
الأمر الثالث:
أشار البابا إلى مسألة الإرادة الإلهية، وادعى أن قولنا أن الله تعالى فاعل لما يريد إنما هو خروج عن العقل، وهذا تهافت بين، فكون الله تعالى فاعلا لما يريد هو عين العقل، وتحديد إرادة الله تعالى بما يقال إنه الحسن والقبح الذاتيان هو عين التخلف عن حد العقل.
ثم ادعى البابا أن المسلمين الذين اعترضوا على كلامه لم يفهموا قصده، مشيرا إلى علو كلامه ودقته بحيث اعتاص على الفهم.
ونحن نطلب ممن يستطيع إحضار مقالة البابا مترجمة ترجمة موثقة أن يجلبها لنا هنا لكي نرد عليها وننقدها نقدا، ربما يعتاص فهمه على البابا ومن حوله من أكابر علماء دينه.
والله الموفق.