ماهر محمد بركات
23-12-2005, 00:09
مناجاة سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري.
إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي.
إلهي إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء.
إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك.
إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي.
إلهي إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي وإن ظهرت المساوي مني فبعدلك ولك الحجة علي.
إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي وكيف أضام وأنت الناصر لي أم كيف أخيب وأنت الحفي بي ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك. أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفي عليك. أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك, أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك, أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت إليك.
إلهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلي.
إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك.
إلهي ما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك.
إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن أتعرف إليك في كل شئ حتى لا أجهلك في شئ.
إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك وكلما آيستني أوصافي أطمعتني منتك.
إلهي من كانت محاسنه مساوي فكيف لا تكون مساويه مساوي, ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي.
إلهي حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي مقال مقالاً ولا لذي حال حالاً.
إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك.
إلهي أنت تعلم أنه إن لم تدم الطاعة مني فعلاً جزماً فقد دامت محبة وعزماً.
إلهي كيف أعزم وأنت القاهر وكيف لا أعزم وأنت الآمر.
إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك.
إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك, أيكون لغيرك من الظهور ما ليس بك حتى يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك , عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيباً.
إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فارجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها مصون السر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها إنك على كل شئ قدير. إلهي ها ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفي عليك, منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك، فاهدني بنورك إليك وأقلني بصدق العبودية من يديك.
إلهي علمني من علمك المخزون وصني بسر اسمك المصون.
إلهي حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب. إلهي أغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك لي عن اختياري وأوقفني على مراكز اضطراري.
إلهي أخرجني من ذل نفسي وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي، بك أنتصر فانصرني, وعليك أتوكل فلا تكلني, وإياك أسأل فلا تخيبني, وفي فضلك أرغب فلا تحرمني, ولجنابك أنتسب فلا تبعدني, وببابك أقف فلا تطردني.
إلهي تقدس رضاك أن تكون له علة منك فكيف تكون له علة مني, أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنياً عني.
إلهي إن القضاء والقدر غلبني وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني فكن أنت النصير لي حتى تنصرني وتنصر بي. واغنني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي, أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك, وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجؤوا إلى غيرك, أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم, وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم, ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك, لقد خاب من رضى دونك بدلاً, ولقد خسر من بغي عنك متحولاً.
إلهي كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان, وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان يا من أذاق أحبابه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين, ويا من ألبس أولياؤه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين, أنت الذاكر من قبل الذاكرين, وأنت البادئ بالإحسان من قبل توجه العابدين وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين, وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين.
إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمننك حتى أقبل عليك.
إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزايلني وإن أطعتك.
إلهي قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك.
إلهي كيف أخيب وأنت أملي, أم كيف أهان وعليك متكلي.
إلهي كيف أستعز وأنت في الذلة أركزتني, أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني، أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني, أم كيف أفتقر وأنت الذي الذي بجودك أغنيتني, وأنت الذي لا إله غيرك, تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلي في كل شئ فرأيتك ظاهراً في كل شئ فأنت الظاهر لكل شئ.
يا من استوى برحمانيته على عرشه فصار العرش غيباً في رحمانيته كما صارت العوالم غيباً في عرشه محقت الآثار بالآثار, ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار.
يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار, يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار, كيف تخفى وأنت الظاهر, أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر, والله الموفق وبه أستعين.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه وسلم .
أحمد محمد نزار
25-01-2006, 08:14
جزاك الله سيدي ماهر
يا شيخ ماهذا الرجل أهو بشر أم ملائكة سبحان الله اسمه ابن عطاء وكلماته كلها عطاء فالحمد لله الذي أولانا وأعطانا ولم يحرمنا من هؤلاء الرجال.
وائل سالم الحسني
30-01-2006, 00:47
منَاجَاة الجنيد
الشّيْخ أبو القاسم الجنيد بن محمد البغدادي
قال أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير كان أبو القاسم الجنيد بن محمد يدعو بهذا الدعاء على ممر الأيام:" الحمد لله حمدا دائما كثيرا طيبا مباركا موفورا لا انقطاع له ولا زوال، ولا نفاد له ولا فناء، كما ينبغي لكريم وجهك وعز جلالك، وكما أنت أهل الحمد في عظيم ربوبيتك وكبريائك، ولك من كل تسبيح وتقديس وتمجيد وتهليل وتحميد وتعظيم، ومن كل قول حسن زاك جميل ترضاه، مثل ذلك.
اللهم صل على المنتخب المختار المبارك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أشياعه وأتباعه وأنصاره وإخوانه من النبيين، وصل اللهم على أهل طاعتك أجمعين من أهل السماوات والأرضين، وصل على جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ورضوان ومالك، اللهم وصل على الكروبيين والروحانيين والمقربين والسياحين والحفظة والسفرة والحملة، وصل على ملائكتك وأهل السماوات وأهل الأرضين وحيث أحاط بهم علمك في جميع أقطارك كلها، صلاة ترضاها وتحبها، وكما هم لذلك كله أهل.
وأسألك اللهم بجودك ومجدك وبذلك وفضلك وطولك وبرك وإحسانك ومعروفك وكرمك وبما استقل به العرش من عظم ربوبيتك، أسألك يا جواد يا كريم مغفرة كل ما أحاط به علمك من ذنوبنا، والتجاوز عن كل ما كان منا، وأدِّ اللهم مظالمنا، وقم بأودنا في تبعاتنا جودا منك ومجدا، وبذلا منك وطولا، وبدل قبيح ما كان منا حسنا يا من يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب؛ أنت كذلك لا كذلك غيرُك، اعصمنا فيما بقي من الأعمار إلى منتهى الآجال عصمة دائمة كاملة تامة، وكره إلينا كل الذي تكره، وحبب إلينا كل الذي ترضاه وتحبه، واستعملنا به على النحو الذي تحب، وأدم ذلك لنا إلى أن تتوفانا عليه.
أكد على ذلك عزائمنا، واشدد عليها نياتنا، وأصلح لها سرائرنا، وابعث لها جوارحنا، وكن ولي توفيقنا وزيادتنا وكفايتنا.
هب لنا اللهم هيبتك وإجلالك وتعظيمك ومراقبتك والحياء منك وحسن الجد والمسارعة والمبادرة إلى كل قول زكي حميد ترضاه.
وهب لنا اللهم ما وهبت لصفوتك وأوليائك وأهل طاعتك من دائم الذكر لك وخالص العمل لوجهك على أكمله وأدومه وأصفاه وأحبه إليك، وأعنا على العمل بذلك إلى منتهى الآجال.
اللهم وبارك لنا في الموت، إذا نزل بنا اجعله يوم حباء وكرامة وزلفى وسرور واغتباط، ولا تجعله يوم ندم، ولا يوم أسى، وأوردنا من قبورنا على سرور وفرح وقرة عين، واجعلها رياضا من رياض جنتك، وبقاعا من بقاع كرامتك ورأفتك ورحمتك، لقنّا فيها الحجج، وآمنا فيها من الروعات، واجعلنا آمنين مطمئنين إلى يوم تبعثنا يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه؛ لا ريب في ذلك اليوم عندنا، آمنا من روعاته، وخلصنا من شدائده، واكشف عنا عظيم كربه، واسقنا من ظمئه، واحشرنا في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم الذي انتخبته واخترته، وجعلته الشافع لأوليائك، المقدم على جميع أصفيائك، الذي جعلت زمرته آمنة من الروعات.
أسألك يا من إليه لجؤنا، إليه إيابنا، وعليه حسابنا، أن تحاسبنا حسابا يسيرا، لا تقريع فيه ولا تأنيب، ولا مناقشة ولا مواقفة، عاملنا بجودك ومجدك كرما، واجعلنا من السرعان المغبوطين، واعطنا كتبنا بالأيمان، وأجزنا الصراط مع السرعان، وثقل موازيننا يوم الوزن، ولا تسمعنا لنار جهنم حسيسا ولا زفيرا، وأجرنا منها ومن كل ما يقرب إليها من قول وعمل، واجعلنا بجودك ومجدك وكرمك في دار كرامتك وحبورك، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واجمع بيننا وبين آبائنا وأمهاتنا وقراباتنا وذرياتنا في دارة قدسك ودار حبورك على أفضل حال وأسرِّها، وضمَّ إلينا إخواننا الذين هم على ألفتنا، والذين كانوا على ذلك من كل ذكر وأنثى، بلغهم ما أملوه وفوق ما أملوه، واعطهم فوق ما طلبوه، واجمع بينا وبينهم في دار قدسك ودار حبورك على أفضل حال وأسرها.
وعم المؤمنين والمؤمنات جميعا برأفتك ورحمتك، الذين فارقوا الدنيا على توحيدك: كن لنا ولهم وليا كالئا كافيا، وارحم جفوف أقلامهم، ووقوف أعمالهم، وما حل بهم من البلاء، والأحياء منهم: تب على مسيئهم، واقبل توبتهم، وتجاوز عن المسرف منهم، وانصر مظلومهم، واشف مريضهم، وتب علينا وعليهم توبة نصوحا ترضاها؛ فإنك الجواد بذلك، المجيد به، القادر عليه.
وكن اللهم للمجاهدين منهم وليا وكالئا وكافيا وناصرا، وانصرهم على عدوهم نصرا عزيزا، واجعل دائرة السوء على أعدائك وأعدائنا، أسفك الله دماءهم، وأبح حريمهم، واجعلهم فيئا لإخواننا من المؤمنين، وأصلح الراعي والرعية وكل من وليته شيئا من أمور المسلمين صلاحا باقيا دائما، اللهم أصلحهم في أنفسهم، وأصلحهم لمن وليتهم عليهم، وهب لهم العطف والرأفة والرحمة بهم، وأدم ذلك لنا فيهم ولهم في أنفسهم.
اللهم اجمع لنا الكلمة، واحقن الدماء وأزل عنا الفتنة، وأعذنا من البلاء كله، تقول ذلك لنا بفضلك من حيث أنت به أعلم وعليه أقدر، ولا ترنا في أهل الإسلام سيفين مختلفين، ولا ترنا بينهم خلافا، اجمعهم على طاعتك وعلى ما يقرب إليك؛ فإنك ولي ذلك وأهله.
اللهم إنا نسألك إن تعزنا ولا تذلنا، وترفعنا ولا تضعنا، وتكون لنا ولا تكن علينا، وتجمع لنا سبيل الأمور كلها: أمور الدنيا التي هي بلاغ لنا إلى طاعتك ومعونة لنا على موافقتك، وأمور الآخرة التي فيها أعظم رغبتنا وعليها معولنا وإليها منقلبنا؛ فإن ذلك لا يتم لنا إلا بك، ولا يصلح لنا إلا بتوفيقك.
اللهم وهب لنا هيبتك وإجلالك وتعظيمك وما وهبت لخاصتك من صفوتك، من حقيقة العلم والمعرفة بك. من علينا بما مننت به عليهم من آياتك وكراماتك، واجعل ذلك دائما لنا يا من له ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.
اللهم وهب لنا العافية الكاملة في الأبشار وفي جميع الأحوال، وفي جميع الإخوان والذرّيات والقرابات، وعم بذلك جميع المؤمنين والمؤمنات. أجر علينا من أحكامك أرضاها لك، وأحبها إليك، وأعونها على كل مقرب من قول وعمل.
يا سامع الأصوات، ويا عالم الخفيات، ويا جبار السماوات، صل على محمد وعلى آل محمد أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا، واسمع واستجب، وافعل بنا ما أنت أهله يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين.
وائل سالم الحسني
30-01-2006, 00:48
قال علي بن هارون بن محمد: سمعت الجنيد بن محمد يدعو بهذا الدعاء، فجاءه رجل فشكا إليه الضيق، فعلمه وقال:" قل:
اللهم إني أسألك منك ما هو لك، وأستعيذك من كل أمر يسخطك.
اللهم إني أسألك من صفاء الصفاء صفاءً أنال به منك شرف العطاء.
اللهم ولا تشغلني شغل من شغله عنك ما أراد منك إلا أن يكون لك.
اللهم اجعلني ممن يذكرك ذكر من لا يريد بذاكره منك إلا ما هو لك.
اللهم اجعل غاية قصدي إليك ما أطلبه منك.
اللهم املأ قلبي بك فرحا، ولساني لك ذكرا، وجوارحي فيما يرضيك شغلا.
اللهم امح عن قلبي كل ذكر إلا ذكرك، وكل حب إلا حبك، وكل ود إلا ودك، وكل إجلال إلا إجلالك، وكل تعظيم إلا تعظيمك، وكل رجاء إلا لك، وكل خوف إلا منك، وكل رغبة إلا إليك، وكل رهبة إلا لك، وكل سؤال إلا منك.
اللهم اجعلني ممن لك يعطي ولك يمنع، وبك يستعين وإليك يلجأ، وبك يتعزز ولك يصبر، وبحكمك يرضى.
اللهم اجعلني ممن يقصد إليك قصد من لا رجوع له إلا إليك.
اللهم اجعل رضائي بحكمك فيما ابتليتني في كل وقت متصلاً غير منفصل، واجعل صبري لك على طاعتك صبر من ليس له عن الصبر صبر إلا القيام بالصبر، واجعل تصبري عما يسخطك فيما نهيتني عنه تصبر من استغنى عن الصبر بقوة العصمة منك له.
اللهم واجعلني ممن يستعين بك استعانة من استغنى بقوتك عن جميع خلقك.
اللهم واجعلني ممن يلجأ إليك لجأ من لا ملجأ له إلا إليك، واجعلني ممن يتعزى بعزائك، ويصبر لقضائك أبدا ما أبقيتني.
اللهم وكل سؤال سألته فعن أمر منك لي بالسؤال فاجعل سؤالي لك سؤال محابك، ولا تجعلني ممن يتعمد بسؤاله مواضع الحظوظ، بل يسأل القيام بواجب حقك
ماجد مصطفى على
03-03-2006, 23:00
توسل الإمام ابن ناصر الدرعي الشاذلي
رحمه الله تعالى
مقدمة وتمهيد في التعريف بالتوسل الناصري
لا شك أنَّ هذا التوسل نفحة إلهية، جامعة لكل ما يخطر ببال العبد المتعبد من آلام وآمال، وهو تحفة أدبية بليغة من أروع ما توجه به رجال الله إلى الله .
وقد جرب أشياخنا: أنه ما توجه به عبدٌ إلى الله في حاجة إلا قُضِيَتْ ولو بعد حين. وسرُّ هذا التوسل أكبر من أن يذكر، وأكثر من أن يحصر، وله صُوَرٌ طويلة مختلفة مشهورة في الشمال الأفريقي.
ومن مميزاته الأخرى: أنه دعاء خالصٌ لله لا وسيلة فيه لبشر، فلا خلاف على التعبد به، ولا جدال على مبناه ولا معناه.
وصاحب التوسل: هو مولانا العَلاَّمة الفقيه الْمُحدِّث المؤرخ سيدي محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن ناصر الدرعي المغربي أشهر صوفية عصره وأبركهم، وهو درة البيت الناصري العريق بالمغرب الأقصى، كان شديد الاتباع للسنة في سائر أحواله وعاداته، أخذ عنه وتتلمذ على يديه خلق كثير ، وله أدعية أخرى وصلوات غير هذا التوسل، توفي سنة (1085 هـ) ، وقد خلفه في رعاية الزاوية والطريق ولده السيد أحمد .
وهذه الرواية من الدعاء الناصري (مختصرة ومهذبة) هي التي تلقيناها عن شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم، وقد ختمت بأبياتٍ فى ذكر بعض أئمة الطريق والدعاء لهم رضي الله عنهم، من نظم الشاعر المحمدي الأستاذ قاسم مظهر رحمه الله أحد تلاميذ الإمام سيدي محمد زكي إبراهيم رحمه الله تعالى.
III
نص التوسل الناصري
يَـــا مَـــنْ إلَـــى رَحْـمَـتِـهِ الْـمَـفَرُّ
وَمَــــنْ إلَــيْــهِ يَـلْـجَـأُ الْـمُـضَّـطَرُ
وَيَـــا قَــرِيـبَ الْـعَـفْوِ يَــا iiمَــوْلاَهُ
وَيَـــا مُـجِـيـبَ كُـــلِّ مَـــن دَعَــاهُ
بِــكَ اسْـتَـغَثْنَا يَــا مُـغِيثَ iiالـضُّعَفَا
فَـحَـسْـبُنَا يَـــا رَبِّ أَنـــتَ iiوَكَـفَـى
فَـــلاَ أَجَـــلَّ مِــن جَـلِـيلِ iiقُـدْرَتِـكْ
وَلاَ أَعَـــزَّ مِــنْ عَـزِيـزِ سَـطْـوَتِكْ
لِـقَـهْـرِ مُـلْـكِـكَ الْـمُـلُوكُ iiتَـخْـضَعُ
تَـخْفِضُ رَغْـماً مَـن تَشَاءُ iiوَتَرْفَعُ
وَالأَمْــــــرُ كُـــلُّـــهُ إلَـــيْـــكَ iiرَدُّهُ
وَبِـــيَــدَيْــكَ حَـــلُّـــهُ iiوَعَـــقْـــدُهُ
وَقَــــدْ بَـسَـطْـنَـا أَمْــرَنَــا iiلَــدَيْـكَ
وَقَــــدْ شَــكَـوْنَـا ضَـعْـفَـنَا iiإلَــيْـكَ
فَـارْحَـمْنَا يَــا مَـن لاَ يَـزَالُ iiعَـالِمًا
بِـضَـعْـفِـنَـا وَلاَ يَـــــزَالُ رَاحِــمــاً
وَانْـظُرْ إلَـى مَـا مَسْنَا بَيْنَ iiالْوَرَى
فَـحَـالُـنَا مِــن بَـيْـنِهِمْ كَـمَـا iiتَــرَى
وَنَـحْـنُ يَــا مَــن مُـلْـكُهُ لاَ يُـسْلَبُ
لُــذْنَـا بِـجَـاهِـكَ الَّـــذِي لاَ iiيُـغْـلَـبُ
إلَـيْـكَ يَــا غَــوْثَ الـذَّلِـيلِ iiنَـسْـتَنِدْ
عَـلَيْكَ يَـا كَـهْفَ الـضَّعِيفِ iiنَـعْتَمِدْ
مِــنـكَ الْـعِـنَايَةُ الْـتِـي لاَ iiنَـرْتَـجِي
حِـمَـايَةً مِــنْ غَـيْـرِ بَـابِـهَا iiتَـجِـي
أَنـــتَ الَّـــذِي تَـهْـدِي إذَا iiضَـلََـلْنَا
أَنــــتَ الَّــــذِي تَـعْـفُـو إذَا زَلَـلْـنَـا
يَـا وَاسِـعَ الإحْـسَانِ يَـا مَنْ iiخَيْرُهُ
عَـــمَّ الْــوَرَى وَلاَ يُـنَـادَى غَـيْـرُهُ
وَسِــعْـتَ كُــلَّ مَــا خَـلَـقْتَ iiعِـلْـمًا
وَرَأْفَــــــةً وَرَحْـــمَـــةً وَحِــلْــمًـا
وَقَـــــدْ مَــدَدْنَــا رَبَّــنَــا iiالأَكُــفَّــا
وَمِــنــكَ رَبَّــنَـا رَجَــوْنَـا iiالـلُّـطْـفَا
فَــأَبْــدِلِ الــلَّـهُـمَّ حَـــالَ iiالْـعُـسْـرِ
بِـالْـيُسْرِ وَامْـدُدْنَـا بِـرِيـحِ iiالـنَّصْرِ
وَاَجْـعَـلْ لَـنَـا عَـلَى الْـبُغَاةِ iiالْـغَلَبَهْ
وَاقْصُرْ أَذَى الشَّرِّ عَلَى مَنْ iiطَلَبَهْ
وَاَنْـصُـرْ حِـمَـانَا يَـا قَـوِيُّ iiنَـصْرا
وَاقْـهَـرْ عِـدَانَـا يَــا عَـزِيـزُ iiقَـهْرا
وَاعْـكِسْ مُـرَادَهُمْ وَخَيِّبْ iiسَعْيَهُمْ
وَاهْـزِمْ جُـمُوعَهُمْ وَأَفْـسِدْ iiرَأْيَهُمْ
وَعَــجِّـل الـلَّـهُـمَّ فِـيـهِـمْ iiنِـقْـمَـتَكْ
فَــإنَّـهُـمْ لاَ يُــعْـجِـزُونَ iiقُــدْرَتَــكْ
وَكُــــنْ لَــنَــا وَلاَ تَــكُــنْ عَـلَـيْـنَـا
وَلاَ تَــكِــلْــنَـا طَـــرْفَـــةً iiإلَــيْــنَــا
يَـــا رَبِّ يَـــا رَبِّ بِـــكَ iiالـتَّـوَسُـلُ
لِــمَــا لَــدَيْــكَ وَبِــــكَ الــتَّـوَصُّـلُ
يَــــا رَبِّ أَنــــتَ رُكْـنُـنَـا الـرَّفِـيـعُ
يَـــا رَبِّ أَنـــتَ حِـصْـنُـنَا iiالْـمَـنِيعُ
يَــــا رَبِّ يَــــا رَبِّ أَنِـلْـنَـا الأَمْــنَـا
إذَا ارْتَـــحَــلْــنَــا وَإذَا iiأَقَـــمْـــنَــا
وَاَجْـعَـلْ بِـصَـادٍ وَبِـقَـافٍ iiوَبِـنُونْ
أَلْـفَـي حِـجَابٍ مِـن وَرَائِـنَا iiتَـكُونْ
بِــــــجَـــــاهِ لاَ إلَـــــــــــهَ إلاّ iiاللهُ
وَجَـــاهِ خَــيْـرِ الْـخَـلْقِ يَــا iiرَبّــاهُ
وَجَـــاهِ مَـــا بِـــهِ دَعَــاكَ iiالأَنـبِـيَا
وَجَـــاهِ مَـــا بِــهِ دَعَــاكَ iiالأَوْلِـيَـا
وَجَـــاهِ كُــلِّ مَــن رَفَـعْـتَ iiقَــدْرَهُ
مِـمَّـن سَـتَـرْتَ أَوْ أَشَـعْـتَ iiذِكْـرَهُ
وَجَـــاهِ آيَـــاتِ الْـكِـتَـابِ الْـمُـحْكَمِ
وَجَــاهِ الاسْــمِ الأَعْـظَـمِ iiالْـمُـعَظَّمِ
رَبِّ دَعَــوْنَـاكَ دُعَــاءَ مَــن iiدَعَــا
رَبًّــا كَـرِيـماً لاَ يَــرُدُّ مَــن سَـعَـى
فَـاقْـبَلْ دُعَـاءَنَـا بِـمَحْضِ iiالْـفَضْلِ
قُـبُـولَ مَــنْ أَلْـقَى حِـسَابَ iiالْـعَدْلِ
وَامْــنُــنْ عَـلَـيْـنَـا مِــنَّـةَ الْـكَـرِيـمِ
وَاعْـطِـفْ عَـلَـيْنَا عِـطْـفَةَ iiالْـحَـلِيمِ
وَانـشُـرْ عَـلَيْنَا يَـا رَحِـيمُ iiرَحْـمَتَكْ
وَابْـسُـطْ عَـلَـيْنَا يَــا كَـرِيمُ نِـعْمَتَكْ
وَخِـــرْ لَـنَـا فِــى سَـائِـرِ الأَقْــوَالِ
وَاخْـتَـرْ لَـنَـا فِـي سَـائِرِ iiالأَحْـوَالِ
وَاجْـمَعْ لَـنَا مَـا بَـيْنَ عِـلْمٍ وَعَـمَلْ
وَاصْـرِفْ إلـى دَارِ الْبَقَا مِنَّا الأَمَلْ
وَانْـهَجْ بِـنَا يَـا رَبِّ نَـهْجَ iiالـسُّعَدَا
وَاخْـتِـمْ لَـنَا يَـا رَبِّ خَـتْمَ iiالـشُّهَدَا
وَأَصْــلِـح الـلَّـهُـمَّ حَـــالَ iiالأَهْـــلِ
وَيَــسِّـرْ الـلَّـهُـمَّ جَــمْـعَ iiالـشَّـمْـلِ
وَاقْــضِ لَـنَـا أَغْـرَاضَنَا iiالْـمُخْتَلِفَهْ
فِــيـكَ وَعَـرِّفْـنَـا تَــمَـامَ الْـمَـعْرِفَهْ
يَــا رَبِّ وَانـصُرْ دِيـنَنَا iiالْـمُحَمَّدِي
وَاجْـعَـلْ خِـتَـامَ عِــزِّهِ كَـمَـا iiبُـدِي
وَاعْفُ وَعَافِ وَاكْفِ وَاغْفِرْ ذَنْبَنَا
وَذَنْـــبَ كُـــلِّ مُـسْـلِـمٍ يَـــا رَبَّــنَـا
وَصَـــلِّ يَـــا رَبِّ عَـلَـى iiالْـمُـخْتَارِ
صَـــلاَتَــكَ الْــكَـامِـلَـةَ iiالْــمِــقْـدَارِ
صَــلاَتَــكَ الَّــتِــي تَــفِـي iiبِــقَـدْرِهِ
كَــمَــا يَــلِـيـقُ بِــارْتِـفَـاعِ ذِكْـــرِهِ
ثُـــمَّ عَــلَـى الآلِ الْـكِـرَامِ iiوَعَـلَـى
أَتْـبَـاعِـهِ الْــغُـرِّ وَمَــن لَـهُـمْ iiتَــلاَ
(وَبَـــارِكْ الـلَّـهُمَّ مَـوْلاَنَـا iiالْـوَلِـي
إمَـامَـنَـا أَبَــا الْـحَـسَنِ iiالـشَّـاذِلِي)
(كَــذَاكَ صَـاحِـبَا الْـمَـقَامِ الـطَّـاهِرِ
مُــحَـمَّـدٌ وَأَحْــمَـدُ بـــنُ نَــاصِـرِ)
(وَعُــمَّ بِـالـرَّحْمَةِ أَهْـلَ iiالـسِّلْسِّلَهْ
فِـــي كُــلِّ مَـنْـزِلٍ وَكُــلِّ مَـنْـزِلَهْ)
(وَخُـــصَّ بِـالـرِّضَـا iiوَبِـالإحْـسَانِ
سَــيِّـدَنَـا الْـقُـطْـبَ أَبَـــا iiعَـلِـيَّـانِ)
(وَشَـيْخَنَا إبْـرَاهِيمَ شَـيْخَ iiالـشَّرْعِ
وآلَــــهُ خُــصُـومَ كُـــلِّ iiبِــدْعِـي)
(يَـا رَبِّ وَارْضَ عَـنْ زَكِـيِّ iiالدِّينِ
إمَــامِــنَـا الْــمُـجَـاهِـدِ الأَمِـــيــنِ)
( وَعَــن شَـقِـيقِهِ أَبِــي iiالـمَوَاهِبْ
وَعَـنْ أَبِـي الـتُّقَى وَكُـلِّ صَـاحِبْ)
( بِـجَـاهِهِمْ يَــا رَبِّ بَـلِّـغْنَا الأَمَــلْ
وَاخْـتِمْ لَـنَا مِـنكَ بِـصَالِحِ iiالْـعَمَلْ)
وَالْــحَـمْـدُ لــلــهِ الَّـــذِي بِـحَـمْـدِهِ
يَـبْـلُـغُ ذُو الْـقَـصْدِ تَـمَـامَ iiقَـصْـدِهِ
ملحوظة: الأبيات التي بين الأقواس فى ذكر بعض أئمة الطريق والدعاء لهم رضي الله عنهم تكملة من كلام الشاعر المحمدي الكبير الأخ الأستاذ قاسم مظهر رحمه الله تعالى
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2019 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir