موسى البلوشي
04-04-2010, 21:07
الشيخ الإمام محمد قاسم النانوتوي
هو الشيخ الإمام حجة الإسلام في الهند، العالم الكبير محمد قاسم بن أسد علي الصديقي النانوتوي أحد العلماء الربانيين . وُلِدَ عام 1248هـ ببلدة mنانوتةl بمديرية mسهارنفورl بولاية أترابراديش، الهند، وتوفي سنة 1297هـ ببلدة mديوبندl ودفن بها. تلمذ على الشيخ مملوك علي النانوتوي (المتوفى عام 1267هـ ) وقرأ عليه سائر الكتب الدراسية، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني المجددي الدهلوي (المتوفى سنة 1296هـ).
كان أزهد الناس وأكثرهم عبادة و ذكراً ، وأبعدهم عن زي العلماء، ولبس المتفقهة من العمامة، والطيلسان وغيرها . له مشاهد عظيمة في المباحثة مع النصارى، وعلماء الديانة الآرية. أشهرها المباحثة التي وقعت ببلدة mتشاند بورl بمديرية mشاه جهانبورl بولاية أترابراديش؛ فناظر أحبار النصارى ، وأساقفهم ، وعلماء الهنادك غير مرة ، فغلبهم و أقام الحجة عليهم. وله مصنفات علمية دقيقة تبلغ زهاء ثلاثين ، تدل على سعة علمه، و عمق تفكيره، و دقة نظره في دقائق العلوم، ومعارف الكتاب والسنة، وحكمته البالغة في الجمع بين خيري الدين والدنيا.
قاد حركة التحرير، والثورة على الاستعمار البريطاني في مستهل عام 1857م ؛ فكان قائد قوات المسلمين في ساحة mتهانه بهونl و mشامليl وقد أبلى فيها بلاءً حسناً، سجّله التأريخ بحروف ذهبية، ولما أخفقت هذه الثورة لأسباب مؤسفة ترجع إلى بعض المنافقين من صف المسلمين ، ولم يعد للمسلمين طريق يضمن لهم الثبات على دينهم، بدأ العلماء، وعلى رأسهم الإمام النانوتوي بحركة شاملة لنشر التعليم الديني ، والثقافة الإسلامية في المسلمين، وفعلاً قام هو، وأصدقاؤه بتأسيس مدرسة إسلامية في mديوبندl لتكون معقل المسلمين، ومركز توجيه الشعب المسلم . وبارك الله في هذه المدرسة كثيراً ، فأصبحت أم المدارس، وكبرى الجامعات الإسلامية العربية الأهلية في شبه القارة الهندية، أنجبت كثيراً من العلماء ، ورجال الفكر الإسلامي، والدعاة المخلصين، والكتاب المتحمسين ، والخطباء المصاقع.
وجملة القول فيه إن له مآثر نبيلة في بناء مستقبل المسلمين الديني في هذه البلاد، وأيادي بيضاء على الشعب المسلم.
(تاريخ جامعة ديوبند الإسلامية (بالأردية)، وجريدة mالداعيl الصادرة في الجامعة بمناسبة الاحتفال المئوي عام 1400هـ mالعدد الخاصl ، و نزهة الخواطر ج7، ص 320-322. ط: لكناؤ 1993م)
الشيخ الفقيه رشيد أحمد الكنكوهي
ولد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي سنة 1244هـ ببلدة mكنكوهl بمديرية mسهارنفورl بالهند، وتوفي ودفن بها سنة 1323هـ . قرأ على كبار العلماء في عصره، ومن أشهرهم الشيخ مملوك علي النانوتوي (المتوفى 1267هـ) والمفتي صدر الدين آزرده (المتوفى 1285هـ) بدهلي، والحديث على الشيخ عبد الغني المجددي (المتوفى 1296هـ) حتى برع وفاق أقرانه في المعقول والمنقول، وتصدر للتدريس والإفادة ، فتهافت عليه كبار العلماء بدرسهم في الفقه، والحديث ، والتفسير، واقتصر في آخر عمره على تدريس الصحاح الستة. ولما كُفَّ بصره، ترك التدريس، وتوسع في الإرشاد، والتحقيق.
أسهم إسهاماً لا يستهان به في ثورة عام 1857م ، وحارب ضد الإنجليز ، إنقاذاً للشعب الهندي والمسلمين من جحيم العبودية. ولما هدأت عاصفة الثورة ، ألقت الحكومة الإنجليزية القبض عليه، و زجّت به في السجن، إلا أنها لم تنجح في إثبات دعواها، فاضطرت إلى الإفراج عنه. واتّخذ الشيخ في السجن أسوة يوسف عليه السلام ، فاهتدى به عدد كبير من السجناء، وأنابوا إلى الله.
كان شديد الغيرة على الدين، لم يكن مثله في زمانه في الصدق والعفاف، والتفقه، والشهامة ، والإقدام في المخاطر، والصلابة في الدين . وكان آية في التقوى، واتباع السنة، والعمل بالعزيمة، والاستقامة على الشريعة، و رفض البدع ومحدثات الأمور، ومحاربتها بكل طريق، والحرص على نشر السنة لا يقبل تحريفاً، ولا يتحمل منكراً، انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل و تزكية النفوس، وإحياء السنة وإماتة البدع.
(نزهة الخواطر ج8: ص163-166. ط: لكناؤ 1993م؛ تاريخ جامعة ديوبند (بالأردية) ج1- ص:125-129.)
الشيخ المحدث محمد يعقوب النانوتوي
هو العالم الكبير المحدث محمد يعقوب ابن الشيخ مملوك علي النانوتوي (المتوفى 1267هـ) أحد الأساتذة المشهورين في الهند. ولد سنة 1249هـ الموافق عام 1833م ببلدة mنانوتةl بمديرية mسهارنبورl بولاية mيو،بيl بالهند، وتوفي بها سنة 1302هـ الموافق 1884م.
قرأ الكتب الدارسية معقولاً و منقولاً على أبيه الشيخ مملوك علي بمدينة دهلي، حيث كان رئيس هيئة التدريس في mكلية دهليl العربية، ثم درس و أفاد بــ mأجميرl . وبعد مدة وُلي التدريس بالجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند، فدرس بها مدة ، و أخذ عنه خلق لا يحصون ، وشغل بها كذلك منصب رئيس التدريس .
كان من كبار الأساتذة ، ظهر تقدمه في فنون، منها الفقه، والأصول، والحديث النبوي، والأدب العربي، وكان يميل إلى الشعر أحياناً. رحمه الله رحمة واسعة.
(تاريخ جامعة ديوبند (بالأردية) 2/171-177؛ نزهة الخواطر 8/550-551، ط:لكناؤ 1993م)
الشيخ العلاّمة محمود حسن الديوبندي
هو الشيخ العلاّمة محمود حسن الديوبندي ابن الشيخ العالم الأديب شاعر العربية ذو الفقار علي الديوبندي المتوفى 1322هـ الموافق 1904م . تخرج عليه كبار العلماء في الهند ، ولد عام 1268هـ الموافق 1851م ، وكان على رأس الدفعة الأولى من الطلاب التي التحقت بالجامعة الإسلامية دار العلوم / ديوبند ؛ حيث كان لدى تأسيسها يوم الخميس 15/ محرم 1283هـ الموافق 30/ مايو 1866/ يجتاز المراحل الثانوية من تعليمه ؛ فالتحق بها وتخرّج منها عام 1290هـ الموافق 1873م. و وُلّي التدريس بالجامعة عام 1291هـ / 1874م، ثم مُنِح الترقية و بات رئيس هيئة التدريس بها عام 1308هـ / 1890م.
كان آية باهرة في علوم الهمة وبعد النظر، والأخذ بالعزيمة ، وحب الجهاد في سبيل الله ، شديد البغض لأعداء الإسلام، كثير التواضع، دائم الابتهال، ثابت الجأش، جيد المشاركة في جميع العلوم العقلية والنقلية ، ومطلعًا على التاريخ ، كثير المحفوظ للشعر، كثير الأدب مع المحدثين والأئمة المجتهدين، تلوح على محياه أمارات التواضع والحلم، وتشرق أنوار العبادة والمجاهدة في وقار وهيبة.
وكان أعلم العلماء في العلوم النافعة’ وأحسن المتأخرين ملكة في الفقه وأصوله وأعرفهم بنصوصه وقواعده.
وضع خطة محكمة لتحرير الهند من مخالب الاستعمار الإنجليزيّ عام 1323هـ / 1905م، وكان يودّ أن يستعين فيها بالحكومة الأفغانية والخلافة العثمانية . وقد هيّأ لذلك جماعة من تلاميذه تمتاز بالإيمان القوي، والطموح، والثقة بالنفس، والتوكل على الله، والحزم وثقوب النظر. وكان من بينها الشيخ عبيد الله السنديّ (المتوفى 1363هـ / 1944م) والشيخ محمد ميان منصور الأنصاري (المتوفى 1365هـ / 1946م) وكان الاتصال يتم بينه وبين تلاميذه وأصحابه المناضلين عن طريق الرسائل التي كانت تُكْتَب على الحرير الأصفر، ومن هنا عُرِفَ نضاله ضدّ الاستعمار بـ mحركة الرسائل الحريريةl . ولتنفيذ خطته سافر رغم كبر سنه إلى الحجاز عام 1333هـ / 1915م , وقابل في المدينة المنورة كبار المسؤولين عن الخلافة العثمانية؛ ولكن من سوء الحظّ اطلعت حكومة الاستعمار الإنجليلزي على الرسائل الحريرية عام 1334هـ / 1916م، وألقت عليه القبض عن طريق الشريف حسين أمير مكة – الذي كان قد خرج على الدولة العثمانية – في صفر 1335هـ / نوفمبر 1916م و معه عدد من تلاميذه وأصحابه ، من بينهم الشيخ السيد حسين أحمد المدني المتوفى 1377هـ / 1957م، وسُفِّروا إلى mمالطهl وسُجِنُوا بها؛ حيث لبثوا فيها نحو 3 سنوات وشهرين، وأطلق سراحهم في جمادى الأخرى 1338هـ / يناير 1920م، و وصل الشيخ الهند يوم 20/ رمضان 1338 هـ الموافق 9/ مايو 1920م وتلقّاه الناس بحفاوة غير عاديّة، وغلب عليه لقب mشيخ الهندl واستُقْبل في كل مكان استقبالاً لم يعهد الناس مثله .
ورغم كبر سنه وضعفه ومرضه وكونه مُحَطَّمًا لطول الأسر في الغربة، لم ير أن يستجم في وطنه ديوبند، وإنما ظل يزور ويجول في أرجاء البلاد يدعو الشعب إلى النضال ضد الإنجليز ومقاطعتهم ، من خلال خطبه و محاضراته . وفي هذه الحالة سافر إلى mعليجراهl و وضع حجر الأساس للجامعة الملية الإسلامية يوم 29/ أكتوبر 1920م (16 صفر 1339هـ) وقد انتقلت فيما بعد إلى دهلي.
ثم اشتد به المرض والضنى حتى استأثرت به رحمة الله تعالى في صباح يوم 18/ ربيع الأول 1339هـ الموافق 30/ نوفمبر 1920م ؛ وذلك في دهلي حيث كان يتلقى العلاج. ونقل جثمانه في اليوم التالي إلى ديوبند، ودفن بجوار أستاذه العظيم الإمام محمد قاسم النانوتوي المتوفى 1297/ 1880م في المقبرة الجامعية التي عرفت بـ mالمقبرة القاسميةl .
وقد تشرف رحمه الله بنقل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية وهي من أحسن التراجم الأردية وأكثرها قبولاً و رواجاً، وأضاف إليه تلميذه العلامة شبير أحمد العثماني المتوفى 1369هـ 1989م تعليقات مفيدة عُرِفتْ بـ mالتفسير العثمانيl . وقد قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بطباعة هذه الترجمة مع التفسير عام 1409هـ الموافق 1989م بعدد مئات الآلاف و توزيعها على المسلمين في العالم.
انظر للتوسّع في ترجمته كتب mحياة شيخ الهندl للشيخ ميان أصغر حسين الديوبندي و mنقش حياةl و mأسير مالطةl للشيخ السيد حسين أحمد المدني و mتذكرة شيخ الهندl للشيخ عزيز الرحمن البجنوري و mحركة شيخ الهندl للشيخ السيد محمد ميان الديوبندي الدهلوي و mأسيران مالطةl له أيضاً و mنزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظرl للشيخ الشريف عبد الحي الحسني ، ج8’ و mتأريخ دار العلوم/ ديوبندl لمؤلّفه الشيخ السيّد محبوب رضوي، ج2.
الشيخ العلامة أشرف علي التهانوي
هو الشيخ العلامة الفقيه mأشرف عليl بن عبد الحق التهانويّ المعروف في شبه القارة الهندية بـ mحكيم الأمةl أحد كبار العلماء والمشايخ الديوبنديين ، والعلماء الفقهاء الأذكياء الربّانيين الذي نفع الله الخلق بمؤلفاتهم ومواعظهم وتربيتهم نفعاً كبيراً. يبلغ عدد مؤلفاته نحو ثمانمائة ، منها نحو اثني عشر كتابًا بالعربية. كان مثالاً في ضبط الأوقات وحسن توزيعها بين الله وبين العباد وبين شؤونه الشخصية والعائليّة ؛ فكان لا يخلّ بها ولا يستثني فيها إلا اضطرارًا. وكان لكتبه ومواعظه ومجالسه دور كبير يُذكرُ ويُشكرُ في إصلاح العقيدة والعمل، ومحاربة البدع والخرافات والعادات والتقاليد الجاهلية، التي تسربّت إلى المجتمع الإسلامي وتغلغلت في حياة المسلمين وأفراحهم وأتراحهم، بسبب الاختلاط الطويل بالكفار والمبتدعين المستعبدين للأهواء. وبلغ عددُ مجالس وعظه التي دوِّنت في الرسائل أربع مائة مجلس. وأضفى الله عزّ و جل على جميع مؤلفاته ومجاميع مواعظه مسحة من القبول عجيبة، أما كتابه mبهشتي زيورl (حلية الجنة) الذي ألّفه أساسًا لتعليم البنات ما يحتجن إليه في الدين والدنيا، وأودعه المسائل الفقهية والأداب الإسلامية وكثيرا من المعلومات العامّة ، فقد نال من القبول والذيوع ما لم ينله كتاب ديني في هذه الديار، وصدرت له طبعات لا تحصى.
وُلِدَ لدى الصبح الصادق من الأربعاء 5/ ربيع الثاني 1280هـ الموافق 10/ سبتمبر 1863م. في بلدة mتهانَهْ بَهوَنْl في مديرية mمظفر نكرl بولاية mأترا براديشl. وتخرج من الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند عام 1299هـ / 1882م. وتوفي بـ mتهانه بهونl يوم 16/ رجب 1362هـ الموافق 14/ يوليو 1943م.
للاستزادة من ترجمته اُنظر mأشرف السوانحl في ثلاثة أجزاء للشيخ الخواجه عزيز الحسن المجذوب . و mتأريخ دار العلوم / ديوبندl ج2، و mنزهة الخواطرl ج:8
الشيخ المحدث السيد حسين أحمد المدني
هو الشيخ العالم الجليل، المحدث الكبير، البطل الجرئ السيد حسين أحمد المدني، ابن حبيب الله المعروف في ديار الهند ب: Mشيخ الإسلامl. أصله من مدرية mفيض آبادl بولاية يو،بي (الهند). وُلِدَ سنة 1296هـ ببلدة mباكر مئوl بمديرية mأناؤl بـ mأترابراديشl ، وتوفي سنة 1377هـ بمدينة mديوبندl ودفن بها.
تلقى مبادئ العلوم في بلدة mتاندةl بمديرية mفيض آبادl ثم التحق بجامعة ديوبند الإسلامية ، وتعلم على أساتذتها البارعين ، أمثال الشيخ الأديب ذوالفقار علي الديوبندي، والشيخ المحدث خليل أحمد السهارنبوري، والشيخ المفتي عزيز الرحمن الديوبندي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ العلامة محمود حسن الديوبندي، ولازمه مدة طويلة إلى أن تخرج في الجامعة.
هاجر مع أسرته إلى الحجاز سنة 1316هـ ، وأقام بالمدينة المنورة يدرّسُ في المسجد النبوي الشريف إلى أن عاد إلى الهند عام 1333هـ وقد أسر الشريف حسين أمير مكة الشيخ محمود حسن وأصحابه ومنهم الشيخ ؛ في مكة المكرمة، على إيعاز من الحكومة الهندية الإنجليزية ، حين سافروا إليها للحج، وأسلمهم إليها، فنقلتهم إلى مصر، ثم إلى mمالطاl حيث مكث سجيناً نحو ثلاث سنوات. ولماحمي وطيس حركة تحرير البلاد ، خاضه بقوة و ثبات. وألقى خطباً مثيرة حماسية ضد الاستعمار ، يجول في البلاد والأمصار، فحُبِس مراراً.
وبالرغم من هذه الخدمات الوطنية والسياسية ، اعتزل الشيخ بعد الاستقلال ولم يأخذ منصباً ، ولا وظيفة في الحكومة ، وعكلف على الدرس، والدعوة إلى الله ، وقد أنعم عليه رئيس الجمهورية بلقب فخري يسمى بــ mبدم بهوشنl فرفضه قائلاً : إنه لا ينسجم وطريقةَ أسلافه.
كان رحمه الله عالماً ربانياً، محدثاً جليلاً، زعيماً بارزاً، جامعاً لمحاسن الإنسانية ومزاياها، تتمثل في حياته النموذجية حياة الصحابة رضي الله عنهم. وكان قليل التصنيف لأجل نشاطاته الساسية ، والدعوية ، والتدريسية. له mنقش حياتl ، و mالشهاب الثاقب: وجمع بعض تلاميذه دروسه لسنن الترمذي، وهي مطبوعة لم تتم. (تاريخ جامعة دارالعلوم / ديوبند (بالأردية) 2/82-84؛ نزهة الخواطر 8/126-132. ط: لكناؤ 1993م)
((2)) هو العلامة شبر أحمد العثماني ابن الشيخ فضل الرحمن العثماني الديوبندي ولد عام 1305هـ / 1887م ، والتحق بالروضة في 7 من عمره. وتخرج من جامعة ديوبند عام 1325هـ / 1907م. وكان من أبرز تلاميذه العلامة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي. درّس أولاً في mالمدرسة العالية فتح بوريl بدهلي، ثم عين أستاذاً بجامعة ديوبند عام 1328هـ / 1910م. وكان تدريسه لصحيح مسلم معروفا و مقبولاً في أوساط العلماء والتلاميذ.
وفي عام 1352هـ / 1933م عين شيخ الحديث بالجامعة الإسلامية تعليم الدين بمدينة mدابهيلl بــ mغوجراتl وعلى إلحاح من الشيخ أشرف علي التهانوي وغيره من المشايخ الكبار تولّى منصب الرئيس العام للجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند عام 1362هـ / 1944م، إلى جانب توليه شياخة الحديث في جامعة mدابهيلl.
الشيخ العلامة شبير أحمد العثماني
كان العلامة شبير أحمد العثماني أحد الخطباء المصاقع والأدباء المترسلين المبرزين باللغة الأردية، ألّف عدداً من الكتب تنمّ عن عميق علمه ، وسعة اطلاعه، و طول باعه في العلوم الإسلامية إلى جانب تحركاته و نشاطاته السياسية وبلائه الحسن في تحرير البلاد.
وتولّى منصب عضو بارز في حركة الخلافة عام 1333هـ / 1914م . وكان من كبار قادة جمعية علماء الهند، ورأسها لمدة ، انضمّ عام 1365هـ / 1946م إلى العصبة الإسلاميّة . وقبل تقسيم الهند بعام واحد، وفي عام 1366هـ / 1947م انتقل إلى باكستان، واحتفي فيها احتفاءً كبيراً، وعرف بـ mشيخ الإسلامl وعين عضواً في لجنة وضع الدستور ورئيساً للجنة أيضاً.
وله حواش و تعليقات مفيدة جدّاً على ترجمة أردية للقرآن الكريم للعلامة محمود حسن الديوبندي، وقد قام بطبعها و توزيعها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة منذ سنوات، بكميات كبيرة.
توفي رحمه الله في 21/ صفر 1369هـ الموافق 13/ ديسمبر 1949م بمديرية بهاول بورl بباكستان ودفن بكراتشي. [المترجم] (تاريخ دارالعلوم / ديوبند بالأردية ج2، ص98-102).
الشيخ العلاّمة أنور شاه الكشميري
هو العلامة المحدث الكبير أنوَرْ شاه الحسيني الحنفي ابن الشيخ محمد معظّم شاه الكشميري. انتهت إليه رئاسة تدريس الحديث في الهند. كان دقيق النظر في طبقات المحدثين والفقهاء، نادرة عصره في قوة الحفظ، وسعة الاطّلاع على كتب المتقدمين، والتضلّع من الفقه والحديث وأصولها والتفسير وأصوله، والرسوخ في العلوم الإسلامية والعربية، يسرد ما قرأه في ريعان شبابه بنصوصه دون إخلال بمعنى. شغوفًا بالقراءة والاطلاع على كل جديد، شديد الغيرة على الإسلام، كثير الحماية لعقيدة أهل السنة والجماعة، شديد العداء والمحاربة للقاديانية، متوفّرًا على الردّ عليهم بالكتابات والخطابات، كثير الترغيب لتلاميذه وأصحابه في مقاومتها بالقلم واللسان.
وُلِدَ صباحَ السبت 27/ شوال 1292هـ الموافق 16/ أكتوبر 1875م. اجتاز المراحل الابتدائية والثانوية في وطنه كشمير وغيرها، متعلمًا على والده وغيره، والتحق بالجامعة الإسلامية دار العلوم / ديوبند عام 1310هـ / 1892م، وتلقّى فيها الدراسات العليا في علوم الشريعة و ما يتعلق بها طوال أربع سنوات، على الشيخ العلامة محمود حسن الديوبندي شيخ الهند (المتوفى 1239هـ / 1920م) والشيخ خليل أحمد السهارنبوري (المتوفى 1346هـ / 1927م) وغيرهما، وتخرّج منها عام 1314هـ / 1896م وهو في 21 من عمره. وبدأ يعمل رئيسًا لهيئة التدريس بالمدرسة الأمينية الإسلامية بدهلي منذ تأسيسها عام 1315هـ / 1897م، وبقي بها لمدة أربع سنوات ونصف، وعاد عام 1320هـ 1903م إلى وطنه كشمير؛ حيث أسس بها مدرسة باسم mفيض عامl . وعام 1323هـ / 1905م سافر إلى الحجاز للحج والزيارة، واستغل الفرصة فأسند الحديث عن الشيخ حسين بن محمد بن مصطفى الجسر الطرابلسي (المتوفى 1327هـ / 1909م) صاحب mالرسالة الحميديّة في حقيقة الديانة الإسلاميةl ثم عاد إلى الهند عام 1327هـ / 1909م وأقام بالجامعة الإسلامية دار العلوم /ديوبند على أمر من أستاذه شيخ الهند يدرس بها ابتغاءً لوجه الله. وذلك لغاية عام 1333هـ / 1915م، إذ سافر فيه العلامة شيخ الهند محمود حسن إلى الحجاز ينوي الإقامة الطويلة فيه؛ فاستخلفه في تدريس الحديث و ولاّه رئاسة التدريس في الجامعة، وبقي في منصبه هذا طوال 12 عاما لعام 1346هـ / 1927م الذي في أوائله انتقل إلى الجامعة الإسلامية بـ mدابهيلl بـ mغجراتl وبقي يدرس بها الحديث لعام 1351هـ / 1932م حتى أضناه داء البواسير: فعاد إلى mديوبندl حيث استأثرت به رحمة الله تعالى يوم 3/ صفر 1352هـ الموافق 30/ أبريل 1933م.
من مؤلّفاته تعليقات على mفتح القديرl لابن الهمام إلى كتاب الحج، وتعليقات على mالأشباه والنظائرl وتعليقات على صحيح مسلم، وكتاب mعقيدة الإسلام في حياة عيسى عليه السلامl و mإكفار الملحدين في ضروريات الدينl و mمشكلات القرآنl و التصريح بما تواتر في نزول المسيحl . وما إلى ذلك.
للاستزادة من ترجمته يراجع mنفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ أنورl للشيخ محمد يوسف البنوري و mنزهة الخواطرl ج8، تأريخ دار العلوم / ديوبند ج2، mالأنورl للأستاذ عبد الرحمن كوندو، mحياة أنورl للأستاذ أزهر شاه قيصر، mنقش دوامl للشيخ أنظر شاه الكشميري، mنكارستان كشميرl للقاضي ظهور الحسن ، mعلماءِ هند كا شاندار ماضيl للشيخ الفقيه محمد ميان الدهلوي، mتأريخ أقوام كشميرl للأستاذ محمد دين فوق، mمولانا أنور شاه كشميري: حياة اور ان كـا علمي كارنامهl للدكتور رضوان الله، mتراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشرl للعلامة المحدث الشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله .
الشيخ المفتي عزير الرحمن العثماني
هو الشيخ العالم الرباني الحنفي، المفتي عزيز الرحمن العثماني الديوبندي، ابن الشيخ فضل الرحمن العثماني، الشقيق الأكبر لكل من العلامة شبير أحمد العثماني، والشيخ حبيب الرحمن العثماني، الرئيس الأسبق لجامعة ديوبند.
كان أمة في عصره في الفقه، والفتوى، ودقة النظر ، وسعة الدراسة لكتب الأصول، والاستحضار لمتون الفقه، وجزئياته، يكتب الجواب عن الاستفتاء عفو الساعة، ولا يحتاج إلى المراجعة في أغلب الأحيان، مع تحرّ للصواب ، وإلمام بالحوادث والنوازل، واطّلاع على مقتضيات العصر واتجاهات الفكر، ورؤى الزمان.
تولّى الإفتاء في الجامعة الإسلامية دار العلوم / ديوبند نحو أربعين سنة، ورغم أن سجل فتاواه التي أفتى بها في الفترة ما بين 1310هـ و 1329هـ مفقود، فإن عدد فتاواه في الفترة ما بين 1330هـ و 1346هـ حسب ما هو مسجّل لدى دار العلوم / ديوبند ، يبلغ (37561) فتوى، ولكن سماحة الشيخ المقرئ محمد طيب الرئيس السابق للجامعة ، قد صرح في مقدمة الجزء الأول من مجموع فتاواه، أن عدد فتاواه (118000) على الأقل.
وكان غاية في إنكار الذات، والتواضع، وستر الحال، والاجتهاد لإسداء الخير، والنفع للخلق، حتى كان دائب التطواف بعد صلاة العصر على البيوت حتى يطلع على حوائج الأرامل والعجائز، والعفيفات من النساء اللاتي يفقدن كفلاء الأمر، فيحقق لهن حاجاتهن من السوق وغيرها ويحملها إليهن بنفسه . كما كان يتابع سطوح بيوت الفقراء أيام المطر، فيرممها بنفسه .
وُلدَ رحمه الله في 1275هـ الموافق عام 1858م. وتخرج من جامعة ديوبند عام 1298هـ . وتوفي 17/ جمادى الآخرة 1347هـ بديوبند . و دفن بالمقبرة القاسمية.
هو الشيخ الإمام حجة الإسلام في الهند، العالم الكبير محمد قاسم بن أسد علي الصديقي النانوتوي أحد العلماء الربانيين . وُلِدَ عام 1248هـ ببلدة mنانوتةl بمديرية mسهارنفورl بولاية أترابراديش، الهند، وتوفي سنة 1297هـ ببلدة mديوبندl ودفن بها. تلمذ على الشيخ مملوك علي النانوتوي (المتوفى عام 1267هـ ) وقرأ عليه سائر الكتب الدراسية، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني المجددي الدهلوي (المتوفى سنة 1296هـ).
كان أزهد الناس وأكثرهم عبادة و ذكراً ، وأبعدهم عن زي العلماء، ولبس المتفقهة من العمامة، والطيلسان وغيرها . له مشاهد عظيمة في المباحثة مع النصارى، وعلماء الديانة الآرية. أشهرها المباحثة التي وقعت ببلدة mتشاند بورl بمديرية mشاه جهانبورl بولاية أترابراديش؛ فناظر أحبار النصارى ، وأساقفهم ، وعلماء الهنادك غير مرة ، فغلبهم و أقام الحجة عليهم. وله مصنفات علمية دقيقة تبلغ زهاء ثلاثين ، تدل على سعة علمه، و عمق تفكيره، و دقة نظره في دقائق العلوم، ومعارف الكتاب والسنة، وحكمته البالغة في الجمع بين خيري الدين والدنيا.
قاد حركة التحرير، والثورة على الاستعمار البريطاني في مستهل عام 1857م ؛ فكان قائد قوات المسلمين في ساحة mتهانه بهونl و mشامليl وقد أبلى فيها بلاءً حسناً، سجّله التأريخ بحروف ذهبية، ولما أخفقت هذه الثورة لأسباب مؤسفة ترجع إلى بعض المنافقين من صف المسلمين ، ولم يعد للمسلمين طريق يضمن لهم الثبات على دينهم، بدأ العلماء، وعلى رأسهم الإمام النانوتوي بحركة شاملة لنشر التعليم الديني ، والثقافة الإسلامية في المسلمين، وفعلاً قام هو، وأصدقاؤه بتأسيس مدرسة إسلامية في mديوبندl لتكون معقل المسلمين، ومركز توجيه الشعب المسلم . وبارك الله في هذه المدرسة كثيراً ، فأصبحت أم المدارس، وكبرى الجامعات الإسلامية العربية الأهلية في شبه القارة الهندية، أنجبت كثيراً من العلماء ، ورجال الفكر الإسلامي، والدعاة المخلصين، والكتاب المتحمسين ، والخطباء المصاقع.
وجملة القول فيه إن له مآثر نبيلة في بناء مستقبل المسلمين الديني في هذه البلاد، وأيادي بيضاء على الشعب المسلم.
(تاريخ جامعة ديوبند الإسلامية (بالأردية)، وجريدة mالداعيl الصادرة في الجامعة بمناسبة الاحتفال المئوي عام 1400هـ mالعدد الخاصl ، و نزهة الخواطر ج7، ص 320-322. ط: لكناؤ 1993م)
الشيخ الفقيه رشيد أحمد الكنكوهي
ولد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي سنة 1244هـ ببلدة mكنكوهl بمديرية mسهارنفورl بالهند، وتوفي ودفن بها سنة 1323هـ . قرأ على كبار العلماء في عصره، ومن أشهرهم الشيخ مملوك علي النانوتوي (المتوفى 1267هـ) والمفتي صدر الدين آزرده (المتوفى 1285هـ) بدهلي، والحديث على الشيخ عبد الغني المجددي (المتوفى 1296هـ) حتى برع وفاق أقرانه في المعقول والمنقول، وتصدر للتدريس والإفادة ، فتهافت عليه كبار العلماء بدرسهم في الفقه، والحديث ، والتفسير، واقتصر في آخر عمره على تدريس الصحاح الستة. ولما كُفَّ بصره، ترك التدريس، وتوسع في الإرشاد، والتحقيق.
أسهم إسهاماً لا يستهان به في ثورة عام 1857م ، وحارب ضد الإنجليز ، إنقاذاً للشعب الهندي والمسلمين من جحيم العبودية. ولما هدأت عاصفة الثورة ، ألقت الحكومة الإنجليزية القبض عليه، و زجّت به في السجن، إلا أنها لم تنجح في إثبات دعواها، فاضطرت إلى الإفراج عنه. واتّخذ الشيخ في السجن أسوة يوسف عليه السلام ، فاهتدى به عدد كبير من السجناء، وأنابوا إلى الله.
كان شديد الغيرة على الدين، لم يكن مثله في زمانه في الصدق والعفاف، والتفقه، والشهامة ، والإقدام في المخاطر، والصلابة في الدين . وكان آية في التقوى، واتباع السنة، والعمل بالعزيمة، والاستقامة على الشريعة، و رفض البدع ومحدثات الأمور، ومحاربتها بكل طريق، والحرص على نشر السنة لا يقبل تحريفاً، ولا يتحمل منكراً، انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل و تزكية النفوس، وإحياء السنة وإماتة البدع.
(نزهة الخواطر ج8: ص163-166. ط: لكناؤ 1993م؛ تاريخ جامعة ديوبند (بالأردية) ج1- ص:125-129.)
الشيخ المحدث محمد يعقوب النانوتوي
هو العالم الكبير المحدث محمد يعقوب ابن الشيخ مملوك علي النانوتوي (المتوفى 1267هـ) أحد الأساتذة المشهورين في الهند. ولد سنة 1249هـ الموافق عام 1833م ببلدة mنانوتةl بمديرية mسهارنبورl بولاية mيو،بيl بالهند، وتوفي بها سنة 1302هـ الموافق 1884م.
قرأ الكتب الدارسية معقولاً و منقولاً على أبيه الشيخ مملوك علي بمدينة دهلي، حيث كان رئيس هيئة التدريس في mكلية دهليl العربية، ثم درس و أفاد بــ mأجميرl . وبعد مدة وُلي التدريس بالجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند، فدرس بها مدة ، و أخذ عنه خلق لا يحصون ، وشغل بها كذلك منصب رئيس التدريس .
كان من كبار الأساتذة ، ظهر تقدمه في فنون، منها الفقه، والأصول، والحديث النبوي، والأدب العربي، وكان يميل إلى الشعر أحياناً. رحمه الله رحمة واسعة.
(تاريخ جامعة ديوبند (بالأردية) 2/171-177؛ نزهة الخواطر 8/550-551، ط:لكناؤ 1993م)
الشيخ العلاّمة محمود حسن الديوبندي
هو الشيخ العلاّمة محمود حسن الديوبندي ابن الشيخ العالم الأديب شاعر العربية ذو الفقار علي الديوبندي المتوفى 1322هـ الموافق 1904م . تخرج عليه كبار العلماء في الهند ، ولد عام 1268هـ الموافق 1851م ، وكان على رأس الدفعة الأولى من الطلاب التي التحقت بالجامعة الإسلامية دار العلوم / ديوبند ؛ حيث كان لدى تأسيسها يوم الخميس 15/ محرم 1283هـ الموافق 30/ مايو 1866/ يجتاز المراحل الثانوية من تعليمه ؛ فالتحق بها وتخرّج منها عام 1290هـ الموافق 1873م. و وُلّي التدريس بالجامعة عام 1291هـ / 1874م، ثم مُنِح الترقية و بات رئيس هيئة التدريس بها عام 1308هـ / 1890م.
كان آية باهرة في علوم الهمة وبعد النظر، والأخذ بالعزيمة ، وحب الجهاد في سبيل الله ، شديد البغض لأعداء الإسلام، كثير التواضع، دائم الابتهال، ثابت الجأش، جيد المشاركة في جميع العلوم العقلية والنقلية ، ومطلعًا على التاريخ ، كثير المحفوظ للشعر، كثير الأدب مع المحدثين والأئمة المجتهدين، تلوح على محياه أمارات التواضع والحلم، وتشرق أنوار العبادة والمجاهدة في وقار وهيبة.
وكان أعلم العلماء في العلوم النافعة’ وأحسن المتأخرين ملكة في الفقه وأصوله وأعرفهم بنصوصه وقواعده.
وضع خطة محكمة لتحرير الهند من مخالب الاستعمار الإنجليزيّ عام 1323هـ / 1905م، وكان يودّ أن يستعين فيها بالحكومة الأفغانية والخلافة العثمانية . وقد هيّأ لذلك جماعة من تلاميذه تمتاز بالإيمان القوي، والطموح، والثقة بالنفس، والتوكل على الله، والحزم وثقوب النظر. وكان من بينها الشيخ عبيد الله السنديّ (المتوفى 1363هـ / 1944م) والشيخ محمد ميان منصور الأنصاري (المتوفى 1365هـ / 1946م) وكان الاتصال يتم بينه وبين تلاميذه وأصحابه المناضلين عن طريق الرسائل التي كانت تُكْتَب على الحرير الأصفر، ومن هنا عُرِفَ نضاله ضدّ الاستعمار بـ mحركة الرسائل الحريريةl . ولتنفيذ خطته سافر رغم كبر سنه إلى الحجاز عام 1333هـ / 1915م , وقابل في المدينة المنورة كبار المسؤولين عن الخلافة العثمانية؛ ولكن من سوء الحظّ اطلعت حكومة الاستعمار الإنجليلزي على الرسائل الحريرية عام 1334هـ / 1916م، وألقت عليه القبض عن طريق الشريف حسين أمير مكة – الذي كان قد خرج على الدولة العثمانية – في صفر 1335هـ / نوفمبر 1916م و معه عدد من تلاميذه وأصحابه ، من بينهم الشيخ السيد حسين أحمد المدني المتوفى 1377هـ / 1957م، وسُفِّروا إلى mمالطهl وسُجِنُوا بها؛ حيث لبثوا فيها نحو 3 سنوات وشهرين، وأطلق سراحهم في جمادى الأخرى 1338هـ / يناير 1920م، و وصل الشيخ الهند يوم 20/ رمضان 1338 هـ الموافق 9/ مايو 1920م وتلقّاه الناس بحفاوة غير عاديّة، وغلب عليه لقب mشيخ الهندl واستُقْبل في كل مكان استقبالاً لم يعهد الناس مثله .
ورغم كبر سنه وضعفه ومرضه وكونه مُحَطَّمًا لطول الأسر في الغربة، لم ير أن يستجم في وطنه ديوبند، وإنما ظل يزور ويجول في أرجاء البلاد يدعو الشعب إلى النضال ضد الإنجليز ومقاطعتهم ، من خلال خطبه و محاضراته . وفي هذه الحالة سافر إلى mعليجراهl و وضع حجر الأساس للجامعة الملية الإسلامية يوم 29/ أكتوبر 1920م (16 صفر 1339هـ) وقد انتقلت فيما بعد إلى دهلي.
ثم اشتد به المرض والضنى حتى استأثرت به رحمة الله تعالى في صباح يوم 18/ ربيع الأول 1339هـ الموافق 30/ نوفمبر 1920م ؛ وذلك في دهلي حيث كان يتلقى العلاج. ونقل جثمانه في اليوم التالي إلى ديوبند، ودفن بجوار أستاذه العظيم الإمام محمد قاسم النانوتوي المتوفى 1297/ 1880م في المقبرة الجامعية التي عرفت بـ mالمقبرة القاسميةl .
وقد تشرف رحمه الله بنقل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية وهي من أحسن التراجم الأردية وأكثرها قبولاً و رواجاً، وأضاف إليه تلميذه العلامة شبير أحمد العثماني المتوفى 1369هـ 1989م تعليقات مفيدة عُرِفتْ بـ mالتفسير العثمانيl . وقد قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بطباعة هذه الترجمة مع التفسير عام 1409هـ الموافق 1989م بعدد مئات الآلاف و توزيعها على المسلمين في العالم.
انظر للتوسّع في ترجمته كتب mحياة شيخ الهندl للشيخ ميان أصغر حسين الديوبندي و mنقش حياةl و mأسير مالطةl للشيخ السيد حسين أحمد المدني و mتذكرة شيخ الهندl للشيخ عزيز الرحمن البجنوري و mحركة شيخ الهندl للشيخ السيد محمد ميان الديوبندي الدهلوي و mأسيران مالطةl له أيضاً و mنزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظرl للشيخ الشريف عبد الحي الحسني ، ج8’ و mتأريخ دار العلوم/ ديوبندl لمؤلّفه الشيخ السيّد محبوب رضوي، ج2.
الشيخ العلامة أشرف علي التهانوي
هو الشيخ العلامة الفقيه mأشرف عليl بن عبد الحق التهانويّ المعروف في شبه القارة الهندية بـ mحكيم الأمةl أحد كبار العلماء والمشايخ الديوبنديين ، والعلماء الفقهاء الأذكياء الربّانيين الذي نفع الله الخلق بمؤلفاتهم ومواعظهم وتربيتهم نفعاً كبيراً. يبلغ عدد مؤلفاته نحو ثمانمائة ، منها نحو اثني عشر كتابًا بالعربية. كان مثالاً في ضبط الأوقات وحسن توزيعها بين الله وبين العباد وبين شؤونه الشخصية والعائليّة ؛ فكان لا يخلّ بها ولا يستثني فيها إلا اضطرارًا. وكان لكتبه ومواعظه ومجالسه دور كبير يُذكرُ ويُشكرُ في إصلاح العقيدة والعمل، ومحاربة البدع والخرافات والعادات والتقاليد الجاهلية، التي تسربّت إلى المجتمع الإسلامي وتغلغلت في حياة المسلمين وأفراحهم وأتراحهم، بسبب الاختلاط الطويل بالكفار والمبتدعين المستعبدين للأهواء. وبلغ عددُ مجالس وعظه التي دوِّنت في الرسائل أربع مائة مجلس. وأضفى الله عزّ و جل على جميع مؤلفاته ومجاميع مواعظه مسحة من القبول عجيبة، أما كتابه mبهشتي زيورl (حلية الجنة) الذي ألّفه أساسًا لتعليم البنات ما يحتجن إليه في الدين والدنيا، وأودعه المسائل الفقهية والأداب الإسلامية وكثيرا من المعلومات العامّة ، فقد نال من القبول والذيوع ما لم ينله كتاب ديني في هذه الديار، وصدرت له طبعات لا تحصى.
وُلِدَ لدى الصبح الصادق من الأربعاء 5/ ربيع الثاني 1280هـ الموافق 10/ سبتمبر 1863م. في بلدة mتهانَهْ بَهوَنْl في مديرية mمظفر نكرl بولاية mأترا براديشl. وتخرج من الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند عام 1299هـ / 1882م. وتوفي بـ mتهانه بهونl يوم 16/ رجب 1362هـ الموافق 14/ يوليو 1943م.
للاستزادة من ترجمته اُنظر mأشرف السوانحl في ثلاثة أجزاء للشيخ الخواجه عزيز الحسن المجذوب . و mتأريخ دار العلوم / ديوبندl ج2، و mنزهة الخواطرl ج:8
الشيخ المحدث السيد حسين أحمد المدني
هو الشيخ العالم الجليل، المحدث الكبير، البطل الجرئ السيد حسين أحمد المدني، ابن حبيب الله المعروف في ديار الهند ب: Mشيخ الإسلامl. أصله من مدرية mفيض آبادl بولاية يو،بي (الهند). وُلِدَ سنة 1296هـ ببلدة mباكر مئوl بمديرية mأناؤl بـ mأترابراديشl ، وتوفي سنة 1377هـ بمدينة mديوبندl ودفن بها.
تلقى مبادئ العلوم في بلدة mتاندةl بمديرية mفيض آبادl ثم التحق بجامعة ديوبند الإسلامية ، وتعلم على أساتذتها البارعين ، أمثال الشيخ الأديب ذوالفقار علي الديوبندي، والشيخ المحدث خليل أحمد السهارنبوري، والشيخ المفتي عزيز الرحمن الديوبندي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ العلامة محمود حسن الديوبندي، ولازمه مدة طويلة إلى أن تخرج في الجامعة.
هاجر مع أسرته إلى الحجاز سنة 1316هـ ، وأقام بالمدينة المنورة يدرّسُ في المسجد النبوي الشريف إلى أن عاد إلى الهند عام 1333هـ وقد أسر الشريف حسين أمير مكة الشيخ محمود حسن وأصحابه ومنهم الشيخ ؛ في مكة المكرمة، على إيعاز من الحكومة الهندية الإنجليزية ، حين سافروا إليها للحج، وأسلمهم إليها، فنقلتهم إلى مصر، ثم إلى mمالطاl حيث مكث سجيناً نحو ثلاث سنوات. ولماحمي وطيس حركة تحرير البلاد ، خاضه بقوة و ثبات. وألقى خطباً مثيرة حماسية ضد الاستعمار ، يجول في البلاد والأمصار، فحُبِس مراراً.
وبالرغم من هذه الخدمات الوطنية والسياسية ، اعتزل الشيخ بعد الاستقلال ولم يأخذ منصباً ، ولا وظيفة في الحكومة ، وعكلف على الدرس، والدعوة إلى الله ، وقد أنعم عليه رئيس الجمهورية بلقب فخري يسمى بــ mبدم بهوشنl فرفضه قائلاً : إنه لا ينسجم وطريقةَ أسلافه.
كان رحمه الله عالماً ربانياً، محدثاً جليلاً، زعيماً بارزاً، جامعاً لمحاسن الإنسانية ومزاياها، تتمثل في حياته النموذجية حياة الصحابة رضي الله عنهم. وكان قليل التصنيف لأجل نشاطاته الساسية ، والدعوية ، والتدريسية. له mنقش حياتl ، و mالشهاب الثاقب: وجمع بعض تلاميذه دروسه لسنن الترمذي، وهي مطبوعة لم تتم. (تاريخ جامعة دارالعلوم / ديوبند (بالأردية) 2/82-84؛ نزهة الخواطر 8/126-132. ط: لكناؤ 1993م)
((2)) هو العلامة شبر أحمد العثماني ابن الشيخ فضل الرحمن العثماني الديوبندي ولد عام 1305هـ / 1887م ، والتحق بالروضة في 7 من عمره. وتخرج من جامعة ديوبند عام 1325هـ / 1907م. وكان من أبرز تلاميذه العلامة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي. درّس أولاً في mالمدرسة العالية فتح بوريl بدهلي، ثم عين أستاذاً بجامعة ديوبند عام 1328هـ / 1910م. وكان تدريسه لصحيح مسلم معروفا و مقبولاً في أوساط العلماء والتلاميذ.
وفي عام 1352هـ / 1933م عين شيخ الحديث بالجامعة الإسلامية تعليم الدين بمدينة mدابهيلl بــ mغوجراتl وعلى إلحاح من الشيخ أشرف علي التهانوي وغيره من المشايخ الكبار تولّى منصب الرئيس العام للجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند عام 1362هـ / 1944م، إلى جانب توليه شياخة الحديث في جامعة mدابهيلl.
الشيخ العلامة شبير أحمد العثماني
كان العلامة شبير أحمد العثماني أحد الخطباء المصاقع والأدباء المترسلين المبرزين باللغة الأردية، ألّف عدداً من الكتب تنمّ عن عميق علمه ، وسعة اطلاعه، و طول باعه في العلوم الإسلامية إلى جانب تحركاته و نشاطاته السياسية وبلائه الحسن في تحرير البلاد.
وتولّى منصب عضو بارز في حركة الخلافة عام 1333هـ / 1914م . وكان من كبار قادة جمعية علماء الهند، ورأسها لمدة ، انضمّ عام 1365هـ / 1946م إلى العصبة الإسلاميّة . وقبل تقسيم الهند بعام واحد، وفي عام 1366هـ / 1947م انتقل إلى باكستان، واحتفي فيها احتفاءً كبيراً، وعرف بـ mشيخ الإسلامl وعين عضواً في لجنة وضع الدستور ورئيساً للجنة أيضاً.
وله حواش و تعليقات مفيدة جدّاً على ترجمة أردية للقرآن الكريم للعلامة محمود حسن الديوبندي، وقد قام بطبعها و توزيعها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة منذ سنوات، بكميات كبيرة.
توفي رحمه الله في 21/ صفر 1369هـ الموافق 13/ ديسمبر 1949م بمديرية بهاول بورl بباكستان ودفن بكراتشي. [المترجم] (تاريخ دارالعلوم / ديوبند بالأردية ج2، ص98-102).
الشيخ العلاّمة أنور شاه الكشميري
هو العلامة المحدث الكبير أنوَرْ شاه الحسيني الحنفي ابن الشيخ محمد معظّم شاه الكشميري. انتهت إليه رئاسة تدريس الحديث في الهند. كان دقيق النظر في طبقات المحدثين والفقهاء، نادرة عصره في قوة الحفظ، وسعة الاطّلاع على كتب المتقدمين، والتضلّع من الفقه والحديث وأصولها والتفسير وأصوله، والرسوخ في العلوم الإسلامية والعربية، يسرد ما قرأه في ريعان شبابه بنصوصه دون إخلال بمعنى. شغوفًا بالقراءة والاطلاع على كل جديد، شديد الغيرة على الإسلام، كثير الحماية لعقيدة أهل السنة والجماعة، شديد العداء والمحاربة للقاديانية، متوفّرًا على الردّ عليهم بالكتابات والخطابات، كثير الترغيب لتلاميذه وأصحابه في مقاومتها بالقلم واللسان.
وُلِدَ صباحَ السبت 27/ شوال 1292هـ الموافق 16/ أكتوبر 1875م. اجتاز المراحل الابتدائية والثانوية في وطنه كشمير وغيرها، متعلمًا على والده وغيره، والتحق بالجامعة الإسلامية دار العلوم / ديوبند عام 1310هـ / 1892م، وتلقّى فيها الدراسات العليا في علوم الشريعة و ما يتعلق بها طوال أربع سنوات، على الشيخ العلامة محمود حسن الديوبندي شيخ الهند (المتوفى 1239هـ / 1920م) والشيخ خليل أحمد السهارنبوري (المتوفى 1346هـ / 1927م) وغيرهما، وتخرّج منها عام 1314هـ / 1896م وهو في 21 من عمره. وبدأ يعمل رئيسًا لهيئة التدريس بالمدرسة الأمينية الإسلامية بدهلي منذ تأسيسها عام 1315هـ / 1897م، وبقي بها لمدة أربع سنوات ونصف، وعاد عام 1320هـ 1903م إلى وطنه كشمير؛ حيث أسس بها مدرسة باسم mفيض عامl . وعام 1323هـ / 1905م سافر إلى الحجاز للحج والزيارة، واستغل الفرصة فأسند الحديث عن الشيخ حسين بن محمد بن مصطفى الجسر الطرابلسي (المتوفى 1327هـ / 1909م) صاحب mالرسالة الحميديّة في حقيقة الديانة الإسلاميةl ثم عاد إلى الهند عام 1327هـ / 1909م وأقام بالجامعة الإسلامية دار العلوم /ديوبند على أمر من أستاذه شيخ الهند يدرس بها ابتغاءً لوجه الله. وذلك لغاية عام 1333هـ / 1915م، إذ سافر فيه العلامة شيخ الهند محمود حسن إلى الحجاز ينوي الإقامة الطويلة فيه؛ فاستخلفه في تدريس الحديث و ولاّه رئاسة التدريس في الجامعة، وبقي في منصبه هذا طوال 12 عاما لعام 1346هـ / 1927م الذي في أوائله انتقل إلى الجامعة الإسلامية بـ mدابهيلl بـ mغجراتl وبقي يدرس بها الحديث لعام 1351هـ / 1932م حتى أضناه داء البواسير: فعاد إلى mديوبندl حيث استأثرت به رحمة الله تعالى يوم 3/ صفر 1352هـ الموافق 30/ أبريل 1933م.
من مؤلّفاته تعليقات على mفتح القديرl لابن الهمام إلى كتاب الحج، وتعليقات على mالأشباه والنظائرl وتعليقات على صحيح مسلم، وكتاب mعقيدة الإسلام في حياة عيسى عليه السلامl و mإكفار الملحدين في ضروريات الدينl و mمشكلات القرآنl و التصريح بما تواتر في نزول المسيحl . وما إلى ذلك.
للاستزادة من ترجمته يراجع mنفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ أنورl للشيخ محمد يوسف البنوري و mنزهة الخواطرl ج8، تأريخ دار العلوم / ديوبند ج2، mالأنورl للأستاذ عبد الرحمن كوندو، mحياة أنورl للأستاذ أزهر شاه قيصر، mنقش دوامl للشيخ أنظر شاه الكشميري، mنكارستان كشميرl للقاضي ظهور الحسن ، mعلماءِ هند كا شاندار ماضيl للشيخ الفقيه محمد ميان الدهلوي، mتأريخ أقوام كشميرl للأستاذ محمد دين فوق، mمولانا أنور شاه كشميري: حياة اور ان كـا علمي كارنامهl للدكتور رضوان الله، mتراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشرl للعلامة المحدث الشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله .
الشيخ المفتي عزير الرحمن العثماني
هو الشيخ العالم الرباني الحنفي، المفتي عزيز الرحمن العثماني الديوبندي، ابن الشيخ فضل الرحمن العثماني، الشقيق الأكبر لكل من العلامة شبير أحمد العثماني، والشيخ حبيب الرحمن العثماني، الرئيس الأسبق لجامعة ديوبند.
كان أمة في عصره في الفقه، والفتوى، ودقة النظر ، وسعة الدراسة لكتب الأصول، والاستحضار لمتون الفقه، وجزئياته، يكتب الجواب عن الاستفتاء عفو الساعة، ولا يحتاج إلى المراجعة في أغلب الأحيان، مع تحرّ للصواب ، وإلمام بالحوادث والنوازل، واطّلاع على مقتضيات العصر واتجاهات الفكر، ورؤى الزمان.
تولّى الإفتاء في الجامعة الإسلامية دار العلوم / ديوبند نحو أربعين سنة، ورغم أن سجل فتاواه التي أفتى بها في الفترة ما بين 1310هـ و 1329هـ مفقود، فإن عدد فتاواه في الفترة ما بين 1330هـ و 1346هـ حسب ما هو مسجّل لدى دار العلوم / ديوبند ، يبلغ (37561) فتوى، ولكن سماحة الشيخ المقرئ محمد طيب الرئيس السابق للجامعة ، قد صرح في مقدمة الجزء الأول من مجموع فتاواه، أن عدد فتاواه (118000) على الأقل.
وكان غاية في إنكار الذات، والتواضع، وستر الحال، والاجتهاد لإسداء الخير، والنفع للخلق، حتى كان دائب التطواف بعد صلاة العصر على البيوت حتى يطلع على حوائج الأرامل والعجائز، والعفيفات من النساء اللاتي يفقدن كفلاء الأمر، فيحقق لهن حاجاتهن من السوق وغيرها ويحملها إليهن بنفسه . كما كان يتابع سطوح بيوت الفقراء أيام المطر، فيرممها بنفسه .
وُلدَ رحمه الله في 1275هـ الموافق عام 1858م. وتخرج من جامعة ديوبند عام 1298هـ . وتوفي 17/ جمادى الآخرة 1347هـ بديوبند . و دفن بالمقبرة القاسمية.